أيّها المسلمون، إن من دلائل عظمةِ المولى
-جلّ في عُلاه - أن جعل لأهل السماء السابعة كعبةً أخرى مُعظَّمة، معمورةً بالطاعةِ
مدى الأوقات، يتعبَّد فيها الملائكةُ، ويطوفون بها كما يطوف أهل الأرض بكعبتهم،
قال
صلى الله عليه وسلم في
شأن البيت المعمور : "يدخله كلَّ يوم سبعون ألف مَلَكٍ لا يعودون إليه"
متفق عليه. فسبحان من دانَت له جميع الكائنات، وذلَّت له جميع المخلوقات، وخضعَت
له الملائكة في سائر الأقطار والجهات!
الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله،
والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
أيّها المسلمون، اجعلوا الله ذُخركم
وملجأكم، أظهِروا أمره، ولا تُشركوا معه غيره، ووحدوه حق توحيده، فما من عبادةٍ
عُبِدت ولا من فريضةٍ فُرِضَت إلا لتكبيرهِ وتعظيمه، وإجلاله وتوحيده، ولا تليق
العبادة إلا له، ولا تنبغي الإلهية إلا لعظمته، تعالى وتقدَّس، وتنزَّه وتعاظَم،
وجلَّ وعزَّ أن يكونَ له شريكٌ أو نظير، أو والدٌ أو ولد .
من تعلَّق به كفاه، ومن اعتمد عليه وقاه،
ومن لجأ إليه حفِظَه وتولاَّه، فكيف يلجأ العبد عند حاجته وشدَّته إلى أضرحة وأموات
وحجارة ورُفَات ، وتمائم وخيوطٍ ومُعلَّقات؟! كيف يلجأ العبد عند مرضِه وبليَّته
إلى سحرةٍ كفرة ومُشعوذِين فَجرة؟! لا يلجأ إليهم إلا من وُكِل إلى الضياع والهوان
والخسران ذَلِكُمُ
اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ
مِنْ قِطْمِيرٍ إِنْ
تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ
وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ
الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله،
والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
أيّها المسلمون، اعتصموا بالكتاب والسنّة،
وافهموهما كما فهِمَهما سلف الأمة، واحذروا الأفكار الزائغة والعقائد المنحرفة
والبدع المُضِلَّة والحِزبيات المُفرِّقة، لا تسلكوا غيرَ طريق الشريعة التي جاء
بها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، وسار عليها أهل
القرون المُفضَّلة، فهي المَتجر الرابح والمنهج الصالح. يقول أبو بكر بن عياش رحمه
الله تعالى: "إنَّ الله بعث محمدًا إلى
أهل الأرض وهم في فساد، فأصلحهم الله بمحمّد صلى الله عليه وسلم، فمن دعا إلى
خلافِ ما جاء به محمّد فهو
من المُفسدين في الأرض"، ويقول الزهري رحمه الله: "منَ الله الرسالة،
وعلى الرسول البلاغ، وعلينا التسليم". فعظِّموا نصوص الكتاب والسنة وامتثِلوها،
وانقادوا لها ولا تُعارِضوها.
الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله،
والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
ايها المسلمون :
بالإمامة والسلطان تحمى الشريعة وتؤمن
السبل وينتظم الأمن ويعم الخير والعدل ويرتدع الظلمة وتندفع الفوضى ويعيش الناس
آمنين مطمئنين.
والطاعة لإمام المسلمين فريضة، وطاعته
في غير معصيةٍ من طاعة الله - عز وجل - فلا يجوز الخروج على ولاة أمر المسلمين
ولا قتالهم ولا منابذتهم ولا إظهار الشناعة عليهم ولا تحريك القلوب بالفتنة والسوء
ضدهم ولا إشاعة أراجيف الأخبار عنهم..
ومن فعل ذلك فهو مبتدعٌ على غير السنة
وطريقة السلف..
وقد خالف هذا المنهج السلفي الأصيل عصبة
غاوية شهرت سيوف الفتنة وجاهرت بعقيدةٍ مدخولة وعقولٍ مغسولة؛ فكفروا وروَّعوا
وقتلوا وفجروا وخانوا وغدروا.. خالفوا ما درج عليه السلف الصالحون وتركوا
ما أجمع عليه العلماء المسلمون .
يستحلُّون
الدمَ الحرامَ بأبشَع قِتلة .. ويسلُبون المالَ بأدنَى حِيلة .. ويُبيحُون انتِهاكَ
العِرض بأوهَى سبب. وصفَهم النبي - صلى الله عليه وسلم -: بقوله «هم شرُّ الخليقة».
وفي صحيح مسلم قال صلى الله عليه وسلم:
«إن بعدي من أمَّتي قومٌ يقرؤون القرآن لا يُجاوِزُ تراقِيَهم، يخرُجون من الدين
كما يخرُجُ السهمُ من الرمِيَّة ثم لا يعودُون فيه، هم شرُّ الخليقة».
وفي صحيح "ابن ماجه" قولُ النبي
- صلى الله عليه وسلم -: «الخوارِجُ كلابُ النار».
وفي "صحيح مسلم" قال صلى الله عليه
وسلم -: «من خرجَ من الطاعة، وفارقَ الجماعة، فمات ماتَ ميتةً جاهليةً، ومن قاتلَ
تحت رايةٍ عُمِّيَّة، يغضبُ لعصبةٍ أو يدعُو لعصبةٍ، أو ينصُرُ عصبةً، فقُتِل
فقِتلةٌ جاهليَّةٌ، ومن خرجَ عن أمَّتي يضرِبُ برَّها وفاجِرَها، ولا يتحاشَى
من مؤمنِها، ولا يفِي لذي عهدٍ عهدَه فليس منِّي ولستُ منه».
وفي "الصحيحين"
عن النبي - صلى الله عليه وسلم - «أنهم يقتُلُون أهلَ الإسلام، ويدَعون أهلَ
الأوثان، لئن أدركتُهم لأقتُلنَّهم قتلَ عاد».
في أحاديث كثيرة، وأوصافٍ جليَّة
أخذَت جماعاتٌ وعِصاباتٌ في مواطِن الفتن بحظٍّ وافِرٍ منها، أذاقُوا المُسلمين
أهل السنة السوء، وانخدَعَ بهم شبابٌ من بلاد المُسلمين، فاللهم اجعل كيدهم في
نحورهم واكف المسلمين شرورهم. الله أكبر، الله
أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد
عباد الله : اعلموا أنَّ أول ما يُحاسَب
به العبد يوم القيامة من عمله صلاتُه؛ فإن صلحت فقد أفلح وأنجَح، وإن فسدت فقد
خاب وخسِر، فإن انتقص من فريضته شيئًا قال الرب عز وجل: انظروا هل لعبدي من تطوُّع
فيُكمَّل منها ما انتقص من الفريضة.
وأدُّوا زكاة أموالكم طيبةً بها نفوسكم.
ومن كانت عنده مظلمةً لأخيه من عِرْضه أو شيء فليتحلَّله منه اليوم قبل أن لا يكون
دينارٌ ولا درهم، إن كان له عملٌ صالح أُخِذ منه بقدر مظلمته، وإن لم يكن له حسنات
أُخِذ من سيئات صاحبه فحُمِلَت عليه، ثم طُرِح في النار.
ولا يزال المؤمن في فُسحةٍ من دينه ما
لم يُصِب دمًا حرامًا، ولزوال الدنيا أهونُ على الله من قتل مؤمنٍ بغير حقّ. ولا
يحلُّ لمسلمٍ أن يهجر أخاه فوق ثلاث؛ ولا يرمي رجلٌ رجلاً بالفسق أو الكفر إلا
ارتدَّت عليه إن لم يكن صاحبه كذلك. والمُتسابَّان ما قالا فعلى البادي منهما حتى
يعتديَ المظلوم. وحُسن الخُلُق وحسن الجوار يُعمِّران الديار ويزيدان في الأعمار.
عودوا المريض، وأطعِموا الجائعَ، وأعطوا الفقير، وفُكُّوا العاني الأسير، ووفُّوا حقَّ الأجير، واحنُوا على الوالدين، وأحسِنوا إليهما، واستوصوا بالنساء خيرًا، عامِلوهن بالمحبة والتقدير والإكرام ، واحفظوا أولادكم، وأحسِنوا أدبهم وتربيتهم، وأنفِقوا عليهم؛ فإن أفضل النفقة نفقة الرجل على أهله وعياله، وارحموا الأرامل واليتامى،
صلِوا من قطعكم وأعطوا من حرمكم، واعفوا
عمن ظلمكم؛ فليس الواصل بالمكافئ وإنما الواصل الذي إذا قُطِعتْ رحمه وصلها.. ولا
تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل ولا تبخسوا الناس أشياءهم، ولا تمنعوا العمال والخدم
والسائقين حقوقهم ورواتبهم.. ولا تظلموهم ولا تكلفوهم ما لا يطيقون، وأعينوهم وعلموهم
ما يحتاجون من أمور العقيدة والدين.
غُضُّوا أبصاركم، واحفَظوا فُروجكم،
واتقوا الدنيا، واتقوا النساء، فإن فتنة بني إسرائيل كانت في النساء، وما خَلا
رجلٌ بامرأةٍ إلا كان الشيطان ثالثَهما، والمرأة المُتبرِّجة السافِرة المُتعطِّرة
التي تفتِن الرجال بزينتِها مُتوعَّدةٌ بالنار وغضب الجبار.
والراشي والمُرتشي والساعي بينهما ملعونون
على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومن غشَّ المسلمين
فليس منهم، والخداع والمكر في النار، ومن استُعمِل على عملٍ فليجِئ بقليله وكثيره،
ولا يكتم منه شيئًا، فإن كَتَم كان غُلولاً يأتي به يوم القيامة.
الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله،
والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد
يا معشر النساء، اتقين الله تعالى، وأطعن
الله ورسوله، وحافظن على صلاتكن، وأطعن أزواجكن، وارعين حقوقهم، وأحسن الجوار ،
وإياكن والتبرج والسفور والاختلاط بالرجال، وعليكن بالستر والعفاف تكن من الفائزات،
وتدخلن الجنة مع القانتات، ويرضى عنكن رب الأرض والسموات.
واذكرن وصية النبي صلى الله عليه وسلم
لكن إذ قال ((إذا صلَّت المرأة خمسها، وصامت شهرها، وحجَّت بيت ربها، وحفظت فرجها،
وأطاعت زوجها، قيل لها: ادخلي الجنة من أي أبوابها شئت)).
الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله،
والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد
عباد الله ..إن الله يبسط يده بالليل
ليتوب مُسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مُسيء الليل، حتى تطلع الشمس من مغربها،
والتائبُ من الذنب كمن لا ذنب له.
فأحدِثوا عباد الله لله توبَةً لكلّ
الذنوب التي وقعت، وتوبوا من المعاصِي ولو تكرَّرت.
أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم
ولسائر المسلمين من كل ذنبٍ وخطيئة؛ فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
|