السبت، 30 مارس 2013

سبب تسمية ليلة القدر بهذا الاسم

[ سبب تسمية ليلة القدر بهذا الاسم ]

قال الشيخ صالح العصيمي -حفظه الله- :

اختلف أهل العلم -رحمهم الله تعالى- في علّة تسمية ليلة القدر فذكروا أسباباً عديدة جِماعُها يرجع إلى ثلاثة أشياء:

أولها: أنّها سُمّيت ليلة القدر على إرادة معنى التعظيم للقدر ها هنا، فالمرادُ بالقدر هنا: التعظيم؛ كقوله تعالى: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ }، فيكون معنى ليلة القدر : ليلةٌ ذات قدر.
وتعظيمها وقع لأمورٍ عظيمة منها:
نزول القرآن فيها، ومنها: تَنزُّل الملائكة والروح. ومنها: ما ينزل فيها من السلام والرحمة والمغفرة.

وثانيها: أنّ القدر هنا بمعنى: التضييق كقوله تعالى:{ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ }, وكقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث المخرّج في الصحيح: «فإن غُمَّ عليكم فاقدروا له», في قول من يقول: إن المعنى هو تضييق الشهر. وكأنها ضُيقت لأجل إخفائها، أو لكونها ليلة واحدة، أو لأن الأرض تضيق فيها عن الملائكة، وقد رُوي في ذلك حديث في مسند أحمد وفي إسناده ضعف.

وثالثها: أنّ المراد بالقدر هنا: ما يكون بمعنى القدر الذي هو مؤاخي القضاء، فلأجل أنه تقدر فيها الأقدار والآجال لقول الله عزّ وجل:{فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ}, سميت بليلة القدر.

والمختارُ: أنّ هذه الأسباب الثلاثة كلّها مُوجبةٌ لتسميتها بليلة القدر، وإذا أمكن حملُ اللفظ المشترك على جميع معانيه كان ذلك هو اللائق كما جرى على ذلك جماعة من المحققين منهم أبو العباس ابن تيمية الحفيد -رحمه الله تعالى- في رسالته في (( أصول التفسير))، وشيخ شيوخنا محمد الأمين الشنقيطي -رحمه الله تعالى- في تفسيره (( أضواء البيان)).

[ من صفحة الشيخ في تويتر ]

---------------------------
قناة مجمع الفوائد على التيليجرام
https://goo.gl/Wwkq6O