جاء في شرح الأربعين النووية للشيخ صالح بن عبد الله العصيمي حفظه الله، عند شرحه للحديث العشرون:
[ قال القارئ: بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العلمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين،
قال الإمام النووي رحمه الله تعالى: الحديث العشرون:
عن أبي مسعود عقبة بن عمروٍ الأنصاري البدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن مما أدرك..
قال الشيخ صالح العصيمي -مقاطعاً-: هذه سبق علقنا عليها [الإمام النووي] تذكر التعليق؟! ...
ذكر الشيخ فهد بن حميِّن أنه كان يقرأ على الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله على الجميع فقال: [قال الإمام النووي].
فقال [أي الشيخ ابن باز]: قل "قال الحافظ النووي" أو نحوه، لأن النووي ليس إماماً من كلِّ وجه، فالإمام هو الذي يُقتدى به من كلِّ جهة، ولذلك الداعي يقول: اللهم اجعلنا للمتقين إماماً؛ يعني صالحاً للإقتداء من كلِّ جهة، اعتقادية أو قولية أو عملية، والنووي رحمه الله تعالى في باب الإعتقاد له مسائل خالف فيها طريقة أهل السنة والحديث، واضح الكلام، فيقال: قال الحافظ وأشباه ذلك، فتحفظ حسناته.
لكنَّ هذا كان قبل الاطلاع على كتاب للنووي رجع فيه عن اعتقاده القديم، وهذا الكتاب هو جزءٌ له في مسألة الكلام لله سبحانه وتعالى، فإنه صرَّح فيه بإثبات الصفات وألَّفه في الردِّ على ما قالت الأشاعرة في كلام الله عزَّ وجلَّ، وهذا الكتاب ثابتٌ للنووي، لا مطعن فيه، فإنَّ له في الدنيا ثلاث نسخٍ، وقد طبع طبعتين كلاهما على نسخة وحيدة، دون اطلاع كل واحدٍ منهما على نسخة الآخر، والكتاب له ثلاث نسخٍ خطيَّة، وقد صرَّح في آخره بأنَّ طريقته هي طريقة أهل السنة والحديث، ومما يدُلُّ على هذا حال تلميذه علاء الدين بن العطار، فإنه أخصَّ تلاميذه؛ له مصنف في الإعتقاد السلفي فكأن هذا هو الذي عُرِفَ من المذهب الذي صار إليه، وهذه قرينة، فإنَّ مما يدُلُّ على مذهب الشيخ مذهب تلاميذه المختصين به، وابن العطار أخصُّ النَّاسِ بالنووي، فرجوعه عن ذلك ظاهرٌ، فله أن يُقال في حقه إمامٌ على اعتبار ما صار إليه رحمه الله تعالى، لكنَّ المسائل التي أخطأ فيها وكان على القول القديم تُترك، من أجل هذا -والله أعلم- عمَدَ بعض القدماء في القرن السابع أو الثامن إلى تلخيص شرحه على مسلم وأخرج هذه المسائل المخالفة، ولعله من أصحابه أو أصحاب أصحابه، وقد عرَّض السُّبكي -الإبن- بهذه الفِعلة تقبيحاً لها على مذهبه الشديد في متابعة طريقة الأشاعرة في الاعتقاد، وعدَّ ذلك تلاعباً وخلطاً، وما فعله هذا الذي ينبغي، وكأنه من أصحابه أو أصحاب أصحابه، والحاصل أن النووي رحمه الله تعالى كان له معتقدٌ قديم خالف في كثير منه الأشاعرة، وإلا هو خالفهم أيضاً في مسائل في كتبه التي صنَّفها قديماً، لكن هذا الكتاب في الكلام والحرف والصوت الذي صنَّفه قبل وفاته بنحو ثلاثة أشهر، هذا الكتاب هو الذي يُحكم أنه صار إليه رحمه الله، نعم ].اهـ
[ قال القارئ: بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العلمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين،
قال الإمام النووي رحمه الله تعالى: الحديث العشرون:
عن أبي مسعود عقبة بن عمروٍ الأنصاري البدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن مما أدرك..
قال الشيخ صالح العصيمي -مقاطعاً-: هذه سبق علقنا عليها [الإمام النووي] تذكر التعليق؟! ...
ذكر الشيخ فهد بن حميِّن أنه كان يقرأ على الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله على الجميع فقال: [قال الإمام النووي].
فقال [أي الشيخ ابن باز]: قل "قال الحافظ النووي" أو نحوه، لأن النووي ليس إماماً من كلِّ وجه، فالإمام هو الذي يُقتدى به من كلِّ جهة، ولذلك الداعي يقول: اللهم اجعلنا للمتقين إماماً؛ يعني صالحاً للإقتداء من كلِّ جهة، اعتقادية أو قولية أو عملية، والنووي رحمه الله تعالى في باب الإعتقاد له مسائل خالف فيها طريقة أهل السنة والحديث، واضح الكلام، فيقال: قال الحافظ وأشباه ذلك، فتحفظ حسناته.
لكنَّ هذا كان قبل الاطلاع على كتاب للنووي رجع فيه عن اعتقاده القديم، وهذا الكتاب هو جزءٌ له في مسألة الكلام لله سبحانه وتعالى، فإنه صرَّح فيه بإثبات الصفات وألَّفه في الردِّ على ما قالت الأشاعرة في كلام الله عزَّ وجلَّ، وهذا الكتاب ثابتٌ للنووي، لا مطعن فيه، فإنَّ له في الدنيا ثلاث نسخٍ، وقد طبع طبعتين كلاهما على نسخة وحيدة، دون اطلاع كل واحدٍ منهما على نسخة الآخر، والكتاب له ثلاث نسخٍ خطيَّة، وقد صرَّح في آخره بأنَّ طريقته هي طريقة أهل السنة والحديث، ومما يدُلُّ على هذا حال تلميذه علاء الدين بن العطار، فإنه أخصَّ تلاميذه؛ له مصنف في الإعتقاد السلفي فكأن هذا هو الذي عُرِفَ من المذهب الذي صار إليه، وهذه قرينة، فإنَّ مما يدُلُّ على مذهب الشيخ مذهب تلاميذه المختصين به، وابن العطار أخصُّ النَّاسِ بالنووي، فرجوعه عن ذلك ظاهرٌ، فله أن يُقال في حقه إمامٌ على اعتبار ما صار إليه رحمه الله تعالى، لكنَّ المسائل التي أخطأ فيها وكان على القول القديم تُترك، من أجل هذا -والله أعلم- عمَدَ بعض القدماء في القرن السابع أو الثامن إلى تلخيص شرحه على مسلم وأخرج هذه المسائل المخالفة، ولعله من أصحابه أو أصحاب أصحابه، وقد عرَّض السُّبكي -الإبن- بهذه الفِعلة تقبيحاً لها على مذهبه الشديد في متابعة طريقة الأشاعرة في الاعتقاد، وعدَّ ذلك تلاعباً وخلطاً، وما فعله هذا الذي ينبغي، وكأنه من أصحابه أو أصحاب أصحابه، والحاصل أن النووي رحمه الله تعالى كان له معتقدٌ قديم خالف في كثير منه الأشاعرة، وإلا هو خالفهم أيضاً في مسائل في كتبه التي صنَّفها قديماً، لكن هذا الكتاب في الكلام والحرف والصوت الذي صنَّفه قبل وفاته بنحو ثلاثة أشهر، هذا الكتاب هو الذي يُحكم أنه صار إليه رحمه الله، نعم ].اهـ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق