[ كيف تبكي من خشية الله ؟ ]
١- استشعار الخوف من الله :
وهذا هو ثمرةُ العلمِ النافع:
{ إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجدا ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ ويزيدهم خشوعا}
عن التَّيْميّ قال : من أُوتيَ من العلم ما لم يبُْكِهِ لخليقٌ ألا يكون أُوتي علماً ؛ لأن الله تعالى نعت العلماء ، ثم تلا هذه الآية .
(تفسير القرطبي)
٢- قراءة القرآن وتدبر معانيه :
قال تعالى في وصف أنبيائه وعباده المخلَصين: { إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيّاً }
وعن ابن مسعود قالَ :
قال لي النبيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم :
" اقْرَأْ علَّي القُرآنَ "
قلتُ: يا رسول الله، أقرأ عليك، وعليك أُنزِل؟
قالَ : " إِني أُحِبُّ أَنْ أَسْمَعَهُ مِنْ غَيْرِي " فقرَأْتُ عليه سورَةَ النِّساء ، حتى جِئْتُ إلى هذِهِ الآية : ( فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّة بِشَهيد وِجئْنا بِكَ عَلى هَؤلاءِ شَهِيداً )
قال : " حَسْبُكَ الآن "
فَالْتَفَتَّ إِليْهِ ، فَإِذَا عِيْناهُ تَذْرِفانِ. متفق عليه.
٣- معرفة عظيم الأجر على البكاء وخاصة في الخلوة :
قالَ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم :
" لا َيَلِجُ النَّارَ رَجْلٌ بَكَى مِنْ خَشْيَةِ اللَّه حَتَّى يَعُودَ اللَّبَنُ في الضَّرْع " صححه الألباني .
وأحد السبعة الذين يظلهم الله في ظله : "رَجُلٌ ذَكَرَ اللَّه خالِياً فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ "
متفق عليه.
٤- التفكر في حالك وتجرؤك على المعصية والخوف من لقاء الله على هذه الحال :
كان فضالة بن صيفي كثير البكاء ، فدخل عليه رجل وهو يبكي فقال لزوجته : ما شأنه ؟ قالت : زعم أنه يريد سفراً بعيداً وماله زاد .
وانتبه الحسن ليلة فبكى ، فضج أهل الدار بالبكاء ، فسألوه عن حاله فقال : ذكرت ذنبا لي فبكيت .
٥- استشعار الندم والشعور بالتفريط في جنب الله :
قال شيخ المفسِّرين أبو جعفر الطبري في تفسير قوله تعالى:
{أَفَمِنْ هَـذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ وَتَضْحَكُونَ وَلاَ تَبْكُونَ وأنتم سامدون} :
" لا تبكون مما فيه من الوعيد لأهل معاصي الله ؛ وأنتم من أهل معاصيه، (وأنْتُمْ سامِدُونَ) يقول : وأنتم لاهون عما فيه من العِبَر والذِّكْر ، مُعْرِضُون عن آياته ! "
٦- البكاء من الشفقة من سوء الخاتمة :
مرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحِجْر قال : " لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسَهم أن يُصيبكم ما أصابهم ؛ إلا أن تكونوا باكين " ، ثم قنّع رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه ، وأسرع المشيَ حتى أجاز الوادي ) متفق عليه .
وقد ترجم النووي لهذا الحديث في 'رياض الصالحين' ( باب البكاء والخوف عند المرور بقبور الظالمين ومصارعهم، وإظهار الافتقار إلى الله تعالى ، والتحذير من الغفلة عن ذلك)
٧- سماع المواعظ المرققة للقلب :
عن العرباض بن سارية رضي الله عنه ـ وهو أحد البكّائين ـ قال :
" وَعَظَنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظةً بليغةً ذرفت منها العيون ، ووجلت منها القلوب" صححه الألباني.
..... نعوذ بك الله من عين لا تدمع ،
ومن قلب لا يخشع ، ومن علم لا ينفع ،
ومن دعاء لا يُسمَع .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق