السبت، 26 أبريل 2014

من صور الغيبة

🌲[ من صور الغيبة  ]🌲

🌱- الغيبة هي ذكر الأخ أخاه المسلم حال غيابه بما يكرهه لو سمعه ، وهي محرمة وكبيرة من كبائر الذنوب ومن أسباب عذاب القبر ، ولا يجوز سماع الغيبة أو مجالسة المغتابين .

🌱وللغيبة صور وأمثلة تخفى على كثيرين🌱
منها>>
🎐- من الناس من يغتاب موافقة لجلسائه مع علمه أن المغتاب بريء مما يقولون أو فيه بعض ما يقولون ؛ لكن يرى أنه لو أنكر عليهم قطع المجلس واستثقله أهل المجلس ونفروا عنه.

🎐- ومنهم من يخرج الغيبة في قالب ديانة وصلاح فيقول : 'ليس لي عادة أن أذكر أحدا إلا بخير ولا أحب الغيبة ولا الكذب ؛ وإنما أخبركم بأحواله' .

🎐 ويقول : 'والله إنه مسكين أو رجل جيد ؛ ولكن فيه كيت وكيت' .

🎐وربما يذكر حال الذي اغتيب، ويدعو له أمام الآخرين ؛ فيقول : 'دعونا منه الله يغفر لنا وله' ؛ وإنما قصده استنقاصه وهضم لجانبه .

🎐 ومنهم من يخرج الغيبة في قالب تمسخر ولعب ليضحك غيره باستهزائه ومحاكاته واستصغار المستهزأ به .
 
🎐ومنهم من يخرج الغيبة في قالب التعجب ؛ فيقول : 'تعجبت من فلان كيف لا يفعل كيت وكيت ومن فلان كيف وقع منه كيت وكيت ! '

🎐• ومنهم من يخرج الاغتمام فيقول 'مسكين فلان غمني ما جرى له وما تم له' فيظن من يسمعه أنه يغتم له ويتأسف وقلبه منطو على التشفي به ولو قدر لزاد على ما به .

🎐• وربما يذكره عند أعدائه ليشتفوا به .

🎐• ومنهم من يظهر الغيبة في قالب غضب وإنكار منكر فيظهر في هذا الباب أشياء من زخارف القول وقصده غير ما أظهر .

( مجموع فتاوى ابن تيمية [28/238] ) 

🎐- من الصور كذلك : أن يقول المستمع للمغتاب اسكت، لكن المستمع لم ينكر ذلك في قلبه، وإنما هو مشتهٍ بذلك، فهذا قد وقع في الغِيبة ما لم يكرهه بقلبه.

🎐- أن يذكر الإنسان شخصا ما ويمدحه، ويذكر اهتمامه والتزامه بالدين، ثم يقول: لكنه ابتلي بما ابتلينا به كلنا من تقصير وفتور في بعض العبادات، وهو بهذا يستنقص منه .

🎐- أن (يغتاب الرجل أخاه، وإذا أنكر عليه قال: أنا على استعداد للقول أمامه، ويرد على هذا بردود منها: 
•أنَّك ذكرته من خلفه بما يكره ، وهذه هي الغِيبة.
• وكونك مستعدا للحديث أمامه، أمر آخر مستقل، لم يرد فيه دليل على أنه يسوغ لك أن تذكر أخاك من خلفه بما يكره.

🎐- قول القائل في جماعة من الناس عند ذكر شخص ما: نعوذ بالله من قلة الحياء. أو نعوذ بالله من الضلال. أو نحو هذا، فإنه يجمع بين ذم المذكور ومدح النفس.

🎐- قول القائل: فعل كذا بعض الناس، إذا كان المخاطب يفهمه بعينه، لحصول التفهيم.

🎐- قول: هذا هندي، أو بدوي، أو نجار، إن كان يقصد التحقير أو الانتقاص .

الخميس، 24 أبريل 2014

جامع فتاوى العلماء في المظاهرات

[ جامع فتاوى العلماء في المظاهرات ]

بيان من هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية بتاريخ 1/4/1432هـ.

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام عبدالله ورسوله الأمين و آله وصحبه أجمعين أما بعد :
فلقد أخذ الله - عز وجل - العلماء العهد والميثاق بالبيان قال سبحانه في كتابه الكريم : (( وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتب لتبيننه للناس ولا تكتمونه )) آل عمران : 187.
وقال جل وعلا : (( إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون )) البقرة 159.
ويتأكد البيان العلماء في أوقات الفتن والأزمات ؛ إذ لا يخفى ما يجري في الأيام من أحداث واضطرابات وفتن في أنحاء متفرقة من العالم ، وإن هيئة كبار العلماء إذ تسأل الله - عز وجل - لعموم المسلمين العافية والاستقرار والاجتماع الحق حكاماًَ ومحكومين ، لتحمد الله سبحانه ما من به المملكة العربية السعودية من اجتماع كلمتها وتوحد صفها كتاب الله عز وجل ، وسنة رسول الله  في ظل قيادة حكيمة لها بيعتها الشرعية أدام الله توفيقها وتسديدها ، وحفظ الله لنا النعمة وأتمها .
وإن المحافظة الجماعة من أعظم أصول الإسلام ، وهو مما عظمت وصية الله تعالى به في كتابه العزيز ، وعظم ذم من تركه ، إذ يقول جل وعلا (( واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعداءً فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم اياته لعلكم تهتدون )) آل عمران :103.
وقال سبحانه : (( ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم )) آل عمران :105 وقال جل ذكره ( إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شي إنما أمرهم إلى الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون )) الأنعام:159.
و الأصل الذي هو المحافظة الجماعة مما عظمت وصية النبي  به في مواطن عامة وخاصة ، مثل قوله عليه الصلاة والسلام : " يد الله مع الجماعة " رواه الترمذي .

كما تحذر من الارتباطات الفكرية والحزبية المنحرفة ، إذ الأمة في البلاد جماعة واحدة متمسكة بما عليه السلف الصالح وتابعوهم ، وما عليه أئمة الإسلام قديماً وحديثاً من لزوم الجماعة والمناصحة الصادقة ، وعدم اختلاف العيوب وإشاعتها ، مع الاعتراف بعدم الكمال ، ووجود الخطأ وأهمية الإصلاح كل حال وفي كل وقت.
وإن الهيئة إذ تقرر ما للنصيحة من مقام عال في الدين حيث قال النبي  " الدين النصيحة " قيل لمن يا رسول الله ؟ قال : " لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم " رواه مسلم.
ومع أنه من أكد من يناصح ولي الأمر حيث قال عليه الصلاة والسلام : " إن الله يرضى لكم ثلاثاً ، أن تعبدوه ، ولا تشركوا به شيئاً ، وأن تعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا ، وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم " رواه الإمام أحمد .
فإن الهيئة تؤكد أن للإصلاح والنصيحة أسلوبها الشرعي الذي يجلب المصلحة ويدرأ المفسدة ، وليس بإصدار بيانات فيها تهويل وإثارة فتن وأخذ التواقيع عليها ، لمخالفة ذلك ما أمر الله عز وجل به في قوله جل وعلا (( وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لا تبعتم الشيطان إلا قليلاً )) النساء83.
وبما أن المملكة العربية السعودية قائمة الكتاب والسنة والبيعة ولزوم الجماعة والطاعة فإن الإصلاح والنصيحة فيها لا تكون بالمظاهرات والوسائل والأساليب التي تثير الفتن وتفرق الجماعة ، و ما قرره علماء البلاد قديماً وحديثاً من تحريمها ، والتحذير منها .
والهيئة إذ تؤكد حرمة المظاهرات في البلاد ، فإن الأسلوب الشرعي الذي يحقق المصلحة ، ولا يكون معه مفسدة ، هو المناصحة وهي التي سنها النبي  ، وسار عليها صحابته الكرام وأتباعهم بإحسان .
وتؤكد الهيئة أهمية اضطلاع الجهات الشرعية والرقابية والتنفيذية بواجبها كما قضت بذلك أنظمة الدولة وتوجيهات ولاة أمرها ومحاسبة كل مقصر.
والله تعالى نسأل أن يحفظ بلادنا وبلاد المسلمين من كل سوء ومكروه ، وأن يجمع كلمتنا الحق ، وأن يصلح ذات بيننا ، ويهدينا سبل السلام ، وأن يرينا الحق حقاً ، ويرزقنا إتباعه ، ويرينا الباطل باطلاً ، ويرزقنا اجتنابه ، وأن يهدي ضال المسلمين ، وهو المسؤول سبحانه أن يوفق ولاة الأمر لما فيه صلاح العباد والبلاد ، إنه ولي ذلك القادر عليه ، وصلى الله وسلم نبينا محمد و آله وصحبه أجمعين .





هيئة كبار العلماء
رئيس هيئة كبار العلماء
عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ
عبدالله بن سليمان المنيع صالح بن محمد اللحيدان
الدكتور صالح بن فوزان الفوزان الدكتور عبدالوهاب بن إبراهيم أبو سليمان
الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي الدكتور عبدالله بن محمد آل الشيخ
الدكتور أحمد بن علي سير المباركي الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد
الدكتور عبدلله بن محمد المطلق الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى
صالح بن عبدالرحمن الحصين عبدالله بن محمد بن خنين
الدكتور عبدالكريم بن عبدالله الخضير محمد بن حسن آل الشيخ
الدكتور يعقوب بن عبدالوهاب الباحسين الدكتور علي بن عباس حكمي
الدكتور محمد بن محمد المختار محمد الدكتور قيس بن محمد آل الشيخ مبارك







*******************************************






موقف اللجنة الدائمة
.

أصدرت اللجنة الدائمة الفتوى المرقمة (19936) والمنشورة في مجموع فتاوى اللجنة الدائمة (15\367-368) جوابا السؤال التالي : 
"السؤال: مر بعض من الأعوام في مدينتنا مظاهرات، وكانت تلك المظاهرات مصحوبة بتخريب المؤسسات والشركات، فكانوا يأخذون كل شيء في المؤسسات وأنا أيضا شاركت في تلك المظاهرات، وأخذت من بعض المؤسسات كتبا ومصحفا، وحينما التزمت عرفت أن ذلك لا يجوز، وأريد من سماحتك أن تفيدني بماذا أفعل ب الكتب وخاصة المصحف؟ وشكرا، وجزاكم الله خيرا.
الجواب: يجب عليك أن ترد ما أخذته من أشياء بغير حق، ولا يجوز لك تملكه أو الانتفاع به، فإن عرفت أصحابه وجب رده إليهم، وإن لم تعرف أصحابه ولم تستطع التوصل إليهم فإنك تتخلص منه بجعل الكتب والمصاحف في مكان يستفاد منه؛
كمكتبات المساجد أو المسجد أو المكتبات العامة ونحو ذلك، ويجب عليك التوبة النصوح، وعدم العودة لمثل العمل السيء، مع التوجه لله سبحانه وحده، والاشتغال بطاعته، والتزود من نوافل العبادة، وكثرة الاستغفار؛ لعل الله أن يعفو عنك، ويقبل توبتك، ويختم لك بصالح أعمالك .
كما ننصحك وكل مسلم ومسلمة بالابتعاد عن المظاهرات الغوغائية التي لا تحترم مالا ولا نفسا ولا عرضا، ولا تمت إلى الإسلام بصلة، ليسلم للمسلم دينه ودنياه، ويأمن نفسه وعرضه وماله. وبالله التوفيق، وصلى الله نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.




اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو بكر أبو زيد 
عضو صالح الفوزان ..
عضو عبد الله بن غديان 
نائب الرئيس عبد العزيز آل الشيخ 
الرئيس. عبد العزيز بن عبد الله بن باز





موقف الشيخ ابن باز -رحمه الله-


1- قال الشيخ عبد العزيز بن باز –- في مجموع الفتاوى والمقالات (6\417-419) : "فالواجب الداعي إلى الله أن يتحمل ، وأن يستعمل الأسلوب الحسن الرفيق اللين في دعوته للمسلمين والكفار جميعا , لا بد من الرفق مع المسلم ومع الكافر ومع الأمير وغيره ولا سيما الأمراء والرؤساء والأعيان ، فإنهم يحتاجون إلى المزيد من الرفق والأسلوب الحسن لعلهم يقبلون الحق ويؤثرونه ما سواه , وهكذا من تأصلت في نفسه البدعة أو المعصية ومضى عليه فيها السنون يحتاج إلى صبر حتى تقتلع البدعة وحتى تزال بالأدلة , وحتى يتبين له شر المعصية وعواقبها الوخيمة ، فيقبل منك الحق ويدع المعصية .
فالأسلوب الحسن من أعظم الوسائل لقبول الحق , والأسلوب السيئ العنيف من أخطر الوسائل في رد الحق وعدم قبوله وإثارة القلاقل والظلم والعدوان والمضاربات .
ويلحق ب الباب ما قد يفعله بعض الناس من المظاهرات التي قد تسبب شرا عظيما الدعاة ، فالمسيرات في الشوارع والهتافات والمظاهرات ليست هي الطريق للإصلاح والدعوة , فالطريق الصحيح بالزيارة والمكاتبة التي هي أحسن , فتنصح الرئيس والأمير وشيخ القبيلة ب الطريق لا بالعنف والمظاهرة , فالنبي  مكث في مكة ثلاث عشرة سنة لم يستعمل المظاهرات ولا المسيرات ولم يهدد الناس بتخريب أموالهم واغتيالهم .
ولا شك أن الأسلوب يضر الدعوة والدعاة ، ويمنع انتشارها ويحمل الرؤساء والكبار معاداتها ومضادتها بكل ممكن فهم يريدون الخير ب الأسلوب لكن يحصل به ضده.
فكون الداعي إلى الله يسلك مسلك الرسل وأتباعهم ولو طالت المدة أولى به من عمل يضر الدعوة ويضايقها ، أو يقضي عليها ولا حول ولا قوة إلا بالله .
فالنصيحة مني لكل داع إلى الله أن يستعمل الرفق في كلامه ، وفي خطبته ، وفي مكاتباته ، وفي جميع تصرفاته حول الدعوة , يحرص الرفق مع كل أحد إلا من ظلم , وليس هناك طريق أصلح للدعوة من طريق الرسل فهم القدوة ، وهم الأئمة ، وقد صبروا , صبر نوح قومه ألف سنة إلا خمسين عاما , وصبر هود , وصبر صالح , وصبر شعيب , وصبر إبراهيم , وصبر لوط , وهكذا غيرهم من الرسل ثم أهلك الله أقوامهم بذنوبهم وأنجى الله الأنبياء وأتباعهم .
فلك أيها الداعية أسوة في هؤلاء الأنبياء والأخيار , ولك أسوة بالنبي محمد  الذي صبر في مكة وصبر في المدينة وجود اليهود عنده والمنافقين ومن لم يسلم من الأوس والخزرج حتى هداهم الله ، وحتى يسر الله إخراج اليهود ، وحتى مات المنافقون بغيظهم , فأنت لك أسوة بهؤلاء الأخيار فاصبر وصابر واستعمل الرفق ودع عنك العنف ، ودع كل سبب يضيق الدعوة ويضرها ويضر أهلها . واذكر قوله تعالى يخاطب نبيه محمدا  : فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ  الآية".

2- وقال-رحمه الله- في مجموع الفتاوى والمقالات (7\343-344) : "وقد وقع بعض الإعلاميين المسلمين في مصيدة الأعداء , وأخذوا ينقلون تلك الأخبار المعادية للإسلام , وأصبحوا يتداولونها عن جهل بمقاصد أصحابها , أو غرض في نفوس بعضهم , فكانوا بفعلهم أعوانا للأعداء الإسلام والمسلمين بدلا من قيامهم بواجب التصدي لأعداء الإسلام , وإبطال كيدهم ببيان أهمية الرابطة الدينية والأخوة الإسلامية بين الشعوب الإسلامية , وإن الأخطاء الفردية التي لا يسلم منها أحد لا ينبغي أن تكون مبررا للتشنيع الإسلام والمسلمين والتفريق بينهم .
ول رأيت تحرير الكلمة الموجزة نصيحة للمسلمين جميعا من الإعلاميين وغيرهم في الدول الإسلامية وغيرها , وتحذيرا للجميع من مكائد الأعداء من الكافرين والمنافقين والسائرين نهجهم . وأن يصونوا الإعلام الإسلامي المقروء والمسموع والمرئي من أن يكون وسيلة للتشكيك في الإسلام والدعاة إليه , أو أن يستخدم للتفريق بين علماء الأمة وشعوبها والناصحين لها , وغرس أسباب الشحناء والتباغض بين حكامها ومحكوميها وعلمائها وعامتها . وأن يبذلوا كل ما يستطيعون في التقريب بين المسلمين وجمع كلمتهم , ودعوتهم حكاما ومحكومين للتمسك بدينهم والاستقامة عليه وتحكيم شريعة الله في عباده والتواصي بذلك , والتعاون عليه بالأساليب الحسنة والنصيحة الخالصة والعمل الصالح الدائب , والسيرة الحميدة عملا بقول الله عز وجل : وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ  .
وقوله سبحانه :  وَالْعَصْرِ , إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ , إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ  .
وقول النبي  : [الدين النصيحة قيل : لمن يا رسول الله ؟ قال : لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم ] رواه مسلم في صحيحه .
ولما روى جرير بن عبد الله البجلي -  - قال : [بايعت النبي  إقام الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم ] متفق صحته .
كما أوصى العلماء وجميع الدعاة وأنصار الحق أن يتجنبوا المسيرات والمظاهرات التي تضر الدعوة ولا تنفعها وتسبب الفرقة بين المسلمين والفتنة بين الحكام والمحكومين .
وإنما الواجب سلوك السبيل الموصلة إلى الحق واستعمال الوسائل التي تنفع ولا تضر وتجمع ولا تفرق وتنشر الدعوة بين المسلمين , وتبين لهم ما يجب عليهم بالكتابات والأشرطة المفيدة والمحاضرات النافعة , وخطب الجمع الهادفة التي توضح الحق وتدعو إليه , وتبين الباطل وتحذر منه , مع الزيارات المفيدة للحكام والمسئولين , والمناصحة كتابة أو مشافهة بالرفق والحكمة والأسلوب الحسن , عملا بقول الله عز وجل في وصف نبيه محمد  :  فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ".

3- وقال -رحمه الله-ردا على الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق كما في مجموع الفتاوى والمقالات (8\245) : "سادسا : ذكرتم في كتابكم : (فصول من السياسة الشرعية) ص 31 , 32 : أن من أساليب النبي  في الدعوة التظاهرات (المظاهرة).
ولا أعلم نصا في المعنى , فأرجو الإفادة عمن ذكر ذلك؟ وبأي كتاب وجدتم ذلك؟
فإن لم يكن لكم في ذلك مستند , فالواجب الرجوع عن ذلك; لأني لا أعلم في شيء من النصوص ما يدل ذلك , ولما قد علم من المفاسد الكثيرة في استعمال المظاهرات , فإن صح فيها نص فلا بد من إيضاح ما جاء به النص إيضاحا كاملا حتى لا يتعلق به المفسدون بمظاهراتهم الباطلة" .

4- وقال –أيضا- في نفس المصدر (8\246) : "من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى حضرة الابن المكرم صاحب الفضيلة الشيخ عبد الرحمن بن عبد الخالق .
وفقه الله لما فيه رضاه ونصر به دينه آمين .
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته , أما بعد :
فقد وصلني كتابكم الكريم المؤرخ 14 \ 4 \ 1415 هـ وسرني كثيرا ما تضمنه من الموافقة ما أوصيتكم به , فأسأل الله أن يزيدكم من التوفيق , ويجعلنا وإياكم من الهداة المهتدين , إنه جواد كريم .
وما ذكرتم حول المظاهرة فقد فهمته وعلمت ضعف سند الرواية بذلك كما ذكرتم; لأن مدارها إسحاق بن أبي فروة وهو لا يحتج به , ولو صحت الرواية فإن في أول الإسلام قبل الهجرة وقبل كمال الشريعة .
ولا يخفى أن العمدة في الأمر والنهي وسائر أمور الدين ما استقرت به الشريعة بعد الهجرة , أما ما يتعلق بالجمعة والأعياد ونحو ذلك من الاجتماعات التي قد يدعو إليها النبي  كصلاة الكسوف وصلاة الاستسقاء , فكل ذلك من باب إظهار شعائر الإسلام وليس له تعلق بالمظاهرات كما لا يخفى .
وأسأل الله أن يمنحني وإياكم وسائر إخواننا المزيد من العلم النافع والعمل به , وأن يصلح قلوبنا وأعمالنا جميعا , وأن يعيذنا وإياكم وسائر المسلمين من مضلات الفتن ونزغات الشيطان , إنه خير مسئول . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ".

5- وقال -- جوابا سؤال وجه إليه في شهر شعبان (1412هـ) بمدينة جدة من شريط سمعي منقول بواسطة كتاب (فتاوى العلماء الأكابر فيما أهدر من دماء المسلمين في الجزائر) :
"السؤال : هل المظاهرات الرجالية والنسائية ضدَّ الحُكَّام والولاة تُعتبر وسيلة من وسائل الدعوة؟
وهل مَن يموت فيها يُعتبر شهيداً أو في سبيل الله؟
الجواب : لا أرى المظاهرات النسائية والرجالية من العلاج، ولكن أنا أرى أنَّها من أسباب الفتن ومن أسباب الشرور، ومن أسباب ظلم بعض الناس، والتعدِّي بعض الناس بغير حقٍّ، ولكن الأسباب الشرعية: المكاتبة والنصيحة والدعوة إلى الخير بالطرق الشرعية، شرحها أهل العلم، وشرحها أصحاب رسول الله -  - وأتباعه بإحسانٍ: بالمكاتبة والمشافهة مع ، ومع الأمير ومع السلطان، والاتصال به، ومناصحته والمكاتبة له، دون التشهير المنابر بأنَّه فعل كذا، وصار منه كذا، والله المستعان ".



6- وقال -- -كما في مجلة الفرقان (82\12) جوابا السؤال التالي : 
"السؤال: ظهرت ظاهرة عند كثير من الناس أنهم يقولون ننكر المنكر بجمع الناس وتظاهرهم والخروج في المسيرات والمظاهرات؟
الجواب : ليست طيبة، المسيرات والمظاهرات ليست طيبة، ليست من عادة أصحاب الرسول  ومن اتبعه بإحسان. 
إنما النصيحة والتوجية والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والتعاون البر والتقوى. هي الطريقة المتبعة كما قال جل وعلا: والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ، وقال جل وعلا ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعرف وينهون عن المنكر ] ، وقال سبحانه: كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر ، وقال رسول الله صلى الله علية وسلم: ( من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبة وذلك أضعف الإيمان) رواه مسلم
فالإنكار بالفعل يكون من الإمام، ومن الأمير، ومن الهيئة التي لها تعليمات تنكر باليد، ومن صاحب البيت أولاده وأهل بيته. أما أفراد الناس لا، إذا أنكروا باليد فتكون الفتنة، وصار النزاع وصار القتال والفرقة والابتلاء، وتضيع الفائدة ويعظم الشر.
فينصح بالقول والتوجية وبالترغيب والترهيب. أما صاحب البيت أولاده، والهيئة في نظامها حسب تعليماتها وطاقتها، والأمير حسب طاقته، والسلطان حسب طاقته، ف لابأس ينكر باليد. أما أفراد الناس لا، فالإنكار بالقول لأنه لا يستطيع الإنكار بالفعل، لأنه لو أنكر بالفعل تعظِم المصيبة ويعظم الشر .

السؤال : بعضهم يقول: إن الحاكم يرضى ب الاعتصامات والمظاهرات ويستدلون بذلك جوازها؟
الجواب :النصيحة تكون بالتوجية والإرشادات، إذا زاروه ونصحوه ووجهوه طيب، فالمظاهرات ما لها أصل، شرها أكثر".


موقف الشيخ الألباني -- .

1- قال الشيخ في سلسلة الهدى والنور (ش\210) جوابا السؤال التالي :
السؤال: هل يجوز القيام بالمظاهرات ومسيرات سلمية للتعبير عن متطلبات الشعوب الإسلامية، فإن كان الجواب بلا فالمرجو منك الدليل، لأن القيام ب المسيرات من قبيل المصالح المرسلة، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، والأصل في الوسائل انها الإباحة حتى يأتي النص بتحريمها، فكذلك فإن القيام ب المظاهرات أو المسيرات هي الموافقة للضوابط التي ذكرها الشيخ عبد الرحمان عبد الخالق في رسالته المسلمون العمل السياسي؟.
الجواب: صحيح أن الوسائل إذا لم تكن مخالفة للشريعة فهي الأصل فيها الإباحة، لا إشكال فيه، لكن الوسائل إذا كانت عبارة عن تقليد لمناهج غير إسلامية فمن هنا تصبح الوسائل غير شرعية، فالخروج للتظاهرات او المظاهرات وإعلان عدم الرضا او الرضا وإعلان التاييد أو الرفض لبعض القرارات أو بعض القوانين، نظام يلتقي مع الحكم الذي يقول الحكم للشعب، من الشعب وإلى الشعب، أما حينما يكون المجتمع إسلاميا فلا يحتاج الأمر إلى مظاهرات وإنما يحتاج إلى إقامة الحجة الحاكم الذي يخالف شريعة الله.
كما يروى وأنا أقول كما يروى، إشارة إلى بعض ما يروى ولكنها كل حال يعني لتبين حقيقة معروفة من الناحية التاريخية أن عمر ابن الخطاب  لما قام خطيبا يحض الناس ترك المغالاة في المهور، وإلى هنا الرواية صحيحة، فمن الشاهد من الرواية الأخرى والتي في سندها ضعف ، فهي ان امراة قالت : (يا عمر الأمر ليس بيدك، لأن الله عز وجل ذكر في القرآن الكريم وآتيتم إحداهن قنطارا فلا تأخذوا منه شيئا، فكيف انت تقول لا يجوز إلا 400 درهم مهرا لبناتكم؟ فكان جواب عمر -إن صحت الرواية-: أخطأ عمر وأصابت الامرأة).
فكون المجتمع الإسلامي ليس بمثل النظم وما يترتب من ورائها من وسائل، حينما يتحقق المجتمع الإسلامي يستطيع الانسان ان يدخل ويبلغ رأيه وحجته إلى الذي بيده الأمر، أو الأقل إلى نائبه، وليس بحاجة إلى الظهور بمثل التظاهرات التي تلقيناها من جملة ما تلقيناها من عادات الغربيين ومن نظمهم.
وكما هو الشأن الان نحن نقلد الغربيين في كثير من عاداتهم وتقاليدهم ، فلا بد من التفصيل بين ما يجوز الأخذ عنهم ومالا يجوز ، وخذ مثلا نأخذ عنهم بعض الوسائل ، الوسائل إذا كانت تؤدي إلى غرض مشروع أو الأقل جائز وليس فيه إحياء لمعنى التشبه بالكفار ف هو أمر جائز، والمثال في ذلك ممكن ان نستحضر مثالين ، أحدها ثابت من حيث الرواية والآخر فيه ضعف .
أما الثابت : ما جاء في الصحيحين من حديث المغيرة بن شعبة -- في قصة خروجه عليه السلام مسافرا ونزوله في مكان فلما أصبح به الصباح فخرج لقضاء الحاجة ، فأراد المغيرة بن شعبة أن يصب الوضوء النبي ، فصب عليه حتى جاء الرسول عليه السلام إلى تشبيك كميه، الشاهد قال المغيرة : وعليه جبة رومية ضيقة الكمين فلم يستطع من ضيقها أن يشمر عن ()، فأخرجها وألقى الجبة كتفيه حتى توضأ عليه السلام ووصل ذراعيه، الشاهد انه عليه السلام لبس جبة رومية ، ف يعني انه إذا كان هناك لباس من ألبسة الكفار تنسب إليهم ولم يكن فيه ظاهر التشبه للتقليد لهم ، فيجوز ما يترتب من ذلك من مصلحة الدفء ونحو ذلك.
وكذلك المثال الثاني أذكره لشهرته في السيرة وإن كان غير ثابت الطريقة الحديثية ، وهو ان الرسول عليه السلام أمرهم ان ينزلوا في مكان في غزوة الخندق، مثل ما قال سلمان() هل وحي؟ أم الراي والحرب والمكيدة؟ فقال:بل هو الرأي، فإذن نلجأ إلى مكان آخر، (.)لكن مروي في السيرة وغير صحيح ولكنه ليس صلة بمثالنا إنما المثال هو حفر الخندق، حيث قال سلمان كما يرويه عنه أنه إذا كانوا حوصروا في بلد ما ، احاطوا البلدة الخندق، فالرسول عليه السلام وافق ذلك لمصلحة جلية المجردة عن أي مفسدة ؛ فب الدليل نهينا أن نتلقى عادات الغربيين. 
الآن نأتي بمثال آخر فيه ناس بتلبس جاكيتات مختلفة ، ما في مانع، لكن ما معنى لبس البنطلون؟! ما معنى الكرافيت؟ لا فائدة من ذلك سوى يتمثل عادات الغربيين، والتأثر بتقاليدهم ، فإذن يجب أن نفرق بين ما ينسجم مع الإسلام ومبادئه وقواعده وما بين ()وينفر عنه. 
أقول عن المظاهرات : ليست وسيلة إسلامية تنبئ عن الرضا أو عدم الرضا من الشعوب المسلمة لأنه هناك وسائل اخرى باستطاعتهم ان يسلكوها ، يخطر في بالي أننا في الواقع لو () المظاهرات كأنه اتصور ان المجتمع الإسلامي بعد ان يصبح فعلا مجتمعا إسلاميا سيظل في نظامه وفي عاداته عادات الغربيين، سيتغير كل شيء،سوف يكون الوضع الاجتماعي كمجتمع إسلامي في غنى عن مثل المظاهرات .
وأخيرا : هل صحيح أن المظاهرات تغير من نظام الحكم إذا كان القائمون مصرين ذلك؟ لا ندري كم وكم من مظاهرات قامت وقتل فيها قتلى كثيرين جدا، ثم بقي الأمر ما بقي عليه قبل المظاهرات .
فلا نرى أن الوسيلة تدخل في قاعدة ان الأصل في الأشياء الإباحة لأنها من تقاليد الغربيين".

2- وقال في فتاوى جدة (ش\12) جوابا السؤال التالي :
"السؤال: فضيلة الشيخ عندي أسئلة مهمة جدا وهي تخص بعض الشباب، ف المسألة، وأستسمح من إخوتي الكرام لأنها مهمة جدا للأمة أن ألقيها فضيلتكم وهي أولا: ماحكم المظاهرات؟ مثلا يجتمع كثير من الشباب أو الشابات ثم يخرجون إلى الشارع .
الشيخ: والشابات أيضا؟
السائل: نعم.
الشيخ : ما شاء الله! 
السائل: قد حدث هنا، يخرجون إلى الشوارع مستنكرين لبعض الأفعال التي يفعلها الطواغيت أو لبعض ما يأمر به هؤلاء الطواغيت أو ما يطالب به غيرهم من الأحزاب الأخرى السياسية المعارضة، ماحكم العمل في شرع الله؟ 
الشيخ: أقول -وبالله التوفيق- الجواب عن السؤال يدخل في قاعدة ألا وهي قوله عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي أخرجه أبو داود في سننه من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص -- أو من حديث عبد الله بن عمر ، الشك مني الآن، قال : قال رسول الله  : [بعثت يبن يدي الساعة بالسيف حتى يعبد الله وحده لا شريك له، وجعل رزقي تحت ظل رمحي، وجعل الذل والصغار من خالف أمري، ومن تشبه بقوم فهو منهم].
الشاهد من الحديث قوله عليه الصلاة والسلام [ومن تشبه بقوم فهو منهم]، فتشبه المسلم بالكافر لا يجوز في الإسلام، و التشبه له مراتب من حيث الحكم ابتداء من التحريم وأنت نازل إلى الكراهة، وقد فصل في ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه العظيم المسمى (اقتضاء الصراط المستقيم في مخالفة أصحاب الجحيم) تفصيلا لا نجده عند غيره ، وأريد أن أنبه إلى شيء آخر ، ينبغي طلاب العلم أن ينتبهوا له وأن لا يظنوا أن التشبيه هو فقط المنهي عنه في الشرع،،فهناك شيء آخر أدق منه ألا وهو مخالفة الكفار، فالتشبه بالكفار أن تفعل فعلهم، أما مخالفة الكفار فأن تتقصد مخالفتهم في ما يفعلونه حتى لو كان الفعل الصادر منهم فعلا لا يملكون التصرف فيه بخلاف ما فرض عليهم فرضا كونيا، كمثل الشيب الذي هو سنة كونية، لا يختلف فيه المسلم عن الكافر لأنه ليس في طوعهم ولافي إرادتهم وإنما هي سنة الله تبارك وتعالى في البشر ولن تجد لسنة الله تبديلا، ومع ذلك فقد صح عن النبي  أنه قال: (إن اليهود والنصارى لا يصبغون شعورهم فخالفوهم)، فقد يشترك المسلم مع الكافر في شيبه وهو مفروض عليهما لا فرق، فلا تجد مسلما لا يشيب إلا مان در جدا كما أنك لا تجد كذلك كافرا من باب أولى، فيصبح هنا اشتراك في المظهر بين المسلم وبين الكافر في أمر لا يملكانه كما قلنا آنفا، فأمرنا رسول الله  أن نتقصد مخالفة المشركين في أن نصبغ شعورنا سواء كان الشعر لحية أوشعر رأس، لماذا؟ ليظهر الفرق بين المسلم والكافر، فما بالكم إذا كان الكافر يتكلف عمل شيء ثم يأتي بعض المسلمين فيفعلون فعلهم ويتأثرون بأعمالهم، ف أشد وأنكى من المخالفة، لذلك أردت التنبيه قبل أن أمضي فيما أنا بصدده من بيان الجواب الذي وجه السؤال عنه، فإذا عرفتم الفرق بين التشبه وبين المخالفة، حينئذ فالمسلم الصادق في إسلامه يحاول دائما وأبدا ،ليس أن يتشبه بالكافر وإنما يتقصد مخالفة الكافر، ومن هنا نحن سننا وضع الساعة في اليد اليمنى، لأن العادة الكافرة وهم الذين اخترعوا الساعة فإنما يضعونها في يسراهم، و مما استنبطناه من قوله عليه السلام: [فخالفوهم] , عرفتم الحديث: [إن اليهود والنصارى لا يصبغون شعورهم فخالفوهم]، فكما يقول شيخ الإسلام في ذاك الكتاب ، فقوله عليه السلام : (فخالفوهم) ؛ جملة تعليلية تشير إلى أن مخالفة الكفار مقصود للشارع الحكيم حيثما تحققت المخالفة، ولذلك نجد لها تطبيقا في بعض الأحكام الأخرى ولو أنها ليست في حكم الوجوب، كمثل قوله عليه الصلاة والسلام: [صلوا في نعالكم وخالفوا اليهود] علما بأن الصلاة في النعال ليس فرضا بخلاف إعفاء اللحية فهو فرض يأثم حالقها، أما الصلاة منتعلا فهو أمر مستحب، إذا ثابر المسلم وواظب إقامة الصلاة دائما وأبدا حافيا غير منتعل فقد خالف السنة ولم يخالف اليهود المتنطعين في دينهم، وقد جاء في بعض المعاجم من كتب السنة أن عبد الله بن مسعود -- كان في جمع فأقيمت الصلاة، وكان فيهم صاحبه أبو موسى الأشعري -- فقدمه ليصلي بالناس إماما لعلم ابن مسعود أولا بان النبي  كان معجبا بقراءة أبي موسى -- حيث قال له ذات يوم: [لقد مررت بك البارحة يأبا موسى ، فاستمعت لقراءتك]، فقال عليه الصلاة والسلام: [لقد أوتي مزمارا من مزامير داود عليه السلام)، فلما سمع الثناء أبو موسى من النبي ،قال: (يا رسول الله لو علمت ذلك لحبرته لك تحبيرا]، بما يعلم ابن مسعود من رضا النبي  عن قراءة أبي موسى الأشعري، قدمه إماما، مع أن ابن مسعود ليس دون أبي موسى فضلا في القراءة، بل لعله أ وأسمى منه في ذلك، فقد قال النبي : [من أحب أن يقرأ القرآن غضا طريا كما أنزل ، فليقرأه قراءة ابن أم عبد]، مع ذلك ف في الواقع يعطينا درسا عمليا نحن المسلمين في آخر الزمان ، حيث قد نجد صحوة علمية ولكننا مع الأسف لا نجد معها صحوة سلوكية أخلاقية ، فلا تؤاخذوني إذا قلت لكم إنني أشعر أنكم حينما تدخلون في المكان تتزاحمون وتتنافرون، و ليس من الأخلاق الإسلامية في شيء، فيجب أن نمثل الصحوة في جانبيها ؛في العلم وفي السلوك والأخلاق. 
الشاهد أن بن مسعود فيما نرى نحن هو أقرأ من أبي موسى ومع ذلك تواضع مع صاحبه وآثره وقدمه ليصلي به وبالناس الحاضرين إماما، فتقدم أبو موسى -- وكان -الشاهد- منتعلا، فخلع نعليه، فقال له بن مسعود مستنكرا عليه أشد الاستنكار; أ اليهودية؟ أفي الواد المقدس أنت؟،يشير إلى قوله عليه السلام : (صلوا في نعالكم، خالفوا اليهود)، إذا عرفتم هاتين الحقيقتين النهي عن التشبه من جهة والحض مخالفة المشركين من جهة أخرى، حينذاك وجب علينا ان نجتنب كل مظاهر الشرك والكفر مهما كان نوعها مادام أنها تمثل تقليدا لهم ، ولكي نتحاشى أن يصدق علينا نحن معشر المنتمين إلى العمل بالكتاب والسنة قوله عليه الصلاة والسلام: [لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبر و ذراعا بذراع ،حتى لو سلكوا أو دخلوا جحر ضب لدخلتموه] ، خبر من النبي  يتضمن تحذيرا وذلك لأن الأمة كما قال النبي في الحديث الصحيح بل الحديث المتواتر: [لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين الحق لا يضرهم من خالفهم حتى تقوم الساعة]، وفي رواية: [حتى يأتي أمر الله] ، إذن قد بشرنا الرسول  في الحديث الصحيح بأن الأمة لا تزال في خير، فعندما يأتي ذلك الإخبار الخطير [لتتبعن سنن من قبلكم] ، فلا يعني أن كل فرد من أفراد الأمة سيتبع سنن الكفار وإنما سيكون ذلك في الأمة ، فحينما يقول (لتتبعن) فهو بمعنى التحذير أي إياكم أن تتبعوا سنن من قبلكم فإنه سيكون منكم من يفعل ذلك، وقد جاء في رواية أخرى خارج الصحيحين وهي ثابتة عندي ، يمثل فيها الرسول تقليد الكفار إلى درجة خطيرة لا يكاد الانسان لا يصدق بها إلا إذا كان مؤمنا خالصا، ثم الواقع يؤكد ذلك، قال عليه السلام في تلك الرواية: [حتى لو كان فيهم من يأتي أمه قارعة الطريق، لكان فيكم من يفعل ذلك] ، حتى لو كان فيهم من يأتي أمه، يزني بأمه وليس ساترا نفسه و أمه بل مرئ من الناس و قارعة الطريق، لكان فيكم من يفعل ذلك، التاريخ العصري اليوم يؤكد أن ما نبأنا النبي  من اتباع بعض الأمة لسنن من قبلنا قد تحقق إلى مدى بعيد وبعيد جدا، وإن كنت أعتقد ان ل التتبع بقية، فقد جاء في بعض الأحاديث الثابتة أن النبي  قال: [لا تقوم الساعة حتى يتسافد الناس الطرقات تسافد الحمير] ، وهو الفاحشة، الطرقات كما تتسافد الحمير، هو منتهى التشبه بالكفار، إذا علمتم النهي عن التشبه والأمر بالمخالفة، نعود الآن. 
التظاهرات التي كنا نراها بأعيننا في زمن فرنسا وهي محتلة لسوريا ونسمع عنها في بلاد أخرى و ما سمعناه الآن في الجزائر، لكن الجزائر فاقت البلاد الأخرى في الضلالة وفي التشبه ، لأننا ما كنا نرى أيضا الشابات يشتركن في التظاهرات، ف منتهى التشبه بالكفار والكافرات، لأننا نرى في الصور أحيانا وفي الأخبار التي تذاع في التلفاز والراديو ونحو ذلك خروج الألوف المؤلفة من الكفار سواء كانوا أوربيين أو صينيين أو نحو ذلكيقولوا في التعبير الشامي وسيعجبكم التعبير ، يخرجون رجالا ونساء (خليط مليط)، يتزاحمون الكتف بالكتف وربما العجيزة بالقبل، ونحو ذلك، هو تمام التشبه بالكفار، أن تخرج الفتيات مع الفتيان يتظاهرون.
أنا أقول شيئا آخر : بالإضافة إلى أن التظاهر ظاهرة فيها تقليد للكفار في أساليب استنكارهم لبعض القوانين التي تفرض عليهم من حكامهم أو إظهار منهم لرضا بعض تلك الأحكام أو القرارات ،أضيف إلى ذلك شيئا آخر ألا وهو: التظاهرات الأوربية ثم التقليدية من المسلمين، ليست وسيلة شرعية لإصلاح الحكم وبالتالي إصلاح المجتمع، ومن هنا يخطئ كل الجماعات وكل الأحزاب الإسلامية الذين لا يسلكون مسلك النبي -- في تغيير المجتمع، لا يكون تغيير المجتمع في النظام الإسلامي بالهتافات وبالصيحات وبالتظاهرات، وإنما يكون ذلك الصمت و بث العلم بين المسلمين وتربيتهم الإسلام حتى تؤتي التربية أكلها ولو بعد زمن بعيد، فالوسائل التربوية في الشريعة الإسلامية تختلف كل الاختلاف عن الوسائل التربوية في الدول الكافرة.
ل أقول باختصار : إن التظاهرات التي تقع في بعض البلاد الإسلامية أصلا خروج عن طريق المسلمين وتشبه بالكافرين وقد قال رب العالمين: ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا"

3- وقال في السلسلة الضعيفة (14\74-75) : "ولعل ذلك كان السبب أو من أسباب استدلال بعض إخواننا الدعاة شرعية (المظاهرات) المعروفة اليوم، وأنها كانت من أساليب النبي  في الدعوة! ولا تزال بعض الجماعات الإسلامية تتظاهر بها، غافلين عن كونها من عادات الكفار وأساليبهم التي تتناسب مع زعمهم أن الحكم للشعب، وتتنافى مع قوله  : [خير الهدى هدى محمد --]".



موقف الشيخ محمد بن صالح العثيمين –-
:

1- قال الشيخ ابن عثيمين في لقاءات الباب المفتوح (204) , جوابا السؤال التالي : 
"السؤال: يكتب بعض الكتاب في مقالاتهم عبارات مثل: (الثورة المحمدية، الثورة الإسلامية)، فهل يا شيخ تعبير صحيح؟
الجواب: لا. ليس صحيح.
السائل: وبماذا نرد عليهم؟ أحسن الله إليكم.
الشيخ: هل سماها الله ثورة أم سماها هداية، هداية وحقاً؟ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ [النساء:170] ما قال: قد ثار الرسول الأصنام، نرد عليهم ب، ولا يمكن أن نحول الهداية والنور والحق إلى ثورة، يأتي شخص يقول ثورة نابليون وغيرها من الثورات، بلغوا الناس في بلادكم ، قولوا: يا جماعة! حق، نور، هدى، شفاء.
السائل: يوجد الثورة الإٍسلامية؟
الشيخ: ولا ثورة إسلامية، لا يوجد ثورة إسلامية، هداية إسلامية لا بأس" 

2- وقال –- في لقاء الباب المفتوح (ش\179) جوابا السؤال : 
"السؤال: بالنسبة إذا كان حاكم يحكم بغير ما أنزل الله ثم سمح لبعض الناس أن يعملوا مظاهرة تسمى عصامية مع ضوابط يضعها الحاكم نفسه ويمضي هؤلاء الناس الفعل، وإذا أنكر عليهم الفعل قالوا: نحن ما عارضنا الحاكم ونفعل برأي الحاكم، هل يجوز شرعاً مع وجود مخالفة النص؟
الجواب: عليك باتباع السلف، إن كان موجوداً عند السلف فهو خير، وإن لم يكن موجوداً فهو شر، ولا شك أن المظاهرات شر؛ لأنها تؤدي إلى الفوضى من المتظاهرين ومن الآخرين، وربما يحصل فيها اعتداء؛ إما الأعراض، وإما الأموال، وإما الأبدان؛ لأن الناس في خضم الفوضوية قد يكون الإنسان كالسكران لا يدري ما يقول ولا ما يفعل.
فالمظاهرات كلها شر سواء أذن فيها الحاكم أو لم يأذن. وإذن بعض الحكام بها ما هي إلا دعاية، وإلا لو رجعت إلى ما في قلبه لكان يكرهها أشد كراهة، لكن يتظاهر بأنه كما يقول: ديمقراطي وأنه قد فتح باب الحرية للناس، و ليس من طريقة السلف" .

3- وقال الشيخ أيضا جوابا عن السؤال التالي كما في لقاء الباب المفتوح (ش\201) : 
"السؤال: ابتلينا في بلادنا بمن يرى بجواز المظاهرات في إنكار المنكر، فإذا رأوا منكراً معيناً تجمعوا وعملوا مظاهرة ويحتجون أن ولي الأمر يسمح لهم بمثل الأمور؟ .
الشيخ: 
أولاً: إن المظاهرات لا تفيد بلا شك، بل هي فتح باب للشر والفوضى، ف الأفواج ربما تمر الدكاكين و الأشياء التي تُسرق وتسرق، وربما يكون فيها اختلاط بين الشباب المردان والكهل، وربما يكون فيها نساء أحياناً فهي منكر ولا خير فيها، ولكن ذكروا لي أن بعض البلاد النصرانية الغربية لا يمكن الحصول الحق إلا بالمظاهرات، والنصارى والغربيون إذا أرادوا أن يفحموا الخصومة تظاهروا فإذا كان مستعملاً و بلاد كفار ولا يرون بها بأساً ولا يصل المسلم إلى حقه أو المسلمون إلى حقهم إلا ب فأرجو ألا يكون به بأس، أما في البلاد الإسلامية فأرى أنها حرام ولا تجوز.
وأتعجب من بعض الحكام -إن كان كما قلت- حقاً- أنه يأذن فيها مع ما فيها من الفوضى، ما الفائدة منها، نعم ربما يكون بعض الحكام يريد أمراً إذا فعله انتقده الغرب مثلاً وهو يداهن الغرب ويحابي الغرب، فيأذن للشعب أن يتظاهر حتى يقول للغربيين: انظروا إلى الشعب تظاهروا يريدون كذا، أو تظاهروا لا يريدون كذا، ف ربما تكون وسيلة لغيرها ينظر فيها، هل مصالحها أكثر أم مفاسدها؟ 
السائل: كذا منكر حصل، فعملت المظاهرة فنفع. 
الشيخ: لكنها تضر أكثر، وإن نفعت المرة ضرت المرة الثانية" .

4- وقال -- كما في الجواب الأبهر (ص\75) جوابا السؤال :
"السؤال : هل تعتبر المظاهرات وسيلة من وسائل الدعوة المشروعة؟
الجواب : الحمد لله رب العالمين وصلى الله سيدنا محمد و آله وصحبه وسلم ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين . أما بعد : فإن المظاهرات أمر حادث ، لم يكن معروفاً في عهد النبي – - ، ولا في عهد الخلفاء الراشدين ، ولا عهد الصحابة  .
ثم إن فيه من الفوضى والشغب ما يجعله أمراً ممنوعاً ، حيث يحصل فيه تكسير الزجاج والأبواب وغيرها .. ويحصل فيه أيضاً اختلاط الرجال بالنساء ، والشباب بالشيوخ ، وما أشبه من المفاسد والمنكرات . 
وأما مسألة الضغط الحكومة : فهي إن كانت مسلمة فيكفيها واعظاً كتاب الله تعالى وسنة رسوله –  - ، و خير ما يعرض المسلم . 
وإن كانت كافرة فإنها لا تبالي بهؤلاء المتظاهرين وسوف تجاملهم ظاهراً ، وهي ما هي عليه من الشر في الباطن ، لذلك نرى أن المظاهرات أمر منكر .
وأما قولهم إن المظاهرات سلمية ، فهي قد تكون سلمية في أول الأمر أو في أول مرة ثم تكون تخريبية .
وأنصح الشباب أن يتبعوا سبيل من سلف فإن الله سبحانه وتعالى أثنى المهاجرين والأنصار ، وأثنى الذين اتبعوهم بإحسان".

5- وفي كتاب (فتاوى العلماء الأكابر فيما أهدر من دماء المسلمين في الجزائر) : "سُئل أيضاً في محرّم (1416هـ) عمَّا يأتي:
[السؤال] : ما مدى شرعية ما يسمّونه بالاعتصام في المساجد وهم ـ كما يزعمون ـ يعتمدون فتوى لكم في أحوال الجزائر سابقاً أنَّها تجوز إن لم يكن فيها شغب ولا معارضة بسلاح أو شِبهِه، فما الحكم في نظركم؟ وما توجيهكم لنا؟
فأجاب: أمَّا أنا، فما أكثر ما يُكْذَب عليَّ! وأسأل الله أن يهدي من كذب عليَّ وألاّ يعود لمثلها.
والعجبُ من قوم يفعلون ولم يتفطَّنوا لما حصل في البلاد الأخرى التي سار شبابها مثل المنوال! ماذا حصل؟ هل أنتجوا شيئاً؟
بالأمس تقول إذاعة لندن: إن الذين قُتلوا من الجزائريين في خلال ثلاث سنوات بلغوا أربعين ألفاً! أربعون ألفاً!! عدد كبير خسرهم المسلمون من أجل إحداث مثل الفوضى!
والنار ـ كما تعلمون ـ أوّلها شرارة ثم تكون جحيماً؛ لأن الناس إذا كره بعضُهم بعضاً وكرهوا ولاة أمورهم حملوا السلاح ـ ما الذي يمنعهم؟ـ فيحصل الشرّ والفوضى 
وقد أمر النبيّ عليه الصلاة والسلام من رأى من أميره شيئا يكرهه أن يصبر ، وقال: [من مات غير إمام مات ميتة جاهلية].
الواجب علينا أن ننصح بقدر المستطاع، أما أن نُظْهر المبارزة والاحتجاجات عَلَناً ف خلاف هَدي السلف، وقد علمتم الآن أن الأمور لا تَمُتّ إلى الشريعة بصلة ولا إلى الإصلاح بصلة، ما هي إلا مضرّة .
الخليفة المأمون قَتل مِن العلماء الذين لم يقولوا بقوله في خَلْق القرآن، قتل جمعاً من العلماء وأجبر الناسَ أن يقولوا ب القول الباطل، ما سمعنا عن الإمام أحمد وغيره من الأئمة أن أحداً منهم اعتصم في أي مسجد أبداً، ولا سمعنا أنهم كانوا ينشرون معايبه من أجل أن يَحمل الناسُ عليه الحقد والبغضاء والكراهية 
ولا نؤيِّد المظاهرات أو الاعتصامات أو ما أشبه ذلك، لا نؤيِّدها إطلاقاً، ويمكن الإصلاح بدونها، لكن لا بدّ أن هناك أصابع خفيّة داخلية أو خارجية تحاول بثّ مثل الأمور".



6- وقال -- كما في كتاب (فتاوى الأئمة في النوازل المدلهمة ص 175) جوابا السؤال التالي :
السؤال : ما حكم الإضراب عن العمل في بلد مسلم للمطالبة بإسقاط النظام العلماني وبعد الإضراب يُقدّم الذين أضربوا مطالبَهُم، وفي حالة عدم الاستجابة ل المطالب، هل يجوز مواجهة النظام بتفجير ثورة شعبية ؟.
الجواب:
1- السؤال لا شك أن له خطورته بالنسبة لتوجيه الشباب المسلم وذلك أن قضية الإضراب عن العمل سواء كان العمل خاصا، أو بالمجال الحكومي، لا أعلم له أصلا من الشريعة يُبنى عليه.
ولا شك أنه يترتب عليه أضرار كثيرة، حسب حجم الإضراب شمولا، وحسب حجم الإضراب ضرورة، ولا شك أنه من أساليب الضغط الحكومات والذي جاء في السؤال أن المقصود به إسقاط النظام العلماني.
وهنا يجب علينا إثبات أن النظام علماني أولا.
ثم إذا كان الأمر كذلك فليعلم أن الخروج السلطة لا يجوز إلا بشروط ..

2- لا أرى أن تقام ثورة شعبية في الحال لأن القوة المادية بيد الحكومة كما هو معروف، والثورة الشعبية ليس بيدها إلا سكين المطبخ وعصا الراعي، و لا يقاوم الدبابات والأسلحة، لكن يمكن أن يتوصل إلى من طريق آخر إذا تمت الشروط السابقة .
ولا ينبغي أن نستعجل الأمر لأن أي بلد عاش سنين طويلة مع الاستعمار لا يمكن أن يتحول بين عشية وضحاها إلى بلد إسلامي، بل لا بد أن نتخذ طول النفس لنيل المآرب.
والإنسان إذا بنى قصراً فقد أسّس، سواءً سَكَنَهُ أو فارقَ الدنيا قبل أن يسكنه، فالمُهمّ أن يبني الصّرْحَ الإسلامي وإن لم يتحقق المراد إلا بعد سنوات.
فالذي أرى ألا نتعجل في مثل الأمور، ولا أن نثيرَ أو نفجر ثورة شعبية، لأن المسألة خطيرة وتعرفون أن الثورة الشعبية غالبها غوغائية لا تثبت شئ، لو تأتي القوات إلى حيٍّ من الأحياء وتقضي بعضه لكان كل الآخرين يتراجعون عما هم عليه" . 


موقف الشيخ عبد المحسن العباد -حفظه الله-

1- قال الشيخ في شرحه سنن أبي داود (ش\585) جوابا السؤال التالي : 
"السؤال: حديث أبي هريرة في الرجل الذي جاء يشكو جاره، فقال له النبي : (اطرح متاعك في الطريق) استدل به بعض الناس جواز المظاهرات، فهل صحيح؟ 
الجواب: هؤلاء يتشبثون بخيوط العنكبوت كما يقال، ويبحثون عن شيء يبنون عليه باطلهم. 
المظاهرات من قبيل الفوضى، و الرجل أمره الرسول  بأن يفعل ذلك حتى إن جاره يتأثر بسبب ذلك. ثم أيضاً في الزمان لا يقال: إن كل من يشتكي جاره يكون مصيباً، قد يكون الذي يشتكي جاره هو الأظلم، بخلاف الذي أرشده الرسول  فإنه مظلوم. في الزمان بعض الجيران يحصل بينه وبين جاره شيء، وكل واحد يقول إنه يؤذيني، وقد يكون الذي خرج وأظهر متاعه أسوأ من ذلك الذي لم يخرج متاعه، فلا يقال إن الحديث إطلاقه في كل جار؛ لأن أحوال الناس تتفاوت وتتغير، مثل ما مر بنا في حديث ابن عمر في البر من كون أبيه عمر  قال له: طلق امرأتك! فالناس يتفاوتون، فبعض الآباء قد يكون هو نفسه السيئ، وقد يكون نفسه هو الذي عنده انحراف وعنده فسق، والزوجة تكون صالحة، فلا يقال: إن كل أب يكون مثل عمر ، ولا يقال أيضاً: كل جار يكون مثل الذي أرشده الرسول  إلى أن يخرج متاعه إلى الطريق".

2- قال الشيخ في شرحه سنن أبي داود (ش\280) جوابا السؤال التالي : 
"السؤال: نادى بعض الناس بإجراء مظاهرات لتأييد الإخوة في فلسطين، وأن المظاهرات لا يوجد ما يمنع منها إذا كانت سلمية، فما قولكم حفظكم الله؟ 
الجواب: أقول: المظاهرات من السفه".

3- قال الشيخ في شرحه سنن أبي داود (ش\543) جوابا السؤال التالي : 
السؤال: ما حكم المظاهرات التي هي من أجل تحقيق مصالح الأمة؟ وهل هي نوع من الخروج؟ 
الجواب: هي نوع من السفه والفوضى".

4- وقال -حفظه الله- فيما أشيع عنه بخصوص أحداث ليبيا : "تعقيباً ما بثته بعض القنوات عني حول القذافي وأحداث ليبيا أقول:
لا أعلم في الشرع ما يدل جواز المظاهرات التي استوردها كثير من المسلمين من بلاد الغرب وقلدوهم فيها.
وأما القذافي المتسلط في ليبيا فأقول: ربي بما أنعمت علي فلن أكون ظهيراً للمجرمين، وإن الفرح برحيله عن ولاية ليبيا شديد، وذلك لما ابتلي به من استكبار وإيذاء للشعب الليبي، ولا أدل ذلك و سفاهته وغطرسته من خطابه الذي ألقاه قريباً بمناسبة الأحداث، وأسأل الله عز وجل أن يعجل بخلاص الليبيين من ولايته وأن يهيئ لهم بعده من يحكمهم بكتاب الله وسنة رسوله  وأن يوفقهم للاعتصام بحبل الله والاستقامة أمره والتعاون البر والتقوى، إنه سبحانه وتعالى سميع مجيب".



5- وقال -حفظه الله- في شرحه سنن ابن ماجة (ش\207) جوابا السؤال التالي : 
"السؤال:هل يدخل في الحديث من يقوم بالمظاهرات لارتفاع الأسعار ونحو ذلك من أمور الدنيا، إذا وقع فيها ظلم؟
الجواب: مثل الأعمال هي من السَّفه! و أشياء غير معروفة؛ وإنما هي من الأمور التي استجدَّتْ، وتلقَّاها المسلمون من الكفَّارِ".

 
موقف الشيخ عبد العزيز آل الشيخ -مفتي عام المملكة-

قال سماحة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ المفتى العام للمملكة والرئيس العام لهيئة كبار العلماء عن المظاهرات التي جرت في الرياض كما في مجلة الدعوة العدد(1916) (ص\16) : (ماهي إلا فوضوية ومن أناس لديهم فساد تصور وقلة إدراك للمصالح من المفاسد ) .
وقال : (إن المطالبة بالأشياء تأتي بالطرق المناسبة أما الفوضويات و المظاهرات فهي من أخلاق غير المسلمين،المسلم ليس فوضويا ،المسلمون ليسوا فوضويين ،المسلمون أهل أدب واحترام وسمع وطاعة لولاة الأمر
إذا كان لأحدهم طلب شيء يرى أن فيه مصلحته فالحمد لله أن المسؤلين أماكنهم ومكاتبهم مفتوحة لايستنكرون أن يستقبلوا أي أحد ،أما الفوضويات فهي غريبة عن مجتمعنا الصالح ولله الحمد ،ومجتمعنا لايعرف الأشياء إنما من فئة لااعتبار لها ،إن مفهوم الإصلاح الدعوة وحث الأمة الخير والاستقامة الخير والسعي في مصالحها وفي إصلاحها بالسبل والطرق الشرعية .
أما الاصلاح الذي يرجوا أولئك من خلال الفوضى والغوغاء الغريبة واقع مجتمعنا والغريبة بلدنا فهي أشياء نستنكرها ونشجبها وننصح إخواننا المسلمين أن يتفهموا أن القضايا لاتحقق هدفا وإنما تنشر الفوضى).
وقال فإن ما سمعنا عنه من اعتزام البعض تنظيم مظاهرات واحتجاجات ولاة الأمر في البلاد حرسها الله أمر محرم والمشاركة فيه محرمة وكذا الترويج له،لأن من شق عصا الطاعة وفيه تفريق لجماعة المسلمين وافتيات إمامهم)أهـ،.





*******************************************






موقف الشيخ صالح بن غصون --

نشرت مجلة سفينة النجاة في عددها الثاني الصادر في يناير 1997 فتوى الشيخ صالح -- جوابا السؤال التالي :
السؤال : في السنتين الماضيتين نسمع بعض الدعاة يدندن حول مسألة وسائل الدعوة وإنكار المنكر ويدخلون فيها المظاهرات والأغتيالات ، والمسيرات وربما أدخلها بعضهم في باب الجهاد الإسلامي.
أ-نرجو بيان ما إذا كانت الأمور من الوسائل الشرعية أم تدخل في نطاق البدع المذمومة والوسائل الممنوعة؟
ب_ نرجو توضيح المعاملة الشرعية لمن يدعو إلى الأعمال، ومن يقول بها ويدعو إليها؟
الجواب: الحمد الله: معروف أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة والإرشاد من أصل دين الله عزجل ، ولكن الله جلا وعلا قال في محكم كتابه العزيز] أدعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة وجادلهم بالتي هي أحسن[ ولما أرسل عزوجل موسى وهارون إلى فرعون قال:] فقولا له قولاً لينا لعله يتذكر أو يخشى[ والنبي  جاء بالحكمة وأمر بأن يسلك الداعية الحكمة وأن يتحلى بالصبر ، في القرآن العزيز في سورة العصر بسم الله الرحمن الرحيم] والعصر إن الإنسان لفي خسر* إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات* وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر[ فالداعي إلى الله عزوجل والآمر بالمعروف والناهي عن المنكر عليه أن يتحلى بالصبر وعليه أن يحتسب الأجر والثواب وعليه أيضاً أن يتحمل ماقد يسمع أو ماقد يناله في سبيل دعوته، وأما أن الإنسان يسلك مسلك العنف أو أن يسلك مسلك والعياذ بالله أذى الناس أو مسلك التشويش أو مسلك الخلافات والنزاعات وتفريق الكلمة، ف أمور شيطانية وهي أصل دعوة الخوارج _ أصل دعوة الخوارج، هم الذين ينكرون المنكر بالسلاح وينكرون الأمور التي لايرونها وتخالف معتقداتهم بالقتال وبسفك الدماء وبتكفير الناس وما إلى ذلك من أمور ففرق بين دعوة أصحاب النبي وسلفنا الصالح وبين دعوة الخوارج ومن نهج منهجهم وجرى مجراهم، دعوة الصحابة بالحكمة وبالموعظة وببيان الحق وبالصبر وبالتحلي واحتساب الأجر والثواب، ودعوة الخوارج بقتال الناس وسفك دمائهم وتكفيرهم وتفريق الكلمة وتمزيق صفوف المسلمين، أعمال خبيثة، وأعمال محدثة.
والأولى الذين يدعون إلى الأمور يُجانبونَ ويُبعد عنهم ويساء بهم الظن، هؤلاء فرقوا كلمة المسلمين، الجماعة رحمة والفرقة نقمة وعذاب والعياذ بالله ، ولواجتمع أهل بلد واحد الخير واجتمعوا كلمة واحدة لكان لهم مكانة وكانت لهم هيبة.
لكن أهل البلد الآن أحزاب وتشيع، تمزقوا واختلفوا ودخل عليهم الأعداء من أنفسهم ومن بعضهم بعض، مسلكٌ بدعي ومسلك خبيث ومسلك مثلما تقدم أن جاء عن طريق الذين شقوا العصا والذين قاتلوا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب  ومن معه من الصحابة وأهل بيعة الرضوان، قاتلوه يريدون الإصلاح وهم رأس الفساد ورأس البدعة ورأس الشقاق فهم الذين فرقوا كلمة المسلمين وأضعفوا جانب المسلمين، وهكذا أيضاً حتى الذين يقول بها ويتبناها ويحسنها ف سيئ المعتقد ويجب أن يبتعد عنه.
وأعلم والعياذ بالله أن شخصٌ ضارٌ لأمته ولجلسائه ولمن هو من بينهم والكلمة الحق أ، يكون المسلم عامل بناء وداعي للخير وملتمس للخير تماماً ويقول الحق ويدعو بالتي هي أحسن وباليين ويحسن الظن بإخوانه ويعلم أن الكمال منالٌ صعب وأن المعصوم هو النبي  وأن لو ذهب هؤلاء لم يأتي أحسن منهم، فلو ذهب هؤلاء الناس الموجودين سواء منهم الحكام أو المسؤلين أو طلبة العلم أو الشعب، لو ذهب كله، شعب أي بلد. لجاء أسوء منه فإنه لايأتي عامٌ إلا والذي بعده شرٌ منه فالذي يريد من الناس أن يصلوا إلى درجة الكمال أو أن يكونوا معصومين من الأخطاء والسيئات ، إنسان ضال، هؤلاء هم الخوارج هؤلاء هم الذين فرقوا كلمة الناس وآذوهم مقاصد المناوئين لأهل السنة والجماعة بالبدع من الرافضة والخوارج والمعتزلة وسائر ألوان أهل الشر والبدع". 



فتاوى الشيخ صالح بن فوزان الفوزان -حفظه الله-


1- قال الشيخ –حفظه الله- في كتابه الأجوبة المفيدة (ص\232-233) جوابا السؤال التالي :
"السؤال : هل من وسائل الدعوة القيام بالمظاهرات لحل مشاكل ومآسي الأمة الإسلامية ؟ .
الجواب : ديننا ليس دين فوضى، ديننا دين انضباط، دين نظام، ودين سكينة . والمظاهرات ليست من أعمال المسلمين وما كان المسلمون يعرفونها ودين الإسلام دين هدوء ودين رحمة لا فوضى فيه ولا تشويش ولا إثارة فتن، هو دين الإسلام .
والحقوق يتوصل إليها دون الطريقة. بالمطالبة الشرعية، والطرق الشرعية .
المظاهرات تحدث فتناً كثيرة، تحدث سفك دماء، وتحدث تخريب أموال، فلا تجوز الأمور ".

2- وقال –أيضا- في نفس المصدر (ص\235) جوابا عن السؤال التالي :
"السؤال : هناك من يرى إذا نزلت نازلة أو مصيبة وقعت في الأمة يبدأ يدعو إلى الإعتصامات والمظاهرات ضد الحكام والعلماء لكي يستجيبوا تحت الضغط، فما رأيكم في الوسيلة؟.
الجواب : الضرر لا يُزال بالضرر، فإذا حدث حادثة فيها ضرر أو منكر فليس الحل أن تكون مظاهرات أو اعتصامات أو تخريب، ليس حلاً، زيادة شر، لكن الحل مراجعة المسئولين ومناصحتهم وبيان الواجب عليهم لعلهم يزيلوا الضرر، فإن أزالوه وإلا وجب الصبر عليه تفادياً لضرر أعظم منه" .

3- وقال –حفظه الله- في شريط الإجابات العلمية والتوجيهات المنهجية جوابا السؤال التالي : 
"السؤال : ما حكم المظاهرات ؟
الجواب: المظاهرات فوضى ، والإسلام ينهى عن الفوضى ، والمظاهرات فوضى والعياذ بالله" .

4- وقال –حفظه الله- في جريدة الجزيرة العدد (11358) الصادر في يوم الاثنين 8 رمضان 1424 الموافق 3 نوفمبر 2003 : 
"الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام نبينا محمد وآله وأصحابه أجمعين وبعد:
فقد كثر السؤال عن حكم الانتخابات والمظاهرات بحكم أنهما أمر مستجد ومستجلب من غير المسلمين، فأقول وبالله تعالى التوفيق:
1- أما الانتخابات ففيها تفصيل النحو التالي:
أولاً: إذا احتاج المسلمون إلى انتخاب الإمام الأعظم، فإن ذلك مشروع بشرط أن يقوم بذلك أهل الحل والعقد في الأمة والبقية يكونون تبعا لهم، كما حصل من الصحابة  حينما انتخب أهل الحل والعقد منهم أبا بكر الصديق  وبايعوه، فلزمت بيعته جميع الأمة، وكما وكَّل عمر بن الخطاب  اختيار الإمام من بعده إلى الستة الباقين من العشرة المبشرين بالجنة فاختاروا عثمان بن عفان  وبايعوه فلزمت بيعته جميع الأمة.
ثانياً: الولايات التي هي دون الولاية العامة فإن التعيين فيها من صلاحيات ولي الأمر بأن يختار لها الأكفياء الأمناء ويعينهم فيها، قال الله تعالى: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ، و خطاب لولاة الأمور، والأمانات هي الولايات والمناصب في الدولة جعلها الله أمانة في حق ولي الأمر وأداؤها اختيار الكفء الأمين لها، وكما كان النبي  وخلفاؤه وولاة أمور المسلمين من بعدهم يختارون للمناصب من يصلح لها ويقوم بها الوجه المشروع.
وأما الانتخابات المعروفة اليوم عند الدول فليست من نظام الإسلام وتدخلها الفوضى والرغبات الشخصية وتدخلها المحاباة والأطماع ويحصل فيها فتن وسفك دماء ولا يتم بها المقصود، بل تصبح مجالا للمزايدات والبيع والشراء والدعايات الكاذبة.
2- وأما المظاهرات فإن الإسلام لا يقرها لما فيها من الفوضى واختلال الأمن وإتلاف الأنفس والأموال والاستخفاف بالولاية الإسلامية، وديننا دين النظام والانضباط ودرء المفاسد .
وإذا استخدمت المساجد منطلقا للمظاهرات والاعتصامات ف زيادة شر وامتهان للمساجد وإسقاط لحرمتها وترويع لمرتاديها من المصلين والذاكرين الله فيها، فهي إنما بنيت لذكر الله والصلاة والعبادة والطمأنينة.
فالواجب المسلمين أن يعرفوا الأمور ولا ينحرفوا مع العوائد الوافدة والدعايات المضللة والتقليد للكفار والفوضويين. وفق الله الجميع لما فيه الخير والصلاح. وصلى الله وسلم نبينا محمد وآله وصحبه".




موقف الشيخ صالح اللحيدان -حفظه الله-

1- وُجّهَ لفضيلة الشيخ صالح اللحيدان - حفظه الله تعالى - السؤال : -
السؤال : هل من الوسائل المشروعه إقامة الإعتصامات والمظاهرات بحجة أنها مظاهرات سِلمِيّــة لا يوجد فيها عنف ولا تخريب؟؟.
الجواب :- هذه من البدع، لو كان ذلك خيراً لسبقنا إليه الصّحابة -  -، بل المظاهرات إنما هي أعمالُ جاهليةٍ ما أنزل الله بها من سلطان.
بل نصرةُ الحقّ بالدّعْوَةِ إليه، وَتَأييدِ مَنْ قامَ بما لا يَتَرَتّبُ عليهِ مُنكَرٌ أكبر، وبيان أنّ أجلّ الأمور وأعلاها قدراً : الاكتفاءُ بسنةِ المختار -  - بكل أمر.
ثم إن المظاهرات لا عَقلَ لها، يَحصُلُ بها تدميرٌ وإفساد، رُبما جَرّت إلى القمعَ مِن الجهاتِ الأخرى وإذلال ، وَرُبّما إلى سفكِ دماءٍ وإنتهاكِ حُرُمات.
وهكذا كل طريقةٍ تُسلك لم تكن مِمّا سَنّ النبي -  - والخلفاءُ الراشدون، وخير الهدي ما سرت عليه الامة، ولن يصلح آخر الأمة إلى ما أصلح أولها".
المصدر :- شريط (( سبيلي )) في الملتقى المؤمل في اتباع الصدر الاول.



2- وقال -حفظه الله- جوابا سؤال وجه إليه في شرحه كتاب عمدة الأحكام-كتاب النكاح- تاريخ :18-3-1432 :
السؤال : أحسن الله إليكم، الأسئلة كثيرة وأعد الإخوة إن شاء الله أن نعرض بقية الأسئلة الشيخ إن شاء الله الدرس القادم، لكن الأسئلة الكثيرة كلها تسأل عن حال إخواننا في ليبيا، ويريدون منك توجيه كلمة لهم، وخاصة وهم يمرون في كرب عظيم لا يعلمه إلا الله-جل وعلا-؟.
الجواب : لا شك أن الحوادث فتن خطيرة، وأنا تكلمت في قناة المجد ونقل عني شخص اسمه أظنه(موسى الحربي)من ما يسمى بصحيفة (سبق)، نقل نقلًا لا صحة له، أنا قدمت في (.)لقائي بعد صلاة الجمعة أو جمعة في شهرنا وتكلمت قبل مثل ما عادتي أني قبل عرض الأسئلة علي أن أقدم نصيحة ووصية للمشاهدين والمستمعين، فكانت كلمتي عن المظاهرات وأنها من الفتن، وأنها غير محمودة شرعًا، وأن أول مظاهرة في الإسلام قتل فيها عثمان بن عفان--الخليفة الراشد، عندما حاصره المحاصرون.
ولم يعرف عن أحد من أئمة الإسلام-من الصحابة والتابعين والأئمة الأربعة-أن أحدًا منهم يحث الناس عند الاستنكار أن يقوموا بمظاهرة ومغالبة.
وذكرت شيء مما يتعلق بالسمع والطاعة حتى إذا كان الوالي غير مرضي عنه من الناس ما دام لم يكفر.
وذكرت أن السائل الذي يوجه الأسئلة قلَّب الأسئلة في، يعني: ما هو قلبها أخطأ يعني، يأتي بوجه بكذا وكذا حتى يتبين لي وللمستمعين وجوه تلك الأسئلة.
وقال: إنهم يقولون العلماء لا يبينون بس يقولون للناس اصبروا.
قلت: لا العلماء يقولون ويعملون، والشريعة بينت النبي قال عمن يتولون الناس يطلبون الحق الذي لهم ولا يعطونكم الذي لكم، وقال: سوف يأتون من يؤخرون الصلاة عن أوقاتها إلى غير ذلك، فقالوا: أفلا ننابذهم؟، قال: لا ما صلوا، لا حتى تروا كفرًا بواحًا عندكم فيه من الله برهان.
وكررت التأكيد إن المظاهرات غير شرعية لما يترتب، فإذا لم يترتب عليها شيء أبدًا من المفاسد من إتلاف الأموال، أو سفك دماء، أو ترويع إلى غيره، إذا لم يحصل من شيء أبدًا، فإنه يحصل فيها تعطيل الناس عن القيام بأعمالهم، وفتح متاجرهم والقيام بأعمالهم وكل ذلك لا يجوز.
فإذا صار فيها سفك دماء إلى آخره .
فحدث السائل أني أقول شيء عن حسني مبارك، وما تقويله.
قلت: إذا رأى حسني مبارك أن يتخلى عن الحكم دفعًا لما يخشى من فتنة وما قد يحدث من سفك دماء وإتلاف أموال ونهب وغير ذلك، إذا رأى ذلك أرجوا أن يكون في ذلك الخير.
الشخص الذي اسمه(موسى الحربي)أظنه موسى، كتب في سبق أن الشيخ اللحيدان رئيس مجلس القضاء الأ سابقًا وعضو هيئة كبار العلماء طالب حسني مبارك بالتخلي عن الحكم.
مع الأسف أنا عرفت أن القناة إنها()علمت أن ترد تقول: لم يقال عندنا، لكن الشباب اللي يتعاطون بشبكة المعلومات سفهوا رأي وقالوا: إنك كذبت كذبة التي نقلها عنك الألوف وكذا وكذا وإن فلان ما قال الذي تقول، وإن فلان إلى آخر ما-جزاهم الله خير-في الشيء.
الحوادث التي الآن نرى وما سمعناه عن ليبيا فهو سيء جدًا، والليبيين يتصل بعدد كبير منهم باستمرار في الرياض في الهاتف، كثير منهم يكونوا يحضرون عندي في دروس الحرم ويتناقلون رقم الهاتف، بل أوقات يكونون هم يضايقونني فيها إلى الساعة الثانية عشر ليلًا ومن الساعة السابعة وهم يبدؤون بالاتصال.
لكن الذي ذكروا فجائع وفظائع، وأن القذافي حسب ما يقولون هم بألسنتهم: إنه جاء بمرتزقة وسلطهم الناس، وصار في سفك دماء، وأنهم ليسوا من ليبيا، وأن الجيش لم يتعاون معه لضرب الناس، وإنما جاء بأناس بإغرائهم بأموال وصار في قتل وإلى آخره وكيف نفعل إلى آخره. وفي البحرين شيء من ذلك وإن كان لا يقارن بما حصل في ليبيا، وسمعت أنا كلام شخص يزعمون أنه يسمى(سيف الإسلام)سمعت كلام وأنهم سوف إلى آخر شيء يقاتلون الناس إذا أرادوا يغيرون الحكم إلى آخره.
فنسأل الله-جل وعلا-أن يفرج كربتهم، ويكشف عنهم كل غم وهم، ويهدينا وإياهم سواء السبيل، ويحفظ عرض بلادنا ويصونها من الشرور والآثام، وأن يصون بلاد المسلمين في كل مكان من كل شر وفتنة إنه مجيب الدعاء.
وصلى الله نبينا محمد و آله وصحبه وسلم".




3- وقال الشيخ -حفظه الله- في برنامج (الجواب الكافي) الذي بثته قناة المجد في يوم الجمعة غرة ربيع أول لعام 1432 هـ :
((قال الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم 
الحمد لله نحمد ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا , ونستجير به من الفتن ما ظهر منها وما بطن , وأشهد أن لا إله إلا الله وحده له الملك وله الحمد وهو كل شيء قدير , وأشهد أن محمدا عبد الله وخليله ورسوله , بعثه رحمة للعالمين , فبلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح للأمة وجاهد في الله حق جهاده , وتركنا محجة بيضاء , من تمسك بها وأحسن السير منهاجها , أمن من الفتن , ووقاه الله – جل وعلا – من الشرور والمحن , ومن خلّط وتجاوز , وأعرض عن سنة المصطفى –  - فلا يلومن إلا نفسه .
نصيحتي لكل مشاهد ومستمع : أن يتقي الله ونتقي الله جميعا فيما بيننا وبين ربنا – جل وعلا – وفيما بيننا وبين أنفسنا وإخواننا , وفيما بيننا وبين ذرياتنا وبيوتنا , نراقب الله ونعلم أن ما آتاه الله للعبد هي نعمة ينبغي أن يشكر الله عليها , إن أتاه ذرية يرعاهم ويحسن تربيتهم وأن يتفقد أمورهم وأن يتفقد البيت ويحرص أن يكون البيت بيت تقى وطاعة لله – جل وعلا – فحتى تسري العدوى للبيوت وحتى تستقيم الأمور , وقد قال الله – جل وعلا - : ( واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة ) فالفتن إذا عصفت رياحها واستشرت نارها ؛ فإنها لا تفرّق , تأكل الأخضر واليابس , ولذلك ينبغي للإنسان أن يكثر من الاستعاذة بالله – جل وعلا - من الفتن , ثم عليه أن يتفقد نفسه وينظر في هواها , يعرض الأمور ميزان الشرع , فما كان ميزان الشرع يرتضيه , وكما يتوقع الثواب القيام به و كان يحسن القيام به , فليتق الله , وما كان ميزان الشرع يأباه فليتق الله - جل وعلا - إن من أهم ما ينبغي للمسلم أن يكون عليه أن يحفظ بيته قبل كل شيء بالصيانة , ويصون أهله من امرأة وبنات عن الاختلاط بالرجال الأجانب , أن يحملهم الحجاب الشرعي الذي يكون بسببه أُغلق باب الفتن فيما يتعلق بفتن النساء وقد قال سيد البشر : " ما تركت بعدي فتنة أضر الرجال من النساء " وأخبر – - أن أول فتنة وقعت في بني إسرائيل بسبب النساء , فليتق الله المسلم , ونصيحتي لكل رجل وامرأة أن يتعاونا جميعا إصلاح البيوت واستقامة أمورها , وأنصح المرأة التي هي ربة المنزل التي ينبغي أن تكون حائطا للمنزل , متفقدة أحوال من فيه أن تحسن الرعاية وأن تكون صالحة حتى تكون من الكنوز النادرة , فإن المؤمن ما كنز كنزا أعظم من المرأة الصالحة التي إن أمرها أطاعته , وإن نظر إليها سرته وإن غاب عنها حفظته في نفسها وماله , فليتق الله الجميع , ثم إني أنصح الجميع أن يتجنبوا الفتن , نحن في الأيام نعيش فتنة شعوى وبلية داهية دهيا , ينبغي أن نحرص تمام الحرص سؤال الله – جل وعلا - أن يسكن الريح ويصد عن المسلمين الفتن وأن يصلح حالهم , لا مانع أن أذكر شيئا بسيطا مما يتعلق بما يدور هنا وهناك :
أولا : من ظهر الدين الإسلامي وانتهت الخلافة الراشدة بعد وفاة الخليفتين , وفي عهد الخليفة الثالث قامت فتن يمكن أن نسميها مظاهرة وكانت مصدر بلاء وشر , كان ضحيتها الخليفة الراشد : عثمان بن عفان –  - وهو أحد الخلفاء الذين قال المصطفى في حقهم : ( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين من بعدي , عضوا عليها بالنواجذ , وإياكم ومحدثات الأمور ) إذن المظاهرات السيئة والغوغائية الطائشة وما يقابلها وما يدخل معها من البلاء والشر المستطير ينبغي للمسلم أن يكون حريصا تجنبه النبي – صل الله عليه وسلم - بين ما الحكام كما بين ما المحكومين :
الحكام : بين – صل الله عليه وسلم - ما عليهم وأن الحاكم أن يتقي الله ويعدل في رعيته ويحرص التماس أحسن الأمور لهم ويتجنب الجور عليهم وأن يخاف الله سبحانه وتعالى , فإن النبي – صل الله عليه وسلم - أخبر أن ما من والي ولا خليفة إلا تخلو له بطانتان : بطانة خير تذكره بالخير وتحثه عليه وتعينه إذا ذكر , وبطانة شر تثبطه عن الخير وإذا نسي لا تذكره , فليحرص المسلم أن يكون فيما بينه وبين الله عيبة نصح فيمن يتولى الأمر بالدعاء له بالتوفيق والسداد في الأمر والتمسك بسنة محمد –  - , الذي ذكر أنه ما من والي يتولى أمر الأمة فيغش لها إلا لن يدخل معهم الجنة , الأمر خطير جدا خطير .
البلية التي شاهدناها ولا يزال الناس يشاهدونها وتعصف عواصف مرة قد يكون راح ضحيتها دماء بغير حق وسلبت أموال بالباطل وأفسدت آمال بغير حق , كل ذلك فيه تعد حدود الشرع , لا منا من يدخل بين صفوفها ليشيع الفتن , قد تكون لمّا لا تخريب فيها ولا سفك دماء ولا تعد حرم وهو حرمات وأنفس وأموال قد تكون أخف ضررا وإن كانت مخالفة للمنهج الشرعي , لكنه إذا دخل بينها وبين صفوفها من يبيتون للناس شرا أو يريدون أن يشعلوا الفتنة أو أن يحملوا الحاضرين كما حصل في يوم الجمل وما دخل فيه صار من ضحيته من قتل من خيار الصحابة , إذن الفتن إذا عصفت شرها عظيم , يقول أحد الصحابة –  - لما قامت الفتن وهو من كبار الصحابة : ( كنا نقرأ الآية : " واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة " ما كنا نظن أنها فينا , وإذا هي فينا ) .
فليحرص المسلم لا أستمر وأطيل , لكني أسأل الله – جل وعلا - أن يسكن الفتنة وأن يحقق بعدها الخير لمصر ولغيرها من البلاد الإسلامية وأن يدفع كل فتنة وأن يقضي بواعثها ويقضي باعثيها , وأن يهدي كل من تولى أمرا من المسلمين أن يحكم فيهم شرع الله في أخلاقهم وعقيدتهم وأموالهم ودمائهم وأن يراقب الله في خلوته فإن الله - جل وعلا - لا تخفى عليه خافية , وقد يملي للظالم لكنه إذا أخذه أخذه لم يفلته كما قال النبي –  - : " إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته " ثم تلا قول الله – جل وعلا - : " وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ " أسأل الله أن يلطف بنا ويلطف بإخواننا المسلمين في كل مكان ويغفر لأموات المسلمين ويوفق الجميع للرجوع إلى شرع الله - جل وعلا- فيما يقولون ويقضون , النبي –  - لما ذكر له جور الولاة وعدوانهم وما يتعلق بعدم عدلهم قال بعض الصحابة : أفلا ننابذهم يا رسول الله ؟ قال : لا ما صلوا , لا , حتى تروا كفرا بواحا عندكم فيه من الله برهان " والله المستعان وصلى الله نبينا محمد و وأسال الله أن يوفقني والسامعين للسداد في كل أمر إنه سميع الدعاء .

المقدم : لا يمكن أن نتجاوز الموضوع الذي جرى في الدول العربية , ثانيا : أن الناس في العالم الإسلامي كله دائما موقف المملكة العربية السعودية من الأحداث , الموقف الشرعي , موقف العلماء , سماحة الشيخ صالح عضو هيئة كبار العلماء من الشخصيات العلمية المعروفة في العالم الإسلامي ولذا الرأي سيصدر إلى الناس , و من حق الناس أن يطرح بعض المناقشات لوجود سماحة الشيخ الذي لا يأتي إلا حلقة في الشهر , و فرصتنا الآن , فسماحة الشيخ صالح , إنا بأنقل لك كلام الناس إللي يقولونه يطرحونه في الصحافة وغيره .
شيخ صالح قد يقولون البعض : أنكم أنتم الآن تقولون مثلا : الذين في الجمل ( الزبير وطلحة ) البعض يقول : إن المقارنة مقارنة جائرة يعني , عثمان –  - دمه لا يقارن اليوم ولا الخروج عليه بالخروج من كب الناس بالحديد وساموهم سوء العذاب, فيقولون أصلا يعني مقارنة جائرة تماما أن يقارن حصار عثمان بحصار من منع الصلاة مثلا أو منع الناس أن يتنفسوا هواء إسلاميا , طرح , الطرح الآخر يقولون : لماذا أنتم – العلماء الشرعيون – توجهون حديثكم إلى الشعوب أن تصمت أن تسكت ألا تتكلم , لماذا الموقف الشرعي لا يخاطب هؤلاء أن يتقوا الله في هؤلاء الشعوب , أن يؤدوا الأقل دينهم , نحن لا نتكلم عن أموالهم , أموالهم سرقت , لكن الأقل أن يؤدوا دينهم , صلاتهم , عبادتهم , كما جرى في احدى الدول , أنا أنقل لك كلام الناس , وفرصتي حقيقة اسمحي يا شيخ , فرصتي مثل غيري حتى أطرح الكلام ويسمعه المشاهد؟.
ـ الشيخ : النبي –  - ذكر له قال : المسلم السمع والطاعة, وإن ضرب ظهره وأخذ ماله , قالوا : إذا تولى أناس يطلبون منا ولا يعطونا حقنا , قال : أدوا ما عليكم وسألوا الله الذي لكم , هل كان النبي –  - لا يفكر في العواقب ؟ نتائج الثورات – كما تسمى – أو المظاهرات , أليس يسفك فيها دماء ؟! أليس تخرب أموال ؟ أليست تشعل حرائق ؟ في كثير من الأماكن سواء كانت الحرائق فيها للأمة أو في أموال لسائر الناس , التحركات ينتج عنها جور من الجانب الثاني من السلطة , ويكون الحامل لها الجور خروج هؤلاء , ثم تسفك دماء وتصادر أموال وتنتهك أمور ما كان ينبغي أن تحصل , فالعلماء عندما يقولون إن الخرجات لم يمنعوا الكلام , لكن الناس إن كانت لهم رغبات خاصة حملوا ما يصنعون غير ما يحتمل , النبي –  - ذكر أن أعظم الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر , الناس لا يمنعون أن يتكلموا أو ينصحوا , وإذا واجهوا أن يبينوا , لكن الإثارات واستجلاب الناس والتسبب في قطع الطرق وإرباك الناس عن أعمالهم الخاصة , لم يخف عن الشارع وعن المبلغ عن الله رسالاته , ولذلك لم يمنع النصح , النبي–  - ذكر عند مبايعته أن يسلم ما يشترط عليه السمع والطاعة والنصح لكل مسلم , العلماء لا يمنعون النصيحة , لكنهم يمنعون الشيء الذي منعه النبي –  - , المنابذة المقصودة في الحديث إنما هي المصارعة , قال : " لا , حتى تروا كفرا براحا عندكم فيه من الله سلطان" , ليس سلطان يأخذه الإنسان من هواه , أو من اتفاق مجموعة من الناس أو من إثارة من لهم طمع فيما قد ينتج عن المظاهرات , النصح لولي الأمر واجب , وولي الأمر عليه أن يقبل النصيحة , وعليه إذا وضح له الأمر الشرعي أن يرجع إليه , وإذا لم يرجع لا يقال : ثوروا عليه! وقاتلوه , فيدافع عنه من يتنعمون بصحبته , ثم يكون هناك دماء ودماء الناس كانوا فرحين بالقضاء صدام حسين في العراق , والذي حل في العراق بعد إسقاط صدام حسين لا شك أن الذي نسمع ويبلغه كل مكان وسفكه للدماء وإنزال عذاب في أماكن كل منكرات , لكن هل يقارن ما حصل في العراق من المنكرات بعد سقوط صدام حسين بما كان في حياته ؟ , وإن لم تكن مظاهرات من أهل العراق وإنما أجلبت واستجلبت القوى التي تريد أمرا وأدركت بعضها أو كلها , ثم إن التعريض لأي بلد إسلامي لما قد يحصل في الدول المتربصة بأن تلتمس مما قد يحدث حجة لها حتى تقتحم وتقول إنها جاءت لتأصيل الديمقراطية وإشاعة العدل وقد جربنا وجرب الناس ما حصل من العدل !هل في أفغانستان لما قضي طالبان ,, تحقق عدل وتنمية اقتصادية ونمو معيشي ؟!أو أن دماء سفكت وحريات أهدرت وفتن متنقلة وبلاء وشرا مستطيرا عاف في البلاد إلى غير ذلك لا شك أن الناس كانوا الدول الغربية تحثهم القتال والجهاد أيام الاتحاد السوفيتي في أفغانستان , فلا ندري ما الذي جعل الأمر يتبدل , وصار من الجرائم ؟ ينبغي أن لا يُحمّل العلماء ما لم يقولوا وأن يصرف كلامهم إلى غير ما يريدون , العلماء لم يقولوا : لا ينصح أحدٌ أحدا , العلماء لا يقولوا لا ينصح أحد لولي الأمر , العلماء لا يقولون إذا أخطأ ولي الأمر لا يقال له فيما بينك وبينه ( أخطأت ) , لكن أن يشهر الأمر بأنه أخطأ ويشاع ذلك مسامع الناس وصحافتهم وأنديتهم هل يحقق مصلحة ؟ بالتجربة لا يتحقق المصلحة وإنما الوالي الجائر يستعد لصيانة نفسه واستجلاب من يضحون بمن يريد أن يضر بمصلحته من أجل حماية مصالحهم لا شك أن ما يقع الآن في مصر , واليوم يبدو أنه العاشر , ما الذي جرى فيه ؟ مصالح عطلت؟ وبنوك – حسب ما أسمع – كسدت أعمالها وإن كانت ربوية لكن الناس تعطلت لهم مصالح , المساجد قد تكون لم تعمر بالصلوات فرج عنها بالمسيرة أو ركبت حتى ينظر من يدخل فيها إلى غير ذلك من الشرور والآثام المسلم أن يحرص بأن يدعو الله – جل وعلا – أن يكشف عن جميع البلاد الإسلامية كل منحة وبلية وأن يرزقها حسن التمسك , فالناس لما يكونون في رغد وأمن وأمان الله – جل وعلا – لا يسلب الناس النعمة بدون سبب , ذلك أن الله لم يكن مغيرا نعمة أنعمها قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم , فلما تكون بلايا ومحن ورزايا فأسبابها أن الناس لم يتمسكوا بدين الله حقا , كما أن الله – جل وعلا – لا يغير المصائب والمحن إلا إذا غير الناس ما بأنفسهم , إذن ثارت عليهم المحن , وتراكمت البلايا وهبت أعاصير الفتن وصار الإنسان لا يعمل نفسه ولا في بيته ف محنة عظيمة , لكنها إذا تغير الناس وتابوا إلى الله بصدق ونصروا أمره وعظموا دينه ورجعوا إليه بصدق نصرهم الله , فالله وعد أن ينصر من ينصره ( يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم ) ما قال : ننصركم قبل أن تنصروا الله , لا , لا بد من نصر الله , كيف يكون نصر الله ؟ بإخلاص العبادة لوجهه – جل وعلا – الكف عن الظلم , ألم يقل النبي –  - فيما يروي عن ربه – جل وعلا - : " إن الله قال : يا عبادي إني حرمت الظلم نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا " , النبي –  - لما سئل قال : " الظلم ظلمات يوم القيامة " من أظلم الظلم : الشرك الأكبر , دعاء غير الله , لا أحب أن أعرّض في مصر ولا في غيرها , لكن الشرك الأكبر الآن يشيع في أغلب البلاد الإسلامية , يُدعى غير الله ويسمع الدعاء ولا تجد من يستنكر ذلك استنكارا فيه غيرة صادقة دين الله , فنسأل الله – عز وجل – أن يلطف بنا ونشر في درس مضى أشرنا إلى حديث زينب مخرج في صحيح البخاري وغيره , النبي –  - قام فزعا وقال : " ويل للعرب من شر قد اقترب , فُتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج ك" وحلق بين الإبهام والسبابة حلقة بسيطة بالسنتيمترات قطرها , قالت : أنهلك وفينا الصالحون ؟ قال : نعم , إذا كثر الخبث " , يعني لا نغتر إذا كان هناك من يتمسكون بالعبادة ويصلون ولكن الشر هو المتلاطم والجور هو المعظم , والعدل مخفى , وتغير المعالم الشرعية يقام في ذلك ويحصر الناس عن إتيان المساجد في بعض الأوقات , ويحمل الناس مخالفة السنة ويعاقب من يطبقها سبيل المثال : إذا قصر أحد ثوبه ازديء وربما أهين وربما حقق معه , النبي –  - قال : " وزرة المؤمن أنصاف الساقين , وما أسفل الكعبين ففي النار " لم يجعل ما فوق الكعبين في النار وإنما ما أسفلها , إذا طبق الإنسان السنة والنبي –  – قال : " أعفوا اللحى " , إذا أعفى أحد لحيته في كثير من البلاد الإسلامية روقب ووضعت عليه علامات استفهام , البلاء مستشرٍ والبلاء عام وإن كان فيها – ولله الحمد – خير : صلوات تقام , وأصوات الأذان تجلل في المنارت وغير ذلك ولكن يخشى من الشر إذا كثرت أبوابه وعلاماته ورافعوا راياته , والله المستعان .

المقدم : ما زال لدي الكثير من التساؤلات : ما نطرحه هنا نعبر به عن حديث الناس وليس بالضرورة أن تتبناه قناة أو برنامج أو مقدم , لكن نطرحه ,, لدي مجموعة من الأسئلة ويا شيخ صالح صوتك مهم و- جزاك الله خيرا – يبقى تساؤلات أختم بها .. البعض يقول : إنه لا يمكن التغير لما جرى اليوم من أحداث إلا بدماء , المسلمون في تاريخهم كله ما انتصروا إلا بدماء أريقت , فلا يمكن أن نتصور أن الأمور تأتي بدون الأمر , الأمر الثاني أنه يقال : إن العلماء – أحيانا – لا يستشعرون المعاناة ربما لأنهم في بلاد لم يتعرضوا لمثل الأمر , يعني مثلا في بلاد المساجد لا تفتح إلا ببطاقة ممغنطة لا يصلى فيها ولا يسمع فيها الأذان يمنع الناس من التطبيق , الأمر الآخر يقول البعض إنه في مسيرة التاريخ الإسلامي كله حصلت حركة تناقل , الأمويين كانوا يطبقون شرع الله فأتى العباسيون فألغوا آخر خليفة ( مروان بن محمد ) فقتل , ثم أتى بعد العباسيين دول بل حتى قبل ذلك بعد عهد الخلفاء الراشدين بعد ( علي –  - ) والخلاف الذي جرى .. ثم معاوية ثم عبد الملك بن مروان .. يعني الأمور لا يمكن أن تأتي , ثم يقال أيضا أنا لا نقيس الوضع الشرعي في بلاد دون بلاد , بمعنى إنه والله في بعض البلاد يكون أحيانا تطبيق الشريعة الناس تأتي والأمورتتم ببيعة شرعية يقول : لم تأت ببيعة , هو حكم عسكري .. من السلطة وقادها بقوة وتولى وبالتالي فهم يقولون ليس هناك أصلا شيء شرعي حتى يقال لا تخرجوا عليهم .
أنا أطرح التساؤلات لوجود مثل الشيخ صالح معي ..
ـ الشيخ : التساؤلات لا تبرر ولا تسوغ المظاهرات التي ما تكون .. حتى مظاهرة الكورة يحصل فيها شر وبلاد وإفساد أموال وربما ختامها شر , ما أذن في الخروج الجماعي إلا في جهاد في سبيل الله لقتال مشروع بين مسلمين وكافرين , وأما فيما يتعلق في مثل الأمور لا شك أن الحكومة العسكرية هي في بدايتها ثورة , لكنها في بدايتها لم يُرَق فيها دماء , فإن الانقلاب الملك فاروق في عام 1372 هـ لم يحصل فيه دماء وكان الناس مسالمين ومستسلمين , والجور الكثير وإنما جاء في تلك الحكومات التي تلت تلك الثورة , إنما تعالج ممكن بلقاءات أو بظهور ودعاء أو غير ذلك , لكن الذي طرأ في اليومين الأخيرين فيما يسمى بالثورة في مصر , يبدو أنه أدخل فيه ما ليس فيه , ولا يعني إذا لم يدخل فيه شيء أن العمل عمل مشروع , الصحابة لما حصل ما حصل في عهد عثمان –  – وقد رأى الصحابة هؤلاء المتجمعون الآتون رأوا عملهم منهم من هو من أبناء المهاجرين كمحمد بن أبي بكر الصديق –  – وغيره , ما حبذوا عملهم وما كانوا يتوقعون أن يحصل منه ما حصل , وأما ما بعد ذلك في يوم الجمل فكان قتال , كان الأول ليس فيه قتال , ثم تدخل الراغبون في اشتعال الفتنة فقتلوا فأصبح الناس مضطرين يقاتلوا , ثم ما حصل بين معاوية وعلي –  جميعا – فهؤلاء لا شك أنها واقعة فتنة , والنبي –  - قال : تقتل عمارا الفئة الباغية , وقُتل من جيش الشام , وإن أرادوا أن يحوروا قالوا الذي أخرجته , ومع ما كان الناس ينظرون في الذي حصل , لكن لما تطور فيهم المظاهرات صار يتحمل راياتها من ليس له قسط من الإسلام , هي لو لم يكن فيها إلا أهل العلم الشرعي لانتقدها العلماء وقالوا : إن النبي –  - يقول السمع والطاعة هو المطلوب وما سواه يُطلب من الله – جل وعلا - , ونحن لو أخلصنا لله العبادة وصنا أنفسنا وتحقق فينا التقوى لاستجيب دعاءنا , الله يقول : " وقال ربكم ادعوني استجب لكم " وقال : " وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان " فإذا رأينا أننا لا يستجاب دعاؤنا فلنبحث عن الصوارف الموجودة في حديث : " رب أشعث أغبر يطيل السفر يرفع يديه (يارب يارب) ومطعمه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام " إذن التحريض الكثير في الأمة الإسلامية في مشاربها ومطاعمها وأحوالها أحال في كثير من الأوقات دون استجابة الدعاء , ولولا نصح الله – جل وعلا – لحل بالناس أمور لا تطاق , والله يقول : لو يؤاخذنا بما نعمل ما ترك وجه الأرض من دابة .. والله المستعان" .

 رد: أقوال العلماء الربانيين في نازلة الثوار المتظاهرين
موقف الشيخ عبد العزيز الراجحي -حفظه الله-


1- قال الشيخ -حفظه الله- في فتوى منشورة في شريط (من أقوال العلماء في المظاهرات) جوابا السؤال التالي :
"السؤال: ما رأيكم فيمن يجوز المظاهرات للضغط ولي الأمر حتى يستجيب له؟
الجواب: المظاهرات ليست من أعمال المسلمين، دخيلة، ماكانت معروفة إلا من الدول الغربية الكافرة". 

2- وقال في بيان صدر عنه -مؤخرا- :





بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
« بيانٌ في حُكم المُظاهرات »،
لصَاحِبِ الفَضِيْلةِ شيخنا العلَّامةِ عبدِ العزيز بنِ عبدِ اللَّـهِ الرَّاجِحيِّ
ـ سَلَّمَهُ اللَّـهُ تَعَالَى ـ
السّبت 30/3/1432

الحمدُ للَّـهِ وحدَهُ والصَّلاةُ والسَّلامُ نبيِّنا مُحمَّد و آله وصحبه والتَّابعين.
أما بعد: فقد ثبت في الحديث عن النبي أنه قال: « إنها ستكون فتن القاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من السّاعي »، وثبت في حديث آخر عن النبي أنه قال في الفتن المُلبسة التي لا يتبين فيها المُحق: « كن كخير ابني آدم » ، وثبت في حديث آخر عن النبي : أنه أمر بكسر جفون السيوف في الفتنة، وثبت في الحديث الصحيح عن النبي أنه قال: « إن السّعيد لمن جُنِّب الفتن، إن السّعيد لمن جُنِّب الفتن، إن السّعيد لمن جُنِّب الفتن » ثلاثاً.
وإذا وقعت الفتن التي لا يعلم المسلم وجه الحق فيها فالواجب المسلم الأمور التالية:

1- الاعتصام بالكتاب والسنة، والرجوع إلى أهل العلم والبصيرة المعتبرين حتى يوضحوا له الأمر، ويُجلوا له الحقيقة لقول الله تعالى: وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ[ سورة النّساء، الآية : 83 ].

2- أن يبتعد عن الفتنة وأن لا يُشارك فيها بقولٍ أو فعلٍ أو حثٍ أو تأيدٍ، أو دعوة إليها، أو جمهرةٍ حولها، بل يجب البُعد عنها، والتحذير من المشاركة فيها، لقول النبي في الحديث الصحيح: « من سمع بالدجال فلينأ عنه ».

3- الإقبال العبادة والانشغال بها، واعتزال الناس، لما ثبت في صحيح مسلم أن النبي قال: « العبادة في الهرج كهجرة إليّ »، والهرج اختلاط الأمور، والقتل والقتال.

ونحن والحمد لله في البلد –المملكة العربية السعودية- تحت ولاية مسلمةٍ تُدين بالحكم بكتاب الله، وسنة رسوله ، وفي أعناقنا بيعةٌ لهم ذلك، ووقوع بعض الأخطاء لا يُجيز الخروج ولاة الأمر.

وبناء ما سبق: 
فإنه لا يجوز الخروج في المظاهرات التي يَخرجُ فيها بعض الناس للأمور التالية:

الأمر الأول: أن في المظاهرة الخروج ولي الأمر، والخروج ولي الأمر من كبائر الذنوب، لقول الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ[ سورة النّساء، الآية : 59 ] .
ولقول النبي : « أطع الأمير وإن ضرب ظهرك، وأخذ مالك ». وطاعة ولاة الأمر في طاعة الله، والمعاصي لا يُطاعون فيها، ولكن لا يجوز الخروج ولي الأمر إلا بشروط خمسة دلت عليها النصوص من كتاب الله وسنة نبيه :
أحدها: أن يفعل ولي الأمر كفراً لا فسقاً ولا معصيةً.
الثاني: أن يكون الكفر بُواحاً. أي واضحاً لا لبس فيه، فإن كان فيه شكٌ أو لبسٌ، فلا يجوز الخروج عليه.
الثالث: أن يكون الكفر دليله واضحٌ من الكتاب أو السنة، ودليل الشروط الثلاثة قول النبي في الحديث الصحيح لمّا سُئل عن الأمراء وظلمهم قال: « إلا أن تروا كُفرًا بُواحًا عندكم من اللَّـه فيه برهان».
الرابع: وجود البديل المسلم الذي يحل محل الكافر، ويُزيل الظلم، ويَحكم بشرع الله، وإلا فيجب البقاء مع الأول.
الخامس: وجود القدرة والاستطاعة، لقول الله تعالى: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ[ سورة التغابن، الآية : 16 ] ولقول النبي : « إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم ».

الأمر الثاني: أن إنكار المنكر ولي الأمر لا يكون بالخروج عليه، بل يكون بالطرق الشرعية المناسبة، بالنصيحة من قِبل أهل العلم، وأهل الحل والعَقد من العقلاء، وذلك أن من شرط إنكار المنكر أن لا يترتب عليه منكر أشد منه، ولا تُرتكب المفسدة الكبرى لدفع المفسدة الصغرى.
وإنكار المنكر ولي الأمر بالخروج عليه بالمظاهرات وغيرها يترتب عليها مفاسد كبرى، أعظم مما يُطالب به من إصلاحات أو إزالة ظلمٍ أو غيرها ؛ فمن المفاسد:
1- إراقة الدماء، وسفك الدماء يُعتبر من أعظم الجرائم بعد الشرك بالله تعالى.
2- اختلال الأمن، و من أعظم البلايا والمصائب، فإنه لا طعم للحياة مع الخوف، وقد امتن الله قريش بالأمن، فقال تعالى: الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ[ سورة قريش، الآية : 4 ].
3- اختلال التعليم والصناعة، والتجارة والزراعة، واختلال الحياة كلها.
4- فسح المجال لتدخل الدول الأجنبية الكافرة.
5- فتح المجال للمفسدين في الأرض من عصابات كالسُراق، ونحوهم، وعصابات المنتهكين للأعراض، وغيرها من الفتن التي لا أول لها ولا آخر، وتأتي الأخضر واليابس.

ول فإني أُحذر أشد التحذير من الدخول في المظاهرات أو المشاركة فيها، أو الحث أو التأييد، أو التجمهر، لأن الأمور من العظائم وكبائر الذنوب.
أسأل الله تعالى أن يُجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يحمي بلادنا منها، وأن يُوفق ولاة أمورنا لِما يكون سبباً في حفظ الأمن من الاستقامة دين الله وتحكيم شرعه، وإصلاح ما يحتاج إلى إصلاح.
وأن يُثبتنا دين الله القويم. إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله نبينا محمد وآله وصحبه والتابعين لهم بإحسان.







*******************************************






موقف الشيخ صالح آل الشيخ -حفظه الله-.


قال الشيخ -نقلا عن كتاب (المظاهرات والاعتصامات) , (ص\98-99) : "إذن ما ذُكِرَ من أن الوسيلة تبرر الغاية؛ باطل وليس في الشرع.
وإنَّما في الشرع أنَّ الوسائل لها أحكام المقاصد بشرط كون الوسيلة مباحة، أما إذا كانت الوسيلة محرمة؛ كمن يشرب الخمر للتداوي؛ فإنه ولو كان فيه الشفاء؛ فإنه يَحرُمُ؛ فليست كل وسيلة توصل إلى لمقصود لها حكم المقصود؛ بل بشرط أن تكون الوسيلة مباحة.
إذا تقرر ؛ فمسألة الوسائل في الدعوة ليست الإطلاق؛ بل لابد أن تكون الوسيلة مباحة، ليست كل وسيلة يظُنها العبد ناجحة، أو تكون ناجحة بالفعل يجوز فعلها.
مثال ذلك: المظاهرات مثلاً؛ إذا أتى طائفة كبيرة، وقالوا: إذا عملنا مظاهرة؛ فإن يسبب الضغط الوالي وبالتالي يُصلِح، وإصلاحه مطلوب، والوسيلة تبرر الغاية.
نقول: باطل؛ لأن الوسيلة في أصلها محرمة، ف الوسيلة وإن أوصلت للمصلحة لكنها في أصلها محرمة؛ كالتدواي بالمحرم ليُوصل إلي الشفاء.
فثمَّ وسائل كثيرة يمكن أن تخترعها العقول لا حصر لها، وتُجعل الوسائل مبرِّرة للغايات، و ليس بجيد؛ بل باطل؛ بل يشترط أن تكون الوسيلة مأذون بها أصلاً ثم يُحكم عليها بالحكم الغاية؛ إن كانت الغاية مستحبة؛ صارت وسيلة مستحبة، وإن كانت الغاية واجبة؛ صارت الوسيلة واجبة، وهكذا

جمعها أبو العباس الموصلي . جزاه الله خيرا

الأربعاء، 9 أبريل 2014

الترهيب من الغيبة

[ الترهيب من الغيبة ]

- قال صلى الله عليه وسلم، "أتدرون ما الغيبة؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: ذكرك أخاك بما يكره. قيل أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول، فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه فقد بهته" .

- فالغيبة هي ذكر العيب بظهر الغيب
بلفظٍ، أو إشارةٍ، أو محاكاةٍ . (المناوي)

- الغيبة أنْ يتكلَّم خلف إنسانٍ بما يَكرهه لو سمعه، فإن كان صدقًا سُمِّيَ غِيبَةً، وإن كان كذبًا سمِّي بُهتانًا وهو أعظم من الغيبة .

- حكمها >>
" لا خلافَ أن الغِيبة من الكبائر" (القرطبي)

- قال تعالى: { وَلا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ }

في هذه الآية >>
• نهي صريح عن الغيبة (ولا يغتب بعضكم بعضا)
•جعل مَثَل مُغتاب أخيه كمثل يأكل لحم أخيه ميتا.

•وأكل لحم الإنسان من أعظم ما يستقذره بنو آدم جبلةً وطبعًا، ولو كان كافرًا ..

• فكيف إذا كان أخًا في النسب، أو في الدين؟! فإنَّ الكراهة تتضاعف بذلك، ويزداد الاستقذار !

• فكيف إذا كان ميِّتًا؟! فإن لحم ما يحل أكله يصير مستقذرًا بالموت، لا يشتهيه الطبع .
(القرطبي)

- قال تعالى: {وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ }
قال مقاتل بن سليمان: وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ يعني الطعان المغتاب الذي إذا غاب عنه الرجل اغتابه من خلفه .

- إثم المغتاب عظيم :
عن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت للنبي صلى الله عليه وسلم: حسبك من صفية كذا وكذا، فقال صلى الله عليه وسلم: " لقد قلتِ كلمةً لو مزجت بماء البحر لمزجته" صححه الألباني.

- الغيبة من أسباب عذاب القبر :
مرَّ النبي صلى الله عليه وسلم بقبرين، فقال: إنهما ليُعذَّبان، وما يعذبان في كبير، أما أحدهما فيُعذَّب في البول، وأما الآخَر فيُعذَّب في الغيبة.
حسنه الألباني. 

- من عقوبة المغتاب = نَتَن رائحته بعد موته!
قال جابر بن عبد الله : كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فارتفعتْ رِيح منتة فقال: أتدرون ما هذه الريح؟ هذه ريح الذين يغتابون المؤمنين.
حسنه الألباني. 

- للمغتابين عذاب شديد يوم القيامة :
قال صلى الله عليه وسلم: "لما عُرج بي مررتُ بقومٍ لهم أظفارٌ من نحاسٍ يخمشون وجوهَهم وصدورَهم ! فقلتُ : من هؤلاءِ يا جبريلُ ؟ قال : هؤلاءِ الذين يأكلون لحومَ الناسِ ، ويقَعون في أعراضِهم" صححه الألباني .

- يتتبع الله عورة المغتاب ويفضحه في جوف بيته: قال صلى الله عليه وسلم: "يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه، لا تغتابوا المسلمين، ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من اتبع عوراتهم يتبع الله عورته، ومن يتبع الله عورته يفضحه في بيته"

- يستفاد من الحديث السابق أن الغيبة من علامات النفاق !

- مجالسة المغتاب >> "الواجب عدم مجالسة من يغتاب المسلمين مع نصيحته والإنكار عليه، ... فإن لم يمتثل فاترك مجالسته؛ لأن ذلك من تمام الإنكار عليه . (ابن باز) 

- سماع الغيبة >> محرم؛ لأنه إقرار للمنكر، والغيبة كبيرة من كبائر الذنوب، يجب إنكارها على من يفعلها . (اللجنة الدائمة)

الأحد، 6 أبريل 2014

عشرون وصية في دعوة الكفار

عشرون وصية في دعوة الكفار
1/ لا تعارض بين دعوة المسلمين وغير المسلمين، فكلاهما من أبواب الخير "الأهم"، والموفق من ضرب من كل خير بسهم.
2/ دعوة الكفار تحتاج إلى: علم وحكمة وصبر، والطريق ليس مفروشا بالورود، والأجر المترتب عليها يستحق ما يبذل من جهد.
3/ إياك واليأس من القبول؛ فالناس مقبلة فعلا، ولا تحقر من المعروف شيئا. بعض الكفار ربما لا يحتاج في إسلامه إلا إلى دفعة يسيرة!
4/ تذكر أن واجبك الدعوة لا نتيجتها، واستشعارك خطر الكفر وعاقبته دافع لمزيد من الجهد، وفوِّض النتائج إلى الله.
5/ من تلبيس إبليس قول بعضهم: يكفي في دعوة الكافر إظهار القدوة الحسنة أمامه! يا هذا كم أنت واهم! الدعوة المباشرة متحتمة.
6/ أظهر الأخلاق العالية ومحبة الخير للكافر تكسب ثقته واحترامه. عند محاورته اختر الزمان والمكان المناسبين. بادر الفرصة وإياك والتسويف.
7/ الكفار أنواع؛ فأعط كل نوع حظه من الدعوة، وراع الفروق الفردية، وعامل كل مدعو بما يناسبه؛ فالجاهل غير المتعلم، والأوربي غير الأفريقي ...
8/ بالتجربة: أقصر طريق لقلب الكافر: بيان محاسن الإسلام وجماله وروعته. اضرب الأمثلة الدقيقة والتي تلامس وضعه وحاله حتى يستوعبها جيدا.
9/ من الخطأ حين عرض الإسلام على الكافر الاكتفاء ببيان محاسنه دون حثه على اعتناقه. تنبه إلى أن إعجابه به لا يقتضي ضرورةً قبوله دينا.
10/ قد يكون من الحكمة مع بعض الأصناف (المستكبر، المتهجم على الإسلام) تشكيكها في دينها أولا قبل عرض الإسلام، لكن لا تلجئه إلى العناد.
11/ اغرس في نفس المدعو التفريق بين "الإسلام" و"المسلمين"، فأكثر سبب لإحجام الكفار عن الدخول في الإسلام: الصورة السلبية عن المسلمين.
12/ الإعجاز العلمي في القرآن والسنة وسيلة ناجعة في دعوة الكافر، لكن أوغل في هذا الموضوع برفق واقتصد، وتحرّ الدقة واترك المبالغة.
13/ الشبهات ضد الإسلام عائق عن الدخول فيه؛ فتسلح بجوابها. ثمة شبهات مشتهرة وتتكرر كثيرا؛ فاعرف جوابها قبل المحاورة.
14/ إياك والدخول في جدال لست مؤهلا له؛ فصنيعك يفسد أكثر مما يصلح. فرّق بين: عرض الإسلام والمناظرة عليه؛ فالأخير يحتاج لتأهيل خاص.
15/ تجنب -قدر الاستطاعة- الدخول في موضوعات قد لا يستوعبها الكافر الآن: حد الردة، الختان، التعدد ... وإذا ألجئت فليكن الجواب حاضرا.
16/ من عجيب صنيع بعضهم أنه إذا لمس من كافر الرغبة في الدخول في الإسلام دعاه للتريث والتفكير العميق! أي جريمة هذه؟!
17/ تنبه إلى أن الدخول في الإسلام ليس هو النطق المجرد للشهادة دون فهم لمعناها والتزام بها وبما تقتضيه.
18/ راعِ الأولويات: الإيمان بالله أولا، ثم النبوة، اليوم الآخر.. بعضهم يصد عن الدين دون أن يشعر؛ يقول ابتداء: اترك الخمر، والنساء، واختتن!
19/ ليس كل كتاب مترجم يصلح للتوزيع. أعط الكتاب المناسب للشخص المناسب في الوقت المناسب.
20/ متابعة من أسلم بعد إسلامه قد تكون أصعب من دعوته إليه؛ فلا تدعه صيدا لشياطين الجن والإنس. وفق الله الجميع لهداه وجعلنا من أنصاره.
 
وكتبها: صالح بن عبد العزيز بن عثمان سندي