| {إنا كفيناك المستهزئين} |
- "هذا وعْدٌ من الله لرسوله صلى الله عليه وسلم ألا يضره المستهزئون، وأنْ يكفيه الله إياهم بما شاء من أنواع العقوبة، وقد فعل الله تعالى، فإنَّه ما تظاهر أحدٌ بالاستهزاء برسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أهلكه الله وقتله شر قتلة".
(السعدي)
وإليك نماذج من أخبار المستهزئين :
| لفظته الأرض بعد دفنه !! |
"كان رجل نصرانياً فأسلم، وقرأ البقرة وآل عمران، فكان يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم، فعاد نصرانياً، فكان يقول: ما يدري محمد إلا ما كتبت له، فأماته الله، فدفنوه، فأصبح وقد لفظته الأرض...( حصل ذلك مرارا) فحفروا له وأعمقوا له في الأرض ما استطاعوا، فأصبح قد لفظته الأرض، فعلموا أنه ليس من الناس فألقوه" رواه البخاري.
|مزق الله ملكه|
مزق كسرى كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، واستهزأ به، فقتله الله بعد قليل، ومزق ملكه كل ممزق، ولم يبق للأكاسرة مُلك، فكل من أبغض النبي صلى الله عليه وسلم وعاداه، فإن الله يقطع دابره، ويمحق عينه وأثره: {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأبْتَرُ} .
|{تبت يدا أبي لهب وتب}|
كان أبو لهب من أشد الناس تكذيبا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو القائل للنبي صلى الله عليه وسلم: "تبا لك! ألهذا جمعتنا؟!".
وقد أخذ الله أبا لهب بمكة، إذ أصابه بمرض يقال له: مرض العدسة، وكان ذلك يوم هزيمة المشركين ببدر، فجمع الله عليه البلاء والعذاب النفسي والبدني، فمات شر ميتة.
ولما أصابته تباعد عنه بنوه، وبقي بعد موته ثلاثاً، لا تقرب جنازته، ولا يحاول دفنه، فلما خافوا السُّبَّةَ في تركه، حفروا له، ثم دفعوه بعود في حفرته، وقذفوه بالحجارة من بعيد حتى واروه.
(تاريخ الطبري)
|قتله ضعاف المسلمين|
كان أبو جهل من أشد قريش عداوة للنبي صلى الله عليه وسلم، هلك ببدر، قتله ابنا عفراء ـ شابان صغيران ـ واجتز رأسه عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أحد المستضعفين من المسلمين، وذلك زيادة في إذلاله.
|"وأتبع أصحاب القليب لعنة"|
عقبة بن أبي معيط هو الذي وضع سلا الجزور بين كتفي النبي صلى الله عليه وسلم، وهو يصلي عند الكعبة، وضحك لذلك كفار قريش،
دعا عليه النبي صلى الله عليه وسلم وعلى طائفة من قريش ..
قال ابن مسعود: فوالله لقد رأيتهم صرعى يوم بدر، ثم سحبوا إلى القليب ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (وأتبع أصحاب القليب لعنة) رواه البخاري.
|استهزأ... فأصابته القرحة!|
كان الأسود بن عبد يغوث من المستهزئين بالرسول صلى الله عليه وسلم، وكان يقول له : أما كُلِمتَ اليوم من السماء يا محمد؟! وقد أصاب الله هذا الخبيث بقروح في رأسه فمات منها شر ميتة.
| هلك من طعام أكله! |
الحارث بن قيس السهمي أحد الذين ظلوا يؤذون النبي صلى الله عليه وسلم طول حياتهم، وكان لشدة كفره وجهله يقول: غرَّ محمد أصحابه.
هلك هذا الكافر بالذبحة؛ إذ أكل حوتاً مملوحاً، فلم يزل يشرب حتى مات، وقد امتلأ رأسه قيحاً، فكانت موتته شر ميتة وأنكرها.
|انتفخت رجله فصارت كعنق البعير|
العاص بن وائل السهمي كان من المستهزئين أيضا ، وهو القائل لما مات القاسم بن النبي صلى الله عليه وسلم: "إن محمداً أبتر (مقطوع)، لا يعيش له ولد "، فأنزل الله تعالى فيه سورة الكوثر.
هلك العاص بمكة، بسبب شوكة في رجله، انتفخت بسببها، حتى صارت كعنق البعير فمات.
|مات أعمى أثكل|
كان الأسود بن المطلب يقول لأصحابه مستهزئا بالنبي صلى الله عليه وسلم وصحابته: "قد جاءكم ملوك الأرض، ومن يغلب على كنوز كسرى وقيصر، ويصفرون ويصفقون ضحكا وسخرية"، فدعا عليه النبي صلى الله عليه وسلم أن يعمى ويثكل (يفقد) ولده، فمات أعمى أثكل .
(سيرة ابن هشام)
- "والقصة في إهلاك الله واحداً واحداً من هؤلاء المستهزئين معروفة، قد ذكرها أهل السِّيَر والتفسير، وهم على ما قيل: نفر من رؤوس قريش، منهم: الوليد بن المغيرة، والعاص بن وائل، والأسودان: ابن المطلب وابن عبد يغوث، والحارث بن قيس".
(ابن تيمية)
|من خطيب مفوه مشهور ... إلى حافظ للنعال مُهان!|
رَوَى المُحَدِّث أحمد شاكر عن والده أنَّ خطيبًا مُفَوَّهًا كان يمدح أحد الملوك في مصر، عندما أَكْرَمَ طه حسين الذي كان يطعن في القرآن وفي العربية، فقال هذا الخطيب ذاكرًا موقف طه حسين لما جاء إلى ذلك المَلِكِ، فقال هذا الخطيب المفوَّه - يمدح ذلك الملك -: ((جَاءَهُ الأَعْمَى فَمَا عَبَسَ بِوَجْهِهِ وَمَا تَوَلَّى))، وهو يقصد - من قوله هذا - الإساءة والتعريض بالنبي عليه الصلاة والسلام؛
فلمَّا صَلَّى ذاك الإمامُ بالنَّاس، قام الشيخ محمد شاكر والدُ وقال للنَّاس: أعيدوا صلاتكم فإن إمامكم قد كَفَر؛ لأنه تكلَّم بكلمة الكفر، وقال الشيخ أحمد شاكر: ولم يَدَعِ اللَّهُ لهذا المجرم جُرْمَهُ في الدنيا قبل أن يَجْزِيَهُ جزاءه في الأخرى، فأقسم بالله أنه رآه بعيْنِه بعدَ مُدَّة من الزمن - وبعد أن كان عاليًا ذا مكانة - مَهينًا ذَليلاً خادِمًا على باب أَحَدِ مَساجد القاهرة، يتلقَّى نِعَال المُصلين ليحفظها في ذلة وصَغَار.
و"التكلم في تمثيل سب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذكر صفته، ذلك مما يثقل على القلب واللسان، ونحن نتعاظم أن نتفوه بذلك ذاكرين أو آثرين، لكن للاحتياج إلى الكلام في حكم ذلك.." . الصارم المسلول لابن تيمية ( ٥٣٨/١) .
وبعدُ :
فما حدث لأسلاف هؤلاء المستهزئين من الذل والهوان ، هو ما سيحدث بإذن الله لكل من تطاول على مقام النبي الكريم صلى الله عليه وسلم بعدهم عاجلا أو آجلا .
والعقوبات في هذا متنوعة { وما يعلم جنود ربك إلا هو } ولله سبحانه الحكمة فيما يقدره .