السبت، 29 يونيو 2013

الفوائد المنتقاة من كتاب: [ العبادة ] للإمام المعلمي

[ الفوائد المنتقاة من كتاب: [ العبادة ] للإمام المعلمي ]

انتقاء الشيخ ضيف الله الشمراني .


بسم الله الرحمن الرحيم

- لُقِّب العلامة المُعَلِّمي بــ (ذهبي العصر)؛ لبراعته في علم الحديث، ونقد المرويات، ولو قال قائل: إنه (ابن تيميّة العصر) = لما أبعد النّجعة!

- ومن نفائس تراثه = كتابه: "رفع الاشتباه عن معنى العبادة والإله وتحقيق معنى التوحيد والشرك بالله" والمعروف بكتاب: "العبادة" وسأذكر بعض فوائده إن شاء الله.

- وكتاب رفع الاشتباه في مجلدين يزيدان عن ألف صحيفة، حقّقه الدكتور عثمان معلّم، ونشر ضمن المجموعة المباركة بإشراف الشيخ علي العِمْران حفظه الله.

ضيف الله الشمراني

ــــــــــــــــــــ ,,, ــــــــــــــــــــ


- فوائد المجلد الأول:
[1] وعلمتُ أن مسلما من المسلمين لا يُقدِم على ما يعلم أنه شرك، ولا على تكفير من يعلم أنه غير كافر، ولكنه وقع الاختلاف في حقيقة الشرك. ص3

[2] الجهل بمعنى [ إله ] يلزمه الجهل بمعنى كلمة التوحيد لا إله إلا الله، وهي أساس الإسلام. ص4

[3] لا ريب أن الجاهل بمعنى لاإله إلا الله = لا علمَ له بمضمونها، ولايصح أن يُقال: [ شهد بها ]، [ وهو يعلم ]، [ مؤمنا بها قلبه ]، [ غير شاكّ ]...= فتدبّر. ص8

[4] من لا يعلم معنى لا إله إلا الله = لا يدلّ تسليمه ورضاه بها بقولها على تسليمه ورضاه بمدلولها. ص9

[5] الصحابة - - كانوا يرون اتّحاد معنى شهادة أن لا إله إلا الله ومعنى التزام عبادة الله وعدم الشرك به. ص12

[6] لو قيل بأن جانب الالتزام هو المغلَّب في شهادة أن لا إله إلا الله = لما كان بعيدًا...ص12

[7] الأحكام الدنيوية بُنيتْ على الالتزام وحده، ولو ممن عُلم أنه لم يؤمِن قلبه. ص15

[8] وقع الاتفاق على أن السجود للصنم أو الشمس أو نحوهما = ردّة تخرج من الإسلام إلا المكرَه بشرطه... ص22

[9] فربما عرضت الحقيقة البينة على النفوس فتقبلها، ثم تعرض عليها حقيقة مثل تلك في الوضوح أو أبين ولكنها مخالفة لهواها فتردها. ص24

[10] كل معتقِد عقيدة مسنِدًا لها إلى العقل يزعم أنها يقينية، ومعنى ذلك أنه لو لقي النبي فشافهه النبي بما يخالف تلك العقيدة لكذّبه والعياذ بالله. ص30

[11] الإيمان الإجمالي لا يؤمَن تزلزله أو زواله إذا جاء في التفصيل ما يخالف الرأي والهوى. ص33

[12] التوحيد رأس الدين وعماده، ولايلزم من الاكتفاء بالإيمان الإجمالي بالقرآن والسنة بدون معرفة المعاني كلها = أن يُكتفى بمثل ذلك في الشهادتين. ص33

[13] أعظم سورة في القرآن، والسورة التي تعدل ثلثه، والسورة التي ورد أنها تعدل ربعه، وأعظم آية في القرآن = كلها مبنية على توحيد العبادة. ص37

[14] والشيء إنما يُسمَّى باسم جزئه = إذا كان ذلك الجزء كأنه كلّه. ص38

[15] من لم يُحط علما بمعنى لا إله إلا الله على سبيل التحقيق = فهو نفسه على خطر أن يكون مشركا، أو يعرض له الشرك فيقبله وهو لا يشعر...ص54

[16] الكمال يقتضي التكميل، فالعالِم الكامل يقتضي كماله أن يكون له تلامذة يجتهد في تكميلهم. ص57

[17] مسالك الهوى كثيرة، وفيها ما يدق ويغمض فيخفى على صاحبه، وكثيرًا ما يتفق ذلك لأكابر لا يُرتاب في علمهم وفضلهم وورعهم. ص72

[18] إصابة الحق فيما يمكن اشتباهه تتوقف على ثلاثة أمور:
- التوفيق.
- والإخلاص.
- وبذل الوسع. ص73

[19] من علامات الهوى: أن تجد نفسك تضيق وتنقبض إذا سمعتَ آية أو حديثا احتجّ به مخالفك، وتتمنّى أن تظفر بما تردّ به احتجاجه. ص75

[20] فمن رزقه الله - من العامّة - معرفة عالم من علماء الحق، فاقتصر عليه، وهجر سماسرة الشُبَه، وأنصار البدع = فقد فاز. ص77

[21] ولا تكاد تجد عالما راسخا في هذه الأزمنة، فإن وُجِد فخامل غير معروف، فإن وُجد فمرميّ بالضلال عند الجمهور. ص77

[22] ليس كل هلاك عذابا، ألا ترى إلى الطاعون، هو رجز على الكفار وشهادة للمؤمنين، وإنما يكون الهلاك عذابا إذا كان عقوبة على ذنب. ص80

[23] كل نبيّ يصدق عليه أنه رسول؛ لأنه لابدّ أن يؤمَر بالتبليغ، وإن لم يؤمَر بالتجرِّد له، والجدّ فيه. ص95

[24] الخليل - - إنما سأل أن يرى الكيفية؛ ليطمئن قلبه من الخواطر. ص137

[25] ليس لأحد أن يفسِّر أو يقيّد بمجرد هواه، ولا لأحد أن يردّ ما قامت عليه الحجة. ص148

[26] معنى الإله والعبادة مرتبط بسائر فروع الشريعة، فالخطأ في فرع منها يلزمه خطأ ما في تطبيق معنى لا إله إلا الله. ص150

[27] العذر لا يستلزم عدم الكفر، كما أن الكفر لا يستلزم عدم العذر. ص172

[28] فالختم والشدّ على القلب = عقوبة يعجّلها الله لمن كفر واستكبر وعاند وتمرّد. ص180

[29] لا يوجد إنسان يبذل مجهوده في البحث والنظر مريدًا للحق، حريصا عليه، مخلصا في قصده، ثم يظهر له أن الإسلام ليس بحق. ص209-210

[30] لا ينبغي للمؤمن أن يستنكف عن طلب الحق عند من اشتهر بخلاف الحق، ولا عن قبوله منه. ص214

[31] ينبغي للمؤمن أن يتعرّف الحق من حيث هو حق، ولا يلتفت إلى حال من قاله. ص214

[32] ترك الأخذ بقول ولي أو إمام = لا يكون تحقيرًا له، ولا استخفافًا بحقه. ص214

[33] قد لا يوجد الحقّ في بعض المسائل عند من اشتهر بالحق. ص214

[34] من العدوان وترك العدل = أن تردَّ قولَ العالِم بدون حُجة. ص215

[35] قولك: لعل لإمامي جوابا عن هذا الدليل = لا ينجيك، ولكنه أهون من أن تعمد إلى الأدلة المخالفة لمذهبك فتحرِّفها، وتؤولها وتبدّلها والعياذ بالله. ص221

[36] كان أهل القرون الأولى من الورع والمعرفة بحيث إن العالِم بفنٍّ لايتعاطى الكلام في غيره. ص223

[37] الخوارق المنقولة عن علماء المسلمين إذا وزناها بما توزن به سنة رسول الله = وجدنا غالبها لا يثبت. ص244

[38] لما صار أكثر المنتسبين إلى العلم في القرون المتأخرة يتزلفون إلى العامة وإلى من تعتقد فيهم العامة = جاروهم على أهوائهم، وأحسنهم حالا من يعتصم بالسكوت. ص248

[39] قصة سارية الجبل لم تصح، وإن قال بعض المتأخرين: إن لها طرقا تبلغ بها درجة الحسن لغيره. ص273

[40] واعلم أن الله تعالى قد يوقع بعض المخلصين في شيء من الخطأ ابتلاءً لغيره أيتّبعون الحق، ويدَعون قولَه، أم يغترّون بفضله وجلالته. ص294

[41] من عَلِمَ القاعدة الشرعية في تعارض المفاسد = لم يعذل العلماء في انتقاصهم من يخافون ضلال الناس بسببه. ص295

[42] وإن كان بعض المتأخرين أولي علم وفضل وتبحُّر، ولكننا رأيناهم يتساهلون في التصحيح والتحسين. ص297

[43] وأما الترمذي فله اصطلاح في التحسين والتصحيح، وهو أن الحديث إذا رُوي من طريقين ضعيفين يسميه حَسَنا. ص300

[44] من الناس من تغلب عليه العصبية للرأي الذي نشأ عليه وقَبِله من آبائه أو مشايخه، ويستغني بمحبته لذلك الرأي عن أن يتطلب له حجة. ص314

[45] بقي من قواعد فهم اللغة ما لا يُعرَف إلا بالممارسة التامة، وتربية الذوق الصادق. ص315

[46] الاحتياط فيما يتعلق بالاعتقاد = أصل عظيم نبّه عليه القرآن في مواضع. ص319

[47] المخالف لظواهر الأدلة قد يكون يعلم من نفسه أنه على باطل، وإنما يعتني بالتأويل والمغالطة؛ كراهية أن يعترف بأنه على باطل. ص323

[48] واعلم أن كلمة: [ واجب الوجود ] لم تَرِد في الشرع، وأقرب ما يؤدّي معناها من الأسماء الحسنى اسمه تعالى: [ الحق ]. ص342

[49] الذي يدلّ عليه القرآن أن التدبير بالخلق والرزق ونحوهما على سبيل الاستقلال = هو الذي ينبغي أن يكون مناطًا للألوهية. ص347

[50] نفي النصيب في الآخرة البتة إنما يكون على الكفر. ص375

[51] لو قال قائل: إن أكثر الفقهاء بعد القرون الأولى لم يكونوا يعرفون معنى العبادة على وجه التحديد = لما وجدنا حجة ظاهرة تردّ قوله. ص401

[52] لا يُنفَى الشيء إلا عما يُتوهَّمُ ثبوته له. ص409

[53] إرادة الجدل لذاته مذمومة غاية الذم؛ لأن صاحبها لا يبالي أهو محق أم مبطل، وإنما غرضه أن يَغْلِب. ص426

[54] [ ما ] وإن كانت أكثر ما تجيء لما لا يَعقل، فكثيرًا ما تجيء لما يَعقل. ص458

[55] كثير من المغترّين يحتجّون على رضوان الله عنهم، وحبه لهم، ومكانتهم عنده = بأنه أنعم عليهم في الدنيا. ص465

[56] وإذا خلا الشيء عن الفائدة التي كان لأجلها = فهو في معنى المعدوم. ص479

[57] الشرك: أن يَعبد المرء غير الله تعالى، سواء أعبد الله تعالى معه أم لا. ص483

[58] أصل الحُكم في اللغة: القضاء بالعدل، كما في اللسان وغيره، وإطلاقه على القضاء ولو بباطل = توسّع. ص498

[59] لم أرَ نقلاً صريحًا في أن المشركين كانوا يسجدون للأصنام. ص512

[60] أكثر الناس في غفلة عن كون مشركي العرب، جميعهم أو غالبهم كانوا يعبدون الملائكة. ص516

[61] العبد المخلص لا يحب أن يُعَظَّم كما يُعظَّم ربه. ص519

[62] فالعاقل لا يوجّه همّته إلا إلى رضا الله ، وإذا حصل على ذلك لا يهمّه غيره. ص521

[63] تأليه الهوى يلزمه تأليه الشيطان؛ لأنه المتلاعب بالهوى. ص543

ــــــــــــــــــــ ,,, ــــــــــــــــــــ

فوائد المجلد الثاني:
[64] لكل متدبِّر في القرآن رزق مقسوم، ولا يخيب من اجتناء ثمراته إلا المحروم. ص594

[65] لم أرَ الشركَ يُعَدَّى بالباء إلا في الشرك بالله. ص601

[66] قولهم: إن باء المصاحبة بمعنى [ مع ] فيه تسامحٌ ما، فإنَّ بينهما فرقًا ما، وذلك أن [ مع ] تشعر بأن ما بعدها متبوع... والباء بعكس ذلك. ص602

[67] الأصل في العبادة أن تكون لله ، والمشركون يشركون معه غيره كأنهم تبع، فيحسن أن يقال: (أشركوا غيره معه)، ولا يحسن أن يقال: (أشركوه مع غيره). ص603

[68] الكفار يعلمون أن الأصنام جمادات لا حياة لها، وإنما يعظِّمونها تعظيمًا لمن هي تماثيل أو تذكارات لهم. ص606

[69] إنما يلجأ الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم إلى الخارق فيما لا يتيسر الاحتجاج عليه ببرهان عادي. ص639

[70] القرآن يقسم الكفر إلى قسمين: الكذب على الله، والتكذيب بآياته. ص660

[71] العبد إذا أراد الرجوع إلى طاعة الله = أحبّ الله أن يطهره مما سبق من ذنوبه، وأن يبتليه ليتبين ثباته وصدقه. ص666

[72] ما جاء في بعض الآثار مما يوهم أن للنبي أن يشرع = فليس على حقيقته. ص677

[73] لم يقل أحد من أهل العلم إن الدين يؤخذ بالتجربة، ولكن كثيرا ممن يُظن بهم الصلاح وهم عن حقيقة الدين غافلون أخذوا يشرّعون في دين الله بغير إذنه، ويعتمدون في ذلك على التجربة. ص668

[74] زعْم المشركين أن الرسالة أعظم من الألوهية = أمر معروف، ولذلك يؤلّهون الجمادات، ويستبعدون أن يكون الرسول إلا من الملائكة. ص705

[75] الحكيم لا يحتجّ بما هو دعوى مجرَّدة. ص721

[76] اقرأ القرآن تجده مملوءًا بالحجج على أن المشركين كانوا يعترفون بالله وصفاته، وإنما نازعوا في انفراده باستحقاق العبادة. ص721

[77] الشيطان يحاول أن يعترض العبادات التي يُعبد بها الله ، ولكنه لا يستطيع الاعتراض ما لم يقصِّر العابد. ص726

[78] العبد إذا فعل ما يقدر عليه، وتوكَّل على الله = كفاه الله تعالى ما لا يقدر عليه، فأما إذا قصَّر فيما يقدر عليه = فلاحقَّ له أن يُكفى. ص726

[79] الشياطين تدخل في الأصنام، أو تقف دونها؛ ليكون تعظيم الأصنام كأنه للشيطان، وهكذا تفعل في كل ما يُعبَد من دون الله . ص726

[80] قد يُستبعَد تمكّن الشياطين من قبور الصالحين، ولا بُعْدَ فيه. ص727

[81] العقل الصريح سلطان من الله، وإنما الشأن كل الشأن في التمييز بين العقل الصريح والتوهّم المستحوذ على النفس بمعونة تقليد، أو عادة، أو استدلال ناقص. ص732

[82] تحرير العبارة في تعريف العبادة أن يُقال: خضوع اختياري يُطلَب به نفع غيبي. ص733

[83] فمن عبد شيئا فقد اتخذه إلها، وإن لم يزعم أنه مستحق للعبادة. ص735

[84] من زعم في شيء أنه مستحق للعبادة = فقد عبده بهذا الزعم. ص735

[85] فأما الطاعة والخضوع والتعظيم بغير تديّن = فليست من العبادة في شيء. ص742

[86] فما بالك بالقيام على رأس الرجل إجلالاً له؟ فهذا حرام لا شبهة فيه. ص751

[87] قد يتردد النظر فيمن دخل عليك وأراد أن يصافحك، هل يجوز القيام حتى لا تكون مصافحته لك وهو قائم وأنت قاعد مذلة له أو تعظيمًا لك؟ ص752

[88] أهل اللغة متفقون على أن أصل الدعاء بمعنى النداء، إلا أن الراغب ذكر فرقًا لفظيًا فيه نظر. ص754

[89] إخراج الكلام عن ظاهره بغير صارف = تحريف للكلم عن مواضعه، وقَرْمَطة لو فُتح بابها لعاد الدين لُعْبة. ص762

[90] كبار الصحابة كان غالب أحوالهم عدم سؤال الدعاء لأنفسهم من النبي . ص776

[91] وعلى كل حال؛ فطلب الدعاء من الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم بما فيه صلاح الدين = أمر مرغوب فيه في الجملة إذا كان بحضرتهم. ص776

[92] فأما سؤال الدعاء بالمغفرة ونحوها من غير النبي = فقد كرهه بعض الصحابة وغيرهم. ص778

[93] فأما سؤال الدعاء في أمر دنيوي = فقد جاء عن بعض الصحابة أنهم سألوا النبي . 779

[94] فأما تحرّي الدعاء بلفظ معين يحفظه الرجل، ويواظب عليه؛ فإن كان ذلك لأنه ثبت في كتاب الله، أو ورد عن رسوله = فحسنٌ. ص785

[95] ولكن الأولى أن يتتبّع أدعية النبي ، ويدعو بكل منها في موضعه، كما كان النبي يصنع. ص785

[96] وما أخسر صفقة من يَدَع الأدعية الثابتة في كتاب الله، أو في سنة رسول الله ، فلا يكاد يدعو بها، ثم يعمد إلى غيرها فيتحرّاه ويواظب عليه. ص785

[97] ومن أشنع الغلط في هذا الباب [ باب الدعاء ] = الاعتماد على التجربة ! ص786

[98] فأما أن يجيئك رجل فيرقيك بدون أن تسأله = فلا كراهة فيه. ص788

[99] الظاهر أن كراهية الاسترقاء خاصة بما إذا استرقى المرء لنفسه، أما استرقاؤه لغيره = فلا كراهية. ص789

[100] وذكرُ الميت بلفظ الخطاب لا تكاد تخلو عنه مرثية من مراثي العرب، وفي شعر مُهَلْهِل كثير منه ص803.

[101] استعمال الخطاب في غير موضعه = كثير في اللغة، وفي عُرف الناس. ص815

[102] ليس عندنا سلطان من الله في الإذن بخطاب النبي ، أو خطاب غيره من الموتى إلا بالسلام ونحوه. ص816

[103] فأما الجن فإنهم وإن كانوا يتصرفون بهواهم واختيارهم إلا أن تعرّضهم للبشر بغير الإضلال كالنادر. ص817

[104] لو فرضنا أن إنسانًا ظهر له جني، فشاهده، وشاهد تصرفه، فطلب منه ما عرف قدرته عليه = فقد يُقال: إن هذا كسؤال الناس بعضهم من بعض. ص817

[105] وأما السؤال من الإنسان الحي الحاضر؛ فإن كان لما جَرَت العادة بقدرته عليه = فليس دعاء، وإن كان لما لم تجرِ العادة بقدرته عليه = فذلك دعاء. ص818

[106] كثيرًا ما يُقرن الخبر عن الآيات التي وقعت للأنبياء عليهم الصلاة والسلام ببيان أنها بإذن الله. ص821

[107] فتحتُ لك الباب، فإن أحببتَ الاستيفاء = فعليك بالتدبّر، مع إخلاص النية، والاستعانة بالله . ص823

[108] استقرّ عند أهل السنة ألا يُكفَّر أحد من المسلمين بخطأ في عقيدة، وإن لزم منها ما هو كفر. ص825

[109] ومنهم من إذا ظهر له في شيء من الأعمال أنه شرك، أو لم يظهر له لكنه سمع شيخه يقول بذلك = بادر إلى الحكم على كل من فعل ذلك من السلف والخلف بأنهم مشركون. ص827

[110] لو لم يكن في اجتناب ما قيل إنه شرك إلا سد باب الاختلاف بين الأمة = لكان من أعظم القُرَبات عند الله . صص827

[111] من ترك عملا من الأعمال خوفا أن يكون شركا أومعصية = فهو مأجور. ص828

[112] ومن أقدم على فعل يخاف أن يكون معصية = فعليه إثمه، وإن كان ذلك الأمر في نفس الأمر طاعة. ص828

[113] إغاثته لمخلوق لا تدل على أنه مؤمن، ولا صالح، ولا أن استغاثته مرضية عند الله تعالى. ص829

[114] أما أهل العلم والدين فإنهم لا يطيعون في الدين إلا الله تعالى ورسوله ، وإنما يقبلون أقوال العلماء على أنهم رواة مبلّغون عن الله ورسوله ؛ ولذلك لا يطيعون أحدا من العلماء تبيّن لهم أن قوله يخالف كتاب الله وسنة رسوله، وإذا قبلوا قول عالم ثم تبيّن لهم مخالفته لكتاب الله وسنة رسوله = تركوه، ومن كان من المسلمين على غير هذه الطريقة = فهو على خلاف الشريعة، فلا يُلتفت إليه. ص835

[115] واعلم أن التسمية بإضافة عبد إلى غير الله من المنكرات العظيمة، ولم يكن في القرون الأولى شيء من ذلك. ص843

[116] كأن العلماء فهموا أن تحويل أسماء الجاهليين ليس بحتم، ولذلك لا يزالون يذكرونهم بعبد مناف وعبد العزى وعبد مناة ونحو ذلك. ص845

[117] اسم عبد المطلب لم يُقصَد به تعظيم، ولا يُشعر بتعظيم إذا عُرف سببه. ص845

[118] التسمية بعبد الله وعبد الرحمن وعبد المسيح وعبد العزى وأشباهها قُصد بها تعظيمٌ يُطلَب به نفع غيبي، فهي عبادة حتما. ص847

[119] وما أحمقَ من يتوهّم أن يكون أحد أرحمَ به من ربه تعالى! ص854

[120] أما خيار البشر فإنهم لا يحبون أن يُعظَّموا إلا إذا كان التعظيم حقًا يحبه الله تعالى ويرضاه. صص870

[121] وأما أشرار البشر فإنهم يحبون التعظيم بحق وبغير حق. ص870

[122] مجموع ما احتجّ به العلماء في إيجاب العمل بخبر الواحد = يفيد القطع بمجموعه. ص874

[123] ثبت بالقطع أن كل ما يظهر من معاني الكتاب والسنة بمقتضى اللغة والعرف الشرعي = يجب العمل به. ص875

[124] إنما يستطيع الجن إيذاء الإنس نادرًا بإذن الله لحكمة يعلمها. صص878

[125] كل مسألة دينية اخُتلف فيها = فالحق فيها واحد، وبقية الأقوال باطلة. صص885

[126] لا يطلق على وجه من وجوه الاختلاف بدعة حتى تقوم عليه الحجة الواضحة، ولا يطلق على صاحبها مبتدع حتى تقوم عليه الحجة الواضحة. ص885

[127] واعلم أن الأفهام تختلف، وتأثير الأدلة والشبهات في النفوس يختلف باختلاف العقول والأهواء وغير ذلك. ص885

[128] فاحذر أن تعجل فتحكم على مخالفك بأنه معاند بسبب أنك ترى شبهته ضعيفة، وترى الحجة التي أقمتها قطعية أو كالقطعية. ص886

[129] فإن كثيرا من المقلدين يتوهمون أن إمامهم معصوم، ويستضعفون دلالة الكتاب والسنة وأقوال أكابر الصحابة وأكثر الأئمة إذا كان قول إمامهم مخالفا لذلك. ص901

[130] كثر في القرون المتأخرة ابتداع التدين بتعظيم المخلوقين. ص902

[131] ولا يغرنك ذكر من يدّعي العلم من أنصار البدع آية من كتاب الله، أو حديثا عن النبي ، أو حكاية عن بعض السلف. ص903

[132] من بحث ونظر وتدبر وتفكر طالبا للحق، حريصا على إصابته = فهو مجاهد في الله، فلا بد أن يهديه الله لمعرفة الحق. ص907

[133] لما كانت الأحكام الشرعية عامة = لم يمكن أن تُراعى فيها الجزئيات، وإنما يُراعى فيها الغالب فقط.

[134] من صَحَّ عُذره لا يصدق عليه أنه أشرك. ص924

[135] واعلم أن مدار العذر بالجهل مع عدم التقصير في النظر، وإنما الشأن في ضبط التقصير، وهو أمر مشتبه جدا. ص933

[136] من رضي بالإسلام دينا ولو إجمالا فالأصل أنه معذور في خطأه وغلطه، ومن لم يرض بالإسلام دينا فالأصل أنه غير معذور. ص933

[137] لا وجه لما يتوهمه بعضهم أنه لا يُكفَّر إلا بأمر مُجمَع عليه. ص941

[138] فمن أراد الإسلام حقا = فعليه أن يطلبه من معدنه من كتاب الله، وسنة رسوله ، وعمل القرن الأول وما قرب منه. ص946

[139] كثيرا ما يقيم الشارع القول أو الفعل الذي من شأنه أن ينشأ عن ظن معتدّ به مقام ذلك الظن. ص948

[140] عامة كتب العزائم والتعاويذ على خلاف الشريعة، وفي كثير منها الكفر البواح، والشرك الصراح. ص973

[141] عليك بالتدبر والابتهال إلى الله أن يرزقك نورًا وفرقانًا تفرِّق به بين المشتبهات. ص985-986

[142] ذكر الذهبي في ترجمة الأعمش من الميزان أن روايته عن شيوخه الذين أكثرَ عنهم = محمولة على الاتصال. كذا قال! وفيه نظر. ص 995

[143] ألّف الأستاذ حميد الدين الفراهي الهندي رسالة سماها: "الإمعان في أقسام القرآن"، أجادَ فيها. ص1000

[144] تسمية النذر يمينا وحَلِفا، والقول بأن كفارته كفارة يمين = أمر معروف عن السلف. ص1024


تمَّ - بحمد الله - المنتقى من كتاب العبادة للعلامة المعلمي - -
وقد حوى [144] فائدة، تغري اللبيب بمطالعة الكتاب.

أسباب إفتاء كبار العلماء بتحريم المظاهرات

[ أسباب إفتاء كبار العلماء بتحريم المظاهرات ]

1. المظاهرات أمر حادث ، لم يكن معروفاً في عهد النبوة ولا عهد الصحابة ، ولا دليل على ٍجوازها.
(ابن باز/ابن عثيمين/العبّاد)

- فليس في الإسلام ثورات.
(ابن عثيمين)

2. المظاهرات لا تمت إلى الإسلام بصلة، وليست هي من أعمال المسلمين.
(اللجنة الدائمة/المفتي الحالي/الفوزان/الراجحي)

3. المظاهرات من البدع، وهي أعمالُ جاهليةٍ ما أنزل الله بها من سلطان. (اللحيدان)

- فالمظاهرات محرمة في أصلها ؛ فلا تباح وإن أوصلت للمصلحة؛ لأنها في أصلها محرمة ؛ كالتدواي بالمحرم ليُوصل إلى الشفاء. (صالح آل الشيخ)

4. ليست من طرق الإصلاح التي جاء بها النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا سار عليها السلف الصالح. (ابن باز / ابن عثيمين)

5. المظاهرات خلاف الطريقة الشرعية التي أمر بها النبي صلى الله عليه وسلم ، وسار عليها أصحابه في نصح الرعية للحاكم ؛ من المكاتبة والنصيحة سرًا .
(هيئة كبار العلماء / ابن باز / ابن عثيمين /الراجحي)

6. المظاهرات من جملة العادات التي تلقاها المسلمون عن الغربيين .
(العباد/الفوزان/الراجحي/المفتي الحالي)

- فالمظاهرات من قبيل التشبه المحرم.
(الألباني)

7. المظاهرات وإعلان التأييد أو الرفض لبعض القرارات = يلتقي مع الحكم الذي يقول: حكم الشعب للشعب . (الألباني)

8. تغيير المجتمع في النظام الإسلامي لا يكون بالهتافات وبالتظاهرات، وإنما يكون بالصمت وبث العلم بين المسلمين وتربيتهم بالإسلام حتى تؤتي التربية أكلها ولو بعد زمن بعيد. (الألباني)

- والحقوق في الإسلام يتوصل إلى تحصيلها بغير طريق المظاهرات. (الفوزان)

9. المظاهرات من قبيل (السفه والفوضى) ؛ وديننا دين النظام والانضباط ودرء المفاسد.
(العباد / الفوزان / المفتي الحالي)

10. يقع في المظاهرات –غالبا- الاختلاط المحرم بين الرجال والنساء.
(ابن باز / ابن عثيمين/ الألباني)

11. المظاهرات من أسباب الفتن والشرور والفوضى وظلم الناس بعضهم البعض ، والتعدِّي على الأعراض والأنفس والأموال بغير حقٍّ ، وأول مظاهرة في الإسلام قتل فيها عثمان بن عفان -رضي الله عنه- .
(اللجنة الدائمة /ابن باز /ابن عثيمين /الفوزان / اللحيدان)

12. المظاهرات تسبب الفرقة بين المسلمين، والفتنة بين الحكام والمحكومين.
(هيئة كبار العلماء /ابن باز /ابن غصون)

13. أسلوب المظاهرات يحقق –غالبا- نقيض مقصوده ؛ فهو يلحق أكبر الأذى بالراغبين في الإصلاح من خلال الوسيلة.
(ابن باز / اللحيدان)

14.لا بدّ أن هناك أصابع خفيّة داخلية أو خارجية تحاول بثّ مثل المظاهرات.
(ابن عثيمين)

15. التجارب أثبتت أن المظاهرات مضرتها أعظم –غالبا- ، وإذا نفعت مرة ضرت مرة أخرى أكثر مما نفعت في الأولى.
(ابن عثيمين / الألباني /الفوزان / الراجحي / اللحيدان)

- ومآل المظاهرات –ولو بدأت سلمية- فإنها تنتهي إلى التخريب.
(العثيمين)

- الشيخ ابن عثيمين يقول :
هات لي ثورة صار حال الناس فيها أفضل من ذي قبل . (٣ دقائق)
http://t.co/7Zb8gE7m

- المظاهرات كلها شر سواء أذن فيها الحاكم أو لم يأذن . (ابن باز / ابن عثيمين)

- ذكّر بعض أكابر العلماء الربانيين في أثناء كلامهم عن المظاهرات بلزوم السمع والطاعة للسلطان القائم –ما لم يكفر- وإن لم يرفع الضرر عن الناس ؛ بدل التظاهر عليه ؛ وشق عصا الطاعة .
(المفتي الحالي/الفوزان/اللحيدان)

- النقول السابقة فيها اتفاق جمهور العلماء الربانيين على المنع من (المظاهرات) و(الثورات) ، وأن الحكم لم يختص بالقول به عالم دون سواه –منهم- ؛ بل لا يكاد يُعرَف عمن يكافئهم في العلم والفضل أنه قال بخلاف قولهم .

- بل الأمر كما قال الشيخ صالح اللحيدان:
(لو لم يكن فيها [في المظاهرات] إلا أهل العلم الشرعي لانتقدها العلماء وقالوا : إن النبي صلى الله عليه وسلم يقول السمع والطاعة هو المطلوب، وما سواه يُطلب من الله)

الجمعة، 28 يونيو 2013

عبادات يشرع فعلها يوم الجمعة

[ عبادات يشرع فعلها يوم الجمعة ]

- الإكثار من الدعاء:
قال صلى الله عليه وسلم في شأن يوم الجمعة:"فِيهِ ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي يسأل الله شيئا إلا أعطاه إياه وأشار بيده يُقَلِّلُهَا " متفق عليه.

- قراءة سورة الكهف:
قال صلى الله عليه وسلم:"من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين"
صححه الألباني .

- ومعنى أضاء له من النور أي : في قلبه أو قبره أو يوم حشره في الجمع الأكبر .
(مرقاة المفاتيح 7/36 )

- الإكثار من الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم:
قال صلى الله عليه وسلم "إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة..فأكثروا عليَّ من الصلاة فإن صلاتكم معروضة عليَّ " صححه الألباني.

شروط حصول تكفير الخطايا بين الجمعتين

[ شروط حصول تكفير الخطايا بين الجمعتين ]

- قال صلى الله عليه وسلم (من اغتسل يوم الجمعة و استاك و مس من طيب إن كان عنده و لبس من أحسن ثيابه ثم خرج حتى يأتي المسجد و لم يتخط رقاب الناس ثم ركع ما شاء الله أن يركع ثم أنصت إذا خرج الإمام فلم يتكلم حتى يفرغ من صلاته كانت كفارة لما بينها و بين الجمعة الأخرى) صححه ابن الملقن والألباني وغيرهما.

قال الحافظ ابن حجر:
"تكفير الذنوب من الجمعة إلى الجمعة مشروط بوجود جميع ما تقدم (يعني في الحديث السابق وغيره) من :
1. غسل وتنظف
2.وتطيب، أو دهن
3.ولبس أحسن الثياب
4.والمشي بالسكينة
5.وترك التخطي
6.و[ترك]التفرقة بين الاثنين
7.وترك الأذى
8.والتنفل
9.والإنصات
10. وترك اللغو".

[فتح الباري2/372].

الثلاثاء، 25 يونيو 2013

آداب دخول الخلاء

[ آداب دخول الخلاء ]
<< ١٧ أدبا >>

- الشّريعة الإسلامية عظيمة مباركة كاملة حسنة من جميع الوجوه ؛ ما تركت خيرا في قليل ولا كثير إلا أمرت به ودلّت عليه ، ولا شرا في قليل ولا كثير إلا حذّرت منه ونهت عنه ، وقد أثار ذلك دهشة غير المسلمين :
>> قال أحد المشركين لسلمان الفارسي رضي الله عنه : قَدْ عَلَّمَكُمْ نَبِيُّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُلَّ شَيْءٍ حَتَّى الْخِرَاءةَ فَقَالَ سَلْمَانُ أَجَلْ نَهَانَا أَنْ نَسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةَ بِغَائِطٍ أَوْ بَوْلٍ .. الحديث ، رواه مسلم .

<< من الآداب >>

1- عدم استقبال القبلة عند البول والغائط:
وهذا من تعظيم شعائر الله:
قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِذَا جَلَسَ أَحَدُكُمْ عَلَى حَاجَتِهِ فَلا يَسْتَقْبِلْ الْقِبْلَةَ وَلا يَسْتَدْبِرْهَا " رواه مسلم .

2- ألا يمسّ ذَكَرَه بيمينه وهو يبول لقوله صلى الله عليه وسلم : " إِذَا بَالَ أَحَدُكُمْ فَلا يَأْخُذَنَّ ذَكَرَهُ بِيَمِينِهِ " رواه البخاري .

3- ألا يزيل النّجاسة بيمينه بل يستخدم شماله لمباشرة النجاسة في إزالتها:
قال صلى الله عليه وسلم : " إِذَا تَمَسَّحَ أَحَدُكُمْ فَلا يَتَمَسَّحْ بِيَمِينِهِ . " رواه البخاري.
- وقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِذَا اسْتَطَابَ أَحَدُكُمْ فَلا يَسْتَطِبْ بِيَمِينِهِ ، لِيَسْتَنْجِ بِشماله" رواه ابن ماجه وصححه الألباني .

4- والسنّة أن يقضي حاجته جالسا وأن يدنو من الأرض لأنّه أستر وآمن من ارتداد رشاش البول عليه وتلويث بدنه وثيابه فإن أَمِن ذلك جاز البول قائما .

5- أن يستتر عن أعين الناس عند قضاء الحاجة وقد كان أَحَبَّ مَا اسْتَتَرَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِحَاجَتِهِ هَدَفٌ أَوْ حَائِشُ نَخْلٍ ( أي مرتفع من الأرض أو حائط نخل وهو البستان ) . رواه مسلم .

- وإذا كان في فضاء وأراد قضاء حاجة ولم يجد شيئا يستره فليبتعد عمن حوله من الناس:
عن عبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي قُرَادٍ قَالَ خَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْخَلاءِ وَكَانَ إِذَا أَرَادَ الْحَاجَةَ أَبْعَدَ . رواه النسائي وصححه الألباني.

6- ألا يكشف العورة إلا بعد أن يدنو من الأرض لأنّه أستر :
"كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَرَادَ الْحَاجَةَ لَمْ يَرْفَعْ ثَوْبَهُ حَتَّى يَدْنُوَ مِنْ الأَرْضِ رواه الترمذي وصححه الألباني.

7- أن يقول الواحد عند دخول الخلاء : (بسم الله، اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث) ، فيستعيذ بالله من كلّ أمر خبيث ومن كلّ شيطان وشيطانة ، وعند الخروج يسأل الله المغفرة بقوله : غفرانك .

-" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل الخلاء قال : اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث. متفق عليه .

- قَالَ صلى الله عليه وسلم « إن هذه الحشوش محتضرة فإذا أتى أحدكم الخلاء فليقل أعوذ بالله من الخبث والخبائث ».
رواه أبو داود.

و( الْحُشُوشَ ) هي أماكن قضاء الحاجة .
و( مُحْتَضَرَةٌ ) أي تحضرها الشياطين وهذا الذكر يحمي منهم بإذن الله عزوجل.

- " فائدة هذه الاستعاذة : الالتجاء إلى الله عز وجل من الخبث والخبائث لأن هذا المكان خبيث ، والخبيث مأوى الخبثاء فهو مأوى الشياطين ، فصار من المناسب إذا أراد دخول الخلاء أن يقول : أعوذ بالله من الخبث والخبائث حتى لا يصيبه الخبث وهو الشر ، ولا الخبائث وهي النفوس الشريرة "
( الشرح الممتع لابن عثيمين )

8- إزالة النجاسة بعد الفراغ من قضاء الحاجة :
قال صلى الله عليه وسلم محذّرا من التساهل في التطهّر من البول :
"أَكْثَرُ عَذَابِ الْقَبْرِ مِنْ الْبَوْلِ . "
(صحيح الجامع)

9- أن يكون غسل النجاسة أو مسحها ثلاث مرات أو وترا بعد الثلاث بحسب ما تدعو إليه حاجة التطهير :
"كَانَ صلى الله عليه وسلم يَغْسِلُ مَقْعَدَتَهُ ثَلاثًا قَالَ ابْنُ عُمَرَ فَعَلْنَاهُ فَوَجَدْنَاهُ دَوَاءً وَطُهُورًا . (صحيح الجامع 4993 )

- قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "إِذَا اسْتَجْمَرَ أَحَدُكُمْ فَلْيَسْتَجْمِرْ وِتْرًا "
رواه أحمد ، وحسنه في صحيح الجامع 375

10- أن لا يستعمل العظم ولا الرّوث في الاستجمار ( وهو إزالة النجاسة بالمسح ) . وإنما يستعمل المناديل والحجارة ونحوها :
جاء عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ كَانَ يَحْمِلُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِدَاوَةً لِوَضُوئِهِ وَحَاجَتِهِ فَبَيْنَمَا هُوَ يَتْبَعُهُ بِهَا فَقَالَ مَنْ هَذَا فَقَالَ أَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ فَقَالَ ابْغِنِي أَحْجَارًا أَسْتَنْفِضْ بِهَا وَلا تَأْتِنِي بِعَظْمٍ وَلا بِرَوْثَةٍ فَأَتَيْتُهُ بِأَحْجَارٍ أَحْمِلُهَا فِي طَرَفِ ثَوْبِي حَتَّى وَضَعْتُهَا إِلَى جَنْبِهِ ثُمَّ انْصَرَفْتُ حَتَّى إِذَا فَرَغَ مَشَيْتُ فَقُلْتُ مَا بَالُ الْعَظْمِ وَالرَّوْثَةِ قَالَ هُمَا مِنْ طَعَامِ الْجِنِّ .. الحديث رواه البخاري.

11- أن لا يبول الإنسان في الماء الراكد . لما رواه جَابِر رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ نَهَى أَنْ يُبَالَ فِي الْمَاءِ الرَّاكِدِ . " رواه مسلم
ولأنّ في ذلك تنجيسا للماء وإيذاء لمستعمليه .

12- أن لا يبول في طريق النّاس ولا في ظلّ يستظلّ به النّاس ، لأنّ في ذلك إيذاء لهم ، وقد روى أبو هُرَيْرَةُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ اتَّقُوا اللاعِنَيْنِ قَالُوا وَمَا اللاعِنَانِ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ الَّذِي يَتَخَلَّى فِي طَرِيقِ النَّاسِ أَوْ ظِلِّهِمْ . " صحيح الجامع.

13- يجب الاستنجاء للخارج من السبيلين إلا الريح ، فما يظنه بعض الناس من أن خروج الريج يوجب الاستنجاء غير صحيح فمن خرجت منه ريح ثم توضأ ولم يستنج فوضؤه صحيح ولا إثم عليه.

14- أن لا يسلّم على من يقضي حاجته ولا يردّ السّلام وهو في مكان قضاء الحاجة تنزيها لله أنْ يُذكر اسمه في الأماكن المستقذرة : عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ رَجُلًا مَرَّ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَبُولُ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا رَأَيْتَنِي عَلَى مِثْلِ هَذِهِ الْحَالَةِ فَلَا تُسَلِّمْ عَلَيَّ فَإِنَّكَ إِنْ فَعَلْتَ ذَلِكَ لَمْ أَرُدَّ عَلَيْكَ . "
صحيح الجامع .
وجمهور العلماء على كراهية الكلام في الخلاء لغير حاجة .

15- ولا يدخل موضع الخلاء بشيء فيه ذكر الله عز وجل أو فيه قرآن فإن خاف على الذي معه مما فيه ذكر الله جاز له الدخول به ويغطيه .

16- ولا يطيل المقام لغير حاجة لأن المقام فيه لغير حاجة مكروه؛ لأنه مُحْتَضر الشياطين وموضع إبداء العورة .
(ابن تيمية)

17- يستحب له إذا خرج من الخلاء أن يقول : غفرانك . لما روته عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا خَرَجَ مِنْ الْخَلَاءِ قَالَ : غُفْرَانَكَ . رواه الترمذي.

(مستفاد غالبها من موقع الإسلام سؤال وجواب ومن كتاب مختصر فقه الطهارة ـ الدرر السنية)

السبت، 22 يونيو 2013

خطر الشائعات

[ خطر الشائعات ]

- الناقل للشائعات من الفاسقين :
قال تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين ) . وفي قراءة أخرى ( فتثبتوا )

- وقال تعالى (ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولاً )

- وقد حذر الشارع من نقل الشخص لكل ما يسمعه ، بل وجعله كاذبا :
قال صلى الله عليه وسلم : ( كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع ) رواه مسلم في المقدمة ، وهو في صحيح الجامع 4482 .

- وعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( كفى بالمرء إثما أن يحدث بكل ما سمع ) السلسلة الصحيحة 2025.

- من ينشر الشائعات على خطر عظيم ومتوعد بالعذاب الأليم >> فلقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم أنه أتى على رجلٍ مستلقٍ لقفاه، وإذا آخرُ قائمٌ عليه بكَلُّوبٍ من حديدٍ، وإذا هو يأتي أحدٌ شقيٌّ وجهِه فيشرشرُ شِدقُه إلى قفاهُ، ومنخرُه إلى قفاهُ، وعينُه إلى قفاهُ - قال : وربما قال أبو رجاء : فيشقُّ - قال : ثم يتحولُ إلى الجانبِ الآخرِ فيفعل به مثل ما فعل بالجانب الأولِ، فما يفرغ من ذلك الجانب حتى يصحَّ ذلك الجانبُ كما كان، ثم يعود عليه فيفعل مثل ما فعل المرةَ الأولى، قال : قلتُ : سبحان اللهِ ما هذان ؟

- ثم بين الملك له ذلك فقال : وأما الرجلُ الذي أتيت عليه، يشرشَر شدقُه إلى قفاه، ومنخرُه إلى قفاه، وعينُه إلى قفاه، فإنه الرجلُ يغدو من بيته، فيكذب الكذبةَ تبلغ الآفاقَ !
رواه البخاري.
(يشرشر: يقطع/ الشدق: جانب الفم)

- بسبب شائعة رددها المنافقون حصلت حادثة الإفك وتلقفها نفر من المسلمين فأرَّقت بيت النبوة شهرا كاملا وكادت الفتن تثور بين المسلمين بسببها .

- ثبت عن علي رضي الله عنه في الأدب المفرد أنه قال: "لا تكونوا عُجُلاً مذاييعَ بُذُرا" صححه الألباني.

- قال الحسن البصري :
"المؤمن وقاف حتى يتبين" .

- بعض الدول تهتم بهذه الشائعات اهتماما عظيما ، وعندها في المخابرات شعب متخصصة في الشائعات اختراعا ورصدا وتحليلا، فربما تسببت شائعة في إحداث توترات في مجتمعات .

- فعلينا أن نكون يقظين في تلقي هذه الأخبار ، وألا يشفع لقبولها ملاقاتها لرغباتنا وأمانينا وعواطفنا .

-إنَّ مِن أعظم ما يطالب به ناقل الخبر بيانَ أمرين: أ. ثقة المصدر / ب. صحة النقل .

- الموقف تجاه الشائعات :
1. أن نتثبت عند سماع الأخبار (...إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا...)

2. أن يقدم المسلم حسن الظن بأخيه المسلم:{لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا}

3. أن يطلب المسلم الدليل والبيّنة على أية إشاعة يسمعها {قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين}

4. عدم نقل الأخبار وإشاعتها لا سيما ما يتعلق بالمصلحة العامة ، فلا تتحدث بما تسمعه ولا تنشره، فإن المسلمين لو لم يتكلموا بأية إشاعة، لماتت في مهدها .

5. أن يرد الأمر إلى أولي الأمر ولا يشيعه بين الناس أبداً، وهذه قاعدة عامة في كل الأخبار المهمة {وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً}

الجمعة، 21 يونيو 2013

خطبة مكتوبة عن (الحث على اتباع السنة وبيان خطر البدع)

خطبة مكتوبة عن (الحث على اتباع السنة وبيان خطر البدع)

الحمد لله الذي هَدانا للإِسلام، وما كنَّا لنهتدي لولا أن هدانا الله، لقد جاءت رسُل ربنا بالحقِّ المبين، أحمده سبحانه، أكمل لنا ديننا، وأتم علينا نعمته، ورضي لنا الإِسلام دينًا إلى يوم الدِّين، ﴿ وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾

وأشهد أنْ لا إلا الله، وحده لا شريك له، ربُّ العالمين، وإلهُ الأوَّلين والآخرين، أتقَن ما صنع، فما ترى في خَلْق الرَّحمن من تفاوت، فتبارك الله أحسن الخالقين، وأحكم ما شرع، فأغنى عن البِدَع، وحفظ الذِّكر فلا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تَنْزيل من حكيم حميد.

وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله النبيُّ الأمين، والرسول المبين، وإمام المُتَّقين، وخِيرَة الله من خلقه أجمعين، الذي بلَّغ الرسالة، وأدَّى الأمانة، ونصَح الأمة، وترَكَها على بيضاء نقية، لا يزيغ عنها إلا هالك: ﴿ وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ﴾ صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيرا.

أما بعد:

فإنَّ نعمَ الله عزَّ وجلَّ على عباده كثيرة لا تُعدُّ ولا تُحصى، وأجلُّ نعمة أنعم الله بها على الإنس والجنِّ في آخر الزمان أن بعث فيهم رسولَه الكريم محمداً عليه أفضل الصلاة وأتمُّ التسليم، فبلَّغهم ما أُرسل به إليهم من ربِّهم على التمام والكمال، وقد قال الإمام الزهري رحمه الله: (( مِن الله عزَّ وجلَّ الرسالة، وعلى رسول الله صلى الله عليه وسلم البلاغ، وعلينا التسليم ))

فالذي من الله هو الرسالة، وقد حصل ذلك، كما قال الله عزَّ وجلَّ: ((وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ))

والذي على الرسول صلى الله عليه وسلم وهو البلاغ قد حصل على أكمل الوجوه وأتمِّها، كما قال تعالى ((وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلا الْبَلاغُ الْمُبِينُ)).

وأمَّا الذي على العباد وهو التسليم والانقياد، فقد انقسم الناس فيه إلى موفَّق متَّبع لسبيل الحقِّ، وغير موفَّق متَّبع للسبل الأخرى، كما قال الله عزَّ وجلَّ: ((وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)).

وهذه الشريعة باقية إلى قيام الساعة، قال الله عزَّ وجلَّ: ((مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ))، وقال صلى الله عليه وسلم "ولن تزال هذه الأمَّةُ قائمةً على أمر الله، لا يضرُّهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله " متفق عليه.

وهي عامَّة للثقلَين الجن والإنس ((قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً))، وقال صلى الله عليه وسلم : (( والذي نفسي بيده! لا يسمع بي أحد من هذه الأمَّة يهودي ولا نصراني، ثم يموت ولم يؤمن بالذي أُرسِلتُ به إلاَّ كان من أصحاب النار )) رواه مسلم .

وكما أن الشريعة باقية عامة فهي شريعة كاملة بلغت في الكمال منتهاه، وفي الحسن غايته ، قال الله ((الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً))، وقال صلى الله عليه وسلم: (( تركتكم على مثل البيضاء، ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها إلاَّ هالك )) وقال رجل لسلمان الفارسي رضي الله عنه (( قد علَّمكم نبيُّكم صلى الله عليه وسلم كلَّ شيء حتى الخراءة، قال: فقال: أجل! لقد نهانا أن نستقبل القبلة لغائط أو بول، أو أن نستنجي باليمين، أو أن نستنجي بأقل من ثلاثة أحجار، أو أن نستنجي برجيع أو بعظم ))، وقال صلى الله عليه وسلم قال: (( إنَّه لم يكن نبيٌّ قبلي إلاَّ كان حقًّا عليه أن يدلَّ أمَّته على خير ما يعلمه لهم، وينذرهم شرَّ ما يعلمه لهم ))، وقال أبو ذر رضي الله عنه : (( ترَكَنَا رسول الله صلى الله عليه وسلم وما طائر يطير بجناحيه إلاَّ عندنا منه علم )) صححه الألباني .

أيها المسلمون .. إن كلَّ عمل يُتقرَّب به إلى الله لا يكون مقبولاً إلاَّ إذا توفَّر فيه شرطان:

أحدهما: تجريد الإخلاص لله وحده، وهو مقتضى شهادة أن لا إله إلاَّ الله. والثاني: تجريد المتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم ، وهو مقتضى شهادة أنَّ محمداً رسول الله، قال الفضيل بن عياض في قوله تعالى: ((لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً)) : (( أخلصُه وأصوَبُه، قال: فإنَّ العملَ إذا كان خالصاً ولم يكن صواباً لم يُقبل، وإذا كان صواباً ولم يكن خالصاً لم يُقبل، حتى يكون خالصاً صواباً، والخالص أن يكون لله، والصواب أن يكون على السنَّة ))،

فكل عبادة يُتعبد اللهُ بِها يجب أن تتحقق فيها المتابعة للرسول - صلى الله عليه وسلم -، ولا يتحقق فيها ذلك إلاَّ بموافقتها للشريعة في ستة أوصاف، وتغيير صفةٍ من هذه الصفات بدعة، وهذه الصفات الست هي:

فلابد أولا أن تكون العبادة موافقة للشريعة في سببها، فأيُّ عبادة ليس لها سببٌ ثابتٌ بالشرع مردودة، مثل الاحتفال بمولد النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- .

ولابد ثانيا أن تكون العبادة موافقة للشريعة في جنسها، فلو ضحى أحدٌ بفرس كان بذلك مخالفًا للشريعة.

ولابد ثالثا أن تكون العبادة موافقة للشريعة في قدرها، فمَن زاد في صلاة الظهر ركعتين لم يكن موافقًا للشريعة بالعبادة في قدرها.

ولابد رابعا أن تكون العبادة موافقة للشريعة في كيفيتها، فمن ابتدأ في وضوئه بغسل الرجلين ثم مسح الرأس لم يكن موافقًا للشريعة في كيفيتها.

ولابد خامسا أن تكون العبادة موافقة للشريعة في زمانِها، فلا تصح صلاة الظهر قبل الزوال.

ولابد سادسا أن تكون العبادة موافقة للشريعة في مكانِها، فلا يصح في اليوم التاسع من ذي الحجة الوقوف بغير عرفة.

أيها المسلمون ..

لقد تظافرت الأدلة والنصوص في آي الكتاب الحكيم وسنة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم في الحث على اتِّباع السنة والتحذير من البدع وأهلها .

قال تعالى ((وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ))، والمسلم إذا جاءه الأمر من رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس له خيار ، بل استجابة واتباع وامتثال ((وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُّبِيناً))،

وكلِّ مَن ادَّعى محبَّةَ الله وليس هو على الطريقة المحمدية، فإنَّه كاذبٌ في دعواه حتى يتَّبع الشرعَ المحمدي والدِّينَ النَّبوي في جميع أقواله وأفعاله ، قال الحسن البصري وغيره من السلف: زعم قومٌ أنَّهم يُحبُّون اللهَ فابتلاهم الله بهذه الآية

((قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ))

ولقد أرشد النبي صلى الله عليه وسلم إلى ما فيه العصمة والسلامة من التفرق والاختلاف فقال "عليكم بسنَّتي وسنَّة الخلفاء المهديِّين الراشدين، تَمسَّكوا بها وعضُّوا عليها بالنواجذ، وإيَّاكم ومحدثات الأمور؛ فإنَّ كلَّ محدثة بدعة، وكلَّ بدعة ضلالة ))

قال سهل بن عبد الله التستري: (( ما أحدث أحدٌ في العلم شيئاً إلاَّ سُئل عنه يوم القيامة، فإن وافق السنَّة سلِم، وإلاَّ فلا ))

وقال أبو عثمان النيسابوري: (( مَن أمَّر السنَّة على نفسه قولاً وفعلاً نطق بالحكمة، ومن أمَّر الهوى على نفسه قولاً وفعلاً نطق بالبدعة )) قال الإمام مالك رحمه الله: (( مَن ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة فقد زعم أنَّ محمداً خان الرسالة؛ لأنَّ الله يقول: ((الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ))، فما لَم يكن يومئذ ديناً فلا يكون اليوم ديناً ))

وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه جاء إلى أناس متحلِّقين في المسجد، وبأيديهم حصى، وفيهم رجلٌ يقول: كبِّروا مائة، فيُكبِّرون مائة يعدُّون بالحصى، ويقول: هلِّلوا مائة، سبِّحوا مائة كذلك، فوقف عليهم فقال: (( ما هذا الذي أراكم تصنعون؟ قالوا: يا أبا عبد الرحمن! حصى نعدُّ به التكبيرَ والتهليلَ والتسبيحَ، قال: فعُدوا سيِّئاتكم فأنا ضامنٌ أن لا يَضيعَ من حسناتكم شيءٌ، وَيْحَكم يا أمّة محمد! ما أسرع هلكتكم! هؤلاء صحابةُ نبيِّكم صلى الله عليه وسلم متوافرون، وهذه ثيابُه لَم تَبْلَ، وآنيتُه لَم تُكسر، والذي نفسي بيده إنَّكم لَعلَى مِلَّةٍ هي أهدى من مِلَّة محمد، أو مفتتحو باب ضلالة؟! قالوا: والله يا أبا عبد الرحمن! ما أردنا إلاَّ الخير، قال: وكم من مريد للخير لن يصيبه ... ))



أيها المسلمون ..

إن خطر البدع عظيم، وخطْبُها جسيم، والمصيبة بها كبيرة، وهي أشدُّ خطراً من الذنوب والمعاصي؛ لأنَّ صاحبَ المعصية يعلم أنَّه وقع في أمر حرام، فيتركه ويتوب منه، وأمَّا صاحب البدعة، فإنَّه يرى أنَّه على حقٍّ فيستمرّ على بدعته حتى يموت عليها، وهو في الحقيقة متَّبع للهوى وناكبٌ عن الصراط المستقيم، وقد قال الله عزَّ وجلَّ: ((أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ))

والابتداع في الدين معاندةٌ للشرع ومشاقةٌ له. وهو محض اتباع الهوى فليس ثمَّة إلا طريقان:

إما طريق الشرع، وإما طريق الهوى... يقول الله عزّ وجلَّ: فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُواْ لَكَ فَٱعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ ٱتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مّنَ ٱللَّهِ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَهْدِى ٱلْقَوْمَ ٱلظَّـٰلِمِينَ

فالحكم محصور في أمرين لا ثالث لهما: إما الاستجابة للمصطفى، وإما اتباع الهوى.

والمبتدع عمله مردود عليه وهو مأزو غير مأجور، قال صلى الله عليه وسلم " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد". متفق عليه

والتوبة محجوبة عن صاحب البدعة ما دام مصراً على بدعته، النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-، قال : ((إنَّ الله احتجز التوبة عن كل صاحب بدعة حتى يدع بدعته)) صححه الألباني.

وقال تعالى {يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ}

قال ابن عبَّاس رضي الله عنهما: (تبيض وجوه أهل السنة، وتسود وجوه أهل البدعة)

والمبتدع لا يرد حوض النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة.

قال صلى الله عليه وسلم-: ((أنا فرطكم على الحوض، وليختلجنَّ رجال دوني فأقول: يا ربِّ أصحابي، فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، إنهم غيروا وبدّلوا. فيقول النبي صلى الله عليه وسلم: سحقًا سحقًا لمن غيَّر وبدّل)) رواه البخاريّ ومسلم

وصاحب كل بدعة ملعون على لسان الشريعة، قال صلى الله عليه وسلم" من أحدث فيها حدثاً أو آوى محدثاً فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين". متفق عليه.

ويحمل المبتدع إثمه وإثم من عمل ببدعته إلى يوم القيامة، قال صلى الله عليه وسلم "من سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة"
أيها المسلمون ..
احذروا البِدَع، فإنها تُشَوِّه الدِّين، وتطمس معالم السُّنن، وتُحدِث الفتنة، وتضلُّ الناس عن طريق الجنَّة، وتجعلهم يَسِيرون في طريقٍ مُنتَهاه الجحيم، وتفرِّق الناس، وتجعل أهلها يُصرُّون على الحِنث العظيم، يتفرَّقون شِيَعًا ويتآمرون أحزابًا، وذلك شأن المشْرِكين، كما جاء بيانُ ذلك في القرآن المبين، وتجعلهم يفرِّقون دينهم كلُّ حزب بما لديهم فرحون، وقد نهاكم ربُّكم عن ذلك بقوله: ﴿ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ * مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ﴾





الخطبة الثانية :

الحمد لله على إحسانه ، والشكر له على توفيقه وامتنانه ، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له تعيما لشأنه ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وإخوانه ، أما بعد :

عباد الله ..

اتَّبِعوا ولا تبتدعوا؛ فقد كُفِيتم، واسلكوا طريق الحقِّ الذي إليه هُديتم، وعليكم بالسُّنة التي بها فُضِّلتم، تمَسَّكوا بها ولا تَسْتوحشوا من قِلَّة السَّالكين، واهجروا الضَّلالات، ولا تغتَرُّوا بكثرة الهالكين.

أيها المسلمون:

ما مِن بدعة تحْدث إلاَّ ويُمِيت الناس من السُّنن مثلها، ولا يُحدِث رجلٌ بدعةً إلاَّ وقد ترك مِن السُّنة ما هو خيرٌ منها، وما ازداد صاحب بدعة اجتهادًا إلاَّ ازداد من الله بعدًا، وعملٌ قليلٌ في سُنَّة خير من عمل كثير في بِدْعة؛ فإنَّ الله تعالى إنما يتقبَّل من المُتَّقين، والمبتَدِع ليس من أهل التُّقى، بل هو من أهل العَمى، لا يقبل الله من صاحب بدعة صيامًا ولا صلاة، ولا حجًّا ولا جهادًا، ولا صَرْفًا ولا عدلاً؛ قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((من أحدَث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رَدٌّ)).

فإذا عرفتم ذلك - معاشِرَ المسلمين - فاحذروا أنْ تجالسوهم أو تُصْغوا إليهم أو تَعِظوهم، فإنَّ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - قد لعَنَهم ولعن من أعانهم، يقول في الحديث الصحيح: ((لعن الله مَن آوى مُحْدِثًا)).

فاحذَرُوا أنْ تقع عليكم اللعنة، واعلموا أنَّه قد جاء في الأثر أنَّ من جالس صاحب بدعة نُزِعت منه العصمة، ووُكِل إلى نفسه، ومن مشى إلى صاحب بدعة ليوقِّره، فقد مشى في هدم الإِسلام.

أيها المسلمون:

إن أهْل البِدَع يَعبدون الله بغير ما شَرع، فيفترون على الله الكذب، ويجْلِبون على أنفسهم التَّعب، ويقطعون السَّبيل، ويشغلون الناس بالأضاليل، لسان حالهِم أنَّ الله تعالى لم يُكمل دينه فيكملوه ، ولم يتمَّ نعمته فيتموه ، أو أنَّ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - لم يُبلِّغ الناس كلَّ ما أوحاه الله إليه، أو بلَّغه ولكن الصحابة لم يَفهموه أو لم يَهدوا الناس إليه، أو علموا شيئا لم يعلمه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فما أظلَمَهم لربِّهم! وما أقَلَّ توقيرَهم لنبيِّهم! وما أعظم جنايتهم على الصَّحابة! وما أضَرَّهم على أنفسهم! وما أشأمهم على مجتمعهم! وما أجرأَهم على دين ربِّهم! فيا ويلَهم، ما أعظم ما جنوه! وما أسوأ ما افتروه! فما حجَّتُهم عند الله يوم يُلاقونه، وصدق الله العظيم إذْ يقول: ﴿ قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا ﴾





وصلوا وسلموا عباد الله على من أمركم الله بالصلاة عليه ....


-----------------------------------------------
---------------------------
تابع قناة مجمع الفوائد على التيليجرام
لنشر الفوائد الشرعية وبث المواعظ الأثرية.
https://goo.gl/Wwkq6O



الاثنين، 17 يونيو 2013

أسباب شرح الصدر

[ أسباب شرح الصدر ]

1. التوحيد >>
وعلى حسب كماله وقوته وزيادته يكون انشراح صدر صاحبه، قال تعالى:
{أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ}
وقال تعالى: {وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ}

- فالهدى والتوحيد من أعظم أسباب شرح الصدر، والشرك والضلال من أعظم أسباب ضيق الصدر وانحراجه.

2. النور الذي يقذفه الله في قلب العبد>>
وهو نور الإيمان، فإنه يشرح الصدر، ويوسعه، ويفرح القلب .

- فإذا فقد هذا النور من قلب العبد ضاق وحرج، فصار في أضيق سجن وأصعبه، فنصيب العبد من انشراح صدره بحسب نصيبه من هذا النور: قال تعالى: {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }

3. العلم >>
فإنه يشرح الصدر، ويوسعه حتى يكون أوسع من الدنيا، والجهل يورثه الضيق والحصر والحبس، فكلما اتسع علم العبد انشرح صدره واتسع .
- وليس هذا لكل علم، بل العلم الموروث عن
النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهو العلم النافع، فأهله أشرح الناس صدرًا، وأوسعهم قلبًا، وأحسنهم أخلاقًا، وأطيبهم عيشًا.

4. الإنابة إلى الله ، ومحبته بكل القلب، والإقبال عليه، والتنعم بعبادته، فلا شيء أشرح لصدر العبد من ذلك:
قال تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }

- حتى يقول أحيانًا: إن كنت في الجنة في مثل هذه الحال، فإني إذًا لفي عيش طيب،

- وللمحبة تأثير عجيب في انشراح الصدر، ونعيم القلب، ولا يعرفه إلا من له حس به، وكلما كانت المحبة أقوى وأشد كان الصدر أفسح وأشرح.

- ومن أعظم أسباب ضيق الصدر الإعراض عن الله - عز وجل - وتعلق القلب بغيره، والغفلة عن ذكره، ومحبة سواه، قال تعالى: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا * وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} ؛ فإن من أحب شيئًا غير الله عذب، وسجن قلبه في محبته ذلك الغير .

5. دوام ذكره على كل حال، وفي كل موطن، فللذكر تأثير عجيب في انشراح الصدر، ونعيم القلب، وللغفلة تأثير عجيب في ضيقه وحبسه وعذابه.
قال تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}

6. الإحسان إلى الخلق ونفعهم بما يمكنه من المال والجاه والنفع بالبدن، وأنواع الإحسان:

- فإن الكريم المحسن أشرح الناس صدرًا، وأطيبهم نفسًا، وأنعمهم قلبًا.
- والبخيل الذي ليس فيه إحسان أضيق الناس، وأنكدهم عيشًا .
- وفي الصحيحين قال صلى الله عليه وسلم: "مثل البخيل والمتصدق مثل رجلين عليهما جبتان من حديد قد اضطرت أيديهما إلى تراقيهما، فكلما هم المتصدق بصدقته اتسعت عليه حتى تعفي أثره، وكلما هم البخيل بالصدقة انقبضت كل حلقة إلى صاحبتها وتقلصت عليه وانضمت يداه إلى تراقيه، فسمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: فيجتهد أن يوسعها فلا تتسع".

7. الشجاعة، فإن الشجاع منشرح الصدر، ومتسع القلب، والجبان أضيق الناس صدرًا، وأحصرهم قلبًا، لا فرحة له ولا سرور، ولا لذة له إلا من جنس الحيوان البهيمي، وأما سرور الروح ولذتها ونعيمها وابتهاجها فمحرم على كل جبان، كما هو محرم على كل بخيل .

8. إخراج دغل القلب من الصفات المذمومة التي توجب ضيقه وعذابه، وتحول بينه وبين حصول البرء، فإن الإنسان إذا أتى بالأسباب التي تشرح صدره، ولم يخرج تلك الأوصاف المذمومة من قلبه لم يحظ من انشراح صدره بطائل .

9. ترك فضول النظر والكلام والاستماع والمخالطة والأكل والنوم ؛ فإن هذه الفضول تستحيل ألمًا وغمومًا وهمومًا في القلب، تحصره وتحبسه وتضيقه..

- فلا إله إلا الله ما أضيق صدر من ضرب في كل آفة من هذه الآفات بسهم، وما أنكد عيشه، ولا إله إلا الله ما أنعم عيش من ضرب في كل خصلة من تلك الخصال المحمودة، وكانت همته دائرة عليها، فلهذا نصيب من قوله تعالى: {إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ} ولذلك نصيب من قوله تعالى: {وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ }

- >> والمقصود أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان أكمل في كل صفة يحصل بها انشراح الصدر، واتساع القلب، وأكمل الخلق متابعة له أكملهم انشراحًا ولذة، وقرة عين، وعلى حسب متابعته ينال العبد من انشراح صدره وقرة عينه، ولذة روحه ما ينال.

[ من كلام ابن القيم في زاد المعاد
(2/23-28) ]

علاج الهموم والأحزان

[ علاج الهموم والأحزان ]

- راحة القلب وطمأنينته ، وسروره وزوال همومه وغمومه ، مطلوب كل أحد ، ولذلك أسباب دينية ، وأسباب طبيعية ، وأسباب عملية ، ولا يمكن اجتماعها كلها إلا للمؤمنين .


1- الإيمان والعمل الصالح :
وهو أعظم الأسباب وأصلها وأُسها ؛ قال تعالى : ( من عمل صالحاً من ذكر أو أُنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياةً طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون )

: " عجباً لأمر المؤمن إن أمره كلَّه خير ، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له ، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له ، وليس ذلك لأحدٍ إلا للمؤمن " رواه مسلم .

2- الإحسان إلى الخلق بالقول والفعل وأنواع المعروف ... وهذا من الأسباب التي تزيل الهم والغم والقلق ، وبها يدفع الله عن البَرِّ والفاجر الهموم والغموم بحسبها ، ولكن للمؤمن منها أكمل الحظ والنصيب ، ويتميز بأن إحسانه صادر عن إخلاص واحتساب لثوابه فيُهون الله عليه بذل المعروف لما يرجوه من الخير ، ويدفع عنه المكاره بإخلاصه واحتسابه ، قال تعالى : ( لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاحٍ بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضاة الله فسوف نؤتيه أجراً عظيماً ) ومن جملة الأجر العظيم : زوال الهم والغم والأكدار ونحوها .
ولما نزل الوحي إلى النبي صلى الله عليه وسلم جاء فزعا إلى خديجة فقالت له "كلا والله لا يخزيك الله أبدا ؛ إنك لتصل الرحم وتحمل الكل وتكسب المعدوم وتقري الضيف وتعين على نوائب الدهر ".

3- ومن أسباب دفع القلق الناشئ عن توتر الأعصاب ، واشتغال القلب ببعض المكدرات : الاشتغال بعمل من الأعمال أو علم من العلوم النافعة ، فإنها تلهي القلب عن اشتغاله بذلك الأمر الذي أقلقه ، وربما نسي بسبب ذلك الأسباب التي أوجبت له الهم والغم ، ففرحت نفسه وازداد نشاطه .

- وهذا السبب أيضاً مشترك بين المؤمن وغيره ، ولكن المؤمن يمتاز بإيمانه وإخلاصه واحتسابه في اشتغاله بذلك العلم الذي يتعلمه أو يعلمه ، وبعمل الخير الذي يعمله .

- ينبغي أن يكون الشغل الذي يشتغل فيه مما تأنس به النفس وتشتاقه فإن هذا أدعى لحصول المقصود النافع والله أعلم .

4- ومما يُدفع به الهم والقلق اجتماع الفكر كله على الاهتمام بعمل اليوم الحاضر ، وقطعه عن الاهتمام بما في الوقت المستقبل ، وعن الحزن على الوقت الماضي ، ولهذا استعاذ النبي صلى الله عليه وسلم من الهم والحزن ، فالحزن على الأمور الماضية التي لا يمكن ردها ولا استدراكها ، والهم الذي يحدث بسبب الخوف من المستقبل ، فيكون العبد ابن يومه ، يجمع جِدَّه واجتهاده في إصلاح يومه ووقته الحاضر ، فإن جمع القلب على ذلك يُوجب تكميل الأعمال ، ويتسلى به العبد عن الهم والحزن ، والنبي صلى الله عليه وسلم إذا دعا بدعاء أو أرشد أمته إلى دعاء ، فهو يحث مع الاستعانة بالله والطمع في فضله على الجد والاجتهاد في التحقق لحصول ما يدعو بحصوله ، والتخلي عما كان يدعو لدفعه ؛ لأن الدعاء مقارنٌ للعمل ، فالعبد يجتهد فيما ينفعه في الدين والدنيا ، ويسأل ربه نجاح مقصده ، ويستعينه على ذلك .

- كما قال صلى الله عليه وسلم : " احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز ، وإذا أصابك شيءٌ فلا تقل لو أني فعلت كذا كان كذا وكذا ، ولكن قل : قدَّر الله وما شاء فعل ، فإن لو تفتح عمل الشيطان " رواه مسلم.

- جمع صلى الله عليه وسلم بين الأمر بالحرص على الأمور النافعة في كل حال ، والاستعانة بالله وعدم الانقياد للعجز الذي هو الكسل الضار ، وبين الاستسلام للأمور الماضية النافذة ، ومشاهدة قضاء الله وقدره ، وجعل الأمور قسمين :

أ. قسم يمكن العبد السعي في تحصيله أو تحصيل ما يمكن منه أو دفعه أو تخفيفه فهذا يبذل فيه العبد مجهوده ويستعين بمعبوده .

ب. وقسم لا يمكن فيه ذلك فهذا يطمئن له العبد ويرضى ويُسلم .

5- ومن أكبر الأسباب لانشراح الصدر وطمأنينته الإكثار من ذكر الله ، فإن لذلك تأثيراً عجيباً في انشراح الصدر وطمأنينته ، وزوال همه وغمه ، قال تعالى : " ألا بذكر الله تطمئن القلوب " فلذكر الله أثرٌ عظيمٌ في حصول هذا المطلوب لخاصيته ، ولما يرجوه العبد من ثوابه وأجره .

6- ومن الأسباب الموجبة للسرور وزوال الهم والغم ، السعي في إزالة الأسباب الجالبة للهموم ، وفي تحصيل الأسباب الجالبة للسرور ، وذلك بنسيان ما مضى عليه من المكاره التي لا يمكنه ردها ، ومعرفته أن اشتغال فكره فيه من باب العبث والمحال ، فيُجاهد قلبه عن التفكر فيها ، وكذلك يجاهد قلبه عن قلقه لما يستقبله مما يتوهمه من فقر أو خوف أو غيرهما من المكاره التي يتخيلها في مستقبل حياته ، فيعلم أن الأمور المستقبلة مجهولٌ ما يقع فيها من خير وشر ، وآمال وآلام ، وأنها بيد العزيز الحكيم ، ليس بيد العباد منها شيء إلا السعي في تحصيل خيراتها ، ودفع مضراتها ، ويعلم العبد أنه إذا صرف فكره عن قلقه من أجل مستقبل أمره ، واتكل على ربه في إصلاحه ، واطمأن إليه في ذلك ، إذا فعل ذلك اطمأن قلبه وصلحت أحواله وزال عنه همه وقلقه .

- من أنفع ما يكون في ملاحظة مستقبل الأمور استعمال هذا الدعاء الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو به : " اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري ، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي ، وأصلح لي آخرتي التي إليها معادي ، واجعل الحياة زيادةً لي في كل خير ، والموت راحةً لي من كلِّ شر " رواه مسلم .

- وكذلك قوله : " اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين وأصلح لي شأني كلَّه ، لا إله إلا أنت " رواه أبو داود وحسنه الألباني في صحيح الكلم الطيب.

- فإذا لهج العبد بهذا الدعاء الذي فيه صلاح مستقبله الديني والدنيوي بقلب حاضر ، ونيةٍ صادقة ، مع اجتهاده فيما يُحقق ذلك ، حقق الله له ما دعاه ورجاه وعمل له ، وانقلب همه فرحاً وسروراً .

7- إذا حصل لإنسان قلق وهموم بسبب النكبات ، فإن من أنفع الأسباب لزوالها أن يسعى في تخفيفها عن نفسه بأن يُقدر أسوأ الاحتمالات التي ينتهي إليها الأمر , ويوطن على ذلك نفسه ، فإذا فعل ذلك فليَسْعَ إلى تخفيف ما يمكن تخفيفه بحسب الإمكان ، فبهذا التوطين وهذا السعي النافع ، تزول همومه وغمومه ، ويكون بدل ذلك السعي في جلب المنافع ، وفي رفع المضار الميسورة للعبد ، فإذا حلت به أسباب الخوف , وأسباب الأسقام ، وأسباب الفقر فليتلق ذلك بطمأنينة وتوطين للنفس عليها ، بل على أشد ما يمكن منها ، فإن توطين النفس على احتمال المكاره يهونها ويزيل شدتها ، وخصوصاً إذا أشغل نفسه بمدافعتها بحسب مقدوره ، فيجتمع في حقه توطين النفس مع السعي النافع الذي يشغل عن الاهتمام بالمصائب ، ويُجاهد نفسه على تجديد قوته المقاومة للمكاره ، مع اعتماده في ذلك على الله ، وحسن الثقة به ، ولا ريب أن لهذه الأمور فائدتها العظمى في حصول السرور وانشراح الصدور مع ما يؤمله العبد من الثواب العاجل والآجل ، وهذا مُشاهد مُجرب ، ووقائعه ممن جربه كثيرة جداً .

8- قوة القلب وعدم انزعاجه وانفعاله للأوهام والخيالات التي تجلبها الأفكار السيئة ؛ لأن الإنسان متى استسلم للخيالات ، وانفعل قلبه للمؤثرات ، من الخوف من الأمراض وغيرها ، ومن الغضب والتشوش من الأسباب المؤلمة ، ومن توقع حدوث المكاره وزوال المحاب ، أوقعه ذلك في الهموم والغموم والأمراض القلبية والبدنية ، والانهيار العصبي الذي له آثاره السيئة ، التي قد شاهد الناس مضارها الكثيرة ، ومتى اعتمد القلب على الله وتوكل عليه ، ولم يستسلم للأوهام , ولا ملكته الخيالات السيئة ، ووثق بالله ، وطمع في فضله ، اندفعت عنه بذلك الهموم والغموم ، وزالت عنه كثير من الأسقام البدنية والقلبية ، وحصل للقلب من القوة والانشراح والسرور ما لا يمكن التعبير عنه ، فكم ملئت المستشفيات من مرضى الأوهام والخيالات الفاسدة ، وكم أثرت هذه الأمور على قلوب كثير من الأقوياء ، فضلاً عن الضعفاء ، وكم أدت إلى الحمق والجنون .

واعلم أن حياتك تبع لأفكارك، فإن كانت أفكارك فيما يعود عليك نفعه في دين أو دنيا فحياتك طيبة سعيدة. وإلا فالأمر بالعكس.

والمُعافى من عافاه الله ووفقه لجهاد نفسه لتحصيل الأسباب النافعة المقوية للقلب ، الدافعة لقلقه ، قال تعالى : ( ومن يتوكل على الله فهو حسبه ) الطلاق/3 . أي كافيه جميع ما يُهمه من أمر دينه ودنياه ، فالمتوكل على الله قوي القلب لا تؤثر فيه الأوهام ، ولا تُزعجه الحوادث ، لعلمه أن ذلك من ضعف النفس ، ومن الخور والخوف الذي لا حقيقة له ، ويعلم مع ذلك أن الله قد تكفل لمن توكل عليه بالكفاية التامة ، فيثق بالله ويطمئن لوعده ، فيزول همه وقلقه ، ويتبدل عُسره يُسرا ، وترحه فرحا ، وخوفه أمنا ، فنسأله تعالى العافية ، وأن يتفضل علينا بقوة القلب وثباته ، وبالتوكل الكامل الذي تكفل الله لأهله بكل خير ، ودفع كل مكروه وضير .

وينبغي أيضاً إذا أصابه مكروه أو خاف منه أن يقارن بين بقية النعم الحاصلة له دينية أو دنيوية، وبين ما أصابه من مكروه فعند المقارنة يتضح كثرة ما هو فيه من النعم، واضمحلال ما أصابه من المكاره.

انظر كتاب الوسائل المفيدة للحياة السعيدة للشيخ عبد الرحمن بن سعدي .

* وقد لخص ابن القيم خمسة عشر نوعاً من الدواء يذهب الله بها الهم والحزن وهي :

الأول: توحيد الربوبية.

الثاني: توحيد الإلهية.

الثالث:التوحيد العلمي الاعتقادي (وهو توحيد الأسماء والصفات).

الرابع : تنـزيه الرب تعالى عن أن يظلم عبده ، أو يأخذه بلا سبب من العبد يوجب ذلك .

الخامس: اعتراف العبد بأنه هو الظالم.

السادس : التوسل إلى الرب تعالى بأحب الأشياء ، وهو أسماؤه وصفاته ، ومن أجمعها لمعاني الأسماء والصفات : الحي القيوم.

السابع : الاستعانة به وحده .

الثامن : إقرار العبد له بالرجاء .

التاسع : تحقيق التوكل عليه ، والتفويض إليه ، والاعتراف له بأن ناصيته في يده ، يصرفه كيف يشاء ، وأنه ماض فيه حكمه ، عدل فيه قضاؤه .

العاشر: أن يرتع قلبه في رياض القرآن ، ويتعزى به عن كل مصيبة ، ويستشفي به من أدواء صدره ، فيكون جلاء حزنه ، وشفاء همه وغمه .

الحادي عشر : الاستغفار.

الثاني عشر: التوبة.

الثالث عشر : الجهاد.

الرابع عشر : الصلاة.

الخامس عشر : البراءة من الحول والقوة وتفويضهما إلى من هما بيده.


[ مهذب من موقع الإسلام سؤال وجواب ]

أدعية ودع بها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مسافرين من أصحابه

[ أدعية ودع بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مسافرين من أصحابه ]

- (أستودع الله دينك وأمانتك وخواتيم عملك) صححه الألباني .

- (زودك الله التقوى ، وغفر ذنبك ، ويسر لك الخير حيثما كنت) حسنه الألباني .

- أراد رجل أن يسافر فقال للنبي صلى الله عليه وسلم: أوصني، فقال:
(عليك بتقوى الله والتكبير على كل شرف) فلما ولَّى الرجل قال صلى الله عليه وسلم: (اللهم اطوِ له البُعد وهون عليه السفر) حسنه الألباني.