من صور الغيبة الخفية
قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى- في مجموع الفتوى
[28/238] :
* فمن الناس من يغتاب موافقة لجلسائه وأصحابه وعشائره مع علمه أن المغتاب بريء مما يقولون أو فيه بعض ما يقولون ؛ لكن يرى أنه لو أنكر عليهم قطع المجلس واستثقله أهل المجلس ونفروا عنه.
1- ومنهم من يخرج الغيبة في قوالب شتى . تارة في قالب ديانة وصلاح فيقول : ليس لي عادة أن أذكر أحدا إلا بخير ولا أحب الغيبة ولا الكذب ؛ وإنما أخبركم بأحواله . ويقول : والله إنه مسكين أو رجل جيد ؛ ولكن فيه كيت وكيت . وربما يقول : دعونا منه الله يغفر لنا وله ؛ وإنما قصده استنقاصه وهضم لجانبه .
2- ومنهم من يخرج الغيبة في قالب تمسخر ولعب ليضحك غيره باستهزائه ومحاكاته واستصغار المستهزأ به .
3- ومنهم من يخرج الغيبة في قالب التعجب فيقول تعجبت من فلان كيف لا يفعل كيت وكيت ومن فلان كيف وقع منه كيت وكيت وكيف فعل كيت وكيت فيخرج اسمه في معرض تعجبه .
4- ومنهم من يخرج الاغتمام فيقول مسكين فلان غمني ما جرى له وما تم له فيظن من يسمعه أنه يغتم له ويتأسف وقلبه منطو على التشفي به ولو قدر لزاد على ما به وربما يذكره عند أعدائه ليشتفوا به .
5- ومنهم من يظهر الغيبة في قالب غضب وإنكار منكر فيظهر في هذا الباب أشياء من زخارف القول وقصده غير ما أظهر .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق