الخميس، 28 مارس 2013

قصة أهل الكهف وبعض فوائدها

[ قصة أهل الكهف وبعض فوائدها ]

- " هم فتية وفقهم الله ، وألهمهم الإيمان ، وعرفوا ربهم ، وأنكروا ما عليه قومهم من عبادة الأوثان ، وقاموا بين أظهرهم معلنين فيما بينهم عقيدتهم ، خائفين من سطوة قومهم ، فقالوا :
{ رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا } أي : إن دعونا غيره .
{ شَطَطًا } أي : زورا وبهتانا وظلما .

- فلما اتفقوا على هذا الأمر ، وعرفوا أنهم لا يمكنهم إظهار ذلك لقومهم ، سألوا الله أن يسهل أمرهم فقالوا : { رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا }

- فأووا إلى غار يسره الله غاية التيسير، واسع الفجوة ، بابه نحو الشمال لا تدخله الشمس ، لا في طلوعها ولا في غروبها ، فناموا في كهفهم بحفظ الله ورعايته ثلاثمائة سنة وازدادوا تسعا ، وقد ضرب الله عليهم نطاقا من الرعب على قربهم من مدينة قومهم.

- ثم إنه في الغار تولى حفظهم بقوله : {وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ } وذلك لئلا تُبلي الأرضُ أجسادهم .

- ثم أيقظهم بعد هذه المدة الطويلة : {لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ } ، وليقفوا في آخر الأمر على الحقيقة :
{ قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ ...} إلى آخر القصة .


[ من فوائدها ]

١- أن قصة أصحاب الكهف وإن كانت عجيبة ، فليست من أعجب آيات الله ؛ فإن لله آيات عجيبة وقصصا فيها عبرة للمعتبرين .

٢- أن من أوى إلى الله أواه الله ، ولطف به ، وجعله سببا لهداية الضالين .

٣- الحث على تحصيل العلوم النافعة والمباحثة فيها ؛ لأن الله بعثهم لأجل ذلك ، وببحثهم ، ثم بعلم الناس بحالهم ، حصل البرهان والعلم بأن وعد الله حق.

٤- الأدب فيمن اشتبه عليه العلم أن يرده إلى عالمه ، وأن يقف عند ما يعرف .

٥- جواز أكل الطيبات ، والتخير من الأطعمة ما يلائم الإنسان ، إذا لم تخرج إلى حد الإسراف المنهي عنه:
{ فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ }

٦- الحث [ على ] التحرز والاستخفاء ، والبعد عن مواقع الفتن في الدين .

٧- بيان رغبة هؤلاء الفتية في الدين ، وفرارهم من كل فتنة في دينهم .

٨- ذكر ما اشتمل عليه الشر من المضار والمفاسد الداعية لبغضه وتركه ، وأن هذه الطريقة طريقة المؤمنين .

٩- أن كثرة البحث وطوله في المسائل التي لا أهمية لها لا ينبغي الانهماك به :
{ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا }

١٠- أن سؤال من لا علم له في القضية المسئول فيها ، أو لا يوثق به : منهي عنه :
{ وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَدًا } ".

[ تفسير السعدي ]




هناك تعليقان (2):

  1. السلام عليكم اخي عبدالله سوف انشر بعض الفوائد من مدونتك

    ردحذف
    الردود
    1. وعليكم السلام .. خذ ما شئت تقبل الله منا ومنكم

      حذف