الأربعاء، 1 مايو 2013

ثلاثون فائدة من محاضرة الشيخ القاسم عن طلب العلم

[ ثلاثون فائدة من محاضرة الشيخ القاسم عن طلب العلم ]

- ألقى الشيخ د. عبدالمحسن القاسم إمام وخطيب المسجد النبوي حفظه الله في الجامعة الإسلامية يوم الإثنين ١٩/ ٦ / ١٤٣٤ محاضرة بعنوان 'نصائح لطلاب العلم' وكانت زاخرة بالفوائد المتناثرة والنصائح المؤثرة ، وقد اصطفيت أربعا وثلاثين فائدة من جملة فوائدها .. أسأل الله أن ينفع بها قائلها وكاتبها وناقلها .

1- أعد المقدم ترجمة للشيخ مكتوبة ثم اكتفى في التعريف بذكر الاسم دون سرد شيء من سيرته نزولا عند رغبة الشيخ .

2- بقيت هذه الجامعة منذ تأسيسها شامخة تعدى نفعها وأثرها في سائر البلدان ؛ وهذا والله أعلم لحسن نية مؤسسيها : ابن إبراهيم وابن باز رحمهما الله .

3- يجب على طالب العلم : أن يكون مخلصا لله في طلبه العلم ، وذلك بأن ينوي به :
-رفع الجهل عن نفسه.
-تحقيق رضا الله بالقيام بهذه العبادة الجليلة.
- السير على خطى الأنبياء في تبليغ الدعوة للناس .

4- لإخلاص العلماء وجهودهم ونصبهم في طلب العلم والرحلة إليه بعد توفيق الله: وصل إلينا هذا العلم وأصبح الناس يتفننون في إخراجه وتسهيله والعناية به .

5- مما يبين منزلة السفر والتغرب في تحصيل الخير : سفر موسى عليه السلام لتكليم ربه ، ولو لم يكن في السفر إلا هذا لكفى به شرفا كما قال ابن الجوزي ، ونبينا صلى الله عليه وسلم لما هاجر إلى المدينة قويت شوكة الإسلام .

6- طالب العلم المتغرب جعله أهله في عداد الأموات ، فهم لا ينتفعون منه بخدمة أو عمل ، صابرين راجين أن يعود لهم بثمرة ، فلزم أن تكون لحظاته كلها في العلم .

7- على المتغرب أن يحفظ دينه في غربته بتحصيل العلم والاشتغال به؛ فإن أضاع دينه فلا يكون قد حصل دنيا تركها عند أهله، ولا دينا أفسده في غربته .

8- توقير أهل العلم من توقير الشريعة ، ومن ذلك : الانتفاع بفوائدهم ، والغض عن زلاتهم إن صدرت منهم هفوة ، والعالم قريب من الله ، ومن عادى وليا له فقد آذنه الله بالحرب .

9- ملازمة العبادة والذكر سبب لنيل العلم والبركة في الوقت : ذكر ابن القيم أن شيخ الإسلام كان يذكر الله من بعد الفجر إلى نصف النهار ، وكان يقول: هذه غدوتي ولو لم أتغدها ذهبت قوتي .
لذا بورك له في وقته ؛ فذكر ابن القيم أن ما يكتبونه في جمعة (أسبوع) يكتبه شيخ الإسلام في يوم .

10- على طالب العلم أن يجمع مع علمه : الوقوف مع الناس في الشدائد والقيام بحاجاتهم ، قال ابن رجب: "القيام بحقوق الله وحقوق عباده عزيز جدا لا يقوم به إلا الكمَّل من الصالحين" .

11- خدمة الناس من صفات النبيين : موسى يرفع صخرة ليسقي امرأتين ، ولما نزل الوحي ذهب نبينا صلى الله عليه وسلم إلى خديجة فقالت له : كلا والله لا يخزيك الله أبدا إنك لتصل الرحم وتحمل الكل وتقري الضيف وتعين على نوائب الدهر .
وقال ابن القيم عن شيخ الإسلام : "كان يسعى سعيا شديدا لقضاء حوائج المسلمين" ، فالدين الإسلامي ليس فيه رهبنة ؛ بل عبادة ومعاملة مع الناس ونفع لهم .

12- ليحذر الشاب -وخاصة طالب العلم- من إطلاق البصر في المحرمات ؛ ومن أطلق بصره في المحرمات أظلم قلبه ولا يستفيد شيئا ، ويعيب بطالب العلم ذلك ، لاسيما وهو مطالب بنهي الناس عن هذه المعصية .
ويندر أن تجد كفيف البصر يزني ؛ لأن باب الزنا -وهو البصر- عنده مغلق .

13- أشق العبادات في هذا العصر : الصدق ، ويقبح جدا بطالب العلم أن يكذب ؛ بأي مسمى سماه ، وإذا سمع الناس من طالب العلم كذبة مجوه ونبذوه ، ومن صفات إدريس عليه السلام: {إنه كان صديقا نبيا}

14- على من حصل علما أن يبثه أولا في بيته ثم أقاربه ثم عموم الناس :
لما نزلت {وأنذر عشيرتك الأقربين} قال صلى الله عليه وسلم "يا معشر قريش..يا صفية .. يا فاطمة.." وذلك بأن يقرأ عليهم مثلا : ثلاثة الأصول ورياض الصالحين .

15- يلزم كل أحد وطالب العلم خاصة : تجنب الكسب الحرام ؛ فإنه يلوث البدن ويفسد المنطق ، ويورث ظلمة في القلب، ويسري ذلك في عروقه فيفسد الطالب وتفسد دعوته .

16- يقبح بطالب العلم ألا يكون عابدا قواما في الليل ، ومن جمع علما بلا عبادة فقد جمع ثقافة تنتهي بموته .
قال بعض السلف : "من نام عن معصية لم يقم إلى طاعة" وعليه فمن رام قيام الليل: بذل السبب وذلك بالنوم المبكر وقراءة الأوراد ، والمهم لا يفارقك قيام الليل .

17- على طالب العلم أن يجعل من وسائل العصر وسيلة لإصلاح نفسه وغيره وقربه من الله ، وألا يجعلها ملهاة لوقته ، ملوثة لأفكاره ، مفسدة لمعتقداته .

18- إذا رأى الطالب من وسائل التواصل شيئا قد يضره فليبتعد عنها {أولم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم} ونهى صلى الله عليه وسلم عمر الذي تفر منه الشياطين عن قراءة التوراة : "أومتهوكون فيها يا ابن الخطاب"

19- قال صلى الله عليه وسلم عن الفتن "من استشرف لها أخذته"
وقال شيخ الإسلام : ومن عرض نفسه على الفتن لم يخلص منها .
ولا يقل طالب العلم : أنا أحفظ نفسي لا يؤثر هذا فيَّ ، أنا رجل صالح فيزكي نفسه :
فيوسف عليه السلام استحب السجن على الفتن .

20- من كان في المدينة فالحجة قائمة عليه : بلد طيب ، وجامعة مؤسسة على التقوى ، مناهجها سليمة نيرة ، والمسجد النبوي زاخر بالعلماء في فنون شتى ، ولا أظن بقعة في العالم تزخر بالعلماء مع تعدد الفنون كالمسجد النبوي .

21- سئل الشيخ عن برنامج مقترح لطالب العلم فقال : ارمِ نفسك في المسجد النبوي ، ولن ترجع إلى بلدك إلا وأنت من كبار العلماء .
والطالب الملازم للدروس خير من القابع في سكنه لا يجالس العلماء ولا يحضر الدروس .

22- الطالب في الجامعة في نعمة عظيمة وهو في الفترة الذهبية في التحصيل، ومكثه في الجامعة قليل ، فبقدر ما تستطيع أن تجمع من النعم فخذ ؛ حتى تبثها في بلدك ، ويستمر أجرك بعد موتك .

23- خير الناس من كان له عمر آخر بعد مماته ، وخير الناس من كثر أولاده في العلم من طلابه ، ويحصل هذا وهذا ببذل العلم وتعليم الناس .
وطلب العلم هو أيسر وأخصر طريق للجنة "من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة".

24- كان العلماء يبجل بعضهم بعضا : قال ابن كثير : وكنت صاحبا لابن القيم وكان يحبني حبا شديدا ، والذهبي يمدح أقرانه في 'المعجم المختص' ويمدح ابن القيم وهو قرين له .

25- من أسباب الثبات على الإيمان :
الصحبة الصالحة ، وفي زمن الفتن الصحبة الصالحة ألزم ؛ لا سيما الصحبة الجادة في طلب العلم وحضور دروس العلماء وتوقيرهم.

26- من أخطر الأمراض على طالب العلم في زمننا:
القراءة في الكتب التي هي على غير عقيدة أهل السنة ، والرياء ، وعدم بث الدعوة وتعليم الناس ، والتقصير في الدعوة من التقصير في الواجب الذي يأثم المرء به ، لاسيما إن كان بلده محتاجا إليه .

27- من فوائد ملازمة العلماء : الانتفاع بعلمهم ، والانتفاع بعبادتهم ، والانتفاع بهديهم ، فكيف يعرف الطالب طريقة التعامل مع الناس وطريقة الشفاعة والتحري وتحضير الخطبة وهو لم يجالس العلماء ؟

28- لو قرأ الشخص 'كتاب التوحيد' و'العقيدة الواسطية' وحفظهما وفهمهما فبإذن الله يلقى ربه وهو راضٍ عنه .
ولو حفظ الطالب الرحبية وفهمها لصار من كبار الفرضيين.

29- في القراءة العامة المصاحبة لحفظ المتون وشرحها : أوصي بقراءة كتب ابن القيم لاسيما 'طريق الهجرتين' و'الجواب الكافي' و'الوابل الصيب' ، وكتب شيخ الإسلام؛ لاسيما المجلد العاشر والحادي عشر من فتاويه .
و'سير أعلام النبلاء' للذهبي يرقق القلب ، ويجعلك تعيش في غير مجتمعك ، تعيش مع الصالحين ، ولا تفتر عن العبادة .

30- لو اقتصر الطالب في القراءة : على كتب السنة وكتب شيخ الإسلام وابن القيم وابن رجب والذهبي وابن كثير بإذن الله يصبح من أعلام المسلمين ؛ لأنها جامعة مانعة بعيدة عن الحشو وسائرة على الكتاب والسنة.

31- من المهم بالنسبة للدعوة من قبل الرجال أو النساء : عدم التنازل عن أحكام الشرع :
فلا تفعل أمرا محرما لأجل أن تُسمَع دعوتك، فمثلا : لايأخذ الرجل من لحيته ليصبح محبوبا عند الناس !
والواجب على المرأة أن تكثر من السؤال عما يشكل عليها ، تسأل من تثق في علمه ودينه وأمانته وخشيته.

32- تتعود النفس تحمل الأذى في العلم بالصبر والمصابرة {والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا} "ومن يتصبر يصبره الله" وفي البخاري "الخير يأتي بالخير"
فيصبر الطالب فترة يسيرة ثم يصير الصبر من أيسر الأمور وأحب إليه من متع الدنيا ، قال ابن الجوزي : وكنت آخذ خبزا يابسا ليس في بيتي سواه وأغمسه في النهر وأنا أقرأ وأجد متعة الدنيا فيها .

33- من سلك العلم بنية صافية وجد متعة قلبه فيه ، قال شيخ الإسلام "ما يفعل أعدائي بي ، أنا جنتي في صدري" ومما يشرح الصدر : قيام الليل ، وصلاة الفجر جماعة ، وذكر الله إلى طلوع الشمس ، من فعل هذه الأمور الثلاثة بإذن الله يكون في نهاره مسرورا مفلحا .

34- لا يؤخر الطالب الزواج ؛ بل يعمل بوصية النبي صلى الله عليه وسلم "يا معشر الشباب.." والموت قد يتخطفك ولا ذرية عندك فينقطع نسلك ، وانقطاع النسل ينقطع به عنك باب من أبواب الخير وهو الولد الصالح، فقد يخرج في الجيل العاشر من أولادك من ينفع الله به.

نفع الله بالشيخ وجزاه خيرا وبارك في علمه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق