[ عيادة المريض : فضلها وأدبها ]
فضلها :
- قال صلى الله عليه وسلم :
"إِنَّ الْمُسْلِمَ إِذَا عَادَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ لَمْ يَزَلْ فِي خُرْفَةِ الْجَنَّةِ حَتَّى يَرْجِعَ " رواه مسلم.
- خرفة الجنة أي جناها .
شبه ما يحوزه العائد من ثواب بما يحوزه الذي يجتني الثمر.
- وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
" مَنْ عَادَ مَرِيضًا أَوْ زَارَ أَخًا لَهُ فِي اللَّهِ نَادَاهُ مُنَادٍ : أَنْ طِبْتَ وَطَابَ مَمْشَاكَ وَتَبَوَّأْتَ مِنْ الْجَنَّةِ مَنْزِلا " رواه الترمذي وحسنه الألباني .
- قال صلى الله عليه وسلم :
"مَنْ عَادَ مَرِيضًا لَمْ يَزَلْ يَخُوضُ فِي الرَّحْمَةِ حَتَّى يَجْلِسَ , فَإِذَا جَلَسَ اغْتَمَسَ فِيهَا"
رواه أحمد وصححه الألباني.
- وقال صلى الله عليه وسلم:
" مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَعُودُ مُسْلِمًا غُدْوَةً إلا صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُمْسِيَ ، وَإِنْ عَادَهُ عَشِيَّةً إلا صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُصْبِحَ ، وَكَانَ لَهُ خَرِيفٌ فِي الْجَنَّة "
رواه الترمذي وصححه الألباني .
والخريف هو البستان .
- ليست عيادة المريض خاصة بمن يعرفه فقط ، بل هي مشروعة لمن يعرفه ومن لا يعرفه .
(النووي)
- (عيادة المرأة الأجنبية)
ولا حرج في عيادة الرجل المرأة الأجنبية ، أو المرأة الرجل الأجنبي عنها ، إذا توفرت الشروط الآتية : التستر ، وأمن الفتنة ، وعدم الخلوة .
قال الإمام البخاري : " باب عيادة النساء الرجال , وعادت أم الدرداء رجلاً من أهل المسجد من الأنصار " . ثم ذكر حديث عائشة رضي الله عنها أنها عادت أبا بكر وبلالاً رضي الله عنهما لما مرضا في أول مقدمهم المدينة .
وروى مسلم عَنْ أَنَسٍ : أَنَّ أَبَا بَكْرٍ قَالَ لِعُمَرَ رضي الله عنهم بَعْدَ وَفَاةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم : ( انْطَلِقْ بِنَا إلَى أُمِّ أَيْمَنَ نَزُورُهَا ، كَمَا كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَزُورُهَا , وَذَهَبَا إلَيْهَا ) .
قال ابن الجوزي : " وَالأَوْلَى حَمْلُ ذَلِكَ عَلَى مَنْ لا يُخَافُ مِنْهَا فِتْنَةٌ كَالْعَجُوزِ " انتهى .
-[ الدعاء للمريض] :
ينبغي أن يدعو للمريض بما ثبت في السنة : ( لا بأس ، طهور إن شاء الله )
رواه البخاري .
ويدعو له بالشفاء ثلاثاً :
عاد النبي صلى الله عليه وسلم سعد بن أبي وقاص وقال : "اللهم اشف سعداً -ثلاثاً-"
متفق عليه.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يمسح بيده اليمنى على المريض ويقول :
" أَذْهِبْ الْبَاسَ رَبَّ النَّاسِ ، وَاشْفِ أَنْتَ الشَّافِي ، لا شِفَاءَ إِلا شِفَاؤُكَ شِفَاءً لا يُغَادِرُ سَقَمًا " رواه مسلم .
- قال صلى الله عليه وسلم:
" مَنْ عَادَ مَرِيضًا لَمْ يَحْضُرْ أَجَلُهُ فَقَالَ عِنْدَهُ سَبْعَ مِرَارٍ : أَسْأَلُ اللَّهَ الْعَظِيمَ رَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ أَنْ يَشْفِيَكَ إِلا عَافَاهُ اللَّهُ مِنْ ذَلِكَ الْمَرَضِ " رواه أبو داود وصححه الألباني .
- وينبغي أن يسأله عن حاله : كيف حالك ؟ كيف تجدك ؟ ونحو ذلك :
فقد ثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم . رواه الترمذي وحسنه الألباني .
وثبت ذلك عن عائشة في صحيح البخاري لما عادت أبا بكر وبلالاً رضي الله عنهما .
- وينفس له في الأجل :
ورد في ذلك حديث عند الترمذي وضعفه الألباني: ( إِذَا دَخَلْتُمْ عَلَى الْمَرِيضِ فَنَفِّسُوا لَهُ فِي أَجَلِهِ فَإِنَّ ذَلِكَ لا يَرُدُّ شَيْئًا وَيُطَيِّبُ نَفْسَهُ )
ولكن يشهد له من حيث المعنى قوله صلى الله عليه وسلم : ( لا بأس ، طهور إن شاء الله ) فينبغي أن يهون عليه ما يجد ، ويبشره بحصول الشفاء والعافية إن شاء الله تعالى , فإن ذلك يطيب نفس المريض .
(الشرح الممتع) .
مدونة تُعنى بجمع شتات الفوائد الشرعية والمواعظ الأثرية وفق عقيدة أهل السنة والجماعة وترتيبها في رسائل مختصرة ليسهل بثها في وسائل التواصل .
الجمعة، 31 مايو 2013
الخميس، 30 مايو 2013
دلائل نبوة النبي صلى الله عليه وسلم
[ دلائل نبوة النبي صلى الله عليه وسلم ]
- من أسباب تفاوت الناس في الإيمان تفاوتهم في العلم بدلائل نبوته صلى الله عليه وسلم ؛ فمن زاد علمه بها زاد إيمانه ، ومن نقص علمه بها نقص إيمانه .
- << من دلائل نبوته >>
1. النظر في سيرته صلى الله عليه وسلم من حين ولد وإلى أن بعث ، ومن حين بعث إلى أن مات :
- جعله الله من خير البيوت نسباً .
- ولد في أحب البقاع إلى الله مكة أم القرى.
- كان من أكمل الناس تربية ونشأة ، ولم يزل معروفاً بالصدق والبر والعدل ومكارم الأخلاق ، وترك الفواحش والظلم وكل وصف مذموم .
- جمع الله له بين حسن الأخلاق وحسن الخِلْقة فكان أحسن الناس وجهاً ، وأحسنهم خَلْقا .
2. إخبار الجن ببعثته :
ومُنِعوا من استراق السمع من السماء ، وأرْسِلت عليهم الشُهُب .
3. أنه كان أمياً لا يقرأ ولايكتب ، ولم يجالس أهل الكتاب ولم يعرف أخبارهم ، وجلس على هذا مدة أربعين سنة ، ثم أتى بهذا القرآن العظيم الذي فيه أعجب الكلام وأحسنه ، وفيه من الإخبار بالمغيبات و أحوال الأمم السابقة الشيء الكثير، الذي يَعلم منه العاقل أنه لا يأتي بمثله إلا رسول من عند الله .
- ثم إنه صلى الله عليه وسلم تحدى الجن والإنس أن يأتوا بمثل هذا القرآن ، فلم يستطع أحد منهم ذلك ، بل تحداهم أن يأتوا بسورة واحدة منه فلم يقدروا ، هذا مع كثرة الخلق وطول الزمان ، وقد سمعه الموافق والمخالف والعرب والعجم .
4. إخباره عن الغيب الماضي والحاضر والمستقبل بأمور باهرة :
ففي صحيح مسلم عن أبي زيد عمرو بن أخطب -رضي الله عنه- قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الفجر ، ثم صعد على المنبر فخطبنا حتى حضر الظهر ، ثم نزل فصلى بنا ، ثم صعد المنبر فخطبنا حتى حضر العصر ، ثم نزل فصلى بنا حتى غربت الشمس ، قال : وأخبرنا بما كان وما هو كائن ) .
5. انشقاق القمر في عهده إلى نصفين، رآه الناس وشهدوا بذلك .
6. تسخير الجمادات له :
في الصحيحين قال صلى الله عليه وسلم : (إني لأعرف حجراً بمكة كان يسلم علي قبل ان أبعث ) .
7. وكان صلى الله عليه وسلم مستجاب الدعوة، فدعا لابن العباس بالفقه فكان من أفقه الصحابة ، ولأبي هريرة بالحفظ فكان أحفظهم ، ولأنس بكثرة المال والولد وطول العمر فحصل له ذلك .
- >> إن ما تقدم من دلائل النبوة لتزيد المؤمن إيمانا بصدق النبي صلى الله عليه وسلم وصدق ما جاء به من الوعد والوعيد ، والأوامر والنواهي ، وبكل ما يقوله ويخبر به من أمور الوحي .
- من أعظم ثمرات ذلك أن يعتبر المسلم فيعلم أنه كما وقع ما أخبر به صلى الله عليه وسلم قبل وقوعه فكذلك سيقع كل ما أخبر به صلى الله عليه وسلم من الأمور المستقبلية وغيرها .
- وكذلك : يطيعه فيما أمر ، ويجتنب ما نهى عنه وزجر ، ويصدقه فيما أخبر ، ويعبد الله متبعا سنته وهديه وطريقته.
للمزيد >> خطبة مكتوبة عن هذا الموضوع>>
http://t.co/nCjWvo5cEq
- من أسباب تفاوت الناس في الإيمان تفاوتهم في العلم بدلائل نبوته صلى الله عليه وسلم ؛ فمن زاد علمه بها زاد إيمانه ، ومن نقص علمه بها نقص إيمانه .
- << من دلائل نبوته >>
1. النظر في سيرته صلى الله عليه وسلم من حين ولد وإلى أن بعث ، ومن حين بعث إلى أن مات :
- جعله الله من خير البيوت نسباً .
- ولد في أحب البقاع إلى الله مكة أم القرى.
- كان من أكمل الناس تربية ونشأة ، ولم يزل معروفاً بالصدق والبر والعدل ومكارم الأخلاق ، وترك الفواحش والظلم وكل وصف مذموم .
- جمع الله له بين حسن الأخلاق وحسن الخِلْقة فكان أحسن الناس وجهاً ، وأحسنهم خَلْقا .
2. إخبار الجن ببعثته :
ومُنِعوا من استراق السمع من السماء ، وأرْسِلت عليهم الشُهُب .
3. أنه كان أمياً لا يقرأ ولايكتب ، ولم يجالس أهل الكتاب ولم يعرف أخبارهم ، وجلس على هذا مدة أربعين سنة ، ثم أتى بهذا القرآن العظيم الذي فيه أعجب الكلام وأحسنه ، وفيه من الإخبار بالمغيبات و أحوال الأمم السابقة الشيء الكثير، الذي يَعلم منه العاقل أنه لا يأتي بمثله إلا رسول من عند الله .
- ثم إنه صلى الله عليه وسلم تحدى الجن والإنس أن يأتوا بمثل هذا القرآن ، فلم يستطع أحد منهم ذلك ، بل تحداهم أن يأتوا بسورة واحدة منه فلم يقدروا ، هذا مع كثرة الخلق وطول الزمان ، وقد سمعه الموافق والمخالف والعرب والعجم .
4. إخباره عن الغيب الماضي والحاضر والمستقبل بأمور باهرة :
ففي صحيح مسلم عن أبي زيد عمرو بن أخطب -رضي الله عنه- قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الفجر ، ثم صعد على المنبر فخطبنا حتى حضر الظهر ، ثم نزل فصلى بنا ، ثم صعد المنبر فخطبنا حتى حضر العصر ، ثم نزل فصلى بنا حتى غربت الشمس ، قال : وأخبرنا بما كان وما هو كائن ) .
5. انشقاق القمر في عهده إلى نصفين، رآه الناس وشهدوا بذلك .
6. تسخير الجمادات له :
في الصحيحين قال صلى الله عليه وسلم : (إني لأعرف حجراً بمكة كان يسلم علي قبل ان أبعث ) .
7. وكان صلى الله عليه وسلم مستجاب الدعوة، فدعا لابن العباس بالفقه فكان من أفقه الصحابة ، ولأبي هريرة بالحفظ فكان أحفظهم ، ولأنس بكثرة المال والولد وطول العمر فحصل له ذلك .
- >> إن ما تقدم من دلائل النبوة لتزيد المؤمن إيمانا بصدق النبي صلى الله عليه وسلم وصدق ما جاء به من الوعد والوعيد ، والأوامر والنواهي ، وبكل ما يقوله ويخبر به من أمور الوحي .
- من أعظم ثمرات ذلك أن يعتبر المسلم فيعلم أنه كما وقع ما أخبر به صلى الله عليه وسلم قبل وقوعه فكذلك سيقع كل ما أخبر به صلى الله عليه وسلم من الأمور المستقبلية وغيرها .
- وكذلك : يطيعه فيما أمر ، ويجتنب ما نهى عنه وزجر ، ويصدقه فيما أخبر ، ويعبد الله متبعا سنته وهديه وطريقته.
للمزيد >> خطبة مكتوبة عن هذا الموضوع>>
http://t.co/nCjWvo5cEq
الأربعاء، 22 مايو 2013
صفة أبواب الجنة
[ صفة أبواب الجنة ]
- قال تعالى {وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ}
- وقال تعالى {جَنَّاتِ عَدْنٍ مُّفَتَّحَةً لَّهُمُ الأبواب}
- إذا دخلوا لم تغلق أبوابها عليهم ، بل تبقى مفتحة ، بخلاف النار ، فإذا دخلوها أغلقت عليهم وأطبقت {إِنَّهَا عَلَيْهِم مُّؤْصَدَةٌ }
- {جنات عدن مفتحة لهم الأبواب}
قال العلماء:
• {مفتحة}>> يدخل أهلها ويخرجون كيف شاءوا .
• {مفتحة} >> يدخل عليهم الملائكة كل حين ومن كل باب ، بالتحف والألطاف من ربهم وأنواع النعيم.
• {مفتحة} >> لأنها آمنة .
• {مفتحة} >> لا يلحقهم في دخولها ذل الحُجَّاب ولا كلفة الاستئذان.
• {مفتحة} >> لا تفتح بمعاناة بيد أو جارحة ، وإنما بالكلام ، يقال: انفتحي فتنفتح، وانغلقي فتنغلق.
(قال الأخير ابنُ جرير وذكره عن الحسن)
- سعة أبواب الجنة >>
قال صلى الله عليه وسلم:
" والذي نفسُ محمدٍ بيدِه ! إنَّ ما بين مِصراعَين من مصاريعِ الجنةِ لكما بين ( مكةَ ) و ( هَجرَ ) أو كما بين ( مكةَ ) و ( بُصرَى ) "
رواه مسلم.
- وقال صلى الله عليه وسلم:
"ما بينَ مصراعيْنِ مِنْ مصاريعِ الجنةِ مسيرةُ أربعينَ عامًا ، وليأْتِيَنَّ عليْهِ يَومٌ وإِنَّهُ لَكظِيظٌ" صححه الألباني.
- أبوابها ثمانية >>
قال صلى الله عليه وسلم:
"في الجنة ثمانية أبواب: باب منها يسمى الريان لا يدخله إلا الصائمون" متفق عليه.
- قال صلى الله عليه وسلم :
"من أنفق زوجين من شيء من الأشياء في سبيل الله دعي من أبواب الجنة: يا عبد الله هذا خير، فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة، ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الريان. فقال أبو بكر رضي الله عنه: والله يا رسول الله ما على أحد من ضرورة من أيها دعي، فهل يدعى منها كلها أحد يا رسول الله؟ قال: نعم، وإني لأرجو أن تكون منهم" متفق عليه.
- لبعض هذه الأبواب أسماء ثبتت بنصوص شرعية، مثل: الصلاة والجهاد والصدقة والريان ، ومنها ما اختاره بعض العلماء لإشارات في النصوص .
وفي الحديث السابق دليل لأسماء أربعة أبواب.
- جاء في حديث الشفاعة "فيقال: يا محمد أدخل الجنة من أمتك من لا حساب عليه من الباب الأيمن من أبواب الجنة، وهم شركاء الناس فيما سوى ذلك من الأبواب" رواه البخاري.
- قال صلى الله عليه وسلم:
"ما منكم من أحد يتوضأ فيبلغ – أو فيسبغ – الوضوء ثم يقول: أشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن محمداً عبده ورسوله, اللهم اجعلني من التوابين. إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء" متفق عليه.
- قال صلى الله عليه وسلم:
" ما من مسلم يتوفى له ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث إلا تلقوه من أبواب الجنة الثمانية من أيها شاء دخل"
حسنه ابن حجر والألباني.
( الرسالة في رابط >>
http://fawaed14.blogspot.com/2013/05/blog-post_22.html?m=1 )
- قال تعالى {وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ}
- وقال تعالى {جَنَّاتِ عَدْنٍ مُّفَتَّحَةً لَّهُمُ الأبواب}
- إذا دخلوا لم تغلق أبوابها عليهم ، بل تبقى مفتحة ، بخلاف النار ، فإذا دخلوها أغلقت عليهم وأطبقت {إِنَّهَا عَلَيْهِم مُّؤْصَدَةٌ }
- {جنات عدن مفتحة لهم الأبواب}
قال العلماء:
• {مفتحة}>> يدخل أهلها ويخرجون كيف شاءوا .
• {مفتحة} >> يدخل عليهم الملائكة كل حين ومن كل باب ، بالتحف والألطاف من ربهم وأنواع النعيم.
• {مفتحة} >> لأنها آمنة .
• {مفتحة} >> لا يلحقهم في دخولها ذل الحُجَّاب ولا كلفة الاستئذان.
• {مفتحة} >> لا تفتح بمعاناة بيد أو جارحة ، وإنما بالكلام ، يقال: انفتحي فتنفتح، وانغلقي فتنغلق.
(قال الأخير ابنُ جرير وذكره عن الحسن)
- سعة أبواب الجنة >>
قال صلى الله عليه وسلم:
" والذي نفسُ محمدٍ بيدِه ! إنَّ ما بين مِصراعَين من مصاريعِ الجنةِ لكما بين ( مكةَ ) و ( هَجرَ ) أو كما بين ( مكةَ ) و ( بُصرَى ) "
رواه مسلم.
- وقال صلى الله عليه وسلم:
"ما بينَ مصراعيْنِ مِنْ مصاريعِ الجنةِ مسيرةُ أربعينَ عامًا ، وليأْتِيَنَّ عليْهِ يَومٌ وإِنَّهُ لَكظِيظٌ" صححه الألباني.
- أبوابها ثمانية >>
قال صلى الله عليه وسلم:
"في الجنة ثمانية أبواب: باب منها يسمى الريان لا يدخله إلا الصائمون" متفق عليه.
- قال صلى الله عليه وسلم :
"من أنفق زوجين من شيء من الأشياء في سبيل الله دعي من أبواب الجنة: يا عبد الله هذا خير، فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة، ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الريان. فقال أبو بكر رضي الله عنه: والله يا رسول الله ما على أحد من ضرورة من أيها دعي، فهل يدعى منها كلها أحد يا رسول الله؟ قال: نعم، وإني لأرجو أن تكون منهم" متفق عليه.
- لبعض هذه الأبواب أسماء ثبتت بنصوص شرعية، مثل: الصلاة والجهاد والصدقة والريان ، ومنها ما اختاره بعض العلماء لإشارات في النصوص .
وفي الحديث السابق دليل لأسماء أربعة أبواب.
- جاء في حديث الشفاعة "فيقال: يا محمد أدخل الجنة من أمتك من لا حساب عليه من الباب الأيمن من أبواب الجنة، وهم شركاء الناس فيما سوى ذلك من الأبواب" رواه البخاري.
- قال صلى الله عليه وسلم:
"ما منكم من أحد يتوضأ فيبلغ – أو فيسبغ – الوضوء ثم يقول: أشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن محمداً عبده ورسوله, اللهم اجعلني من التوابين. إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء" متفق عليه.
- قال صلى الله عليه وسلم:
" ما من مسلم يتوفى له ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث إلا تلقوه من أبواب الجنة الثمانية من أيها شاء دخل"
حسنه ابن حجر والألباني.
( الرسالة في رابط >>
http://fawaed14.blogspot.com/2013/05/blog-post_22.html?m=1 )
الجمعة، 17 مايو 2013
الوصايا الحسان في أيام الامتحان (ست عشرة وصية )
الوصايا الحسان في أيام الامتحان
[ ست عشرة وصية في الامتحانات ]
مستفادة من أجوبة متعددة
للشيخ د. محمد المختار الشنقيطي .
<< وصايا للطلاب >>
1- تقوى الله :
من اتقى الله جعل له من كل هم فرجا، ومن كل ضيق مخرجا، أصلح له أمور دينه ودنياه، وانتهت أموره إلى خير ، وما خرج الإنسان بشيء أحب إلى الله ولا أكرم عليه من تقواه –سبحانه- ؛ لأنها قائمة على أساس الـديـن ، وهـو إخلاص العمل لله قال-تعالى- : {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى}
2- إخلاص العمل لوجه الله، وإرادة ما عند الله ، فإن الله يأجر الإنسان على قدر نيته ، فلا يغلب طالب العلم نية الدنيا على الآخرة .
- والعلم لا يراد للدنيا، وإنما يراد لوجه الله، فيخلص الإنسان لوجه الله وما ينال من فضل الدنيا يجعله تبعاً لا أساساً .
3- التوكل على الله :
{وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ} فلا تعتمد على ذكائك ولا على حفظك وتيسير مدرسك ولكن توكل على الله .
- فإن الله قادر على أن يترك الإنسان وهو على أكمل ما يكون من الذكاء والحفظ حتى يدخل إلى اختباره فينسيه جميع ما حفظ ، وربما يبتليه بمرض فيصبح في شتات من أمره لا يستطيع أن يبلغ ما يريد ، فنحن تحت رحمة الله.
(( أصلح لي شأني كله ، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين ))
- أيام الاختبارات أيام صعبة ، وفيها هموم وغموم ، فالإنسان يذهب هذه الهموم والغموم بالتوكل على الله وحسن الظن به .
4- التراحم بين طلاب العلم :
والبعد عن الأنانية والبخل بالخير على الإخوان ، فإن احتاج أخوك إلى شرح مسألة أو كتاب أو ملخص فأعطه ،
- وإياك وما يسوله الشيطان ويقول : هذا مهمل وهذا متكاسل ، لا ، من الآن تعود على الإيثار ، فلربما كانت عنده ظروف أو كانت عنده أمور ، أعطه ملخصك وانصحه .
- فلذلك لا ينبغي للإنسان أن يبخل على الناس ، وطالب العلم الذي يبخل اليوم سيبخل غداً، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه ، والعلم رحم بين أهله .
- إذا وجدت الإنسان حريصا على حب الخير للناس، وطالبُ العلم من اليوم في مواطن الاختبارات ومواطن التنافس تجده سخي النفس، يبذل ويعطي ويعين تجده غدا أحرى بإمامة الناس، ودلالتهم على الخير؛ لأنه عود نفسه على ما فيه خير دينه ودنياه وآخرته.
5- البعد عن المحرمات:
كالغش في الاختبار>
لأن الغش في الاختبار كبيرة من الكبائر ولاشك ؛ "من غشنا فليس منا"
ولأنه يفضي إلى استباحة الأمور المحرمة ؛ لأن الإنسان ينال شهادة مزورة فهو ليس بأهل لهذه الشهادة .
- بل قال بعض العلماء : يشتبه في رزقه إلا أن يتوب فيتوب الله عليه ، ولذلك ينظر فإن الإنسان إذا نال الشهادة بالزور وبالغش- والعياذ بالله- محق الله أقل ما يكون، يمحق الله بركة ماله ، ولذلك تجده يأخذ من المال الكثير وليست فيه بركة ، ولو تاب ؛ لتاب الله عليه ولكن يصلح من حاله .
6- تعظيم شعائر الله :
فإن الطلاب في الاختبارات ربما يرمون الأوراق ، أو يقطعون أوراق المصاحف ، فينبغي التناصح في هذا الأمر ، لا يجوز امتهان كتاب الله ، ولا تمزيق أوراق المصحف.
- وكذلك لا يجوز امتهانها بوضعها في الطرقات والوطء عليها بالأقدام ، ولذلك يخشى على الإنسان إذا رمى بورقة فاستخف بها فوطئ عليها أحد أن يكون عليه وزره ؛ لأنه هو السبب ، والتسبب في الأشياء يوجب ضمانها وما نشأ عنها .
7- ليعتنِ الطالب بالحقوق الواجبة عليه، ومنها حقوق النفس: فبعض الطلاب يسهر ويحمّل النفس ما لا تطيق، فتجده يسهر إلى ساعات متأخرة من الليل، فربما تفوته صلاة الفجر، وكذلك أيضا ربما يصاب بمرض أو يضني جسمه، فقد قال-عليه الصلاة والسلام- "إن المنبتّ لا ظهرا أبقى ولا أرضاً قطع "
- "إن لنفسك عليك حقاًّ". فطالب العلم الموفّق يجعل وقتاً لنومه، ووقتاً لراحته، ووقتاً لاستجمامه، ووقتاً لمذاكرته ومراجعته، فإذا أعطى النفس حقوقها؛ فإنها بإذن الله تستجيب له وتعينه على الخير الذي يطلبه .
8- المحافظة على ذكر الله :
- الإنسان كلما عظم عليه الهم والغم ؛ جعل الله تفريج الهم والغم مقرونا بذكره ؛ فقال : { أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ }
فوالله، لا تزال القلوب في قلق وهم ونكد ونصب وتعب إلا إذا ذكرت ربها.
- من ذكر الله ؛ ذكره ، ومن ذكره الله فلا تخشى عليه الضيعة ، ولا تخشى عليه الفوات ، وهو أمره إلى حسن العاقبة وحسن المآل {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُون الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يتقون}
- يقصر بعض الطلاب في الصلوات، فيتأخر عن الصلاة مع الجماعة، ولا يأتيها إلا عن دبر، وكذلك أيضا ربما إذا فرغ من الصلاة قام على عجالة، فلا يذكر الله، ولا يحافظ على السنة، بالعكس أشد ما تكون حاجة في مواطن الكرب .
9- بعد الاختبار : كن راضيا عن الله ، إن جاءت يسيرة فقل الحمد لله الفضل والمنة لله ، وإن جاءت عسيرة فقل الحمد لله ما شاء الله كان ...، وهذه مهمة جدا ، فبعض الناس إذا نقص له شيء في الاختبار أقام لها الدنيا وسب وشتم وسخط على القضاء والقدر .
- لربما أن الله علم أنك لو أخذت الامتياز لتضررت وأصابتك عين ؛ فكن راضيا .
10- يا طالب العلم .. الناس لا ينتظرون منك (ممتاز) ولا أن تكون من العشرة الأوائل ؛ بل ينتظرون منك أمرين:
أ. دينك واستقامتك وما تنطوي عليه من الخلق والأدب الذي يترجم به إسلامك ، وإذا وفقك الله لهذا فأنت المقدم ولو كنت آخر القوم.
ب. علمك وضبطك ؛ فلو جئت في آخر النتائج وأنت ضابط لما تقول فأنت المقدم وسيرفعك الله ولو بعد حين .
فلا تجعل الدنيا أكبر همك ، بل احرص على الاستقامة والخلق والعلم والضبط .
- << وصية للآباء >>
11- أوصي الآباء أن يتقوا الله في الأبناء والبنات ، فإن أيام الاختبار أيام عصيبة يكون فيها الطلاب في هم وغم فينبغي الرفق بهم والتوسعة عليهم ، وإعانتهم وتيسير الأمور لهم ، وتقوية صلتهم بالله .
- وينبغي القيام بالواجب والمسؤولية ، بعض الآباء لا يهمه أن يضبط ابنه العلم أو لا يضبطه ، والله سائله عن ضبط ابنه للعلم ؛ لأن تعلم الابن ومعرفته بأمور دينه وما يتصل بها من الأمور التي يحتاجها لحياته أمر مطلوب ،وهذا من النصح لولدك.
- << وصية للمعلمين >>
- من ابتلاه الله بالتدريس : أسأل الله العظيم أن يشكر سعيكم ، وأن يعظم أجركم ، وأن يجزيكم على أبناء المسلمين كل خير ، فنعم ما يصنعه المعلم من كلمات طيبة ،ولا يعلم مقدار ما يبذله المعلم والموجه لمن يعلمه إلا الله .
12- الرفق بالطلاب ، وإحسان الظن بهم ، وعدم التشويش عليهم ، وعدم التضييق عليهم ؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " اللهم من ولي من أمور أمتي شيئًا فرفق بهم فاللهم ارفق به ، ومن ولي من أمور أمتي شيئًا فشق عليهم فاللهم اشقق عليه " .
- بعض المدرسين يأتي بأسئلة تعجيزية ، وبعضهم يحاول أن يضيق على الطلاب ، وكأن الاختبار شيءٌ من المنافسة والأذية والإضرار ، وهذا لايجوز "لاضرر ولاضرار"
- رفقًا رفقًا بأبناء المسلمين ، ولنتق الله في هذا الابن الذي يأتيك موتر الأعصاب شارد الذهن مهمومًا مغمومًا مكروبًا ، ولربما يسهر ليله ويتعب نفسه ، فينبغي الرفق بمثل هؤلاء خاصة وأنهم ذرية ضعيفة ، فإن الله سمى الأطفال خاصة صغار السن سماهم ذرية ضعيفة .
13- وأيضًا عدم سبهم وشتمهم واحتقارهم . بعض المعلمين إذا رأى التقصير من الطالب سبه وشتمه وأهانه بل ربما ضيق عليه ، ربما يخرج هذا الطالب بهمّ وغم يبقى معه دهره كله ، ولربما يصاب بمرض في نفسه أو في عقله ، وهذا لا يجوز .
- وإذا كنت في المدرسة ورأيت من يشدد فذكره بالله وذكره أن حوله بحول الله وأن قوته بقوة الله ، والله يرحم من عباده الرحماء.
- أيضًا الشدة المبالغ فيها تنفير ولو كان المعلم يدرس أفضل العلوم ، ولربما يكره بعض الطلاب كتاب الله -والعياذ بالله- لصغرهم وجهلهم بسبب الأذية والإضرار ، ينبغي تهيئة مايعين الطلاب على بلوغ هذه الغايات الطيبة.
14- أسئلة الاختبار أمانة في أعناقكم ، "ولا إيمان لمن لا أمانة له" ؛ فإفشاء الأسرار أو تنبيه الطلاب على مواضع الأسئلة أو السكوت على الغشاشين = ذنب كبير وشر مستطير ؛ يخرج للأمة من يتسمى بالعلم غشا وزورا ، فتحمل بين يدي الله إثمه.
15- درجات الاختبار أمانة ؛ فاتقوا الله في طلابكم وأعطوا كل ذي حق حقه وزنوا بالعدل ، وأحسنوا فإن الله يحب المحسنين .
- نعم ، لا نسوي بين الخامل وبين المجد ، يستطيع المدرس الموفق الناجح أن يعطي كل ذي حق حقه، لكن بطريقة ليس فيها إضرار .
16- امتحان الدنيا يذكر بامتحان الآخرة:
يدخل الطالب إلى الاختبار وقد هيئت له الأمور ، فكيف إذا قدم على الله في يوم تشخص فيه الأبصار ؟
- يا للعجب أن تجد الآباء والأمهات مشفقين على الأبناء والبنات وهم يذهبون إلى الاختبارات والأكف ترفع بالدعوات ولا يبالي الأب بابنه حينما يصير إلى الله في الامتحان الأكبر !
- من منا سأل الله لنفسه وأولاده أن يجيره الله من عذاب الآخرة ؟
- فإن الامتحان كل الامتحان في الآخرة ، هنا إذا لم ينجح ينجح في دور ثان ، ولكن هناك إذا فرق بين الأب وابنه فراقًا لا لقاء بعده أبدًا فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ .
- نسأل الله أن ييسر على أبناء المسلمين ويكتب لهم التوفيق والنجاح ، والله أعلم .
[ مفرَّغة ومجموعة ومهذبة من أربعة أجوبة صوتية متفرقة مع خطبة لمعالي الشيخ د.محمد بن محمد المختار الشنقيطي - المدرس بالمسجد النبوي وعضو هيئة كبار العلماء ]
---------------------------
تابع قناة مجمع الفوائد على التيليجرام
لنشر الفوائد الشرعية وبث المواعظ الأثرية.
https://goo.gl/Wwkq6O
[ ست عشرة وصية في الامتحانات ]
مستفادة من أجوبة متعددة
للشيخ د. محمد المختار الشنقيطي .
<< وصايا للطلاب >>
1- تقوى الله :
من اتقى الله جعل له من كل هم فرجا، ومن كل ضيق مخرجا، أصلح له أمور دينه ودنياه، وانتهت أموره إلى خير ، وما خرج الإنسان بشيء أحب إلى الله ولا أكرم عليه من تقواه –سبحانه- ؛ لأنها قائمة على أساس الـديـن ، وهـو إخلاص العمل لله قال-تعالى- : {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى}
2- إخلاص العمل لوجه الله، وإرادة ما عند الله ، فإن الله يأجر الإنسان على قدر نيته ، فلا يغلب طالب العلم نية الدنيا على الآخرة .
- والعلم لا يراد للدنيا، وإنما يراد لوجه الله، فيخلص الإنسان لوجه الله وما ينال من فضل الدنيا يجعله تبعاً لا أساساً .
3- التوكل على الله :
{وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ} فلا تعتمد على ذكائك ولا على حفظك وتيسير مدرسك ولكن توكل على الله .
- فإن الله قادر على أن يترك الإنسان وهو على أكمل ما يكون من الذكاء والحفظ حتى يدخل إلى اختباره فينسيه جميع ما حفظ ، وربما يبتليه بمرض فيصبح في شتات من أمره لا يستطيع أن يبلغ ما يريد ، فنحن تحت رحمة الله.
(( أصلح لي شأني كله ، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين ))
- أيام الاختبارات أيام صعبة ، وفيها هموم وغموم ، فالإنسان يذهب هذه الهموم والغموم بالتوكل على الله وحسن الظن به .
4- التراحم بين طلاب العلم :
والبعد عن الأنانية والبخل بالخير على الإخوان ، فإن احتاج أخوك إلى شرح مسألة أو كتاب أو ملخص فأعطه ،
- وإياك وما يسوله الشيطان ويقول : هذا مهمل وهذا متكاسل ، لا ، من الآن تعود على الإيثار ، فلربما كانت عنده ظروف أو كانت عنده أمور ، أعطه ملخصك وانصحه .
- فلذلك لا ينبغي للإنسان أن يبخل على الناس ، وطالب العلم الذي يبخل اليوم سيبخل غداً، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه ، والعلم رحم بين أهله .
- إذا وجدت الإنسان حريصا على حب الخير للناس، وطالبُ العلم من اليوم في مواطن الاختبارات ومواطن التنافس تجده سخي النفس، يبذل ويعطي ويعين تجده غدا أحرى بإمامة الناس، ودلالتهم على الخير؛ لأنه عود نفسه على ما فيه خير دينه ودنياه وآخرته.
5- البعد عن المحرمات:
كالغش في الاختبار>
لأن الغش في الاختبار كبيرة من الكبائر ولاشك ؛ "من غشنا فليس منا"
ولأنه يفضي إلى استباحة الأمور المحرمة ؛ لأن الإنسان ينال شهادة مزورة فهو ليس بأهل لهذه الشهادة .
- بل قال بعض العلماء : يشتبه في رزقه إلا أن يتوب فيتوب الله عليه ، ولذلك ينظر فإن الإنسان إذا نال الشهادة بالزور وبالغش- والعياذ بالله- محق الله أقل ما يكون، يمحق الله بركة ماله ، ولذلك تجده يأخذ من المال الكثير وليست فيه بركة ، ولو تاب ؛ لتاب الله عليه ولكن يصلح من حاله .
6- تعظيم شعائر الله :
فإن الطلاب في الاختبارات ربما يرمون الأوراق ، أو يقطعون أوراق المصاحف ، فينبغي التناصح في هذا الأمر ، لا يجوز امتهان كتاب الله ، ولا تمزيق أوراق المصحف.
- وكذلك لا يجوز امتهانها بوضعها في الطرقات والوطء عليها بالأقدام ، ولذلك يخشى على الإنسان إذا رمى بورقة فاستخف بها فوطئ عليها أحد أن يكون عليه وزره ؛ لأنه هو السبب ، والتسبب في الأشياء يوجب ضمانها وما نشأ عنها .
7- ليعتنِ الطالب بالحقوق الواجبة عليه، ومنها حقوق النفس: فبعض الطلاب يسهر ويحمّل النفس ما لا تطيق، فتجده يسهر إلى ساعات متأخرة من الليل، فربما تفوته صلاة الفجر، وكذلك أيضا ربما يصاب بمرض أو يضني جسمه، فقد قال-عليه الصلاة والسلام- "إن المنبتّ لا ظهرا أبقى ولا أرضاً قطع "
- "إن لنفسك عليك حقاًّ". فطالب العلم الموفّق يجعل وقتاً لنومه، ووقتاً لراحته، ووقتاً لاستجمامه، ووقتاً لمذاكرته ومراجعته، فإذا أعطى النفس حقوقها؛ فإنها بإذن الله تستجيب له وتعينه على الخير الذي يطلبه .
8- المحافظة على ذكر الله :
- الإنسان كلما عظم عليه الهم والغم ؛ جعل الله تفريج الهم والغم مقرونا بذكره ؛ فقال : { أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ }
فوالله، لا تزال القلوب في قلق وهم ونكد ونصب وتعب إلا إذا ذكرت ربها.
- من ذكر الله ؛ ذكره ، ومن ذكره الله فلا تخشى عليه الضيعة ، ولا تخشى عليه الفوات ، وهو أمره إلى حسن العاقبة وحسن المآل {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُون الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يتقون}
- يقصر بعض الطلاب في الصلوات، فيتأخر عن الصلاة مع الجماعة، ولا يأتيها إلا عن دبر، وكذلك أيضا ربما إذا فرغ من الصلاة قام على عجالة، فلا يذكر الله، ولا يحافظ على السنة، بالعكس أشد ما تكون حاجة في مواطن الكرب .
9- بعد الاختبار : كن راضيا عن الله ، إن جاءت يسيرة فقل الحمد لله الفضل والمنة لله ، وإن جاءت عسيرة فقل الحمد لله ما شاء الله كان ...، وهذه مهمة جدا ، فبعض الناس إذا نقص له شيء في الاختبار أقام لها الدنيا وسب وشتم وسخط على القضاء والقدر .
- لربما أن الله علم أنك لو أخذت الامتياز لتضررت وأصابتك عين ؛ فكن راضيا .
10- يا طالب العلم .. الناس لا ينتظرون منك (ممتاز) ولا أن تكون من العشرة الأوائل ؛ بل ينتظرون منك أمرين:
أ. دينك واستقامتك وما تنطوي عليه من الخلق والأدب الذي يترجم به إسلامك ، وإذا وفقك الله لهذا فأنت المقدم ولو كنت آخر القوم.
ب. علمك وضبطك ؛ فلو جئت في آخر النتائج وأنت ضابط لما تقول فأنت المقدم وسيرفعك الله ولو بعد حين .
فلا تجعل الدنيا أكبر همك ، بل احرص على الاستقامة والخلق والعلم والضبط .
- << وصية للآباء >>
11- أوصي الآباء أن يتقوا الله في الأبناء والبنات ، فإن أيام الاختبار أيام عصيبة يكون فيها الطلاب في هم وغم فينبغي الرفق بهم والتوسعة عليهم ، وإعانتهم وتيسير الأمور لهم ، وتقوية صلتهم بالله .
- وينبغي القيام بالواجب والمسؤولية ، بعض الآباء لا يهمه أن يضبط ابنه العلم أو لا يضبطه ، والله سائله عن ضبط ابنه للعلم ؛ لأن تعلم الابن ومعرفته بأمور دينه وما يتصل بها من الأمور التي يحتاجها لحياته أمر مطلوب ،وهذا من النصح لولدك.
- << وصية للمعلمين >>
- من ابتلاه الله بالتدريس : أسأل الله العظيم أن يشكر سعيكم ، وأن يعظم أجركم ، وأن يجزيكم على أبناء المسلمين كل خير ، فنعم ما يصنعه المعلم من كلمات طيبة ،ولا يعلم مقدار ما يبذله المعلم والموجه لمن يعلمه إلا الله .
12- الرفق بالطلاب ، وإحسان الظن بهم ، وعدم التشويش عليهم ، وعدم التضييق عليهم ؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " اللهم من ولي من أمور أمتي شيئًا فرفق بهم فاللهم ارفق به ، ومن ولي من أمور أمتي شيئًا فشق عليهم فاللهم اشقق عليه " .
- بعض المدرسين يأتي بأسئلة تعجيزية ، وبعضهم يحاول أن يضيق على الطلاب ، وكأن الاختبار شيءٌ من المنافسة والأذية والإضرار ، وهذا لايجوز "لاضرر ولاضرار"
- رفقًا رفقًا بأبناء المسلمين ، ولنتق الله في هذا الابن الذي يأتيك موتر الأعصاب شارد الذهن مهمومًا مغمومًا مكروبًا ، ولربما يسهر ليله ويتعب نفسه ، فينبغي الرفق بمثل هؤلاء خاصة وأنهم ذرية ضعيفة ، فإن الله سمى الأطفال خاصة صغار السن سماهم ذرية ضعيفة .
13- وأيضًا عدم سبهم وشتمهم واحتقارهم . بعض المعلمين إذا رأى التقصير من الطالب سبه وشتمه وأهانه بل ربما ضيق عليه ، ربما يخرج هذا الطالب بهمّ وغم يبقى معه دهره كله ، ولربما يصاب بمرض في نفسه أو في عقله ، وهذا لا يجوز .
- وإذا كنت في المدرسة ورأيت من يشدد فذكره بالله وذكره أن حوله بحول الله وأن قوته بقوة الله ، والله يرحم من عباده الرحماء.
- أيضًا الشدة المبالغ فيها تنفير ولو كان المعلم يدرس أفضل العلوم ، ولربما يكره بعض الطلاب كتاب الله -والعياذ بالله- لصغرهم وجهلهم بسبب الأذية والإضرار ، ينبغي تهيئة مايعين الطلاب على بلوغ هذه الغايات الطيبة.
14- أسئلة الاختبار أمانة في أعناقكم ، "ولا إيمان لمن لا أمانة له" ؛ فإفشاء الأسرار أو تنبيه الطلاب على مواضع الأسئلة أو السكوت على الغشاشين = ذنب كبير وشر مستطير ؛ يخرج للأمة من يتسمى بالعلم غشا وزورا ، فتحمل بين يدي الله إثمه.
15- درجات الاختبار أمانة ؛ فاتقوا الله في طلابكم وأعطوا كل ذي حق حقه وزنوا بالعدل ، وأحسنوا فإن الله يحب المحسنين .
- نعم ، لا نسوي بين الخامل وبين المجد ، يستطيع المدرس الموفق الناجح أن يعطي كل ذي حق حقه، لكن بطريقة ليس فيها إضرار .
16- امتحان الدنيا يذكر بامتحان الآخرة:
يدخل الطالب إلى الاختبار وقد هيئت له الأمور ، فكيف إذا قدم على الله في يوم تشخص فيه الأبصار ؟
- يا للعجب أن تجد الآباء والأمهات مشفقين على الأبناء والبنات وهم يذهبون إلى الاختبارات والأكف ترفع بالدعوات ولا يبالي الأب بابنه حينما يصير إلى الله في الامتحان الأكبر !
- من منا سأل الله لنفسه وأولاده أن يجيره الله من عذاب الآخرة ؟
- فإن الامتحان كل الامتحان في الآخرة ، هنا إذا لم ينجح ينجح في دور ثان ، ولكن هناك إذا فرق بين الأب وابنه فراقًا لا لقاء بعده أبدًا فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ .
- نسأل الله أن ييسر على أبناء المسلمين ويكتب لهم التوفيق والنجاح ، والله أعلم .
[ مفرَّغة ومجموعة ومهذبة من أربعة أجوبة صوتية متفرقة مع خطبة لمعالي الشيخ د.محمد بن محمد المختار الشنقيطي - المدرس بالمسجد النبوي وعضو هيئة كبار العلماء ]
---------------------------
تابع قناة مجمع الفوائد على التيليجرام
لنشر الفوائد الشرعية وبث المواعظ الأثرية.
https://goo.gl/Wwkq6O
الخميس، 16 مايو 2013
مهمات متعلقة بالاختبارات
[ مهمات متعلقة بالاختبارات ]
<<الطالب بين الدعاء والمذاكرة>>
- "إنَّ اللهَ يحبُّ أنْ يسأله العبادُ جميعَ مصالح دينهم ودنياهم ، مِنَ الطَّعام والشراب والكسوة وغير ذلك ، كما يسألونه الهداية والمغفرة ... وكان بعضُ السَّلف يسأل الله في صلاته كلَّ حوائجه حتّى ملحَ عجينه وعلفَ شاته " (ابن رجب)
- أكثِر من الدعاء ولو لم تجب جيدا أو لم تذاكر جيدا ؛ فكما أن المذاكرة سبب للنجاح ، فالدعاء سبب أيضاً :
و"أحزم الناس من أدلى بالأسباب التي نصبها الله تعالى مفضية إلى المطلوب ، وسأل سؤال من لم يُدْلِ بسببٍ أصلاً ، بل سؤال مُفلسٍ بائسٍ ليس له حيلة ولا وسيلة "
(بدائع الفوائد لابن القيم)
- من المذموم أن يترك العبد الأخذ بالأسباب المشروعة مع قدرته عليها ، ويعتمد على الدعاء فقط ؛ "فيذم حيث كانت الأسباب مأموراً بها ، فتَرَكَها وأقبل على الدعاء ، كمن حصره العدو ، وأُمر بجهاده ، فترك جهاده وأقبل على الدعاء والتضرع أن يصرفه الله عنه ، وكمن جهده العطش ، وهو قادر على تناول الماء ، فتركه وأقبل يسأل الله تعالى أن يرويه ، وكمن أمكنه التداوي الشرعي فتركه وأقبل يسأل العافية..." (بدائع الفوائد) لابن القيم.
<<تضييع الصلوات لأجل الامتحانات>>
- "ليس من الأعذار التي تبيح للرجل التخلف عن صلاة الجماعة بالمسجد : ضيق وقت الطالب بصلاة الجماعة وخوفه من تشتت فكره وعدم تمكنه من المذاكرة وربط المعلومات الدراسية بعضها ببعض ، فالوقت واسع وزمن الدراسة شهور ، وزمن أداء الصلوات الخمس في جماعة بالمسجد قصير بالنسبة لتلك الشهور ، وضيق الوقت إنما هو من تفريطه في أداء الواجب في وقته وتأخيره لقرب الاختبار ، لا من أداء واجب الصلاة في جماعة ، وأداء الصلاة في جماعة بالمسجد من أعظم وأعلى أنواع تقوى الله ، وقد قال تعالى: ( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ) " (فتاوى اللجنة الدائمة)(8/39) .
<< الغش في الامتحان >>
- قال صلى الله عليه وسلم-:
"مَنْ غَشَّ فَلَيْسَ مِنِّي " رواه مسلم
-" حديث : ( من غشنا فليس منا ) صحيح ، وهو عام يشمل الغش في البيع والشراء ، وفي النصيحة وفي العهود والمواثيق ، وفي الأمانة وفي اختبار المدارس والمعاهد ، ونحوها ، سواء كان نقلاً من الكتب أم أخذاً عن التلاميذ أم إعطاء لهم كلاماً أم عن طريق الكتابة وتناقلها بينهم "
فتاوى اللجنة الدائمة (12/200).
- الغشّ محرّم في الاختبارات كما أنه محرّم في المعاملات، فليس لأحد أن يغشّ في الاختبارات في أي مادة دينية أو دنيوية، وإذا علم الأستاذ بذلك فهو شريكه في الإثم والخيانة ، فلا يجوز الغش ولا التساهل فيه، ولا التغاضي عنه؛ لعموم الحديث المذكور، وما جاء في معناه، ولما يترتب على الغش من المفاسد والأضرار والعواقب الوخيمة.
(ابن باز)
- ما العمل إذا رأى الطالب زميله يغش ؟
يجيبك ابن عثيمين رحمه الله >>
http://fawaed14.blogspot.com/2013/05/blog-post_15.html?m=1
- حكم ما يسمى ' أدعية الامتحانات '
(دعاء المذاكرة / دعاء تسليم الورقة...)
فتوى اللجنة الدائمة >>
http://t.co/CSU75Ymw8t
- ذكر الله يطرد القلق والتوتّر ، فأكثر ذكره يفتح الله عليك ، وإذا استغلقت عليك مسألة فادع الله أن يهوّنها : كان شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله إذا استغلق عليه فهم شيء يقول : يا معلّم ابراهيم علمني ويا مفهّم سليمان فهمني .
<<الطالب بين الدعاء والمذاكرة>>
- "إنَّ اللهَ يحبُّ أنْ يسأله العبادُ جميعَ مصالح دينهم ودنياهم ، مِنَ الطَّعام والشراب والكسوة وغير ذلك ، كما يسألونه الهداية والمغفرة ... وكان بعضُ السَّلف يسأل الله في صلاته كلَّ حوائجه حتّى ملحَ عجينه وعلفَ شاته " (ابن رجب)
- أكثِر من الدعاء ولو لم تجب جيدا أو لم تذاكر جيدا ؛ فكما أن المذاكرة سبب للنجاح ، فالدعاء سبب أيضاً :
و"أحزم الناس من أدلى بالأسباب التي نصبها الله تعالى مفضية إلى المطلوب ، وسأل سؤال من لم يُدْلِ بسببٍ أصلاً ، بل سؤال مُفلسٍ بائسٍ ليس له حيلة ولا وسيلة "
(بدائع الفوائد لابن القيم)
- من المذموم أن يترك العبد الأخذ بالأسباب المشروعة مع قدرته عليها ، ويعتمد على الدعاء فقط ؛ "فيذم حيث كانت الأسباب مأموراً بها ، فتَرَكَها وأقبل على الدعاء ، كمن حصره العدو ، وأُمر بجهاده ، فترك جهاده وأقبل على الدعاء والتضرع أن يصرفه الله عنه ، وكمن جهده العطش ، وهو قادر على تناول الماء ، فتركه وأقبل يسأل الله تعالى أن يرويه ، وكمن أمكنه التداوي الشرعي فتركه وأقبل يسأل العافية..." (بدائع الفوائد) لابن القيم.
<<تضييع الصلوات لأجل الامتحانات>>
- "ليس من الأعذار التي تبيح للرجل التخلف عن صلاة الجماعة بالمسجد : ضيق وقت الطالب بصلاة الجماعة وخوفه من تشتت فكره وعدم تمكنه من المذاكرة وربط المعلومات الدراسية بعضها ببعض ، فالوقت واسع وزمن الدراسة شهور ، وزمن أداء الصلوات الخمس في جماعة بالمسجد قصير بالنسبة لتلك الشهور ، وضيق الوقت إنما هو من تفريطه في أداء الواجب في وقته وتأخيره لقرب الاختبار ، لا من أداء واجب الصلاة في جماعة ، وأداء الصلاة في جماعة بالمسجد من أعظم وأعلى أنواع تقوى الله ، وقد قال تعالى: ( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ) " (فتاوى اللجنة الدائمة)(8/39) .
<< الغش في الامتحان >>
- قال صلى الله عليه وسلم-:
"مَنْ غَشَّ فَلَيْسَ مِنِّي " رواه مسلم
-" حديث : ( من غشنا فليس منا ) صحيح ، وهو عام يشمل الغش في البيع والشراء ، وفي النصيحة وفي العهود والمواثيق ، وفي الأمانة وفي اختبار المدارس والمعاهد ، ونحوها ، سواء كان نقلاً من الكتب أم أخذاً عن التلاميذ أم إعطاء لهم كلاماً أم عن طريق الكتابة وتناقلها بينهم "
فتاوى اللجنة الدائمة (12/200).
- الغشّ محرّم في الاختبارات كما أنه محرّم في المعاملات، فليس لأحد أن يغشّ في الاختبارات في أي مادة دينية أو دنيوية، وإذا علم الأستاذ بذلك فهو شريكه في الإثم والخيانة ، فلا يجوز الغش ولا التساهل فيه، ولا التغاضي عنه؛ لعموم الحديث المذكور، وما جاء في معناه، ولما يترتب على الغش من المفاسد والأضرار والعواقب الوخيمة.
(ابن باز)
- ما العمل إذا رأى الطالب زميله يغش ؟
يجيبك ابن عثيمين رحمه الله >>
http://fawaed14.blogspot.com/2013/05/blog-post_15.html?m=1
- حكم ما يسمى ' أدعية الامتحانات '
(دعاء المذاكرة / دعاء تسليم الورقة...)
فتوى اللجنة الدائمة >>
http://t.co/CSU75Ymw8t
- ذكر الله يطرد القلق والتوتّر ، فأكثر ذكره يفتح الله عليك ، وإذا استغلقت عليك مسألة فادع الله أن يهوّنها : كان شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله إذا استغلق عليه فهم شيء يقول : يا معلّم ابراهيم علمني ويا مفهّم سليمان فهمني .
ما العمل إذا رأى الطالب زميله يغش ؟
[ما العمل إذا رأى الطالب زميله يغش ؟]
قال الشّيخ ابن عثيمين رحمه الله :
وهنا مسألة يسأل عنها بعض الطلاب، يقول: إذا رأيت هذا الطالب يغش أو يحاول أن يغش، فهل يلزمني أن أخبر عنه، أو أقول: المسألة موكولة لغيري وفي ذمة غيري
الجواب : يلزمه أن يخبر به؛ لأن هذا من باب التعاون على البر والتقوى، هذا الطالب الكسول الفاشل في الدراسة إذا غش سوف يغلب الطالب المجتهد الناجح، وهذا ظلم، وإزالة الظلم واجبة، فيجب أن تخبر لكن كيف الطريق؟ لكن قد يكون الطالب ضعيفاً أمام الطالب الذي غش فيخشى أن يؤذيه، فنقول: من الممكن أن يكون الإخبار عن طريق كتابة ورقة صغيرة يعطيها للمراقب من غير أن يشعر به، وإذا لم يمكن هذا فبعد انتهاء الامتحان يذهب إلى المسئول في المدرسة ويخبره، وإذا أخبره برأت ذمته، وأما السكوت على أمر منكر وظلمٍ للآخرين فإن هذا لا يجوز، هذا ما يتعلق بالامتحانات ... ".
انتهى من اللقاء الشهري (4/1)
قال الشّيخ ابن عثيمين رحمه الله :
وهنا مسألة يسأل عنها بعض الطلاب، يقول: إذا رأيت هذا الطالب يغش أو يحاول أن يغش، فهل يلزمني أن أخبر عنه، أو أقول: المسألة موكولة لغيري وفي ذمة غيري
الجواب : يلزمه أن يخبر به؛ لأن هذا من باب التعاون على البر والتقوى، هذا الطالب الكسول الفاشل في الدراسة إذا غش سوف يغلب الطالب المجتهد الناجح، وهذا ظلم، وإزالة الظلم واجبة، فيجب أن تخبر لكن كيف الطريق؟ لكن قد يكون الطالب ضعيفاً أمام الطالب الذي غش فيخشى أن يؤذيه، فنقول: من الممكن أن يكون الإخبار عن طريق كتابة ورقة صغيرة يعطيها للمراقب من غير أن يشعر به، وإذا لم يمكن هذا فبعد انتهاء الامتحان يذهب إلى المسئول في المدرسة ويخبره، وإذا أخبره برأت ذمته، وأما السكوت على أمر منكر وظلمٍ للآخرين فإن هذا لا يجوز، هذا ما يتعلق بالامتحانات ... ".
انتهى من اللقاء الشهري (4/1)
الاثنين، 13 مايو 2013
حكم ما يسمى ' أدعية الامتحانات '
[ حكم ما يسمى 'أدعية الامتحانات' ]
(مما يقال في " المذاكرة " وعند " استلام ورقة الامتحانات " وعند " تعثر الإجابة " وعند " تسليم الورقة " ...)
- سئل علماء اللجنة الدائمة :
أبعث إليكم ورقة أرسلتها إلي إحدى المعلمات ، وقد وجدتها متداولة بين بعض الطالبات أثناء فترة الاختبارات الدراسية ، هذه الورقة بعنوان : " دعاء المذاكرة والنجاح - بإذن الله - " ، وتشتمل هذه الورقة على أدعية وأوراد افتعلها كاتبها ، وأخذها إما من بعض آيات قرآنية أو أحاديث نبوية ، ولكنه جعل لها مواضع تقال فيها ، لم يرد بها دليل أو أثر ، أرفعها إليكم لعلي أن أحظى منكم بتنبيه أو توعية للناس على خطأ هذا الكلام الذي جاء بهذه الصورة .
جعلكم الله عونا للحق وناشرين له ، وجعلكم ذخرا للإسلام والمسلمين ، وقد جاء في الورقة المذكورة ما يلي :
" بسم الله الرحمن الرحيم ، دعاء المذاكرة والنجاح - بإذن الله - قال الله تعالى : ( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ) ، وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : " لا أحمل هم الإجابة ولكني أحمل هم الدعاء ، فإذا وفقت في الدعاء أعطيت الإجابة " ، ونحن على أبواب الامتحان هداني الله لجمع هذه الأدعية والتوجه بها إلى الله في أوقات المذاكرة ، وعند الامتحان ، وفي حال النسيان .
دعاء قبل المذاكرة : اللهم إني أسألك فهم النبيين وحفظ المرسلين والملائكة المقربين ، اللهم اجعل ألسنتنا عامرة بذكرك ، وقلوبنا بخشيتك ، وأسرارنا بطاعتك ، إنك على كل شيء قدير ، وحسبنا الله ونعم الوكيل .
عند دخول الامتحان : رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا .
دعاء بعد المذاكرة : اللهم إني استودعتك ما قرأت وما حفظت وما تعلمت فرده عند حاجتي إنك على كل شيء قدير .
عند بداية الإجابة : رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي ، باسم الله الفتاح ، اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا يا أرحم الراحمين .
عند التوجه للامتحانات : اللهم إني توكلت عليك وفوضت أمري إليك ولا ملجأ ولا منجى إلا إليك .
عند تعسر الإجابة : لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ، يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث ، رب إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين .
عند النسيان : اللهم يا جامع الناس ليوم لا ريب فيه اجمع عليَّ ضالتي .
بعد أن ينتهي من الإجابة يقول : الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله .
فأجابوا :
" هذه الأدعية الموضوعة للمذاكرة والنجاح والمنوعة لكل حالة تعرض للطالب أثناء المذاكرة : أدعية مبتدعة ، لم يرد في تخصيصها بما ذكر دليل من كتاب الله أو سنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، وما ذكر فيها من آيات قرآنية أو أحاديث نبوية أو آثار ، إنما وردت لأسباب : إما خاصة بها ، أو عامة لسؤال الله ودعائه والتضرع له والالتجاء إليه والتوكل عليه سبحانه في كل أمور الإنسان التي تعرض له أما تخصيصها بما ذكر فلا يجوز ، ويجب ترك العمل بها لهذا الخصوص ، وعدم اعتقاد صحتها فيما ذكر ، والدعاء عبادة لله ، فلا يصح إلا بتوقيف ، وينبغي لكل مسلم ومسلمة أن يدعو الله بأن ييسر له أموره كلها ، وأن يزيده علما وفقها في الدين ، وأن يلهمه الصواب ، ويذكره ما نسي ، ويعلمه ما جهل ، ويوفقه لكل خير ، ويذلل له كل صعب ، دون أن يجعل لكل حالة دعاء مبتدعا يواظب عليه ، وذلك أسلم له في دينه وأحرى أن يستجيب الله لدعائه ، ويوفقه لكل خير ، فالله سبحانه وتعالى وعد من دعاه بالإجابة والتوفيق للهداية والرشاد ، وشرط لذلك الاستجابة لما شرع الله والإيمان به سبحانه ، والاستقامة على دينه كما جاء عن الله وعن رسوله صلى الله عليه وسلم ، قال الله تعالى : ( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ) .
الشيخ عبد العزيز آل الشيخ ، الشيخ عبد الله بن غديان ، الشيخ صالح الفوزان ، الشيخ بكر أبو زيد .
" فتاوى اللجنة الدائمة "24 / 183 – 186
(مما يقال في " المذاكرة " وعند " استلام ورقة الامتحانات " وعند " تعثر الإجابة " وعند " تسليم الورقة " ...)
- سئل علماء اللجنة الدائمة :
أبعث إليكم ورقة أرسلتها إلي إحدى المعلمات ، وقد وجدتها متداولة بين بعض الطالبات أثناء فترة الاختبارات الدراسية ، هذه الورقة بعنوان : " دعاء المذاكرة والنجاح - بإذن الله - " ، وتشتمل هذه الورقة على أدعية وأوراد افتعلها كاتبها ، وأخذها إما من بعض آيات قرآنية أو أحاديث نبوية ، ولكنه جعل لها مواضع تقال فيها ، لم يرد بها دليل أو أثر ، أرفعها إليكم لعلي أن أحظى منكم بتنبيه أو توعية للناس على خطأ هذا الكلام الذي جاء بهذه الصورة .
جعلكم الله عونا للحق وناشرين له ، وجعلكم ذخرا للإسلام والمسلمين ، وقد جاء في الورقة المذكورة ما يلي :
" بسم الله الرحمن الرحيم ، دعاء المذاكرة والنجاح - بإذن الله - قال الله تعالى : ( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ) ، وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : " لا أحمل هم الإجابة ولكني أحمل هم الدعاء ، فإذا وفقت في الدعاء أعطيت الإجابة " ، ونحن على أبواب الامتحان هداني الله لجمع هذه الأدعية والتوجه بها إلى الله في أوقات المذاكرة ، وعند الامتحان ، وفي حال النسيان .
دعاء قبل المذاكرة : اللهم إني أسألك فهم النبيين وحفظ المرسلين والملائكة المقربين ، اللهم اجعل ألسنتنا عامرة بذكرك ، وقلوبنا بخشيتك ، وأسرارنا بطاعتك ، إنك على كل شيء قدير ، وحسبنا الله ونعم الوكيل .
عند دخول الامتحان : رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا .
دعاء بعد المذاكرة : اللهم إني استودعتك ما قرأت وما حفظت وما تعلمت فرده عند حاجتي إنك على كل شيء قدير .
عند بداية الإجابة : رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي ، باسم الله الفتاح ، اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا يا أرحم الراحمين .
عند التوجه للامتحانات : اللهم إني توكلت عليك وفوضت أمري إليك ولا ملجأ ولا منجى إلا إليك .
عند تعسر الإجابة : لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ، يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث ، رب إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين .
عند النسيان : اللهم يا جامع الناس ليوم لا ريب فيه اجمع عليَّ ضالتي .
بعد أن ينتهي من الإجابة يقول : الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله .
فأجابوا :
" هذه الأدعية الموضوعة للمذاكرة والنجاح والمنوعة لكل حالة تعرض للطالب أثناء المذاكرة : أدعية مبتدعة ، لم يرد في تخصيصها بما ذكر دليل من كتاب الله أو سنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، وما ذكر فيها من آيات قرآنية أو أحاديث نبوية أو آثار ، إنما وردت لأسباب : إما خاصة بها ، أو عامة لسؤال الله ودعائه والتضرع له والالتجاء إليه والتوكل عليه سبحانه في كل أمور الإنسان التي تعرض له أما تخصيصها بما ذكر فلا يجوز ، ويجب ترك العمل بها لهذا الخصوص ، وعدم اعتقاد صحتها فيما ذكر ، والدعاء عبادة لله ، فلا يصح إلا بتوقيف ، وينبغي لكل مسلم ومسلمة أن يدعو الله بأن ييسر له أموره كلها ، وأن يزيده علما وفقها في الدين ، وأن يلهمه الصواب ، ويذكره ما نسي ، ويعلمه ما جهل ، ويوفقه لكل خير ، ويذلل له كل صعب ، دون أن يجعل لكل حالة دعاء مبتدعا يواظب عليه ، وذلك أسلم له في دينه وأحرى أن يستجيب الله لدعائه ، ويوفقه لكل خير ، فالله سبحانه وتعالى وعد من دعاه بالإجابة والتوفيق للهداية والرشاد ، وشرط لذلك الاستجابة لما شرع الله والإيمان به سبحانه ، والاستقامة على دينه كما جاء عن الله وعن رسوله صلى الله عليه وسلم ، قال الله تعالى : ( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ) .
الشيخ عبد العزيز آل الشيخ ، الشيخ عبد الله بن غديان ، الشيخ صالح الفوزان ، الشيخ بكر أبو زيد .
" فتاوى اللجنة الدائمة "24 / 183 – 186
السبت، 11 مايو 2013
{وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون}
[ {وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون} ]
- هل تفكّرنا في هذه الآية:
{وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون}
قال ابن رجب: هذه الآية كانت تشتد على الخائفين العارفين .
- {وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون}
وظهر لهم يومئذ من أمر الله وعذابه ، الذي كان أعده لهم ، ما لم يكونوا قبل ذلك يحتسبون أنه أعده لهم .
(ابن جرير)
- "ويل لأهل الرياء ويل لأهل الرياء هذه آيتهم وقصتهم"
(سفيان الثوري)
- جزع محمد بن المنكدر عند موته جزعاً شديداً ، فقيل له: ما هذا الجزع؟ قال: أخاف آية من كتاب الله "وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون" فأنا أخشى أن يبدو لي ما لم أكن أحتسب.
- {وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون}
يكون غافلا عن مآله، فإذا كشف الغطاء وعاين الأهوال الفظيعة، بدا له ما لم يكن في حسابه.
- {وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون}
يكون له أعمال يرجو بها الخير، فتصير هباء منثورا وتبدل سيئات، فيبدو له ما لم يكن في حسابه.
- {وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون}
يعمل ذنبا يظنه يسيرا سهلا فيحتقره، فيكون الذنب عظيما كبيرا عند الله ، وبسببه يكون العذاب .
- {وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون}
يظن أنه عمل صالحات ، فيظهر أنه ممن زين له سوء عمله فرآه حسنا، فيبدو له ما لم يكن في حسابه .
- {وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون}
أعمال ظن أنها ستنجيه، لكنه لم يخلص النية فيها لله، فكانت عليه، وبدا له ما لم يكن في حسابه.
- {وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون}
له حسنات كثيرة، ظن أنها تنجيه، وكانت عليه مظالم، فأخذ الغرماء من حسناته، فبدا له ما لم يحتسب.
- {وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون}
يناقش الحساب فيطلب منه شكر النعم، فأصغرها تستوعب أعماله كلها، وتبقى نِعَمٌ، فيطالب شكرها فيعذب
- {وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون}
يكون له سيئات تحبط بعض أعماله الصالحة، فيبدو له ما لم يكن يحتسب.
- (كم من موقف خزي يوم القيامة لم يخطر على بالك قط).
نقلها ابن رجب عن بعض حكماء السلف .
اللهم عاملنا برحمتك ولطفك.
[معظمه > من تغريدات للشيخ ناصر بن غازي الرحيلي - محاضر في قسم العقيدة بالجامعة الإسلامية ]
- هل تفكّرنا في هذه الآية:
{وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون}
قال ابن رجب: هذه الآية كانت تشتد على الخائفين العارفين .
- {وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون}
وظهر لهم يومئذ من أمر الله وعذابه ، الذي كان أعده لهم ، ما لم يكونوا قبل ذلك يحتسبون أنه أعده لهم .
(ابن جرير)
- "ويل لأهل الرياء ويل لأهل الرياء هذه آيتهم وقصتهم"
(سفيان الثوري)
- جزع محمد بن المنكدر عند موته جزعاً شديداً ، فقيل له: ما هذا الجزع؟ قال: أخاف آية من كتاب الله "وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون" فأنا أخشى أن يبدو لي ما لم أكن أحتسب.
- {وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون}
يكون غافلا عن مآله، فإذا كشف الغطاء وعاين الأهوال الفظيعة، بدا له ما لم يكن في حسابه.
- {وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون}
يكون له أعمال يرجو بها الخير، فتصير هباء منثورا وتبدل سيئات، فيبدو له ما لم يكن في حسابه.
- {وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون}
يعمل ذنبا يظنه يسيرا سهلا فيحتقره، فيكون الذنب عظيما كبيرا عند الله ، وبسببه يكون العذاب .
- {وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون}
يظن أنه عمل صالحات ، فيظهر أنه ممن زين له سوء عمله فرآه حسنا، فيبدو له ما لم يكن في حسابه .
- {وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون}
أعمال ظن أنها ستنجيه، لكنه لم يخلص النية فيها لله، فكانت عليه، وبدا له ما لم يكن في حسابه.
- {وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون}
له حسنات كثيرة، ظن أنها تنجيه، وكانت عليه مظالم، فأخذ الغرماء من حسناته، فبدا له ما لم يحتسب.
- {وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون}
يناقش الحساب فيطلب منه شكر النعم، فأصغرها تستوعب أعماله كلها، وتبقى نِعَمٌ، فيطالب شكرها فيعذب
- {وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون}
يكون له سيئات تحبط بعض أعماله الصالحة، فيبدو له ما لم يكن يحتسب.
- (كم من موقف خزي يوم القيامة لم يخطر على بالك قط).
نقلها ابن رجب عن بعض حكماء السلف .
اللهم عاملنا برحمتك ولطفك.
[معظمه > من تغريدات للشيخ ناصر بن غازي الرحيلي - محاضر في قسم العقيدة بالجامعة الإسلامية ]
الجمعة، 10 مايو 2013
دلائل نبوة النبي صلى الله عليه وسلم وأثرها على المسلم
دلائل نبوة النبي صلى الله عليه وسلم وأثرها على المسلم
الخطبة الأولى
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا , من يهد الله فلا مضل له , ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد ان لا إله إلا الله وحده لا شريك له , وأشهد أن محمد عبده ورسوله .
{ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ }
{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً }
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا }
أما بعد :
فإن خير الكلام كلام الله ، وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة .
عباد الله :
لقد منَّ الله على عباده ببعثة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ، وفرض على العباد الإيمان به وإتباعه وطاعته قال تعالى { يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِنْ رَبِّكُمْ فَآَمِنُوا خَيْرًا لَكُمْ } وقال سبحانه : { وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا} وأخبر جل وعلا أنه سينصر رسوله صلى الله عليه وسلم ويُظهر دينه على الاديان كلها وإن كثر المخالفون، قال تعالى : {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ } , وشهد الله لنبيه بالرسالة فقال : { وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ } ، ولا يدخل أحد في الإسلام إلا بأن يؤمن بأن محمداً رسول الله ، ويصدقَ بما جاء به . والواجب تقديم محبته صلى الله عليه وسلم على محبة المال و الأهل والولد ، يقول صلى الله عليه وسلم : (لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين ) .
ولقد أقام الله البراهين الكثيرة الدالة على نبوته صلى الله عليه وسلم ، ونوّعها إقامةً للحجة على العباد، وليزداد الذين ءامنوا إيماناً .
والناس يتفاوتون في مقدار تصديقهم للنبي صلى الله عليه وسلم وإيمانهم به ، فمنهم من تصديقه بلغ الدرجات العلى من اليقين ، ومنهم من يضعف تصديقه إلى أن يقرب إلى درجة الشك والريب , ومابين هاتين الدرجتين أصناف لا يعلم عددهم وتفاوتَ إيمانهم إلا الله سبحانه ، قال تعالى { هُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ } .
وإن من أسباب تفاوت الناس في الإيمان تفاوتهم في العلم بدلائل نبوته صلى الله عليه وسلم , فمن زاد علمه بآيات النبي صلى الله عليه وسلم ودلائل نبوته زاد إيمانه وتصديقه ، ومن نقص علمه بها نقَص إيمانه وتصديقه .
ثم ما يظهر على الناس في الظاهر من أقوال اللسان وأعمال الجوارح هو تبع لما في القلب من إيمان ، قال النبي صلى الله عليه وسلم ( ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ، واذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب ) .
وسنذكر في هذا المقام بعضاً مما جاء من دلائل نبوته صلى الله عليه وسلم ومن علامات دالة على صدقه ، و أنه رسول من عند الله .
فمن ذلك : النظر في سيرته صلى الله عليه وسلم من حين ولد وإلى أن بعث ، ومن حين بعث إلى أن مات .
فقد جعله الله من خير البيوت نسباً ، بيتِ إبراهيم عليه السلام ، الذي جعل الله في ذريته النبوة والكتاب ، فلم يأت نبي بعد إبراهيم إلا كان من ذريته ، وكان محمد صلى الله عليه وسلم من قريش، وهم صفوة بني إبراهيم، ثم من بني هاشم صفوة قريش .
وولد صلى الله عليه وسلم في أحب البقاع إلى الله مكة ام القرى ، البلد الذي توجد فيه كعبة الله ، البلد الذي لم يزل محجوجاً يقصده الناس من كل مكان من عهد إبراهيم عليه السلام .
وكان صلى الله عليه وسلم من أكمل الناس تربية ونشأة ، لم يزل معروفاً بالصدق والبر والعدل ومكارم الأخلاق ، وترك الفواحش والظلم وكل وصف مذموم ، مشهوداً له بذلك عند جميع من يعرفه قبل النبوة ، وممن آمن به وممن كفر بعد النبوة ، لايُعرف له شيء يعاب به ، لا في أقواله ولا في أفعاله ولا في أخلاقه ، ولا جُرِّب عليه كذبة قط ولا ظلم ولا فاحشة ، وبقي صلى الله عليه وسلم على هذه الاخلاق الحسنة والمكارم الحميدة طول بقائه في الحياة الدنيا ، مع إختلاف الأحوال عليه من حرب وسلم ، وأمن وخوف ، وغنى وفقر، وقلة وكثرة .
وهذه الاخلاق هي التي دلت خديجة رضي الله عنها على صدق نبوته وأنه لايتنزل عليه إلا ملائكة ، فقالت لما ذكر لها تنزَّل الوحي عليه أول مرة ( كلا والله لا يخزيك الله أبداً إنك لتصل الرحم وتكسب المعدوم وتقري الضيف وتعين على نوائب الدهر ) .
وجمع الله لنبيه صلى الله عليه وسلم بين حسن الاخلاق وحسن الخِلْقة والصورة الظاهرة ، ففي الصحيحين من حديث البراء رضي الله عنه قال : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس وجهاً , وأحسنهم خلْقا ، ليس بالطويل الذاهب ولا بالقصير ) ، ( وسئل رضي الله عنه : أكان وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل السيف ؟ قال : لا بل مثل القمر ).
وكان أجود الناس وأشجعهم ، قال فيه ابن عباس رضي الله عنه : ( كان أجود الناس بالخير , وأجود بالخير من الريح المرسلة ) متفق عليه ، وقال جابر ( ما سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً فقال : لا ) متفق عليه
ولم يكن صلى الله عليه وسلم فاحشاً ولا متفحشاً، وكان أشدَّ الناس حياء وأرحم الناس بالناس , فلم يضرب أحد بيده لا امرأةً ولا خادماً إلا أن يجاهد في سبيل الله .
وكان خُلُقه القرآن ، وكان أشدَّ الناس عبادة ، يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه .
ومن دلائل نبوته أن الجن أَخْبَرَت ببعثته لما بُعِث , ومُنِعوا من استراق السمع من السماء ، وأرْسِلت عليهم الشُهُب , قال الله عنهم : { وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَن يَسْتَمِعِ الآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَّصَدًا} .
وشهد له أهل الكتاب بالنبوة ، منهم ورقة بن نوفل ، وكان رجلاً نصرانياً ، لما أخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم بنزول الَملَك عليه قال : ( هذا الناموس الذي أنزل الله على موسى ) رواه البخاري ، وقال هرقل عظيم الروم لما بلغه خبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال وهو جالس على كرسي ملكه ( سيملك هذا الرجل موضع قدمي هاتين ، ولو أني اعلم أني أخلص إليه لتجشمت لقاءه ، ولو كنت عنده لغسلت عن قدمه ) أخرجه البخاري ومسلم .
ومن دلائل نبوته : أنه كان أمياً لا يقرأ ولايكتب ، ولم يجالس أهل الكتاب ولم يعرف أخبارهم ، وجلس على هذا مدة أربعين سنة ، ثم أتى بهذا القرآن العظيم الذي فيه أعجب الكلام وأحسنه ، وفيه من الإخبار بالمغيبات و أحوال الأمم السابقة الشيء الكثير، الذي يَعلم منه العاقل أنه لا يأتي بمثله إلا رسول من عند الله، قال تعالى بعد ذكر قصة موسى عليه السلام : { وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنَا إِلَى مُوسَى الأَمْرَ وَمَا كُنتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ (44) وَلكِنَّا أَنشَأْنَا قُرُونًا فَتَطَاوَلَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ وَمَا كُنتَ ثَاوِيًا فِي أَهْلِ مَدْيَنَ تَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَلَكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ }
وقال بعد قصة نوح مع قومه { تِلْكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنتَ تَعْلَمُهَا أَنتَ وَلاَ قَوْمُكَ مِن قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ }
ثم إنه صلى الله عليه وسلم تحدى الجن والإنس أن يأتوا بمثل هذا القرآن ، فلم يستطع أحد منهم ذلك ، بل تحداهم أن يأتوا بسورة واحدة منه فلم يقدروا ، هذا مع كثرة الخلق وطول الزمان ، وقد سمعه الموافق والمخالف والعرب والعجم ، فهو معجز في لفظه وفي نظمه، وفي إخباره بالغيوب، وفي أمره ونهيه ووعده ووعيده، وفي جلالته وعظمته وسلطانه على القلوب ، واذا تُرجم بغير العربية كانت معانيه أحسن المعاني وأتمها .
ومن دلائل نبوته صلى الله عليه وسلم : إخباره عن الغيب الماضي والحاضر والمستقبل بأمور باهرة ، ففي صحيح مسلم عن أبي زيد عمرو بن أخطب -رضي الله عنه- قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الفجر ، ثم صعد على المنبر فخطبنا حتى حضر الظهر ، ثم نزل فصلى بنا ، ثم صعد المنبر فخطبنا حتى حضر العصر ، ثم نزل فصلى بنا حتى غربت الشمس ، قال : وأخبرنا بما كان وما هو كائن ) .
وفي صحيح البخاري : شكى إليه رجل الفقر ، وشكى إليه آخر قطع الطريق ، فقال صلى الله عليه وسلم ( والله ليأتي زمان ترتحل الظعينة من الحيرة حتى تطوف بالكعبة لاتخاف أحدا إلا الله، ولَتُفْتَحَنَّ كنوز كسرى ويخرج الرجل ملء كفه من ذهب أو فضة يطلب من يقبله عنه فلا يجد أحدا يقبله منه ) .
قال الراوي : فرأيت الظعينة ترتحل من الحيرة حتى تطوف بالكعبة لاتخاف إلا الله ، وكنت فيمن افتتح كنوز كسرى .
قال شيخ الإسلام -رحمه الله- : وما أخبر به من خروج الرجل بملء كفه من ذهب أو فضة فلا يجد من يقبله ظهر كما أخبر في زمن عمر بن عبدالعزيز .
و أخبر صلى الله عليه وسلم بمصارع المشركين في بدر وقال : هنا يصرع فلان وهنا يصرع فلان ، فما ماط أحدهم عن الموضع الذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم .
ولما صعد أحدا وكان معه أبو بكر وعمر وعثمان اهتز الجبل فقال صلى الله عليه وسلم ( اثبت فما عليك إلا نبي وصديق وشهيدان ) فكان كما قال ، فمات عمر وعثمان شهيدين ، ومات الصديق على فراشه .
وبَشَّرَ عثمانَ بالجنة على بلوى تصيبه ، فكان كما قال ، فَقُتِل عثمان -رضي الله عنه- مظلوما في داره .
وأخبر فاطمة -رضي الله عنها- أنها أول أهله لحوقاً به ، فكان كما قال .
وأخبر عن مقتل قواده الثلاث في معركة مؤتة قبل أن يصل الخبر إلى المدينة ، وأخبر عن موت النجاشي في الحبشة في اليوم الذي مات فيه ، والأخبار في ذلك كثيرة جداً .
ومن علامات نبوته: انشقاق القمر في عهده إلى نصفين، رأه الناس وشهدوا عليه.
ومن علامات نبوته صلى الله عليه وسلم: تسخير الجمادات له ، فعن ابن مسعود -رضي الله عنه- قال : ( لقد كنا نأكل الطعام مع النبي صلى الله عليه وسلم ونحن نسمع تسبيح الطعام ، قال: وأتى النبي صلى الله عليه وسلم بإناء فوضع يده فيه فجعل الماء ينبع بين أصابعه) أخرجه البخاري .
وفي الصحيحين قال صلى الله عليه وسلم : (إني لأعرف حجراً بمكة كان يسلم علي قبل ان أبعث ) .
وعن جابر رضي الله عنه قال : كان المسجد مسقوفاً على جذوع النخل، فكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا خطب يقوم إلى جذع منها ، فلما وضع المنبر سمعنا لذلك الجذع صوتاً كصوت العشار ، حتى جاء النبي صلى الله عليه وسلم فوضع يده عليها فسَكَنَت ) متفق عليه ، وفي رواية ( فصاحت النخلة ) فنزل النبي صلى الله عليه وسلم فضمَّها إليه فجعلت تئن أنين الصبي الذي يُسَكَّت حتى استقرت .
وعن عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال: ( كنا مع رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ في سفر فأقبل أعرابي ، فلما دنا منه قال له رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : أين تريد؟ ، قال : إلى أهلي ، قال: هل لك في خير؟ قال: وما هو ؟ قال : تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله ، قال : ومن يشهد على ما تقول ؟ ، قال : هذه السلمة (شجرة من أشجار البادية) ،فدعاها رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهي بشاطئ الوادي ، فأقبلت تخد (تشق) الأرض خدًا حتى قامت بين يديه ، فأستشهدها ثلاثًا فشهدت ثلاثًا أنه كما قال ، ثم رجعت إلى منبتها.
وكان صلى الله عليه وسلم مستجاب الدعوة، فدعا لابن العباس بالفقه فكان من أفقه الصحابة ، ولأبي هريرة بالحفظ فكان أحفظهم ، ولأنس بكثرة المال والولد وطول العمر فحصل له ذلك .
وقال أنس -رضي الله عنه- : دخل رجل يوم الجمعة من باب كان قِبَل المنبر ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يخطب، فاستقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يارسول الله هلكت المواشي وانقطعت السبل فادع الله أن يغيثنا . قال: فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه فقال: اللهم اسقنا اللهم اسقنا اللهم اسقنا. قال أنس: ولا والله ما نرى في السماء من سحاب ولا قزعة ولا شيئا، وما بيننا وبين سلع من بيت ولا دار، قال: فطلعت من ورائه سحابة مثل الترس، فلما توسطت السماء انتشرت ثم أمطرت، فلم ينزل رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ابتلت لحيته من الماء، قال: والله ما رأينا الشمس سبتا (يعني: أسبوعا) ، قال: ثم دخل رجل من ذلك الباب في الجمعة المقبلة ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يخطب، فقال: يا رسول الله هلكت الأموال وانقطعت السبل فادع الله أن يمسكها قال: فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه ودعا، فانقطع المطر وخرجنا نمشي في الشمس .
أقول هذا القول ، وأستغفر الله .
>> الخطبة الثانية
الحمد لله على إحسانه ، والشكر له على توفيقه وامتنانه ، والصلاة والسلام على عبده ورسوله نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين .
أما بعد :
أيها المسلمون : إن ما تقدم من دلائل النبوة لتزيد المؤمن إيمانا بصدق النبي صلى الله عليه وسلم وصدق ما جاء به من الوعد والوعيد ، والأوامر والنواهي ، وبكل ما يقوله ويخبر به من أمور الوحي .
وإن من أعظم ثمرات ذلك أن يعتبر المسلم فيعلم أنه كما وقع ما أخبر به صلى الله عليه وسلم قبل وقوعه فكذلك سيقع كل ما أخبر به صلى الله عليه وسلم من الأمور المستقبلية وغيرها .
فوالله يا عبدالله لتسئلن في قبرك عن ربك ونبيك ودينك، لأن النبي أخبر بذلك ، ولتقومن الساعة، وليجدن المطيع ثمرة طاعته ، والعاصي ثمرة معصيته ، وستطاير الكتب فآخذ كتابه بيمنه وآخذ كتابه بشماله ، ولتقفن بين يدي الله وليكلمنك ليس بينك وبينه ترجمان فتنظر أيمن منك فلا ترى إلا ما قدمت ، وتنظر أشأم منك فلا ترى إلا ما قدمت ، وتنظر أمامك فلا ترى إلا النار فاتق النار ولو بالصدقة اليسيرة ولو بشق بتمرة .
وكذلك كن موقنا يا عبد الله بكل ما قاله نبيك صلى الله عليه وسلم فإذا سمعت وعدا فارج وسارع إلى الطاعة، وإذا سمعت وعيدا فخف وابتعد عن مخالفته .
أيها المسلمون (... أطيعوا الله وأطيعوا الرسول فإن تولوا فإنما عليه ما حمّل وعليكم ما حملتم وإن تطيعوه تهتدوا وما على الرسول إلا البلاغ المبين) .
اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى ، اللعم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ، اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا ، وكره إليما الكفر والفسوق والعصيان ، واجعلنا من الراشدين ، اللهم انصر كتابك وسنة نبيك وعبادك الموحدين ، اللهم أعز الإسلام والمسلمين ، وأذل الكفر وأهله في كل مكان يا رب العالمين ، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ، وصل اللهم وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
- كتبها الشيخ ناصر الرحيلي .
الخطبة الأولى
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا , من يهد الله فلا مضل له , ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد ان لا إله إلا الله وحده لا شريك له , وأشهد أن محمد عبده ورسوله .
{ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ }
{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً }
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا }
أما بعد :
فإن خير الكلام كلام الله ، وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة .
عباد الله :
لقد منَّ الله على عباده ببعثة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ، وفرض على العباد الإيمان به وإتباعه وطاعته قال تعالى { يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِنْ رَبِّكُمْ فَآَمِنُوا خَيْرًا لَكُمْ } وقال سبحانه : { وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا} وأخبر جل وعلا أنه سينصر رسوله صلى الله عليه وسلم ويُظهر دينه على الاديان كلها وإن كثر المخالفون، قال تعالى : {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ } , وشهد الله لنبيه بالرسالة فقال : { وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ } ، ولا يدخل أحد في الإسلام إلا بأن يؤمن بأن محمداً رسول الله ، ويصدقَ بما جاء به . والواجب تقديم محبته صلى الله عليه وسلم على محبة المال و الأهل والولد ، يقول صلى الله عليه وسلم : (لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين ) .
ولقد أقام الله البراهين الكثيرة الدالة على نبوته صلى الله عليه وسلم ، ونوّعها إقامةً للحجة على العباد، وليزداد الذين ءامنوا إيماناً .
والناس يتفاوتون في مقدار تصديقهم للنبي صلى الله عليه وسلم وإيمانهم به ، فمنهم من تصديقه بلغ الدرجات العلى من اليقين ، ومنهم من يضعف تصديقه إلى أن يقرب إلى درجة الشك والريب , ومابين هاتين الدرجتين أصناف لا يعلم عددهم وتفاوتَ إيمانهم إلا الله سبحانه ، قال تعالى { هُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ } .
وإن من أسباب تفاوت الناس في الإيمان تفاوتهم في العلم بدلائل نبوته صلى الله عليه وسلم , فمن زاد علمه بآيات النبي صلى الله عليه وسلم ودلائل نبوته زاد إيمانه وتصديقه ، ومن نقص علمه بها نقَص إيمانه وتصديقه .
ثم ما يظهر على الناس في الظاهر من أقوال اللسان وأعمال الجوارح هو تبع لما في القلب من إيمان ، قال النبي صلى الله عليه وسلم ( ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ، واذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب ) .
وسنذكر في هذا المقام بعضاً مما جاء من دلائل نبوته صلى الله عليه وسلم ومن علامات دالة على صدقه ، و أنه رسول من عند الله .
فمن ذلك : النظر في سيرته صلى الله عليه وسلم من حين ولد وإلى أن بعث ، ومن حين بعث إلى أن مات .
فقد جعله الله من خير البيوت نسباً ، بيتِ إبراهيم عليه السلام ، الذي جعل الله في ذريته النبوة والكتاب ، فلم يأت نبي بعد إبراهيم إلا كان من ذريته ، وكان محمد صلى الله عليه وسلم من قريش، وهم صفوة بني إبراهيم، ثم من بني هاشم صفوة قريش .
وولد صلى الله عليه وسلم في أحب البقاع إلى الله مكة ام القرى ، البلد الذي توجد فيه كعبة الله ، البلد الذي لم يزل محجوجاً يقصده الناس من كل مكان من عهد إبراهيم عليه السلام .
وكان صلى الله عليه وسلم من أكمل الناس تربية ونشأة ، لم يزل معروفاً بالصدق والبر والعدل ومكارم الأخلاق ، وترك الفواحش والظلم وكل وصف مذموم ، مشهوداً له بذلك عند جميع من يعرفه قبل النبوة ، وممن آمن به وممن كفر بعد النبوة ، لايُعرف له شيء يعاب به ، لا في أقواله ولا في أفعاله ولا في أخلاقه ، ولا جُرِّب عليه كذبة قط ولا ظلم ولا فاحشة ، وبقي صلى الله عليه وسلم على هذه الاخلاق الحسنة والمكارم الحميدة طول بقائه في الحياة الدنيا ، مع إختلاف الأحوال عليه من حرب وسلم ، وأمن وخوف ، وغنى وفقر، وقلة وكثرة .
وهذه الاخلاق هي التي دلت خديجة رضي الله عنها على صدق نبوته وأنه لايتنزل عليه إلا ملائكة ، فقالت لما ذكر لها تنزَّل الوحي عليه أول مرة ( كلا والله لا يخزيك الله أبداً إنك لتصل الرحم وتكسب المعدوم وتقري الضيف وتعين على نوائب الدهر ) .
وجمع الله لنبيه صلى الله عليه وسلم بين حسن الاخلاق وحسن الخِلْقة والصورة الظاهرة ، ففي الصحيحين من حديث البراء رضي الله عنه قال : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس وجهاً , وأحسنهم خلْقا ، ليس بالطويل الذاهب ولا بالقصير ) ، ( وسئل رضي الله عنه : أكان وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل السيف ؟ قال : لا بل مثل القمر ).
وكان أجود الناس وأشجعهم ، قال فيه ابن عباس رضي الله عنه : ( كان أجود الناس بالخير , وأجود بالخير من الريح المرسلة ) متفق عليه ، وقال جابر ( ما سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً فقال : لا ) متفق عليه
ولم يكن صلى الله عليه وسلم فاحشاً ولا متفحشاً، وكان أشدَّ الناس حياء وأرحم الناس بالناس , فلم يضرب أحد بيده لا امرأةً ولا خادماً إلا أن يجاهد في سبيل الله .
وكان خُلُقه القرآن ، وكان أشدَّ الناس عبادة ، يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه .
ومن دلائل نبوته أن الجن أَخْبَرَت ببعثته لما بُعِث , ومُنِعوا من استراق السمع من السماء ، وأرْسِلت عليهم الشُهُب , قال الله عنهم : { وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَن يَسْتَمِعِ الآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَّصَدًا} .
وشهد له أهل الكتاب بالنبوة ، منهم ورقة بن نوفل ، وكان رجلاً نصرانياً ، لما أخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم بنزول الَملَك عليه قال : ( هذا الناموس الذي أنزل الله على موسى ) رواه البخاري ، وقال هرقل عظيم الروم لما بلغه خبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال وهو جالس على كرسي ملكه ( سيملك هذا الرجل موضع قدمي هاتين ، ولو أني اعلم أني أخلص إليه لتجشمت لقاءه ، ولو كنت عنده لغسلت عن قدمه ) أخرجه البخاري ومسلم .
ومن دلائل نبوته : أنه كان أمياً لا يقرأ ولايكتب ، ولم يجالس أهل الكتاب ولم يعرف أخبارهم ، وجلس على هذا مدة أربعين سنة ، ثم أتى بهذا القرآن العظيم الذي فيه أعجب الكلام وأحسنه ، وفيه من الإخبار بالمغيبات و أحوال الأمم السابقة الشيء الكثير، الذي يَعلم منه العاقل أنه لا يأتي بمثله إلا رسول من عند الله، قال تعالى بعد ذكر قصة موسى عليه السلام : { وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنَا إِلَى مُوسَى الأَمْرَ وَمَا كُنتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ (44) وَلكِنَّا أَنشَأْنَا قُرُونًا فَتَطَاوَلَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ وَمَا كُنتَ ثَاوِيًا فِي أَهْلِ مَدْيَنَ تَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَلَكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ }
وقال بعد قصة نوح مع قومه { تِلْكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنتَ تَعْلَمُهَا أَنتَ وَلاَ قَوْمُكَ مِن قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ }
ثم إنه صلى الله عليه وسلم تحدى الجن والإنس أن يأتوا بمثل هذا القرآن ، فلم يستطع أحد منهم ذلك ، بل تحداهم أن يأتوا بسورة واحدة منه فلم يقدروا ، هذا مع كثرة الخلق وطول الزمان ، وقد سمعه الموافق والمخالف والعرب والعجم ، فهو معجز في لفظه وفي نظمه، وفي إخباره بالغيوب، وفي أمره ونهيه ووعده ووعيده، وفي جلالته وعظمته وسلطانه على القلوب ، واذا تُرجم بغير العربية كانت معانيه أحسن المعاني وأتمها .
ومن دلائل نبوته صلى الله عليه وسلم : إخباره عن الغيب الماضي والحاضر والمستقبل بأمور باهرة ، ففي صحيح مسلم عن أبي زيد عمرو بن أخطب -رضي الله عنه- قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الفجر ، ثم صعد على المنبر فخطبنا حتى حضر الظهر ، ثم نزل فصلى بنا ، ثم صعد المنبر فخطبنا حتى حضر العصر ، ثم نزل فصلى بنا حتى غربت الشمس ، قال : وأخبرنا بما كان وما هو كائن ) .
وفي صحيح البخاري : شكى إليه رجل الفقر ، وشكى إليه آخر قطع الطريق ، فقال صلى الله عليه وسلم ( والله ليأتي زمان ترتحل الظعينة من الحيرة حتى تطوف بالكعبة لاتخاف أحدا إلا الله، ولَتُفْتَحَنَّ كنوز كسرى ويخرج الرجل ملء كفه من ذهب أو فضة يطلب من يقبله عنه فلا يجد أحدا يقبله منه ) .
قال الراوي : فرأيت الظعينة ترتحل من الحيرة حتى تطوف بالكعبة لاتخاف إلا الله ، وكنت فيمن افتتح كنوز كسرى .
قال شيخ الإسلام -رحمه الله- : وما أخبر به من خروج الرجل بملء كفه من ذهب أو فضة فلا يجد من يقبله ظهر كما أخبر في زمن عمر بن عبدالعزيز .
و أخبر صلى الله عليه وسلم بمصارع المشركين في بدر وقال : هنا يصرع فلان وهنا يصرع فلان ، فما ماط أحدهم عن الموضع الذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم .
ولما صعد أحدا وكان معه أبو بكر وعمر وعثمان اهتز الجبل فقال صلى الله عليه وسلم ( اثبت فما عليك إلا نبي وصديق وشهيدان ) فكان كما قال ، فمات عمر وعثمان شهيدين ، ومات الصديق على فراشه .
وبَشَّرَ عثمانَ بالجنة على بلوى تصيبه ، فكان كما قال ، فَقُتِل عثمان -رضي الله عنه- مظلوما في داره .
وأخبر فاطمة -رضي الله عنها- أنها أول أهله لحوقاً به ، فكان كما قال .
وأخبر عن مقتل قواده الثلاث في معركة مؤتة قبل أن يصل الخبر إلى المدينة ، وأخبر عن موت النجاشي في الحبشة في اليوم الذي مات فيه ، والأخبار في ذلك كثيرة جداً .
ومن علامات نبوته: انشقاق القمر في عهده إلى نصفين، رأه الناس وشهدوا عليه.
ومن علامات نبوته صلى الله عليه وسلم: تسخير الجمادات له ، فعن ابن مسعود -رضي الله عنه- قال : ( لقد كنا نأكل الطعام مع النبي صلى الله عليه وسلم ونحن نسمع تسبيح الطعام ، قال: وأتى النبي صلى الله عليه وسلم بإناء فوضع يده فيه فجعل الماء ينبع بين أصابعه) أخرجه البخاري .
وفي الصحيحين قال صلى الله عليه وسلم : (إني لأعرف حجراً بمكة كان يسلم علي قبل ان أبعث ) .
وعن جابر رضي الله عنه قال : كان المسجد مسقوفاً على جذوع النخل، فكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا خطب يقوم إلى جذع منها ، فلما وضع المنبر سمعنا لذلك الجذع صوتاً كصوت العشار ، حتى جاء النبي صلى الله عليه وسلم فوضع يده عليها فسَكَنَت ) متفق عليه ، وفي رواية ( فصاحت النخلة ) فنزل النبي صلى الله عليه وسلم فضمَّها إليه فجعلت تئن أنين الصبي الذي يُسَكَّت حتى استقرت .
وعن عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال: ( كنا مع رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ في سفر فأقبل أعرابي ، فلما دنا منه قال له رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : أين تريد؟ ، قال : إلى أهلي ، قال: هل لك في خير؟ قال: وما هو ؟ قال : تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله ، قال : ومن يشهد على ما تقول ؟ ، قال : هذه السلمة (شجرة من أشجار البادية) ،فدعاها رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهي بشاطئ الوادي ، فأقبلت تخد (تشق) الأرض خدًا حتى قامت بين يديه ، فأستشهدها ثلاثًا فشهدت ثلاثًا أنه كما قال ، ثم رجعت إلى منبتها.
وكان صلى الله عليه وسلم مستجاب الدعوة، فدعا لابن العباس بالفقه فكان من أفقه الصحابة ، ولأبي هريرة بالحفظ فكان أحفظهم ، ولأنس بكثرة المال والولد وطول العمر فحصل له ذلك .
وقال أنس -رضي الله عنه- : دخل رجل يوم الجمعة من باب كان قِبَل المنبر ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يخطب، فاستقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يارسول الله هلكت المواشي وانقطعت السبل فادع الله أن يغيثنا . قال: فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه فقال: اللهم اسقنا اللهم اسقنا اللهم اسقنا. قال أنس: ولا والله ما نرى في السماء من سحاب ولا قزعة ولا شيئا، وما بيننا وبين سلع من بيت ولا دار، قال: فطلعت من ورائه سحابة مثل الترس، فلما توسطت السماء انتشرت ثم أمطرت، فلم ينزل رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ابتلت لحيته من الماء، قال: والله ما رأينا الشمس سبتا (يعني: أسبوعا) ، قال: ثم دخل رجل من ذلك الباب في الجمعة المقبلة ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يخطب، فقال: يا رسول الله هلكت الأموال وانقطعت السبل فادع الله أن يمسكها قال: فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه ودعا، فانقطع المطر وخرجنا نمشي في الشمس .
أقول هذا القول ، وأستغفر الله .
>> الخطبة الثانية
الحمد لله على إحسانه ، والشكر له على توفيقه وامتنانه ، والصلاة والسلام على عبده ورسوله نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين .
أما بعد :
أيها المسلمون : إن ما تقدم من دلائل النبوة لتزيد المؤمن إيمانا بصدق النبي صلى الله عليه وسلم وصدق ما جاء به من الوعد والوعيد ، والأوامر والنواهي ، وبكل ما يقوله ويخبر به من أمور الوحي .
وإن من أعظم ثمرات ذلك أن يعتبر المسلم فيعلم أنه كما وقع ما أخبر به صلى الله عليه وسلم قبل وقوعه فكذلك سيقع كل ما أخبر به صلى الله عليه وسلم من الأمور المستقبلية وغيرها .
فوالله يا عبدالله لتسئلن في قبرك عن ربك ونبيك ودينك، لأن النبي أخبر بذلك ، ولتقومن الساعة، وليجدن المطيع ثمرة طاعته ، والعاصي ثمرة معصيته ، وستطاير الكتب فآخذ كتابه بيمنه وآخذ كتابه بشماله ، ولتقفن بين يدي الله وليكلمنك ليس بينك وبينه ترجمان فتنظر أيمن منك فلا ترى إلا ما قدمت ، وتنظر أشأم منك فلا ترى إلا ما قدمت ، وتنظر أمامك فلا ترى إلا النار فاتق النار ولو بالصدقة اليسيرة ولو بشق بتمرة .
وكذلك كن موقنا يا عبد الله بكل ما قاله نبيك صلى الله عليه وسلم فإذا سمعت وعدا فارج وسارع إلى الطاعة، وإذا سمعت وعيدا فخف وابتعد عن مخالفته .
أيها المسلمون (... أطيعوا الله وأطيعوا الرسول فإن تولوا فإنما عليه ما حمّل وعليكم ما حملتم وإن تطيعوه تهتدوا وما على الرسول إلا البلاغ المبين) .
اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى ، اللعم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ، اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا ، وكره إليما الكفر والفسوق والعصيان ، واجعلنا من الراشدين ، اللهم انصر كتابك وسنة نبيك وعبادك الموحدين ، اللهم أعز الإسلام والمسلمين ، وأذل الكفر وأهله في كل مكان يا رب العالمين ، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ، وصل اللهم وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
- كتبها الشيخ ناصر الرحيلي .
الخميس، 9 مايو 2013
ثلاثون فائدة متفرقة من مجلسين للشيخ العصيمي
[ ثلاثون فائدة متفرقة من مجلسين للشيخ العصيمي ]
-شرح فيهما :
1-'شرح الزيادة الرجبية على الأربعين النووية'
2-'نعت الدرجات في تلقي القرآن والقراءات'
3-'الباقيات الصالحات في أذكار أدبار الصلوات' .
في المسجد النبوي: بعد العصر وبعد المغرب -
الخميس 15 / 6 / 1434 .
1- (أشهد ألا ..) المقدم عند أهل الإملاء من القدامى أن تدغم النون في اللام فتصير (ألا) وعندهم وجه آخر وهو الفصل ( أن لا ) لكن الأول أولى وأشهر .
2- أمَّات لغة في الأمهات ، فالأمَّات والأمهات بمعنى واحد .
وذهب بعض أهل العربية إلى أن الأمَّات جمع للأم لغير العاقل ، والأمهات جمع للأم في العاقل .
والمشهور عند أهل العربية التسوية بينهما .
3- لم يذكر ابن رجب اللقب الجامع بين البخاري ومسلم (متفق عليه) ؛ بل أفصح عن المخرجيْن بذكر اسمهما فقال (خرجه البخاري ومسلم) ؛ لأن الإفصاح أبلغ في الإيضاح .
فربما خفي على القارئ مقصد اصطلاح أهل الفن.
4- اسم الحيل مقترن بالاحتيال والمكر عند المتقدمين ، ولهذا ذمه السلف ، ثم توسع المتأخرون في حقيقة الحيل فجعلوها اسما لكل ما يتوصل به إلى مقصود .
وصيروا من الحيل حيلا مأذونا بها ، وحيلا منهيا عنها .
5- ما يوجد في كلام السلف من ذم لكتاب (الحيل) لمحمد بن الحسن هو من النوع الأول وهو التوصل لطريق غير مأذون به .
وقد اعتُذِر لمحمد بن الحسن أن في كتابه أشياء دُسّت عليه .
6- من عيون المصنفات النافعة في هذا الباب :
كتاب (إبطال الحيل) للحافظ ابن بطة الحنبلي
وكتاب (إقامة الدليل على بطلان التحليل) لابن تيمية .
7- مما ينبغي الإحاطة به في فهم السنة : الإحاطة بالكليات الواردة في الأحاديث ؛ كحديث (كل مسكر حرام) (كل معروف صدقة) وقد صنَّف بعض أهل العصر في (كليات القرآن) كقوله تعالى {كل نفس ذائقة الموت}
وبقي التصنيف في (كليات السنة) .
8- من الفوائد الملتقطة بالمناقيش: ما ذكره السيوطي في تدريب الراوي أن اسم الجيد عندهم ما علا على الحسن وتقاصر عن الصحيح .
وهو في الحقيقة يرجع إلى نوع الحسن ؛ لكنه أعلاه .
9- "لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله .."
المأمور به في الحديث: حق التوكل ، لا مجرد التوكل .
والمراد بـ حق التوكل : كماله .
والتوكل : اعتماد العبد على الله وإظهار عجزه له.
وقل من نوَّه بالفرق بين 'التوكل' و'حق التوكل'
10- إذا كان الحديث في أحد الكتب الستة لا يعزى لغيرها إلا في حالات :
نظمها الشيخ صالح العصيمي:
وما أتى في ستة لا يُعزى
لغيرها إلا لأمر عزَّا
كلفظة أو قوة في سندِ
أو نقلنا لقوله المعتمدِ
11- للشيخ اُعمُر بن محمبوبا الشنقيطي في تلاوة القرآن:
ولا يجوز أخذها من الكتبْ
كما به قد صرحوا بل قد يجبْ
عليك أن تأخذها ممن يريكْ
كيفية النطق بها فاه لفيكْ
12- يزيد بعض الناس في الأذكار بعد الصلاة (وتعاليت) في الذكر الوارد (تباركت يا ذا الجلال والإكرام) وهذه الزيادة لا أصل لها في الحديث ، وهذا النوع يسمى في علوم الحديث: (الملصَق) وهو أن يُدخَل في لفظ الحديث ما لم يُروَ أبدا .
وهو غير 'المدرج' و غير 'زيادة الثقة' فكلاهما مروي .
13- الأذكار المقيدة بمحل لا يجوز الزيادة عليها ؛ لأن الأذكار المقيدة بمحل توقيفية ، كأذكار أدبار الصلوات والاستفتاحات والتشهدات.
أما الأذكار غير المقيدة بمحل فيجوز الزيادة عليها ، وهو مذهب الصحابة والتابعين .
فمثلا الدعاء المأثور (اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى) فلو زاد مثلا (والرضا) كان جائزا .
14- إذا استغفر الإمام ثلاثا انصرف إلى الناس واستقبلهم بوجهه لحديث عائشة (ما كان رسول الله يقعد إذا سلم إلا بقدر ما يقول
'اللهم أنت السلام ومنك السلام..' [مع الاستغفار] ) والمأموم يغير توركه إذا قال الذكر السابق.
(ذكره ابن دقيق العيد واختاره ابن باز) .
15- السنة في خطاب الشرع ثلاثة أنواع:
-السنة الإلهية {ولن تجد لسنة الله تبديلا}
-السنة النبوية "من رغب عن سنتي فليس مني"
- سنة الخلفاء الراشدين "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين" .
16- الأفضل والأولى في صيغ أذكار أدبار الصلوات : أن يجمع الإنسان بين التسبيح والتحميد والتكبير ؛ لأنه أكمل مبنى ومعنى .
أكمل مبنى ؛ لأنها أكثر لفظا بإثبات الواو .
وأكمل معنى لأنه يجمع بين أنواع من الكمالات لله ، يسبحه تنزيها، ويحمده شكرًا، ويكبره إعظاما .
17- سميت (آية الكرسي) بذلك ؛ لاختصاصها بذكر الكرسي الإلهي ؛ تعظيما له .
18- السنة الجهر بالأذكار التي في أدبار الصلوات إلا آية الكرسي :
عند البخاري : عن ابن عباس : كان رفع الصوت بالذكر بعد الصلاة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وهو اختيار جماعة (ابن جرير الطبري وابن تيمية وابن حزم وابن رجب ) وعليه أئمة الدعوة النجدية علما وعملا ، خلافا للمشهور عند المذاهب الأربعة -وهو أن السنة الإسرار- .
19- الجهر يعم جميع هذه الأذكار ولا يختص بأولها، وتخصيص أولها بالجهر خلاف السنة.
وهو تحكم لا دليل عليه كما ذكره سليمان بن سحمان .
والمراد بالجهر : رفع الصوت مع قصد إسماع غيره ولو لم يسمع .
والإسرار : خفض الصوت مع عدم قصد إسماع غيره ولو سمع .
<< وهذه المسألة من دقائق العلم ، وكان ابن دقيق العيد يقول: 'لا أعلم فرقا بين الجهر والإسرار' لدقة المسألة .
20- مما يقال بعد صلاة الضحى (اللهم اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الغفور) مئة مرة ، ثبت عند النسائي ذلك بإسناد صحيح .
واختلف العلماء في عده ذكرا للصلوات على قولين :
الأول: ذكر من أذكار الصلوات المكتوبة (ابن أبي شيبة والنسائي والألباني) .
الثاني: بعد الضحى (البيهقي وهو الأظهر)
فمن لم يرَ قول البيهقي (بعد الضحى) فلا يترك القول الآخر (بعد الصلوات) .
21- وقت أذكار كل صلاة = بعدها إلى خروج وقتها ، وقول أذكار أدبار الصلوات بعد خروج وقتها مشروط بشرطين :
الأول: أن يكون قائلها معتادا لها ملازما لها .
الثاني: أن يكون معذورا بذلك بنسيانها أو الشغل عنها ، بلا تفريط .
22- الذكر الجماعي من البدع (كما بسطه ابن تيمية والشاطبي) والمراد به : ما وقع مواطأة (اتفاقا) ، أما وقوع المصادفة دون قصد فلا مانع منه .
23- قول الأذكار ممن يحفظها وترديد المصلين خلفه ممن لا يحفظون الأذكار = إن كان للتعليم فلا بأس ، ويقدَّر بحاجته ، ولهذا ذهب الشافعي أنه يسن الجهر بالأذكار عند إرادة التعليم .
والأكمل أن يعلمه في غير هذا الموضع ؛ ليكون هذا الموضع مقاما لامتثالها .
24- النصح لمن قارب رحيله إلى بلاده :
•مواصلة طريق طلب العلم:
قال بعض السلف: لعل الكلمة التي أدخل بها الجنة لم أكتبها بعد .
• الاجتهاد في تبليغ دين الله بما اتصل إليه علمه.
25- احرصوا على طلب العلم عن أكابركم وهم العلماء الذين شابت لحيتهم في العلم فإن البركة مع أكابركم، وهم للحق أقرب ، والشيطان عنهم أبعد ، وإياكم والزهد فيهم:
قال ابن تيمية: والشاب وإن كان أقوى بدنا فإن الشيخ الكبير أقوى عقلا .
26- الصحيح وجوب التجويد لقوله تعالى{ورتل القرآن ترتيلا} وترتيل القرآن : إلقاؤه مرتبا مبيَّنا ، وكيفية هذا الإلقاء تؤخذ بالتلقي ، تلقاه النبي صلى الله عليه وسلم من جبريل ... ، فيكون فعله صلى الله عليه وسلم تفسيرا للأمر {ورتل} والأمر للوجوب .
27- غمُض حكم هذه المسألة (وجوب التجويد) ؛ لأن عامة المتأخرين من الفقهاء أجنبيون عن علم القراءة ، وعامة المتأخرين من القراء أجنبيون عن علم الفقه ، ومن أخذ بطرف حسن في الأمرين يقطع بوجوبه.
28- للعلامة الألباني فتوى نفيسة في وجوب
التجويد ، أثبتتها ابنتاه في كتابهما في تجويد القرآن ، مطبوع في مجلدين .
•أجمع مصنف في ذكر أذكار الصلاة التي تكون فيها وصفتها > كتاب صفة الصلاة للألباني رحمه الله .
29- كان السلف يقولون (لا تقرأ القرآن من مصحفِ ، ولا تحمل العلم عن صحفي)
لا تأخذ القرآن ممن أخذه من مصحف ولم يتلقه ، ولا تحمل العلم ممن أخذ علمه عن الصحف ، واحدها صحيفة .
30- قال ابن عباس: "إنما يحفظ الرجل على قدر نيته" رواه الدارمي .
وقوي حفظ السلف لأن نياتهم صحيحة ،
أما المتأخرون فالنيات داخلها ما داخلها فضعف الحفظ .
31- التخمة قنطرة البطنة ، والبطنة تذهب الفطنة ، فمن توسع في مطعمه علته السمنة ففتحت عليه أبواب علل الجسد والروح ، فالجسد يتأذى بالجهد في هضم الطعام ويعاني من ذلك شدة ، والروح تتأذى بما يتصاعد من الأبخرة من المعدة فتؤثر على الدماغ ، ومن اعتدل حفِظ جسده وروحه ، وكان محمد بن واسع يقول: "من قلل طعامه فهم وأفهم" .
32- "بحسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه.."
من اللطائف أنه وردت رواية عند أحمد وغيره 'لقيمات' بدل 'أكلات' فاستفاد أهل العلم منها : أن السنة تصغير اللقمة للآكل ؛ لأن لقيمات جمع لقيمة ، واللقيمة ما نزر ، وهو إن كان ضعيفا من جهة اللفظ إلا أنه ثابت بالأحاديث الفعلية عنه صلى الله عليه وسلم .
---------------------------
تابع قناة مجمع الفوائد على التيليجرام
لنشر الفوائد الشرعية وبث المواعظ الأثرية.
https://goo.gl/Wwkq6O
-شرح فيهما :
1-'شرح الزيادة الرجبية على الأربعين النووية'
2-'نعت الدرجات في تلقي القرآن والقراءات'
3-'الباقيات الصالحات في أذكار أدبار الصلوات' .
في المسجد النبوي: بعد العصر وبعد المغرب -
الخميس 15 / 6 / 1434 .
1- (أشهد ألا ..) المقدم عند أهل الإملاء من القدامى أن تدغم النون في اللام فتصير (ألا) وعندهم وجه آخر وهو الفصل ( أن لا ) لكن الأول أولى وأشهر .
2- أمَّات لغة في الأمهات ، فالأمَّات والأمهات بمعنى واحد .
وذهب بعض أهل العربية إلى أن الأمَّات جمع للأم لغير العاقل ، والأمهات جمع للأم في العاقل .
والمشهور عند أهل العربية التسوية بينهما .
3- لم يذكر ابن رجب اللقب الجامع بين البخاري ومسلم (متفق عليه) ؛ بل أفصح عن المخرجيْن بذكر اسمهما فقال (خرجه البخاري ومسلم) ؛ لأن الإفصاح أبلغ في الإيضاح .
فربما خفي على القارئ مقصد اصطلاح أهل الفن.
4- اسم الحيل مقترن بالاحتيال والمكر عند المتقدمين ، ولهذا ذمه السلف ، ثم توسع المتأخرون في حقيقة الحيل فجعلوها اسما لكل ما يتوصل به إلى مقصود .
وصيروا من الحيل حيلا مأذونا بها ، وحيلا منهيا عنها .
5- ما يوجد في كلام السلف من ذم لكتاب (الحيل) لمحمد بن الحسن هو من النوع الأول وهو التوصل لطريق غير مأذون به .
وقد اعتُذِر لمحمد بن الحسن أن في كتابه أشياء دُسّت عليه .
6- من عيون المصنفات النافعة في هذا الباب :
كتاب (إبطال الحيل) للحافظ ابن بطة الحنبلي
وكتاب (إقامة الدليل على بطلان التحليل) لابن تيمية .
7- مما ينبغي الإحاطة به في فهم السنة : الإحاطة بالكليات الواردة في الأحاديث ؛ كحديث (كل مسكر حرام) (كل معروف صدقة) وقد صنَّف بعض أهل العصر في (كليات القرآن) كقوله تعالى {كل نفس ذائقة الموت}
وبقي التصنيف في (كليات السنة) .
8- من الفوائد الملتقطة بالمناقيش: ما ذكره السيوطي في تدريب الراوي أن اسم الجيد عندهم ما علا على الحسن وتقاصر عن الصحيح .
وهو في الحقيقة يرجع إلى نوع الحسن ؛ لكنه أعلاه .
9- "لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله .."
المأمور به في الحديث: حق التوكل ، لا مجرد التوكل .
والمراد بـ حق التوكل : كماله .
والتوكل : اعتماد العبد على الله وإظهار عجزه له.
وقل من نوَّه بالفرق بين 'التوكل' و'حق التوكل'
10- إذا كان الحديث في أحد الكتب الستة لا يعزى لغيرها إلا في حالات :
نظمها الشيخ صالح العصيمي:
وما أتى في ستة لا يُعزى
لغيرها إلا لأمر عزَّا
كلفظة أو قوة في سندِ
أو نقلنا لقوله المعتمدِ
11- للشيخ اُعمُر بن محمبوبا الشنقيطي في تلاوة القرآن:
ولا يجوز أخذها من الكتبْ
كما به قد صرحوا بل قد يجبْ
عليك أن تأخذها ممن يريكْ
كيفية النطق بها فاه لفيكْ
12- يزيد بعض الناس في الأذكار بعد الصلاة (وتعاليت) في الذكر الوارد (تباركت يا ذا الجلال والإكرام) وهذه الزيادة لا أصل لها في الحديث ، وهذا النوع يسمى في علوم الحديث: (الملصَق) وهو أن يُدخَل في لفظ الحديث ما لم يُروَ أبدا .
وهو غير 'المدرج' و غير 'زيادة الثقة' فكلاهما مروي .
13- الأذكار المقيدة بمحل لا يجوز الزيادة عليها ؛ لأن الأذكار المقيدة بمحل توقيفية ، كأذكار أدبار الصلوات والاستفتاحات والتشهدات.
أما الأذكار غير المقيدة بمحل فيجوز الزيادة عليها ، وهو مذهب الصحابة والتابعين .
فمثلا الدعاء المأثور (اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى) فلو زاد مثلا (والرضا) كان جائزا .
14- إذا استغفر الإمام ثلاثا انصرف إلى الناس واستقبلهم بوجهه لحديث عائشة (ما كان رسول الله يقعد إذا سلم إلا بقدر ما يقول
'اللهم أنت السلام ومنك السلام..' [مع الاستغفار] ) والمأموم يغير توركه إذا قال الذكر السابق.
(ذكره ابن دقيق العيد واختاره ابن باز) .
15- السنة في خطاب الشرع ثلاثة أنواع:
-السنة الإلهية {ولن تجد لسنة الله تبديلا}
-السنة النبوية "من رغب عن سنتي فليس مني"
- سنة الخلفاء الراشدين "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين" .
16- الأفضل والأولى في صيغ أذكار أدبار الصلوات : أن يجمع الإنسان بين التسبيح والتحميد والتكبير ؛ لأنه أكمل مبنى ومعنى .
أكمل مبنى ؛ لأنها أكثر لفظا بإثبات الواو .
وأكمل معنى لأنه يجمع بين أنواع من الكمالات لله ، يسبحه تنزيها، ويحمده شكرًا، ويكبره إعظاما .
17- سميت (آية الكرسي) بذلك ؛ لاختصاصها بذكر الكرسي الإلهي ؛ تعظيما له .
18- السنة الجهر بالأذكار التي في أدبار الصلوات إلا آية الكرسي :
عند البخاري : عن ابن عباس : كان رفع الصوت بالذكر بعد الصلاة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وهو اختيار جماعة (ابن جرير الطبري وابن تيمية وابن حزم وابن رجب ) وعليه أئمة الدعوة النجدية علما وعملا ، خلافا للمشهور عند المذاهب الأربعة -وهو أن السنة الإسرار- .
19- الجهر يعم جميع هذه الأذكار ولا يختص بأولها، وتخصيص أولها بالجهر خلاف السنة.
وهو تحكم لا دليل عليه كما ذكره سليمان بن سحمان .
والمراد بالجهر : رفع الصوت مع قصد إسماع غيره ولو لم يسمع .
والإسرار : خفض الصوت مع عدم قصد إسماع غيره ولو سمع .
<< وهذه المسألة من دقائق العلم ، وكان ابن دقيق العيد يقول: 'لا أعلم فرقا بين الجهر والإسرار' لدقة المسألة .
20- مما يقال بعد صلاة الضحى (اللهم اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الغفور) مئة مرة ، ثبت عند النسائي ذلك بإسناد صحيح .
واختلف العلماء في عده ذكرا للصلوات على قولين :
الأول: ذكر من أذكار الصلوات المكتوبة (ابن أبي شيبة والنسائي والألباني) .
الثاني: بعد الضحى (البيهقي وهو الأظهر)
فمن لم يرَ قول البيهقي (بعد الضحى) فلا يترك القول الآخر (بعد الصلوات) .
21- وقت أذكار كل صلاة = بعدها إلى خروج وقتها ، وقول أذكار أدبار الصلوات بعد خروج وقتها مشروط بشرطين :
الأول: أن يكون قائلها معتادا لها ملازما لها .
الثاني: أن يكون معذورا بذلك بنسيانها أو الشغل عنها ، بلا تفريط .
22- الذكر الجماعي من البدع (كما بسطه ابن تيمية والشاطبي) والمراد به : ما وقع مواطأة (اتفاقا) ، أما وقوع المصادفة دون قصد فلا مانع منه .
23- قول الأذكار ممن يحفظها وترديد المصلين خلفه ممن لا يحفظون الأذكار = إن كان للتعليم فلا بأس ، ويقدَّر بحاجته ، ولهذا ذهب الشافعي أنه يسن الجهر بالأذكار عند إرادة التعليم .
والأكمل أن يعلمه في غير هذا الموضع ؛ ليكون هذا الموضع مقاما لامتثالها .
24- النصح لمن قارب رحيله إلى بلاده :
•مواصلة طريق طلب العلم:
قال بعض السلف: لعل الكلمة التي أدخل بها الجنة لم أكتبها بعد .
• الاجتهاد في تبليغ دين الله بما اتصل إليه علمه.
25- احرصوا على طلب العلم عن أكابركم وهم العلماء الذين شابت لحيتهم في العلم فإن البركة مع أكابركم، وهم للحق أقرب ، والشيطان عنهم أبعد ، وإياكم والزهد فيهم:
قال ابن تيمية: والشاب وإن كان أقوى بدنا فإن الشيخ الكبير أقوى عقلا .
26- الصحيح وجوب التجويد لقوله تعالى{ورتل القرآن ترتيلا} وترتيل القرآن : إلقاؤه مرتبا مبيَّنا ، وكيفية هذا الإلقاء تؤخذ بالتلقي ، تلقاه النبي صلى الله عليه وسلم من جبريل ... ، فيكون فعله صلى الله عليه وسلم تفسيرا للأمر {ورتل} والأمر للوجوب .
27- غمُض حكم هذه المسألة (وجوب التجويد) ؛ لأن عامة المتأخرين من الفقهاء أجنبيون عن علم القراءة ، وعامة المتأخرين من القراء أجنبيون عن علم الفقه ، ومن أخذ بطرف حسن في الأمرين يقطع بوجوبه.
28- للعلامة الألباني فتوى نفيسة في وجوب
التجويد ، أثبتتها ابنتاه في كتابهما في تجويد القرآن ، مطبوع في مجلدين .
•أجمع مصنف في ذكر أذكار الصلاة التي تكون فيها وصفتها > كتاب صفة الصلاة للألباني رحمه الله .
29- كان السلف يقولون (لا تقرأ القرآن من مصحفِ ، ولا تحمل العلم عن صحفي)
لا تأخذ القرآن ممن أخذه من مصحف ولم يتلقه ، ولا تحمل العلم ممن أخذ علمه عن الصحف ، واحدها صحيفة .
30- قال ابن عباس: "إنما يحفظ الرجل على قدر نيته" رواه الدارمي .
وقوي حفظ السلف لأن نياتهم صحيحة ،
أما المتأخرون فالنيات داخلها ما داخلها فضعف الحفظ .
31- التخمة قنطرة البطنة ، والبطنة تذهب الفطنة ، فمن توسع في مطعمه علته السمنة ففتحت عليه أبواب علل الجسد والروح ، فالجسد يتأذى بالجهد في هضم الطعام ويعاني من ذلك شدة ، والروح تتأذى بما يتصاعد من الأبخرة من المعدة فتؤثر على الدماغ ، ومن اعتدل حفِظ جسده وروحه ، وكان محمد بن واسع يقول: "من قلل طعامه فهم وأفهم" .
32- "بحسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه.."
من اللطائف أنه وردت رواية عند أحمد وغيره 'لقيمات' بدل 'أكلات' فاستفاد أهل العلم منها : أن السنة تصغير اللقمة للآكل ؛ لأن لقيمات جمع لقيمة ، واللقيمة ما نزر ، وهو إن كان ضعيفا من جهة اللفظ إلا أنه ثابت بالأحاديث الفعلية عنه صلى الله عليه وسلم .
---------------------------
تابع قناة مجمع الفوائد على التيليجرام
لنشر الفوائد الشرعية وبث المواعظ الأثرية.
https://goo.gl/Wwkq6O
الأربعاء، 1 مايو 2013
ثلاثون فائدة من محاضرة الشيخ القاسم عن طلب العلم
[ ثلاثون فائدة من محاضرة الشيخ القاسم عن طلب العلم ]
- ألقى الشيخ د. عبدالمحسن القاسم إمام وخطيب المسجد النبوي حفظه الله في الجامعة الإسلامية يوم الإثنين ١٩/ ٦ / ١٤٣٤ محاضرة بعنوان 'نصائح لطلاب العلم' وكانت زاخرة بالفوائد المتناثرة والنصائح المؤثرة ، وقد اصطفيت أربعا وثلاثين فائدة من جملة فوائدها .. أسأل الله أن ينفع بها قائلها وكاتبها وناقلها .
1- أعد المقدم ترجمة للشيخ مكتوبة ثم اكتفى في التعريف بذكر الاسم دون سرد شيء من سيرته نزولا عند رغبة الشيخ .
2- بقيت هذه الجامعة منذ تأسيسها شامخة تعدى نفعها وأثرها في سائر البلدان ؛ وهذا والله أعلم لحسن نية مؤسسيها : ابن إبراهيم وابن باز رحمهما الله .
3- يجب على طالب العلم : أن يكون مخلصا لله في طلبه العلم ، وذلك بأن ينوي به :
-رفع الجهل عن نفسه.
-تحقيق رضا الله بالقيام بهذه العبادة الجليلة.
- السير على خطى الأنبياء في تبليغ الدعوة للناس .
4- لإخلاص العلماء وجهودهم ونصبهم في طلب العلم والرحلة إليه بعد توفيق الله: وصل إلينا هذا العلم وأصبح الناس يتفننون في إخراجه وتسهيله والعناية به .
5- مما يبين منزلة السفر والتغرب في تحصيل الخير : سفر موسى عليه السلام لتكليم ربه ، ولو لم يكن في السفر إلا هذا لكفى به شرفا كما قال ابن الجوزي ، ونبينا صلى الله عليه وسلم لما هاجر إلى المدينة قويت شوكة الإسلام .
6- طالب العلم المتغرب جعله أهله في عداد الأموات ، فهم لا ينتفعون منه بخدمة أو عمل ، صابرين راجين أن يعود لهم بثمرة ، فلزم أن تكون لحظاته كلها في العلم .
7- على المتغرب أن يحفظ دينه في غربته بتحصيل العلم والاشتغال به؛ فإن أضاع دينه فلا يكون قد حصل دنيا تركها عند أهله، ولا دينا أفسده في غربته .
8- توقير أهل العلم من توقير الشريعة ، ومن ذلك : الانتفاع بفوائدهم ، والغض عن زلاتهم إن صدرت منهم هفوة ، والعالم قريب من الله ، ومن عادى وليا له فقد آذنه الله بالحرب .
9- ملازمة العبادة والذكر سبب لنيل العلم والبركة في الوقت : ذكر ابن القيم أن شيخ الإسلام كان يذكر الله من بعد الفجر إلى نصف النهار ، وكان يقول: هذه غدوتي ولو لم أتغدها ذهبت قوتي .
لذا بورك له في وقته ؛ فذكر ابن القيم أن ما يكتبونه في جمعة (أسبوع) يكتبه شيخ الإسلام في يوم .
10- على طالب العلم أن يجمع مع علمه : الوقوف مع الناس في الشدائد والقيام بحاجاتهم ، قال ابن رجب: "القيام بحقوق الله وحقوق عباده عزيز جدا لا يقوم به إلا الكمَّل من الصالحين" .
11- خدمة الناس من صفات النبيين : موسى يرفع صخرة ليسقي امرأتين ، ولما نزل الوحي ذهب نبينا صلى الله عليه وسلم إلى خديجة فقالت له : كلا والله لا يخزيك الله أبدا إنك لتصل الرحم وتحمل الكل وتقري الضيف وتعين على نوائب الدهر .
وقال ابن القيم عن شيخ الإسلام : "كان يسعى سعيا شديدا لقضاء حوائج المسلمين" ، فالدين الإسلامي ليس فيه رهبنة ؛ بل عبادة ومعاملة مع الناس ونفع لهم .
12- ليحذر الشاب -وخاصة طالب العلم- من إطلاق البصر في المحرمات ؛ ومن أطلق بصره في المحرمات أظلم قلبه ولا يستفيد شيئا ، ويعيب بطالب العلم ذلك ، لاسيما وهو مطالب بنهي الناس عن هذه المعصية .
ويندر أن تجد كفيف البصر يزني ؛ لأن باب الزنا -وهو البصر- عنده مغلق .
13- أشق العبادات في هذا العصر : الصدق ، ويقبح جدا بطالب العلم أن يكذب ؛ بأي مسمى سماه ، وإذا سمع الناس من طالب العلم كذبة مجوه ونبذوه ، ومن صفات إدريس عليه السلام: {إنه كان صديقا نبيا}
14- على من حصل علما أن يبثه أولا في بيته ثم أقاربه ثم عموم الناس :
لما نزلت {وأنذر عشيرتك الأقربين} قال صلى الله عليه وسلم "يا معشر قريش..يا صفية .. يا فاطمة.." وذلك بأن يقرأ عليهم مثلا : ثلاثة الأصول ورياض الصالحين .
15- يلزم كل أحد وطالب العلم خاصة : تجنب الكسب الحرام ؛ فإنه يلوث البدن ويفسد المنطق ، ويورث ظلمة في القلب، ويسري ذلك في عروقه فيفسد الطالب وتفسد دعوته .
16- يقبح بطالب العلم ألا يكون عابدا قواما في الليل ، ومن جمع علما بلا عبادة فقد جمع ثقافة تنتهي بموته .
قال بعض السلف : "من نام عن معصية لم يقم إلى طاعة" وعليه فمن رام قيام الليل: بذل السبب وذلك بالنوم المبكر وقراءة الأوراد ، والمهم لا يفارقك قيام الليل .
17- على طالب العلم أن يجعل من وسائل العصر وسيلة لإصلاح نفسه وغيره وقربه من الله ، وألا يجعلها ملهاة لوقته ، ملوثة لأفكاره ، مفسدة لمعتقداته .
18- إذا رأى الطالب من وسائل التواصل شيئا قد يضره فليبتعد عنها {أولم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم} ونهى صلى الله عليه وسلم عمر الذي تفر منه الشياطين عن قراءة التوراة : "أومتهوكون فيها يا ابن الخطاب"
19- قال صلى الله عليه وسلم عن الفتن "من استشرف لها أخذته"
وقال شيخ الإسلام : ومن عرض نفسه على الفتن لم يخلص منها .
ولا يقل طالب العلم : أنا أحفظ نفسي لا يؤثر هذا فيَّ ، أنا رجل صالح فيزكي نفسه :
فيوسف عليه السلام استحب السجن على الفتن .
20- من كان في المدينة فالحجة قائمة عليه : بلد طيب ، وجامعة مؤسسة على التقوى ، مناهجها سليمة نيرة ، والمسجد النبوي زاخر بالعلماء في فنون شتى ، ولا أظن بقعة في العالم تزخر بالعلماء مع تعدد الفنون كالمسجد النبوي .
21- سئل الشيخ عن برنامج مقترح لطالب العلم فقال : ارمِ نفسك في المسجد النبوي ، ولن ترجع إلى بلدك إلا وأنت من كبار العلماء .
والطالب الملازم للدروس خير من القابع في سكنه لا يجالس العلماء ولا يحضر الدروس .
22- الطالب في الجامعة في نعمة عظيمة وهو في الفترة الذهبية في التحصيل، ومكثه في الجامعة قليل ، فبقدر ما تستطيع أن تجمع من النعم فخذ ؛ حتى تبثها في بلدك ، ويستمر أجرك بعد موتك .
23- خير الناس من كان له عمر آخر بعد مماته ، وخير الناس من كثر أولاده في العلم من طلابه ، ويحصل هذا وهذا ببذل العلم وتعليم الناس .
وطلب العلم هو أيسر وأخصر طريق للجنة "من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة".
24- كان العلماء يبجل بعضهم بعضا : قال ابن كثير : وكنت صاحبا لابن القيم وكان يحبني حبا شديدا ، والذهبي يمدح أقرانه في 'المعجم المختص' ويمدح ابن القيم وهو قرين له .
25- من أسباب الثبات على الإيمان :
الصحبة الصالحة ، وفي زمن الفتن الصحبة الصالحة ألزم ؛ لا سيما الصحبة الجادة في طلب العلم وحضور دروس العلماء وتوقيرهم.
26- من أخطر الأمراض على طالب العلم في زمننا:
القراءة في الكتب التي هي على غير عقيدة أهل السنة ، والرياء ، وعدم بث الدعوة وتعليم الناس ، والتقصير في الدعوة من التقصير في الواجب الذي يأثم المرء به ، لاسيما إن كان بلده محتاجا إليه .
27- من فوائد ملازمة العلماء : الانتفاع بعلمهم ، والانتفاع بعبادتهم ، والانتفاع بهديهم ، فكيف يعرف الطالب طريقة التعامل مع الناس وطريقة الشفاعة والتحري وتحضير الخطبة وهو لم يجالس العلماء ؟
28- لو قرأ الشخص 'كتاب التوحيد' و'العقيدة الواسطية' وحفظهما وفهمهما فبإذن الله يلقى ربه وهو راضٍ عنه .
ولو حفظ الطالب الرحبية وفهمها لصار من كبار الفرضيين.
29- في القراءة العامة المصاحبة لحفظ المتون وشرحها : أوصي بقراءة كتب ابن القيم لاسيما 'طريق الهجرتين' و'الجواب الكافي' و'الوابل الصيب' ، وكتب شيخ الإسلام؛ لاسيما المجلد العاشر والحادي عشر من فتاويه .
و'سير أعلام النبلاء' للذهبي يرقق القلب ، ويجعلك تعيش في غير مجتمعك ، تعيش مع الصالحين ، ولا تفتر عن العبادة .
30- لو اقتصر الطالب في القراءة : على كتب السنة وكتب شيخ الإسلام وابن القيم وابن رجب والذهبي وابن كثير بإذن الله يصبح من أعلام المسلمين ؛ لأنها جامعة مانعة بعيدة عن الحشو وسائرة على الكتاب والسنة.
31- من المهم بالنسبة للدعوة من قبل الرجال أو النساء : عدم التنازل عن أحكام الشرع :
فلا تفعل أمرا محرما لأجل أن تُسمَع دعوتك، فمثلا : لايأخذ الرجل من لحيته ليصبح محبوبا عند الناس !
والواجب على المرأة أن تكثر من السؤال عما يشكل عليها ، تسأل من تثق في علمه ودينه وأمانته وخشيته.
32- تتعود النفس تحمل الأذى في العلم بالصبر والمصابرة {والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا} "ومن يتصبر يصبره الله" وفي البخاري "الخير يأتي بالخير"
فيصبر الطالب فترة يسيرة ثم يصير الصبر من أيسر الأمور وأحب إليه من متع الدنيا ، قال ابن الجوزي : وكنت آخذ خبزا يابسا ليس في بيتي سواه وأغمسه في النهر وأنا أقرأ وأجد متعة الدنيا فيها .
33- من سلك العلم بنية صافية وجد متعة قلبه فيه ، قال شيخ الإسلام "ما يفعل أعدائي بي ، أنا جنتي في صدري" ومما يشرح الصدر : قيام الليل ، وصلاة الفجر جماعة ، وذكر الله إلى طلوع الشمس ، من فعل هذه الأمور الثلاثة بإذن الله يكون في نهاره مسرورا مفلحا .
34- لا يؤخر الطالب الزواج ؛ بل يعمل بوصية النبي صلى الله عليه وسلم "يا معشر الشباب.." والموت قد يتخطفك ولا ذرية عندك فينقطع نسلك ، وانقطاع النسل ينقطع به عنك باب من أبواب الخير وهو الولد الصالح، فقد يخرج في الجيل العاشر من أولادك من ينفع الله به.
نفع الله بالشيخ وجزاه خيرا وبارك في علمه.
- ألقى الشيخ د. عبدالمحسن القاسم إمام وخطيب المسجد النبوي حفظه الله في الجامعة الإسلامية يوم الإثنين ١٩/ ٦ / ١٤٣٤ محاضرة بعنوان 'نصائح لطلاب العلم' وكانت زاخرة بالفوائد المتناثرة والنصائح المؤثرة ، وقد اصطفيت أربعا وثلاثين فائدة من جملة فوائدها .. أسأل الله أن ينفع بها قائلها وكاتبها وناقلها .
1- أعد المقدم ترجمة للشيخ مكتوبة ثم اكتفى في التعريف بذكر الاسم دون سرد شيء من سيرته نزولا عند رغبة الشيخ .
2- بقيت هذه الجامعة منذ تأسيسها شامخة تعدى نفعها وأثرها في سائر البلدان ؛ وهذا والله أعلم لحسن نية مؤسسيها : ابن إبراهيم وابن باز رحمهما الله .
3- يجب على طالب العلم : أن يكون مخلصا لله في طلبه العلم ، وذلك بأن ينوي به :
-رفع الجهل عن نفسه.
-تحقيق رضا الله بالقيام بهذه العبادة الجليلة.
- السير على خطى الأنبياء في تبليغ الدعوة للناس .
4- لإخلاص العلماء وجهودهم ونصبهم في طلب العلم والرحلة إليه بعد توفيق الله: وصل إلينا هذا العلم وأصبح الناس يتفننون في إخراجه وتسهيله والعناية به .
5- مما يبين منزلة السفر والتغرب في تحصيل الخير : سفر موسى عليه السلام لتكليم ربه ، ولو لم يكن في السفر إلا هذا لكفى به شرفا كما قال ابن الجوزي ، ونبينا صلى الله عليه وسلم لما هاجر إلى المدينة قويت شوكة الإسلام .
6- طالب العلم المتغرب جعله أهله في عداد الأموات ، فهم لا ينتفعون منه بخدمة أو عمل ، صابرين راجين أن يعود لهم بثمرة ، فلزم أن تكون لحظاته كلها في العلم .
7- على المتغرب أن يحفظ دينه في غربته بتحصيل العلم والاشتغال به؛ فإن أضاع دينه فلا يكون قد حصل دنيا تركها عند أهله، ولا دينا أفسده في غربته .
8- توقير أهل العلم من توقير الشريعة ، ومن ذلك : الانتفاع بفوائدهم ، والغض عن زلاتهم إن صدرت منهم هفوة ، والعالم قريب من الله ، ومن عادى وليا له فقد آذنه الله بالحرب .
9- ملازمة العبادة والذكر سبب لنيل العلم والبركة في الوقت : ذكر ابن القيم أن شيخ الإسلام كان يذكر الله من بعد الفجر إلى نصف النهار ، وكان يقول: هذه غدوتي ولو لم أتغدها ذهبت قوتي .
لذا بورك له في وقته ؛ فذكر ابن القيم أن ما يكتبونه في جمعة (أسبوع) يكتبه شيخ الإسلام في يوم .
10- على طالب العلم أن يجمع مع علمه : الوقوف مع الناس في الشدائد والقيام بحاجاتهم ، قال ابن رجب: "القيام بحقوق الله وحقوق عباده عزيز جدا لا يقوم به إلا الكمَّل من الصالحين" .
11- خدمة الناس من صفات النبيين : موسى يرفع صخرة ليسقي امرأتين ، ولما نزل الوحي ذهب نبينا صلى الله عليه وسلم إلى خديجة فقالت له : كلا والله لا يخزيك الله أبدا إنك لتصل الرحم وتحمل الكل وتقري الضيف وتعين على نوائب الدهر .
وقال ابن القيم عن شيخ الإسلام : "كان يسعى سعيا شديدا لقضاء حوائج المسلمين" ، فالدين الإسلامي ليس فيه رهبنة ؛ بل عبادة ومعاملة مع الناس ونفع لهم .
12- ليحذر الشاب -وخاصة طالب العلم- من إطلاق البصر في المحرمات ؛ ومن أطلق بصره في المحرمات أظلم قلبه ولا يستفيد شيئا ، ويعيب بطالب العلم ذلك ، لاسيما وهو مطالب بنهي الناس عن هذه المعصية .
ويندر أن تجد كفيف البصر يزني ؛ لأن باب الزنا -وهو البصر- عنده مغلق .
13- أشق العبادات في هذا العصر : الصدق ، ويقبح جدا بطالب العلم أن يكذب ؛ بأي مسمى سماه ، وإذا سمع الناس من طالب العلم كذبة مجوه ونبذوه ، ومن صفات إدريس عليه السلام: {إنه كان صديقا نبيا}
14- على من حصل علما أن يبثه أولا في بيته ثم أقاربه ثم عموم الناس :
لما نزلت {وأنذر عشيرتك الأقربين} قال صلى الله عليه وسلم "يا معشر قريش..يا صفية .. يا فاطمة.." وذلك بأن يقرأ عليهم مثلا : ثلاثة الأصول ورياض الصالحين .
15- يلزم كل أحد وطالب العلم خاصة : تجنب الكسب الحرام ؛ فإنه يلوث البدن ويفسد المنطق ، ويورث ظلمة في القلب، ويسري ذلك في عروقه فيفسد الطالب وتفسد دعوته .
16- يقبح بطالب العلم ألا يكون عابدا قواما في الليل ، ومن جمع علما بلا عبادة فقد جمع ثقافة تنتهي بموته .
قال بعض السلف : "من نام عن معصية لم يقم إلى طاعة" وعليه فمن رام قيام الليل: بذل السبب وذلك بالنوم المبكر وقراءة الأوراد ، والمهم لا يفارقك قيام الليل .
17- على طالب العلم أن يجعل من وسائل العصر وسيلة لإصلاح نفسه وغيره وقربه من الله ، وألا يجعلها ملهاة لوقته ، ملوثة لأفكاره ، مفسدة لمعتقداته .
18- إذا رأى الطالب من وسائل التواصل شيئا قد يضره فليبتعد عنها {أولم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم} ونهى صلى الله عليه وسلم عمر الذي تفر منه الشياطين عن قراءة التوراة : "أومتهوكون فيها يا ابن الخطاب"
19- قال صلى الله عليه وسلم عن الفتن "من استشرف لها أخذته"
وقال شيخ الإسلام : ومن عرض نفسه على الفتن لم يخلص منها .
ولا يقل طالب العلم : أنا أحفظ نفسي لا يؤثر هذا فيَّ ، أنا رجل صالح فيزكي نفسه :
فيوسف عليه السلام استحب السجن على الفتن .
20- من كان في المدينة فالحجة قائمة عليه : بلد طيب ، وجامعة مؤسسة على التقوى ، مناهجها سليمة نيرة ، والمسجد النبوي زاخر بالعلماء في فنون شتى ، ولا أظن بقعة في العالم تزخر بالعلماء مع تعدد الفنون كالمسجد النبوي .
21- سئل الشيخ عن برنامج مقترح لطالب العلم فقال : ارمِ نفسك في المسجد النبوي ، ولن ترجع إلى بلدك إلا وأنت من كبار العلماء .
والطالب الملازم للدروس خير من القابع في سكنه لا يجالس العلماء ولا يحضر الدروس .
22- الطالب في الجامعة في نعمة عظيمة وهو في الفترة الذهبية في التحصيل، ومكثه في الجامعة قليل ، فبقدر ما تستطيع أن تجمع من النعم فخذ ؛ حتى تبثها في بلدك ، ويستمر أجرك بعد موتك .
23- خير الناس من كان له عمر آخر بعد مماته ، وخير الناس من كثر أولاده في العلم من طلابه ، ويحصل هذا وهذا ببذل العلم وتعليم الناس .
وطلب العلم هو أيسر وأخصر طريق للجنة "من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة".
24- كان العلماء يبجل بعضهم بعضا : قال ابن كثير : وكنت صاحبا لابن القيم وكان يحبني حبا شديدا ، والذهبي يمدح أقرانه في 'المعجم المختص' ويمدح ابن القيم وهو قرين له .
25- من أسباب الثبات على الإيمان :
الصحبة الصالحة ، وفي زمن الفتن الصحبة الصالحة ألزم ؛ لا سيما الصحبة الجادة في طلب العلم وحضور دروس العلماء وتوقيرهم.
26- من أخطر الأمراض على طالب العلم في زمننا:
القراءة في الكتب التي هي على غير عقيدة أهل السنة ، والرياء ، وعدم بث الدعوة وتعليم الناس ، والتقصير في الدعوة من التقصير في الواجب الذي يأثم المرء به ، لاسيما إن كان بلده محتاجا إليه .
27- من فوائد ملازمة العلماء : الانتفاع بعلمهم ، والانتفاع بعبادتهم ، والانتفاع بهديهم ، فكيف يعرف الطالب طريقة التعامل مع الناس وطريقة الشفاعة والتحري وتحضير الخطبة وهو لم يجالس العلماء ؟
28- لو قرأ الشخص 'كتاب التوحيد' و'العقيدة الواسطية' وحفظهما وفهمهما فبإذن الله يلقى ربه وهو راضٍ عنه .
ولو حفظ الطالب الرحبية وفهمها لصار من كبار الفرضيين.
29- في القراءة العامة المصاحبة لحفظ المتون وشرحها : أوصي بقراءة كتب ابن القيم لاسيما 'طريق الهجرتين' و'الجواب الكافي' و'الوابل الصيب' ، وكتب شيخ الإسلام؛ لاسيما المجلد العاشر والحادي عشر من فتاويه .
و'سير أعلام النبلاء' للذهبي يرقق القلب ، ويجعلك تعيش في غير مجتمعك ، تعيش مع الصالحين ، ولا تفتر عن العبادة .
30- لو اقتصر الطالب في القراءة : على كتب السنة وكتب شيخ الإسلام وابن القيم وابن رجب والذهبي وابن كثير بإذن الله يصبح من أعلام المسلمين ؛ لأنها جامعة مانعة بعيدة عن الحشو وسائرة على الكتاب والسنة.
31- من المهم بالنسبة للدعوة من قبل الرجال أو النساء : عدم التنازل عن أحكام الشرع :
فلا تفعل أمرا محرما لأجل أن تُسمَع دعوتك، فمثلا : لايأخذ الرجل من لحيته ليصبح محبوبا عند الناس !
والواجب على المرأة أن تكثر من السؤال عما يشكل عليها ، تسأل من تثق في علمه ودينه وأمانته وخشيته.
32- تتعود النفس تحمل الأذى في العلم بالصبر والمصابرة {والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا} "ومن يتصبر يصبره الله" وفي البخاري "الخير يأتي بالخير"
فيصبر الطالب فترة يسيرة ثم يصير الصبر من أيسر الأمور وأحب إليه من متع الدنيا ، قال ابن الجوزي : وكنت آخذ خبزا يابسا ليس في بيتي سواه وأغمسه في النهر وأنا أقرأ وأجد متعة الدنيا فيها .
33- من سلك العلم بنية صافية وجد متعة قلبه فيه ، قال شيخ الإسلام "ما يفعل أعدائي بي ، أنا جنتي في صدري" ومما يشرح الصدر : قيام الليل ، وصلاة الفجر جماعة ، وذكر الله إلى طلوع الشمس ، من فعل هذه الأمور الثلاثة بإذن الله يكون في نهاره مسرورا مفلحا .
34- لا يؤخر الطالب الزواج ؛ بل يعمل بوصية النبي صلى الله عليه وسلم "يا معشر الشباب.." والموت قد يتخطفك ولا ذرية عندك فينقطع نسلك ، وانقطاع النسل ينقطع به عنك باب من أبواب الخير وهو الولد الصالح، فقد يخرج في الجيل العاشر من أولادك من ينفع الله به.
نفع الله بالشيخ وجزاه خيرا وبارك في علمه.
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)