[ نزول المطر : سنن وعِبر ]
- "سماه الله رحمة ، ومباركا ، وطهورا [وغيثا] ، وجعله سبب الحياة ، ومبعدا عن العقوبة"
(القرطبي)
- يستدل المخلوق الضعيف بالمطر على عظمة الخالق سبحانه الذي أبدع الكون على هذا النمط العجيب:
{ومن آياته يريكم البرق خوفا وطمعا وينزل من السماء ماء فيحيي به الأرض بعد موتها إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون}
- ويستدل به على استحقاقه جل وعلا للعبادة وحده لا شريك له :
{ أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ }
- مما ثبت في السنة عند نزول المطر :
١- قول:
- (اللهم صيّبا نافعا) رواه البخاري.
- (اللهم صيبا هنيئا) صححه الألباني.
- (مُطرنا بفضل الله ورحمته) رواه البخاري.
- (رحمة) رواه مسلم.
٢- وإن خشي الضرر قال:
"اللهم حوالينا ولا علينا ، اللهم على الآكام (أي الهضاب) والظراب(أي الجبال) وبطون الأودية ومنابت الشجر" رواه البخاري .
- في البخاري (اللهم صيبا نافعا)،
وعند ابن ماجه(اللهم سيبا نافعا)،
والصيب المطر، أو المطر الشديد،
أما السيب فقيل:
-بمعنى الصيب، ولكن أبدلت السين من الصاد .
-السيْب [بسكون الياء]: العطاء .
- من ساب يسوب إذا جرى،أي مطرا جاريا.
[ظ:الفتح لابن رجب9/232،النهاية مادة"سيب"]
٣- كان صلى الله عليه وسلم يحب المطر ويستبشر به ، ويفرح لنزوله :
عن أنس- رضي الله عنه- : أصابنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مطر فحسر ثوبه حتى أصابه من المطر فقلنا : لم صنعت هذا؟ قال:"لأنه حديث عهد بربه" رواه مسلم. ولأنه ماء مبارك.
- دل ذلك على استحباب أن يكشف المرء بعض جسده كالرأس والذراع والساق ونحو ذلك مما يجوز كشفه عند الناس .
(ابن باز)
- كان كثير من السلف الصالح يستحبون التبرك بالمطر النازل من السماء:
- عقد ابن أبي شيبة في " المصنف " بابا بعنوان : " من كان يتمطر في أول مطرة " ، أي : يتعرض للمطر ويغتسل به .
وروى فيه آثارا عن عثمان وعلي وابن عباس رضي الله عنهم في ذلك .
- نزول المطر من أوقات الإجابة:
قال صلى الله عليه وسلم:
"ثنتان ما تردان: الدعاء عند النداء وتحت المطر" صححه الألباني.
- عِبرٌ في نزول المطر :
في نزوله دليل على قدرته سبحانه على إحياء الموتى ، وإثبات البعث والنشور ،
فالذي يحيي الأرض بعد موتها بالمطر قادر على إحياء الموتى بعد مفارقتهم للحياة:
{ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}
- نزول الغيث يذكرنا بطلب غيث القلب ، والعطاء لمن أساء :
{ أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ • اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ }
- قال السعدي:
"الذي أحيا الأرض بعد موتها بماء المطر قادر على أن يحيي القلوب الميتة بما أنزله من الحق على رسوله"
فاللهم أغث قلوبنا وديارنا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق