السبت، 29 مارس 2014

اللبن في القرآن والسنة

[ اللبن ]

🎐نعم الله على عباده > سقي الألبان 🎐

قال تعالى : {وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ} 
 
 🎐أنهار الألبان وعد صادق لعباد الرحمن 🎐

قال تعالى : {مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى ... }
فامتن عليهم باللبن الذي هو غاية في البياض والحلاوة ، ونفى عنه آفته وهي تغير طعمه
إلى الحموضة .

🎐بل في الجنة بحر اللبن 🎐

قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «إِنَّ فِي الْجَنَّةِ بَحْرَ الْمَاءِ، وَبَحْرَ الْعَسَلِ، وَبَحْرَ الْخَمْرِ، وَبَحْرَ اللَّبَنِ، ثُمَّ يَنْشَقُّ مِنْهَا بَعْدُ الْأَنْهَارُ»  صححه الألباني .

🎐 اللبن شراب الفطرة 🎐

قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: " أُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ بِإِيلِيَاءَ بِقَدَحَيْنِ مِنْ خَمْرٍ، وَلَبَنٍ فَنَظَرَ إِلَيْهِمَا فَأَخَذَ اللَّبَنَ، قَالَ جِبْرِيلُ: الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَاكَ لِلْفِطْرَةِ، لَوْ أَخَذْتَ الخَمْرَ غَوَتْ أُمَّتُكَ " رواه البخاري .

قوله : (هُديت الفطرة) فهو من باب الفأل الحسن لأن اللبن أول ما يفتح الرضيع إليه فمه، فلذلك سمي فطرة؛ لأنه فطر جوفه ...
[شرح صحيح البخارى لابن بطال (6/ 67)]

- فسر العلماء الفطرة هنا بالإسلام ، ومعناه : اخترت علامة الإسلام ، وجعل اللبن علامة لكونه سهلا طيبا طاهرا سائغا للشاربين سليم العاقبة . 
[شرح النووي على مسلم (2/ 212)]

🎐رؤية اللبن في النوم دلالة على السنة والفطرة والعلم والقرآن🎐

قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ، أُتِيتُ بِقَدَحِ لَبَنٍ، فَشَرِبْتُ حَتَّى إِنِّي لَأَرَى الرِّيَّ يَخْرُجُ فِي أَظْفَارِي، ثُمَّ أَعْطَيْتُ فَضْلِي عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ» قَالُوا: فَمَا أَوَّلْتَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «العِلْمَ» .
متفق عليه.

- "وجه التعبير بذلك من جهة اشتراك اللبن والعلم في كثرة النفع وكونهما سببا للصلاح فاللبن للغذاء البدني والعلم للغذاء المعنوي. (ابن حجر)


🎐عطية اللبن صدقة🎐

- قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «مَنْ مَنَحَ مَنِيحَةً، غَدَتْ بِصَدَقَةٍ، وَرَاحَتْ بِصَدَقَةٍ، صَبُوحِهَا وَغَبُوقِهَا»
رواه مسلم .
وفي البخاري «نِعْمَ المَنِيحَةُ اللِّقْحَةُ الصَّفِيُّ مِنْحَةً، وَالشَّاةُ الصَّفِيُّ تَغْدُو بِإِنَاءٍ، وَتَرُوحُ بِإِنَاءٍ». 

والمنيحة: الْعَطِيَّة، وَهِي هَا هُنَا عَارِية يمنح قوم لَبنهَا ثمَّ يردونها.

قال القرطبي : ومعنى الكلام : أن من منح منيحة كان للمانح صدقة كلما غدت أو راحت ؛ لأجل ما يُنال منها في الصباح والمساء . (المفهم)

🎐السنة عدم رد هدية اللبن 🎐

- قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ثَلَاثٌ لَا تُرَدُّ: الوَسَائِدُ، وَالدُّهْنُ، وَاللَّبَنُ " الدُّهْنُ: يَعْنِي بِهِ الطِّيبَ. 
رواه الترمذي وحسنه الألباني.

 - " يريد أن يكرم الضيف بالوسادة والطيب واللبن، وهي هدية قليلة المنة فلا ينبغي أن ترد" . (مرقاة المفاتيح)

🎐شرب اللبن بالماء 🎐

- عَنْ أَنَسِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُتِيَ بِلَبَنٍ قَدْ شِيبَ بِمَاءٍ، وَعَنْ يَمِينِهِ أَعْرَابِيٌّ، وَعَنْ شِمَالِهِ أَبُو بَكْرٍ، فَشَرِبَ ثُمَّ أَعْطَى الأَعْرَابِيَّ، وَقَالَ: «الأَيْمَنَ فَالأَيْمَنَ» .
متفق عليه. 

- قوله (شيب) أي خلط وفيه جواز ذلك وإنما نهي عن شوبه إذا أراد بيعه لأنه غش ، قال العلماء : والحكمة في شوبه
- أن يبرد
- أو يكثر
- أو للمجموع . 
(النووي)
- وقد يكون له سبب آخر، وهو إزالة حمضه أو تخفيفه. (العراقي)


🎐استحباب المضمضة من اللبن 🎐

- عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " شَرِبَ لَبَنًا فَمَضْمَضَ، وَقَالَ: «إِنَّ لَهُ دَسَمًا»  متفق عليه. 

 - فيه بيان العلة للمضمضة من اللبن فيدل على استحبابها من كل شيء دسم .
(ابن حجر) 

🎐ما يقول إذا شرب اللبن 🎐

- قال صلى الله عليه وسلم: " مَنْ سَقَاهُ اللَّهُ لَبَنًا فَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِيهِ وَزِدْنَا مِنْهُ، فَإِنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ يُجْزِئُ مَكَانَ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ غَيْرَ اللَّبَنِ ". 
رواه أحمد وصححه الألباني .

- قال المناوي : قوله (فإنه ليس شيء يجزئ مكان الطعام والشراب غير اللبن ) : يعني لا يكفي في دفع العطش والجوع معا شيء واحد إلا هو ؛ لأنه وإن كان بسيطا في الحس لكنه مركب من أصل الخلقة تركيبا طبيعيا من جواهر ثلاث :
جبنية ، وسمنية ، ومائية .
- فالجبنية باردة رطبة مغذية للبدن .
- والسمنية معتدلة في الحرارة والرطوبة ملائمة للبدن الإنساني الصحيح كثيرة المنافع .
- والمائية حارة رطبة مطلقة للطبيعة مرطبة للبدن فلذلك لا يجزئ من الطعام غيره ...
(فيض القدير)

🎐التفضيل بين اللبن والعسل 🎐

قال الشوكاني : هذا يدل على أنه ليس في الأطعمة والأشربة خير من اللبن، وظاهره أنه خير من العسل الذي هو شفاء، لكن قد يقال إن اللبن باعتبار التغذي والري خير من العسل ومرجح عليه، والعسل باعتبار التداوي من كل داء وباعتبار الحلاوة مرجح على اللبن، ففي كل منهما خصوصية يترجح بها ... نيل الأوطار (8/ 192)

قال السيوطي : مقتضى الأدلة تفضيل اللبن على العسل : 
لأمور: منها أنه يربى به الطفل، ولا يقوم العسل ولا غيره مقامه في ذلك، 
ومنها أنه يجزئ عن الطعام والشراب وليس العسل ولا غيره بهذه المثابة ،
ومنها أنه لا يشرق به أحد، وليس العسل ولا غيره كذلك، 
ومنها «أنه صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء اختار اللبن على العسل ، فاختياره اللبن على العسل ظاهر في تفضيله عليه، ومن الصريح في ذلك قوله في اللبن: وزدنا منه- يعطي أنه لا شيء خير من اللبن. الحاوي للفتاوي (2/ 377)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق