الخميس، 9 مايو 2013

ثلاثون فائدة متفرقة من مجلسين للشيخ العصيمي

[ ثلاثون فائدة متفرقة من مجلسين للشيخ العصيمي ]

-شرح فيهما :
1-'شرح الزيادة الرجبية على الأربعين النووية'
2-'نعت الدرجات في تلقي القرآن والقراءات'
3-'الباقيات الصالحات في أذكار أدبار الصلوات' .
في المسجد النبوي: بعد العصر وبعد المغرب -
الخميس 15 / 6 / 1434 .

1- (أشهد ألا ..) المقدم عند أهل الإملاء من القدامى أن تدغم النون في اللام فتصير (ألا) وعندهم وجه آخر وهو الفصل ( أن لا ) لكن الأول أولى وأشهر .

2- أمَّات لغة في الأمهات ، فالأمَّات والأمهات بمعنى واحد .
وذهب بعض أهل العربية إلى أن الأمَّات جمع للأم لغير العاقل ، والأمهات جمع للأم في العاقل .
والمشهور عند أهل العربية التسوية بينهما .

3- لم يذكر ابن رجب اللقب الجامع بين البخاري ومسلم (متفق عليه) ؛ بل أفصح عن المخرجيْن بذكر اسمهما فقال (خرجه البخاري ومسلم) ؛ لأن الإفصاح أبلغ في الإيضاح .
فربما خفي على القارئ مقصد اصطلاح أهل الفن.

4- اسم الحيل مقترن بالاحتيال والمكر عند المتقدمين ، ولهذا ذمه السلف ، ثم توسع المتأخرون في حقيقة الحيل فجعلوها اسما لكل ما يتوصل به إلى مقصود .
وصيروا من الحيل حيلا مأذونا بها ، وحيلا منهيا عنها .

5- ما يوجد في كلام السلف من ذم لكتاب (الحيل) لمحمد بن الحسن هو من النوع الأول وهو التوصل لطريق غير مأذون به .
وقد اعتُذِر لمحمد بن الحسن أن في كتابه أشياء دُسّت عليه .

6- من عيون المصنفات النافعة في هذا الباب :
كتاب (إبطال الحيل) للحافظ ابن بطة الحنبلي
وكتاب (إقامة الدليل على بطلان التحليل) لابن تيمية .

7- مما ينبغي الإحاطة به في فهم السنة : الإحاطة بالكليات الواردة في الأحاديث ؛ كحديث (كل مسكر حرام) (كل معروف صدقة) وقد صنَّف بعض أهل العصر في (كليات القرآن) كقوله تعالى {كل نفس ذائقة الموت}
وبقي التصنيف في (كليات السنة) .

8- من الفوائد الملتقطة بالمناقيش: ما ذكره السيوطي في تدريب الراوي أن اسم الجيد عندهم ما علا على الحسن وتقاصر عن الصحيح .
وهو في الحقيقة يرجع إلى نوع الحسن ؛ لكنه أعلاه .

9- "لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله .."
المأمور به في الحديث: حق التوكل ، لا مجرد التوكل .
والمراد بـ حق التوكل : كماله .
والتوكل : اعتماد العبد على الله وإظهار عجزه له.
وقل من نوَّه بالفرق بين 'التوكل' و'حق التوكل'

10- إذا كان الحديث في أحد الكتب الستة لا يعزى لغيرها إلا في حالات :
نظمها الشيخ صالح العصيمي:
وما أتى في ستة لا يُعزى
لغيرها إلا لأمر عزَّا
كلفظة أو قوة في سندِ
أو نقلنا لقوله المعتمدِ

11- للشيخ اُعمُر بن محمبوبا الشنقيطي في تلاوة القرآن:
ولا يجوز أخذها من الكتبْ
كما به قد صرحوا بل قد يجبْ

عليك أن تأخذها ممن يريكْ
كيفية النطق بها فاه لفيكْ

12- يزيد بعض الناس في الأذكار بعد الصلاة (وتعاليت) في الذكر الوارد (تباركت يا ذا الجلال والإكرام) وهذه الزيادة لا أصل لها في الحديث ، وهذا النوع يسمى في علوم الحديث: (الملصَق) وهو أن يُدخَل في لفظ الحديث ما لم يُروَ أبدا .
وهو غير 'المدرج' و غير 'زيادة الثقة' فكلاهما مروي .

13- الأذكار المقيدة بمحل لا يجوز الزيادة عليها ؛ لأن الأذكار المقيدة بمحل توقيفية ، كأذكار أدبار الصلوات والاستفتاحات والتشهدات.
أما الأذكار غير المقيدة بمحل فيجوز الزيادة عليها ، وهو مذهب الصحابة والتابعين .
فمثلا الدعاء المأثور (اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى) فلو زاد مثلا (والرضا) كان جائزا .

14- إذا استغفر الإمام ثلاثا انصرف إلى الناس واستقبلهم بوجهه لحديث عائشة (ما كان رسول الله يقعد إذا سلم إلا بقدر ما يقول
'اللهم أنت السلام ومنك السلام..' [مع الاستغفار] ) والمأموم يغير توركه إذا قال الذكر السابق.
(ذكره ابن دقيق العيد واختاره ابن باز) .

15- السنة في خطاب الشرع ثلاثة أنواع:
-السنة الإلهية {ولن تجد لسنة الله تبديلا}
-السنة النبوية "من رغب عن سنتي فليس مني"
- سنة الخلفاء الراشدين "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين" .

16- الأفضل والأولى في صيغ أذكار أدبار الصلوات : أن يجمع الإنسان بين التسبيح والتحميد والتكبير ؛ لأنه أكمل مبنى ومعنى .
أكمل مبنى ؛ لأنها أكثر لفظا بإثبات الواو .
وأكمل معنى لأنه يجمع بين أنواع من الكمالات لله ، يسبحه تنزيها، ويحمده شكرًا، ويكبره إعظاما .

17- سميت (آية الكرسي) بذلك ؛ لاختصاصها بذكر الكرسي الإلهي ؛ تعظيما له .

18- السنة الجهر بالأذكار التي في أدبار الصلوات إلا آية الكرسي :
عند البخاري : عن ابن عباس : كان رفع الصوت بالذكر بعد الصلاة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وهو اختيار جماعة (ابن جرير الطبري وابن تيمية وابن حزم وابن رجب ) وعليه أئمة الدعوة النجدية علما وعملا ، خلافا للمشهور عند المذاهب الأربعة -وهو أن السنة الإسرار- .

19- الجهر يعم جميع هذه الأذكار ولا يختص بأولها، وتخصيص أولها بالجهر خلاف السنة.
وهو تحكم لا دليل عليه كما ذكره سليمان بن سحمان .
والمراد بالجهر : رفع الصوت مع قصد إسماع غيره ولو لم يسمع .
والإسرار : خفض الصوت مع عدم قصد إسماع غيره ولو سمع .
<< وهذه المسألة من دقائق العلم ، وكان ابن دقيق العيد يقول: 'لا أعلم فرقا بين الجهر والإسرار' لدقة المسألة .

20- مما يقال بعد صلاة الضحى (اللهم اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الغفور) مئة مرة ، ثبت عند النسائي ذلك بإسناد صحيح .
واختلف العلماء في عده ذكرا للصلوات على قولين :
الأول: ذكر من أذكار الصلوات المكتوبة (ابن أبي شيبة والنسائي والألباني) .
الثاني: بعد الضحى (البيهقي وهو الأظهر)
فمن لم يرَ قول البيهقي (بعد الضحى) فلا يترك القول الآخر (بعد الصلوات) .

21- وقت أذكار كل صلاة = بعدها إلى خروج وقتها ، وقول أذكار أدبار الصلوات بعد خروج وقتها مشروط بشرطين :
الأول: أن يكون قائلها معتادا لها ملازما لها .
الثاني: أن يكون معذورا بذلك بنسيانها أو الشغل عنها ، بلا تفريط .

22- الذكر الجماعي من البدع (كما بسطه ابن تيمية والشاطبي) والمراد به : ما وقع مواطأة (اتفاقا) ، أما وقوع المصادفة دون قصد فلا مانع منه .

23- قول الأذكار ممن يحفظها وترديد المصلين خلفه ممن لا يحفظون الأذكار = إن كان للتعليم فلا بأس ، ويقدَّر بحاجته ، ولهذا ذهب الشافعي أنه يسن الجهر بالأذكار عند إرادة التعليم .
والأكمل أن يعلمه في غير هذا الموضع ؛ ليكون هذا الموضع مقاما لامتثالها .

24- النصح لمن قارب رحيله إلى بلاده :
•مواصلة طريق طلب العلم:
قال بعض السلف: لعل الكلمة التي أدخل بها الجنة لم أكتبها بعد .
• الاجتهاد في تبليغ دين الله بما اتصل إليه علمه.

25- احرصوا على طلب العلم عن أكابركم وهم العلماء الذين شابت لحيتهم في العلم فإن البركة مع أكابركم، وهم للحق أقرب ، والشيطان عنهم أبعد ، وإياكم والزهد فيهم:
قال ابن تيمية: والشاب وإن كان أقوى بدنا فإن الشيخ الكبير أقوى عقلا .

26- الصحيح وجوب التجويد لقوله تعالى{ورتل القرآن ترتيلا} وترتيل القرآن : إلقاؤه مرتبا مبيَّنا ، وكيفية هذا الإلقاء تؤخذ بالتلقي ، تلقاه النبي صلى الله عليه وسلم من جبريل ... ، فيكون فعله صلى الله عليه وسلم تفسيرا للأمر {ورتل} والأمر للوجوب .

27- غمُض حكم هذه المسألة (وجوب التجويد) ؛ لأن عامة المتأخرين من الفقهاء أجنبيون عن علم القراءة ، وعامة المتأخرين من القراء أجنبيون عن علم الفقه ، ومن أخذ بطرف حسن في الأمرين يقطع بوجوبه.

28- للعلامة الألباني فتوى نفيسة في وجوب
التجويد ، أثبتتها ابنتاه في كتابهما في تجويد القرآن ، مطبوع في مجلدين .
•أجمع مصنف في ذكر أذكار الصلاة التي تكون فيها وصفتها > كتاب صفة الصلاة للألباني رحمه الله .

29- كان السلف يقولون (لا تقرأ القرآن من مصحفِ ، ولا تحمل العلم عن صحفي)
لا تأخذ القرآن ممن أخذه من مصحف ولم يتلقه ، ولا تحمل العلم ممن أخذ علمه عن الصحف ، واحدها صحيفة .

30- قال ابن عباس: "إنما يحفظ الرجل على قدر نيته" رواه الدارمي .
وقوي حفظ السلف لأن نياتهم صحيحة ،
أما المتأخرون فالنيات داخلها ما داخلها فضعف الحفظ .

31- التخمة قنطرة البطنة ، والبطنة تذهب الفطنة ، فمن توسع في مطعمه علته السمنة ففتحت عليه أبواب علل الجسد والروح ، فالجسد يتأذى بالجهد في هضم الطعام ويعاني من ذلك شدة ، والروح تتأذى بما يتصاعد من الأبخرة من المعدة فتؤثر على الدماغ ، ومن اعتدل حفِظ جسده وروحه ، وكان محمد بن واسع يقول: "من قلل طعامه فهم وأفهم" .

32- "بحسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه.."
من اللطائف أنه وردت رواية عند أحمد وغيره 'لقيمات' بدل 'أكلات' فاستفاد أهل العلم منها : أن السنة تصغير اللقمة للآكل ؛ لأن لقيمات جمع لقيمة ، واللقيمة ما نزر ، وهو إن كان ضعيفا من جهة اللفظ إلا أنه ثابت بالأحاديث الفعلية عنه صلى الله عليه وسلم .

---------------------------
تابع قناة مجمع الفوائد على التيليجرام
لنشر الفوائد الشرعية وبث المواعظ الأثرية.
https://goo.gl/Wwkq6O