السبت، 7 يناير 2017

مراقبة الاختبارات وتصحيح الإجابات (ابن عثيمين)

مراقبة الاختبارات وتصحيح الإجابات 

من فتاوى الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-.


أولا: وضع الأسئلة


 ( عند وضع  الأسئلة ... الواجب أن تكون ملائمة للطلاب، بحيث لا تكون صعبة لا يمكنهم الإجابة عليها، ولا سهلة لا يُعرف بها ما عند الطالب من العلم، بل تكون ملائمة...

والاختبار ميزان يوزن به ما عند الطلبة من العلوم، وهذا العدل فيه أن يكون بالوسط، لا ينظر فيه إلى الأقوياء ولا إلى الضعفاء. 

يلاحظ واضع الأسئلة= أن تكون واضحة؛ لأن بعض الأسئلة تكون محتملة فيبقى الطالب متردداً: ... وربما يأتي بجواب أكثر من المطلوب، فيضيع الوقت على نفسه ويضيعه على المصحح، فإذا كانت الأسئلة واضحة سهلت الإجابة عليها). 
 [ ابن عثيمين - اللقاء الشهري ]

ثانيا: المراقبة

المراقب (يجب أن يكون يقظاً منتبهاً، يراقب الطلبة حق المراقبة، وليس ذلك من التعسير على الطلبة، ولكنه من الحزم وحفظ النظام للطلبة...

إذا رأى من يحاول أن يغش أو يغش بالفعل = لزمه إجراء النظام عليه، ولا يحل له في هذه الحالة أن يحابي قريباً، أو صديقاً، أو فقيراً لفقره...

على المراقب أن يتقي الله في مراقبته، وأن يكون فطناً يلاحظ الطلبة، ويلاحظ شفاههم، ويلاحظ أقلامهم، حتى يؤدي ما وجب عليه؛ لأن المراقب مؤتمن من قبل المسئولين، ... 

وأن يشعر بأن وقوفه للمراقبة وتردده بين صفوف الطلاب عبادة يؤجر عليها؛ لأنه يؤدي أمانة أبت الأرض والسماوات والجبال أن تحملها، وحملها الإنسان.
 [ ابن عثيمين - اللقاء الشهري ]

ثالثا:  تصحيح الإجابات

 ( الواجب على المدرس أن يحكم بالعدل،... فهؤلاء التلاميذ إذا قدموا أجوبتهم فليَغُضَّ النظر عن كونه فلاناً أو فلاناً ، ليصحح على ما كان أمامه من قول ، إن صواباً فهو صواب ، وإن خطأً فهو خطأ ....

لا يجوز أن ينظر - إذا كان يعرف صاحب الجواب - إلى حال الطالب من قبل ، هل هو فاهم أو غير فاهم؛ لأن بعض الناس أو بعض المدرسين يقَدِّر درجات التلاميذ على حسب ما كان يعرفه منهم ، وهذا غلط؛ بل يجب أن يقدر الدرجات أو الترتيب على حسب ما رُفِع إليه في الجواب النهائي ؛ لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم : (إنما أقضي بنحوِ ما أسمع) .

أيضاً المدرس عندما يصحح الأجوبة يصحح بنحو ما قرأ، ولا ينظر إلى أي اعتبار آخر، وعليه -أيضاً- ألا يهمل شيئاً يحتاج إلى التنبيه عليه.

فالواجب على المدرس إذا قدمت إليه أوراق الإجابة ، أن يصحح حسب الجواب بقطع النظر عن المجيب )
 [ابن عثيمين "لقاء الباب المفتوح" 21/25 ] 


إذا أتى الطالب بالدليل من قرآن أو سنة، لكنه غلط فيه غلطة، فإننا نقول: إذا كان الشاهد من هذا الدليل موجوداً، فالغلط لا يحسب عليه؛ لأن الشاهد موجود وما زاد فهو كمال، فلا يحاسب عليه، 

بعض الطلبة قد يزيد في الجواب، فإذا زاد الطالب وأخطأ في الزيادة فإنه لا يحسب عليه ذلك؛ لأن المقصود حصل بدون هذه الزيادة، إلا إذا علمنا أن الجواب يدل على أن الطالب لم يتقن العلم، لكنه أتى بهذه الزيادة من أجل أن يضيع المصحح.
 [ ابن عثيمين - اللقاء الشهري ]

سئل ابن عثيمين رحمه الله بالنسبة لتألف الطلاب في زيادة الدرجات هل هذا من باب تألف النبي صلى الله عليه وسلم بعض الأقوام بالإبل؟

فأجاب : (لا. هذه خيانة، تأليف الطالب أن تعامله باللطف والإحسان والهدايا المشجعة وما أشبه ذلك. أما أن تعطيه درجات لا يستحقها فهذا:
1-خيانة 2-وظلم للتلاميذ الآخرين.

ولو فتح هذا الباب لكان كل واحد يعطي الطلبة مائة بالمائة ، لماذا يا رجل؟ قال : نؤلفهم.

لأن المسألة لها طرف آخر وهم بقية الطلاب، إذا أعطيته مثلاً مائة وهو يستحق خمسين وصاحبه الآخر يستحق ثمانين معناه: أنك ظلمت الثاني، جعلت هذا قبله وهو دونه في الدرجات)

 [ لقاء الباب المفتوح (230/20) ]

=================================
قَنَاةُ【 فوائد ابن عثيمين】 على التيليجرام
https://goo.gl/tevtLd