الجمعة، 23 يناير 2015

في وفاة الملك عبدالله رحمه الله

| وفاة الملك عبدالله - رحمه الله - |

- لما بلغ سفيان بن عيينة وفاة وزير للخليفة الرشيد قال سفيان:
" اللهم إنه كان قد كفاني مئونة الدنيا فاكفه مئونة الآخرة ". [البداية والنهاية 13/658]

- قال أيوب السَّخْتَياني:
إني أُخْبر بموت الرجل من أهل السنَّة فكأني أفقد بعض أعضائي"
(شرح أصول اعتقاد أهل السنة)

الصلاة على الميت الغائب 

ثبت في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج إلى أصحابه يوم مات النجاشي ملك الحبشة رحمه الله ، فنعاه لهم ، وصفهم وصلى عليه صلاة الجنازة . 

- تشرع الصلاة على الغائب إذا كان له نفع للمسلمين ، كعالم أو مجاهد أو غني نفع الناس بماله ونحو ذلك .
(رواية عن أحمد، اختارها السعدي وبه أفتت اللجنة الدائمة)

قال الإمام أحمد: إذا مات رجل صالح صلي عليه ، واحتج بقصة النجاشي.

"تجوز صلاة الجنازة على الميت الغائب لفعل النبي صلى الله عليه وسلم، وليس ذلك خاصاً به، فإن أصحابه رضي الله عنهم صلوا معه على النجاشي، ولأن الأصل عدم الخصوصية لكن ينبغي أن يكون ذلك خاصاً بمن له شأن في الإسلام، لا في حق كل أحد".
[اللجنة الدائمة(8/418)]

- إذا صلي على من له قدم في الإسلام كأمير صالح له أثر في الإسلام ومنفعة المسلمين أو عالم له أثر في الإسلام فلا حرج إن شاء الله .
(ابن باز)
________

موقف الإمام ابن باز رحمه الله في وفاة الملك خالد:
- قبل أكثر من ثلاثين سنة لما مات الملك خالد رحمه الله وبينما كانت جنازته تعد تكلم الإمام ابن باز رحمه الله فعزى الأمة في مصيبة وفاة الملك خالد وحمد الله على توفيقه للأسرة على بيعة خلفه فهد وعبدالله ودعا لهما ، وذكر الناس بالموت والاستعداد للآخرة وشكر الأسرة الحاكمة على الاستقرار في الحكم والمبادرة في البيعة . 
شاهد الكلمة هنا 👇
http://www.safeshare.tv/w/wAUfYOhmRE
___________

كان الإمام أحمد دائم الدعاء للسلطان ، وبخاصة إِذا مر ذكره :
قال أبو بكر المروذي : سمعت أبا عبد الله ، وذُكر الخليفةُ المتوكل ، فقال : ( إِني لأدعو له بالصلاح والعافية ..)

فاللهم اغفر لعبدك عبدالله بن عبدالعزيز وارحمه وارفع درجته وعوِّض الأمة خيرا وصلاحا للقلوب والأعمال .
ووفق اللهم خَلَفه الملكَ سلمان وولي عهده مقرنا وولي ولي عهده محمدا للعون والتوفيق والسداد ، وأصلِح بهم البلاد والعباد واجمع الكلمة على الحق .

الثلاثاء، 6 يناير 2015

من آداب الدعاء

[ من آداب الدعاء ]

1. أن يكون الداعي موحداً لله في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته ، ممتلئاً قلبه بالتوحيد ، فشرط إجابة الله للدعاء : استجابة العبد لربه بطاعته وترك معصيته :
قال تعالى: { وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون }

2. الإخلاص لله تعالى في الدعاء :
قال تعالى:{وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء} و"الدعاء هو العبادة" ، فالإخلاص شرط لقبوله .

3. أن يسأل اللهَ تعالى بأسمائه الحسنى :
قال تعالى {ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه}

4. الثناء على الله تعالى قبل الدعاء بما هو أهله:
قال صلى الله عليه وسلم:
"إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ فَلْيَبْدَأْ بِتَحْمِيدِ اللَّهِ وَالثَّنَاءِ عَلَيْهِ ثُمَّ لْيُصَلِّ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ لْيَدْعُ بَعْدُ بِمَا شَاء" صححه الألباني.

5. الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم:
قال صلى الله عليه وسلم :
" كل دعاء محجوب حتى تصلي على النبي صلى الله عليه وسلم"
صححه الألباني.

6. استقبال القبلة :
بدليل حديث عُمَرَ يوم بدر ، وفيه:
"فَاسْتَقْبَلَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْقِبْلَةَ ثُمَّ مَدَّ يَدَيْهِ فَجَعَلَ يَهْتِفُ بِرَبِّهِ : ( اللَّهُمَّ أَنْجِزْ لِي مَا وَعَدْتَنِي..." رواه مسلم. 

7. رفع اليدين :
قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
" إِنَّ رَبَّكُمْ تَبَارَكَ وَتَعَالَى حَيِيٌّ كَرِيمٌ يَسْتَحْيِي مِنْ عَبْدِهِ إِذَا رَفَعَ يَدَيْهِ إِلَيْهِ أَنْ يَرُدَّهُمَا صِفْرًا"
صححه الألباني.


8. اليقين بالله تعالى بالإجابة، وحضور القلب:
قال صلى الله عليه وسلم :
"ادْعُوا اللَّهَ وَأَنْتُمْ مُوقِنُونَ بِالإِجَابَةِ ، وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ لا يَسْتَجِيبُ دُعَاءً مِنْ قَلْبٍ غَافِلٍ لاهٍ"
حسنه الألباني .

9. الإكثار من المسألة ، فيسأل العبد ربه ما يشاء من خير الدنيا والآخرة ، والإلحاح في الدعاء ، وعدم استعجال الاستجابة:
قال صلى الله عليه وسلم :
" يُسْتَجَابُ لِلْعَبْدِ مَا لَمْ يَدْعُ بِإِثْمٍ أَوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ ، مَا لَمْ يَسْتَعْجِلْ ، قِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَا الاسْتِعْجَالُ ؟ قَالَ : يَقُولُ : قَدْ دَعَوْتُ ، وَقَدْ دَعَوْتُ ، فَلَمْ أَرَ يَسْتَجِيبُ لِي ، فَيَسْتَحْسِرُ عِنْدَ ذَلِكَ وَيَدَعُ الدُّعَاءَ" متفق عليه. 

10. الجزم فيه :
قال صلى الله عليه وسلم :
" لا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي إِنْ شِئْتَ ، اللَّهُمَّ ارْحَمْنِي إِنْ شِئْتَ ، لِيَعْزِمْ الْمَسْأَلَةَ ، فَإِنَّ اللهَ لا مُكْرِهَ لَهُ " متفق عليه.

11. التضرع والخشوع والرغبة والرهبة ، قال تعالى {ادعوا ربكم تضرعاً وخفية}
وقال تعالى { إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغباً ورهباً وكانوا لنا خاشعين }

12. الدعاء ثلاثاً :
عن ابن مسعود :
" وَكَانَ صلى الله عليه وسلم إِذَا دَعَا دَعَا ثَلاثًا، وَإِذَا سأَلَ سَأَلَ ثَلاثًا " متفق عليه. 

13. إطابة المأكل والملبس :
" ذَكَرَ النبي صلى الله عليه وسلم الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ يَا رَبِّ يَا رَبِّ ، وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ ، وَغُذِيَ بِالْحَرَامِ ، فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ ".  

14. إخفاء الدعاء وعدم الجهر به:
{ادعوا ربكم تضرعا وخفية} 

السبت، 3 يناير 2015

هل أَحتفلُ بالمولد النبوي ؟

| هل أَحتفلُ بالمولد النبوي ؟ |

بسم الله الرحمن الرحيم

🎐سأكون أول من يحتفل بالمولد النبوي لو ظفرت بحديث فيه حث منه صلى الله عليه وسلم على تخصيص يوم الثاني عشر من ربيع الأول بميزة عن غيره.

🌱سأكون أول من يحتفل بالمولد النبوي لو وجدت عنه صلى الله عليه وسلم حضا على الاحتفال به أو بشارة، ولو تلميحا.

🎐سأكون أول من يحتفل بالمولد النبوي لو كنت لا أعتقد أنه بلغ البلاغ المبين، وأنه  يمكن أن يكون ثمة خير لم يحضنا عليه.

🌱سأكون أول من يحتفل بالمولد النبوي لو ظفرت بأثر عن أبي بكر رضي الله عنه أنه أقام وليمة ليلة المولد

🔹أو أن عمر رضي الله عنه جعل هذا اليوم  يوم عطلة ولعب.

🔸أو عن عثمان رضي الله عنه أنه حث في ذاك اليوم على الصدقة أو الصوم

🔹أو عن علي رضي الله عنه أنه أقام حلقة لمدارسة السيرة.

🎐سأكون أول من يحتفل بالمولد النبوي لو علمت أن بلالا أو ابن عباس أو أي أحد من الصحابة -رضي الله عنهم- خصوا يوم المولد بأي شيء؛ ديني أو دنيوي.

🌱سأكون أول من يحتفل بالمولد النبوي لو كنت لا أعتقد أن الصحابة أشد مني تعظيما ومحبة له -عليه الصلاة والسلام- وأعلم مني بقدره العلي.

🎐سأكون أول من يحتفل بالمولد النبوي لو ظفرت بأثر عن أحد من التابعين -من آل البيت أو غيرهم- فيه الحض على قراءة المدائح النبوية يوم المولد.

🌱سأكون أول من يحتفل بالمولد النبوي لو ظفرت بكلمة عن واحد من الأئمة الأربعة في الحث على الاحتفاء بيوم المولد

🔸أو خبرٍ عن واحد منهم أنه اجتمع ليلته مع مجتمعين؛ فأنشدوا وتمايلوا!

🌱سأكون أول من يحتفل بالمولد النبوي لو كنت أعتقد أن هؤلاء الأئمة ومن سبقهم جفاة غلاظ لا يعرفون قدر نبيهم صلى الله عليه وسلم وحرمته ولا رفيع منزلته.

🎐سأكون أول من يحتفل بـالمولد النبوي لو كنت أعتقد أن الأمة لم تكن تعرف كيف تعبر عن حبها لنبيها صلى الله عليه وسلم أكثر من ثلاثمائة عام -من نشأنها-؛ حيث لم يقم خلالها مولد واحد!

🌴أخيرا .. سأكون أول من يحتفل بـالمولد النبوي لو كنت أعتقد أن السبيل الأهدى: ابتداع المتأخرين، لا اتباع الأسلاف الصالحين.

💎والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله وخليله نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

         --------------------------
📌وكتبه: أ.د. صالح بن عبد العزيز بن عثمان سندي [ رئيس الجمعية العلمية السعودية لعلوم العقيدة والأديان والفرق والمذاهب ] 
          1436 / 3 / 11

http://www.salehs.net/mk28.htm

الخميس، 1 يناير 2015

الرد على شبهات مجيزي الاحتفال بالمولد النبوي

⚫شبهات يوردها مجيزو الاحتفال بالمولد النبوي والجواب عنها:

⬅الشبهة الأولى: على افتراض أن الدولة العبيدية أول من أحدث المولد فليس هذا دليلا على المنع؛ فقد أخذ النبي صلى الله عليه وسلم تعظيم يوم عاشوراء من اليهود
🌐والرد من وجوه:
▫الأول: الذي يُشَرِّع التعظيم والاحتفال هو الله, فكل ما شرعه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم يكون شرعا, سواء وافق يوما يعظمه اليهود أو لا.
وإنما محل النزاع مع المجيزين أن يُشَرِّع الاحتفال غير النبي صلى الله عليه وسلم.
▫الثاني: هؤلاء المجيزون يلزم على شبهتهم أن يسووا في تشريع الشرع بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين الرافضة -الدولة العبيدية-, وهذا كفر نعوذ بالله من الكفر.
▫الثالث: تعظيم يوم عاشوراء إنما شُرِع بتشريع الله له, لا أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ تشريعه من اليهود.
▫الرابع: الرافضة -الذين يكفرون أبا بكر وعمر وعائشة وحفصة, ويطعنون في القرآن- أخرجهم الأئمة كابن المبارك وغيره من الفرق الإسلامية, فهي فرقة كافرة, فكيف يؤخذ تشريع حكم من كافر؟!

⬅الشبهة الثانية:أن المولد بدعة حسنة.
🌐والرد من وجوه:
▫الوجه الأول: أن القول بالبدعة الحسنة مخالف لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: (وكل بدعة ضلالة)
ولا قول بعد قول رسول الله صلى الله عليه وسلم.
▫الوجه الثاني: أن القول بأن هناك بدعة حسنة يلزم منه تكذيب الله والطعن في رسول الله صلى الله عليه وسلم , وكلاهما كفر.
أما تكذيب الله؛ فلأنه يقول: اليوم أكملت لكم دينكم.
والبدعة الحسنة تدل على أن الدين لم يكمل.
وأما الطعن في النبي صلى الله عليه وسلم فلأن البدعة الحسنة تقتضي أن هناك عبادة لم يبلغها النبي صلى الله عليه وسلم, وهذا خيانة للأمانة, ووصفه بالخيانة كفر.
▫الوجه الثالث: قال الشافعي رحمه الله: ((من استحسن فقد شرَّع)) أي: نصب نفسه مشرعا مع الله
وهو الاستحسان بمجرد الهوي من غير دليل شرعي, وهذه هي حقيقة البدعة الحسنة التي يدعونها.
▫الوجه الرابع: ما ورد عن السلف من إطلاق لفظ البدعة على ما كان مشروعا أرادوا به البدعة اللغوية لا الشرعية؛ بدليل أن الفعل الذي أطلق عليه أنه بدعة قد جاء الشرع به, فخرج عن حد البدعة الشرعية؛ لأن البدعة الشرعية هي: ما أحدث مما لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم.
لكن من تلبيس أهل البدع أنهم يستدلول بكلام السلف في إطلاق البدعة على المشروع على غير المشروع
➖قال ابن رجب في جامع العلوم والحكم :(( وأما ما وقع في كلام السلف من استحسان بعض البدع، فإنما ذلك في البدع اللغوية، لا الشرعية، فمن ذلك قول عمر - رضي الله عنه - لما جمع الناس في قيام رمضان على إمام واحد في المسجد، وخرج ورآهم يصلون كذلك فقال: نعمت البدعة هذه ))
➖ومن ذلك قول الشافعي: (( البدعة بدعتان بدعة خالفت كتاباً وسنة وإجماعاً وأثراً عن بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فهذه بدعه ضلاله وبدعة لم تخالف شيئاً من ذلك فهذه قد تكون حسنة لقول عمر نعمت البدعة ))
فأراد بالحسنة ما كان مشروعا, وهذا خارج محل النزاع لو كانوا يفقهون.
▫الوجه الخامس: قال الشاطبي ردا على من قسم البدعة بحسب الأحكام الخمسة: (( هذا التقسيم أمر مخترع، لا يدل عليه دليل شرعي، بل هو نفسه متدافع; لأن من حقيقة البدعة أن لا يدل عليها دليل شرعي; لا من نصوص الشرع، ولا من قواعده.
إذ لو كان هنالك ما يدل من الشرع على وجوب أو ندب أو إباحة; لما كان ثم بدعة، ولكان العمل داخلا في عموم الأعمال المأمور بها أو المخير فيها، فالجمع بين كون تلك الأشياء بدعا، وبين كون الأدلة تدل على وجوبها أو ندبها أو إباحتها جمع بين متنافيين.))
▫الوجه السادس: أن الاحتفال بالمولد بدعة شرعية مذمومة؛ لأنه لم يشرعه النبي صلى الله عليه وسلم, فهو داخل في عموم قوله صلى الله عليه وسلم: (( كل بدعة ضلالة )).

⬅الشبهة الثالثة: أن يوم المولد فضل بالصيام فيه, فعظم النبي يوم مولده بالصيام, فيصح تعظيمه بالاحتفال.
🌐والرد عليهم: أن العبادات والتعظيم يقتصر فيه على ما ورد به النص من غير تجاوز له, فيعظم يوم مولده صلى الله عليه وسلم بالصيام؛ لورود النص به, دون غيره, كما أننا نصلي الظهر أربعا من غير زيادة على ذلك.
▫والتعظيم الذي ورد به النص متعلق بيوم الاثنين, ولهذا يصام كل اثنين من غير أن يختص بشهر معين, ولو كان صلى الله عليه وسلم يريد منا أن نعظم الشهر التي ولد فيه لحدده لنا, فلما لم يحدده دل ذلك على أن المراد تعظيم يوم الاثنين بالصيام فيه دون تخصيصه بشهر.
➖وقد اختلف المؤرخون في تحديد االشهر الذي ولد فيه صلى الله عليه وسلم.
ثم لو كان الاحتفال مشروعا يوم الاثنين لأرشد إلى ذلك, فلما لم يرشدهم مع وجود السبب وانتفاء المانع دل على المنع.
ونحن أهل السنة لا نعظم من الأيام إلا ما عظمه رسول الله صلى الله عليه وسلم, ولا نزيد على ذلك, فنحن متبعون لا مبتدعون.
أضف على ذلك: أن قياس الاحتفال على الصوم قياس مصادم لإجماع السلف, فيكون فاسد الاعتبار.

⬅الشبهة الرابعة: أن المولد يستند على أصول شرعية كالأمر بالصلاة عليه, وعليه فإحداثه ليس بدعة ولو لم يعمل به السلف
🌐والرد عليهم من وجوه:
▫الأول:أن تخصيص عام أو تقييد مطلق لابد فيه من دليل, والا كان تشريعا,
فلابد في العبادة من دليل خاص عليها.
▫الثاني: لا يجوز أن يتعدى المشروع إلى غير المشروع, فالأمر بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ومعرفة سيرته وردت مطلقة فتقييدها بوقت مخصوص من البدع التي تحتاج إلى دليل خاص.
▫الثالث: إجماع السلف على ترك الاحتفال مع وجود السبب وانتفاء المانع دليل على بدعيته, وأنه منكر, ولا يصح أن يعارض هذا الإجماع بالأصول العامة؛ لأنه دليل خاص على فعل خاص, والخاص يقضي على العام.

⬅الشبهة الخامسة: أن جمهور العلماء يرون مشروعية الاحتفال بالمولد
🌐والرد عليهم من وجوه:
▫الوجه الأول: أن العبرة بالدليل الشرعي, لا بأقوال العلماء, فأقوال العلماء يستدل لها ولا يستدل بها, وكما قال ابن مسعود: الجماعة ما وافق الحق وإن كنت وحدك ))
▫الوجه الثاني: أن إجماع السلف من القرون الثلاثة, بل إجماع العلماء إلى القرن السادس على عدم جواز الاحتفال بالمولد,فأين هؤلاء الجمهور الذين ادعوهم هؤلاء؟!
هي مجرد دعوى كاذبة.
ثم إنه إذا لم يكن هذا الاجماع حجة على من جاء بعدهم فقد لا يكون هناك إجماع يصح الاعتماد عليه؟
▫الوجه الثالث: غالب من يستدلون بهم على جواز الاحتفال بالمولد هم أشاعرة وصوفية, ولا عبرة بأقوالهم في هذه المسائل.
وبعتبرونهم السواد الأعظم, وكذبوا -والله-  فالعلماء من القرون الستة المتقدمة على خلاف ما ادعوه إلا أن الائمة المتقدمون لا عبره بهم  عندهم !!
➖ثم اعلموا: أن أئمتنا في عدم جواز الاحتفال: أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وعائشة, وحفصة, وابن عباس وابن عمر وكل الصحابة.
 وابن المسيب ومجاهد, وعطاء, وكل التابعين.
 ومالك والشافعي واحمد . 
وغيرهم كثير
هؤلاء هم السواد الأعظم, وهو إجماع منهم.
✨وأختم بقول الفكهاني ت734هـ في المورد في عمل المولد: ((لا أعلم لهذا المولد أصلا في كتاب ولا سنة، ولا ينقل عمله عن أحد من علماء الأمة، الذين هم القدوة في الدين، المتمسكون بآثار المتقدمين؛ بل هو بدعة أحدثها البطالون، وشهوة نفس اغتنى بها الأكالون ))
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
✒كتبه
أحمد محمد الصادق النجار
6/ربيع الأول/1436هـ
في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم.