الأربعاء، 6 أغسطس 2014

السلف وحر الصيف

🔹[ السلف وحر الصيف ]🔹

💎لم تلههم شدة الحر عن طاعة الله💎

🌱عن أبي الدرداء : لقد رأيتُنا مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في بعضِ أسفارِه في يومٍ شديدِ الحرِّ . حتى إنَّ الرجلَ لَيضعُ يدَه على رأسِه من شِدَّةِ الحَرِّ وما منا أحدٌ صائمٌ ، إلا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وعبدُ اللهِ بنُ رَواحةَ .
رواه مسلم

🌱عن أنس : كنا نصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في شدة الحر ، فإذا لم يستطع أحدنا أن يمكِّن جبهته من الأرض بسط ثوبه فسجد عليه. رواه مسلم. 

🌱عن جابر : كنَّا نصلِّي معَ رسولِ اللَّهِ الظُّهرَ فأخذُ قبضةً من حصًى في كفِّي أبرِّدُه ثمَّ أحوِّلُه في كفِّي الآخرة فإذا سجدتُ وضعتُه لجبهتي. 
حسنه الألباني .

🌱خرج ابن عمر رضي الله عنه في سفر معه بعض أصحابه، فوضعوا سفرة لهم، فمر بهم راعٍ، فدعوه إلى أن يأكل معهم، فقال: إني صائم، فقال ابن عمر: في مثل هذا اليوم الشديد حره وأنت بين هذه الشعاب في آثار هذه الغنم وأنت صائم؟! فقال: أُبادر أيامي هذه الخالية.

🌱 روي أنّ أبا بكرٍ  كان يَصوم في الصَّيف ويُفطِر في الشتاء .

🌱ووَصّى عمرُ رضي الله عنه ابنَه عبدَ الله فقال: (عليك بخصال الإيمان)، وسمَّى منها الصومَ في شدّةِ الحرِّ في الصيفِ .

🌱وكان معاذُ بن جبل  يَتَأسَّف عِند موتِه على ما يَفوتُه مِن ظمَأ الهواجِرِ وقِيام لَيلِ الشِّتاء، 

🌱رأى عمر بن عبد العزيز رحمه الله قومًا في جنازة قد هربوا من الشمس إلى الظل، وتوقوا الغبار، فأبكاه حال الإنسان يألف النعيم والبهجة، حتى إذا وُسِّد قبره فارقهما إلى التراب والوحشة، وأنشد:
من كان حين تُصيبُ الشمسُ جبهته ***
أو الغبارُ يخافُ الشَيـنَ والشَعثـا
ويألفُ الظـــلَّ كي تبقى بشاشته ***
فسوفَ يسكنُ يومـًا راغمًا جدثًا
في ظــــل مَقْفَرَةٍ غبراءَ مظلمةٍ ***
يُطيلُ تحت الثرى في غمها اللبثـا
تجهـزي بجَهَــازٍ تبلُغيـن بــه ***
يا نفس قبل الردى لم تخلقي عبثـا

🌱في زَمَن الحَرِّ يتذكَّر المؤمِن شِدَّةَ حرِّ النّار غيرِ المتَناهي ، فيُقبِل حينئذٍ بكلِّيتِه على الله سبحانه بطاعته واجتناب معاصيه: {وَقَالُوا لا تَنفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَوْ كَانُوا يَفْقَهُون}

💎كان السّلَف يذكُرون النارَ بدخول الحمّام، وهو مكانٌ يُجمع فيه ماءٌ حارّ 💎

🌱 "نِعمَ البيتُ الحمام؛ يدخله المؤمنُ فيزِيل به الدَّرَن ويستعِيذ بالله من النار"
(أبو هريرة رضي الله عنه)

🌱دَخَل ابن وَهبٍ الحمّامَ فسمِع تاليًا يتلو: {وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ} فغُشِي عليه .

 🌱وكان بعضُ السّلَف إذا أصابه كربُ الحرِّ قال: "يا بَرُّ يا رحيم، مُنَّ علينا وقِنَا عذابَ السموم"

🌱صَبَّ بعضُ الصّالحين على رأسِه ماءً، فوَجَدَه شَديدَ الحرِّ فبَكى وقال: ذكَرتُ قولَه جلّ وعلا: {يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمْ الْحَمِيمُ} .

🌱كان بَعضُ السَّلف إذا رجَع من الجُمُعة في حرِّ الظهيرةِ يذكر انصرافَ الناسِ مِن موقف الحسابِ إلى الجنّة أو النار، فإنَّ السَّاعةَ تقوم يومَ الجمُعة، ولا يَنتَصِف ذلك النهار حتى يَقيل أهلُ الجنّة في الجنّة وأهلُ النّار في النار، ثم تلا: أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلاً .

💎وبعدُ : فلله الحكمة البالغة في تعاقب الفصول 
فـ"في الصيف: يحتد الهواءُ ويسخن جدًّا، فتنضج الثمارُ وتنحل فضلات الأبدان والأخلاط التي انعقدت في الشتاءِ، وتغور البرودة وتهرب إلى الأجواف، ولهذا تبرد العيونُ والآبار ، ولا تهضم المعدةُ الطعام التي كانت تهضمُه في الشتاءِ من الأطعمةِ الغليظة؛ لأنَّها كانت تهضمها بالحرارةِ التي سكنت في البطون.
فلما جاء الصيفُ خرجت الحرارةُ إلى ظاهرِ الجسد، وغارت البرودةُ فيه" (ابن القيم)
_______________
هذه الرسالة في رابط 👇

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق