دلائل نبوة النبي صلى الله عليه وسلم وأثرها على المسلم
الخطبة الأولى
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا , من يهد الله فلا مضل له , ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد ان لا إله إلا الله وحده لا شريك له , وأشهد أن محمد عبده ورسوله .
{ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ }
{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً }
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا }
أما بعد :
فإن خير الكلام كلام الله ، وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة .
عباد الله :
لقد منَّ الله على عباده ببعثة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ، وفرض على العباد الإيمان به وإتباعه وطاعته قال تعالى { يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِنْ رَبِّكُمْ فَآَمِنُوا خَيْرًا لَكُمْ } وقال سبحانه : { وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا} وأخبر جل وعلا أنه سينصر رسوله صلى الله عليه وسلم ويُظهر دينه على الاديان كلها وإن كثر المخالفون، قال تعالى : {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ } , وشهد الله لنبيه بالرسالة فقال : { وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ } ، ولا يدخل أحد في الإسلام إلا بأن يؤمن بأن محمداً رسول الله ، ويصدقَ بما جاء به . والواجب تقديم محبته صلى الله عليه وسلم على محبة المال و الأهل والولد ، يقول صلى الله عليه وسلم : (لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين ) .
ولقد أقام الله البراهين الكثيرة الدالة على نبوته صلى الله عليه وسلم ، ونوّعها إقامةً للحجة على العباد، وليزداد الذين ءامنوا إيماناً .
والناس يتفاوتون في مقدار تصديقهم للنبي صلى الله عليه وسلم وإيمانهم به ، فمنهم من تصديقه بلغ الدرجات العلى من اليقين ، ومنهم من يضعف تصديقه إلى أن يقرب إلى درجة الشك والريب , ومابين هاتين الدرجتين أصناف لا يعلم عددهم وتفاوتَ إيمانهم إلا الله سبحانه ، قال تعالى { هُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ } .
وإن من أسباب تفاوت الناس في الإيمان تفاوتهم في العلم بدلائل نبوته صلى الله عليه وسلم , فمن زاد علمه بآيات النبي صلى الله عليه وسلم ودلائل نبوته زاد إيمانه وتصديقه ، ومن نقص علمه بها نقَص إيمانه وتصديقه .
ثم ما يظهر على الناس في الظاهر من أقوال اللسان وأعمال الجوارح هو تبع لما في القلب من إيمان ، قال النبي صلى الله عليه وسلم ( ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ، واذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب ) .
وسنذكر في هذا المقام بعضاً مما جاء من دلائل نبوته صلى الله عليه وسلم ومن علامات دالة على صدقه ، و أنه رسول من عند الله .
فمن ذلك : النظر في سيرته صلى الله عليه وسلم من حين ولد وإلى أن بعث ، ومن حين بعث إلى أن مات .
فقد جعله الله من خير البيوت نسباً ، بيتِ إبراهيم عليه السلام ، الذي جعل الله في ذريته النبوة والكتاب ، فلم يأت نبي بعد إبراهيم إلا كان من ذريته ، وكان محمد صلى الله عليه وسلم من قريش، وهم صفوة بني إبراهيم، ثم من بني هاشم صفوة قريش .
وولد صلى الله عليه وسلم في أحب البقاع إلى الله مكة ام القرى ، البلد الذي توجد فيه كعبة الله ، البلد الذي لم يزل محجوجاً يقصده الناس من كل مكان من عهد إبراهيم عليه السلام .
وكان صلى الله عليه وسلم من أكمل الناس تربية ونشأة ، لم يزل معروفاً بالصدق والبر والعدل ومكارم الأخلاق ، وترك الفواحش والظلم وكل وصف مذموم ، مشهوداً له بذلك عند جميع من يعرفه قبل النبوة ، وممن آمن به وممن كفر بعد النبوة ، لايُعرف له شيء يعاب به ، لا في أقواله ولا في أفعاله ولا في أخلاقه ، ولا جُرِّب عليه كذبة قط ولا ظلم ولا فاحشة ، وبقي صلى الله عليه وسلم على هذه الاخلاق الحسنة والمكارم الحميدة طول بقائه في الحياة الدنيا ، مع إختلاف الأحوال عليه من حرب وسلم ، وأمن وخوف ، وغنى وفقر، وقلة وكثرة .
وهذه الاخلاق هي التي دلت خديجة رضي الله عنها على صدق نبوته وأنه لايتنزل عليه إلا ملائكة ، فقالت لما ذكر لها تنزَّل الوحي عليه أول مرة ( كلا والله لا يخزيك الله أبداً إنك لتصل الرحم وتكسب المعدوم وتقري الضيف وتعين على نوائب الدهر ) .
وجمع الله لنبيه صلى الله عليه وسلم بين حسن الاخلاق وحسن الخِلْقة والصورة الظاهرة ، ففي الصحيحين من حديث البراء رضي الله عنه قال : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس وجهاً , وأحسنهم خلْقا ، ليس بالطويل الذاهب ولا بالقصير ) ، ( وسئل رضي الله عنه : أكان وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل السيف ؟ قال : لا بل مثل القمر ).
وكان أجود الناس وأشجعهم ، قال فيه ابن عباس رضي الله عنه : ( كان أجود الناس بالخير , وأجود بالخير من الريح المرسلة ) متفق عليه ، وقال جابر ( ما سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً فقال : لا ) متفق عليه
ولم يكن صلى الله عليه وسلم فاحشاً ولا متفحشاً، وكان أشدَّ الناس حياء وأرحم الناس بالناس , فلم يضرب أحد بيده لا امرأةً ولا خادماً إلا أن يجاهد في سبيل الله .
وكان خُلُقه القرآن ، وكان أشدَّ الناس عبادة ، يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه .
ومن دلائل نبوته أن الجن أَخْبَرَت ببعثته لما بُعِث , ومُنِعوا من استراق السمع من السماء ، وأرْسِلت عليهم الشُهُب , قال الله عنهم : { وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَن يَسْتَمِعِ الآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَّصَدًا} .
وشهد له أهل الكتاب بالنبوة ، منهم ورقة بن نوفل ، وكان رجلاً نصرانياً ، لما أخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم بنزول الَملَك عليه قال : ( هذا الناموس الذي أنزل الله على موسى ) رواه البخاري ، وقال هرقل عظيم الروم لما بلغه خبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال وهو جالس على كرسي ملكه ( سيملك هذا الرجل موضع قدمي هاتين ، ولو أني اعلم أني أخلص إليه لتجشمت لقاءه ، ولو كنت عنده لغسلت عن قدمه ) أخرجه البخاري ومسلم .
ومن دلائل نبوته : أنه كان أمياً لا يقرأ ولايكتب ، ولم يجالس أهل الكتاب ولم يعرف أخبارهم ، وجلس على هذا مدة أربعين سنة ، ثم أتى بهذا القرآن العظيم الذي فيه أعجب الكلام وأحسنه ، وفيه من الإخبار بالمغيبات و أحوال الأمم السابقة الشيء الكثير، الذي يَعلم منه العاقل أنه لا يأتي بمثله إلا رسول من عند الله، قال تعالى بعد ذكر قصة موسى عليه السلام : { وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنَا إِلَى مُوسَى الأَمْرَ وَمَا كُنتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ (44) وَلكِنَّا أَنشَأْنَا قُرُونًا فَتَطَاوَلَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ وَمَا كُنتَ ثَاوِيًا فِي أَهْلِ مَدْيَنَ تَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَلَكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ }
وقال بعد قصة نوح مع قومه { تِلْكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنتَ تَعْلَمُهَا أَنتَ وَلاَ قَوْمُكَ مِن قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ }
ثم إنه صلى الله عليه وسلم تحدى الجن والإنس أن يأتوا بمثل هذا القرآن ، فلم يستطع أحد منهم ذلك ، بل تحداهم أن يأتوا بسورة واحدة منه فلم يقدروا ، هذا مع كثرة الخلق وطول الزمان ، وقد سمعه الموافق والمخالف والعرب والعجم ، فهو معجز في لفظه وفي نظمه، وفي إخباره بالغيوب، وفي أمره ونهيه ووعده ووعيده، وفي جلالته وعظمته وسلطانه على القلوب ، واذا تُرجم بغير العربية كانت معانيه أحسن المعاني وأتمها .
ومن دلائل نبوته صلى الله عليه وسلم : إخباره عن الغيب الماضي والحاضر والمستقبل بأمور باهرة ، ففي صحيح مسلم عن أبي زيد عمرو بن أخطب -رضي الله عنه- قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الفجر ، ثم صعد على المنبر فخطبنا حتى حضر الظهر ، ثم نزل فصلى بنا ، ثم صعد المنبر فخطبنا حتى حضر العصر ، ثم نزل فصلى بنا حتى غربت الشمس ، قال : وأخبرنا بما كان وما هو كائن ) .
وفي صحيح البخاري : شكى إليه رجل الفقر ، وشكى إليه آخر قطع الطريق ، فقال صلى الله عليه وسلم ( والله ليأتي زمان ترتحل الظعينة من الحيرة حتى تطوف بالكعبة لاتخاف أحدا إلا الله، ولَتُفْتَحَنَّ كنوز كسرى ويخرج الرجل ملء كفه من ذهب أو فضة يطلب من يقبله عنه فلا يجد أحدا يقبله منه ) .
قال الراوي : فرأيت الظعينة ترتحل من الحيرة حتى تطوف بالكعبة لاتخاف إلا الله ، وكنت فيمن افتتح كنوز كسرى .
قال شيخ الإسلام -رحمه الله- : وما أخبر به من خروج الرجل بملء كفه من ذهب أو فضة فلا يجد من يقبله ظهر كما أخبر في زمن عمر بن عبدالعزيز .
و أخبر صلى الله عليه وسلم بمصارع المشركين في بدر وقال : هنا يصرع فلان وهنا يصرع فلان ، فما ماط أحدهم عن الموضع الذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم .
ولما صعد أحدا وكان معه أبو بكر وعمر وعثمان اهتز الجبل فقال صلى الله عليه وسلم ( اثبت فما عليك إلا نبي وصديق وشهيدان ) فكان كما قال ، فمات عمر وعثمان شهيدين ، ومات الصديق على فراشه .
وبَشَّرَ عثمانَ بالجنة على بلوى تصيبه ، فكان كما قال ، فَقُتِل عثمان -رضي الله عنه- مظلوما في داره .
وأخبر فاطمة -رضي الله عنها- أنها أول أهله لحوقاً به ، فكان كما قال .
وأخبر عن مقتل قواده الثلاث في معركة مؤتة قبل أن يصل الخبر إلى المدينة ، وأخبر عن موت النجاشي في الحبشة في اليوم الذي مات فيه ، والأخبار في ذلك كثيرة جداً .
ومن علامات نبوته: انشقاق القمر في عهده إلى نصفين، رأه الناس وشهدوا عليه.
ومن علامات نبوته صلى الله عليه وسلم: تسخير الجمادات له ، فعن ابن مسعود -رضي الله عنه- قال : ( لقد كنا نأكل الطعام مع النبي صلى الله عليه وسلم ونحن نسمع تسبيح الطعام ، قال: وأتى النبي صلى الله عليه وسلم بإناء فوضع يده فيه فجعل الماء ينبع بين أصابعه) أخرجه البخاري .
وفي الصحيحين قال صلى الله عليه وسلم : (إني لأعرف حجراً بمكة كان يسلم علي قبل ان أبعث ) .
وعن جابر رضي الله عنه قال : كان المسجد مسقوفاً على جذوع النخل، فكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا خطب يقوم إلى جذع منها ، فلما وضع المنبر سمعنا لذلك الجذع صوتاً كصوت العشار ، حتى جاء النبي صلى الله عليه وسلم فوضع يده عليها فسَكَنَت ) متفق عليه ، وفي رواية ( فصاحت النخلة ) فنزل النبي صلى الله عليه وسلم فضمَّها إليه فجعلت تئن أنين الصبي الذي يُسَكَّت حتى استقرت .
وعن عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال: ( كنا مع رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ في سفر فأقبل أعرابي ، فلما دنا منه قال له رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : أين تريد؟ ، قال : إلى أهلي ، قال: هل لك في خير؟ قال: وما هو ؟ قال : تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله ، قال : ومن يشهد على ما تقول ؟ ، قال : هذه السلمة (شجرة من أشجار البادية) ،فدعاها رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهي بشاطئ الوادي ، فأقبلت تخد (تشق) الأرض خدًا حتى قامت بين يديه ، فأستشهدها ثلاثًا فشهدت ثلاثًا أنه كما قال ، ثم رجعت إلى منبتها.
وكان صلى الله عليه وسلم مستجاب الدعوة، فدعا لابن العباس بالفقه فكان من أفقه الصحابة ، ولأبي هريرة بالحفظ فكان أحفظهم ، ولأنس بكثرة المال والولد وطول العمر فحصل له ذلك .
وقال أنس -رضي الله عنه- : دخل رجل يوم الجمعة من باب كان قِبَل المنبر ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يخطب، فاستقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يارسول الله هلكت المواشي وانقطعت السبل فادع الله أن يغيثنا . قال: فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه فقال: اللهم اسقنا اللهم اسقنا اللهم اسقنا. قال أنس: ولا والله ما نرى في السماء من سحاب ولا قزعة ولا شيئا، وما بيننا وبين سلع من بيت ولا دار، قال: فطلعت من ورائه سحابة مثل الترس، فلما توسطت السماء انتشرت ثم أمطرت، فلم ينزل رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ابتلت لحيته من الماء، قال: والله ما رأينا الشمس سبتا (يعني: أسبوعا) ، قال: ثم دخل رجل من ذلك الباب في الجمعة المقبلة ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يخطب، فقال: يا رسول الله هلكت الأموال وانقطعت السبل فادع الله أن يمسكها قال: فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه ودعا، فانقطع المطر وخرجنا نمشي في الشمس .
أقول هذا القول ، وأستغفر الله .
>> الخطبة الثانية
الحمد لله على إحسانه ، والشكر له على توفيقه وامتنانه ، والصلاة والسلام على عبده ورسوله نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين .
أما بعد :
أيها المسلمون : إن ما تقدم من دلائل النبوة لتزيد المؤمن إيمانا بصدق النبي صلى الله عليه وسلم وصدق ما جاء به من الوعد والوعيد ، والأوامر والنواهي ، وبكل ما يقوله ويخبر به من أمور الوحي .
وإن من أعظم ثمرات ذلك أن يعتبر المسلم فيعلم أنه كما وقع ما أخبر به صلى الله عليه وسلم قبل وقوعه فكذلك سيقع كل ما أخبر به صلى الله عليه وسلم من الأمور المستقبلية وغيرها .
فوالله يا عبدالله لتسئلن في قبرك عن ربك ونبيك ودينك، لأن النبي أخبر بذلك ، ولتقومن الساعة، وليجدن المطيع ثمرة طاعته ، والعاصي ثمرة معصيته ، وستطاير الكتب فآخذ كتابه بيمنه وآخذ كتابه بشماله ، ولتقفن بين يدي الله وليكلمنك ليس بينك وبينه ترجمان فتنظر أيمن منك فلا ترى إلا ما قدمت ، وتنظر أشأم منك فلا ترى إلا ما قدمت ، وتنظر أمامك فلا ترى إلا النار فاتق النار ولو بالصدقة اليسيرة ولو بشق بتمرة .
وكذلك كن موقنا يا عبد الله بكل ما قاله نبيك صلى الله عليه وسلم فإذا سمعت وعدا فارج وسارع إلى الطاعة، وإذا سمعت وعيدا فخف وابتعد عن مخالفته .
أيها المسلمون (... أطيعوا الله وأطيعوا الرسول فإن تولوا فإنما عليه ما حمّل وعليكم ما حملتم وإن تطيعوه تهتدوا وما على الرسول إلا البلاغ المبين) .
اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى ، اللعم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ، اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا ، وكره إليما الكفر والفسوق والعصيان ، واجعلنا من الراشدين ، اللهم انصر كتابك وسنة نبيك وعبادك الموحدين ، اللهم أعز الإسلام والمسلمين ، وأذل الكفر وأهله في كل مكان يا رب العالمين ، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ، وصل اللهم وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
- كتبها الشيخ ناصر الرحيلي .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق