السبت، 30 مارس 2013

أحوال النبي صلى الله عليه وسلم عند نزول الوحي

[ أحوال النبي صلى الله عليه وسلم عند نزول الوحي ]

- كانت تحصل مع النبي صلى الله عليه وسلم بنزول الوحي عليه أحوال ، منها :

١- كان الصحابة يسمعون عند وجهه دويّاً كدويّ النحل :
عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قال : "كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أنزل عليه الوحي سمع عند وجهه كدوي النحل " .
حسنه ابن حجر وصححه أحمد شاكر .
- صوت دوي النحل باعتبار ما يسمعه من حول النبي صلى الله عليه وسلم ، وأما هو صلى الله عليه وسلم فيسمعه كصلصلة الجرس . (ابن حجر)

٢- أن جبينه وجبهته تفيضان بالعَرَق حتى في اليوم الشديد البرد :
قالت عائشة -رضي الله عنها- : ولقد رأيته ينزل عليه الوحي في اليوم الشديد البرد فيَفصِم عنه وإن جبينه ليتفصَّد عَرَقًا " متفق عليه.
( يفصم ) : ينقطع .
( يتفصد ) : يسيل .

٣- وكان يأتيه الوحي وهو على راحلته فلا تتحمل الثقل فيكاد بعيره أن يبرك؛ إذ يثقل وزنه جدًا :
عن عَبْد اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو : أُنْزِلَتْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُورَةُ الْمَائِدَةِ وَهُوَ رَاكِبٌ عَلَى رَاحِلَتِهِ فَلَمْ تَسْتَطِعْ أَنْ تَحْمِلَهُ فَنَزَلَ عَنْهَا"
صححه الألباني.
- وعن زيد بن ثابت :
"فأنزل الله تبارك وتعالى على رسوله صلى الله عليه وسلم وفخذُه على فخذي فَثَقُلَتْ عَلَيَّ حَتَّى خِفْتُ أَنَّ تَرُضَّ فَخِذِي " رواه البخاري.

٤- وكان تصيبه الشدة :
فعن عائشة – في حديث البراءة من الإفك – قالت : فَوَاللَّهِ مَا رَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَجْلِسَهُ وَلاَ خَرَجَ مِنْ أَهْلِ الْبَيْتِ أَحَدٌ حَتَّى أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى نَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَخَذَهُ مَا كَانَ يَأْخُذُهُ مِنَ الْبُرَحَاءِ عِنْدَ الْوَحْيِ" رواه مسلم .
- (البُرَحاء) شدة الكرب ، وشدة الحمَّى.
(العيني)

٥- وكان يتغير وجهه صلى الله عليه وسلم فيتربَّد ثم يحمرُّ :
عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ : " كَانَ نبي اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ الوحي كُرِبَ لِذَلِكَ وَتَرَبَّدَ وَجْهُهُ " رواه مسلم.
- ( وتربَّد وجهُه ) أي : علته غبرة .
(النووي)
وقد وصف الصحابي الجليل يعلى بن أمية وجه النبي صلى الله عليه وسلم عند نزول الوحي عليه بقوله " فَإِذَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مُحْمَرُّ الْوَجْهِ يَغِطُّ سَاعَةً ثُمَّ سُرِّيَ عَنْهُ فَقَالَ ( أَيْنَ الَّذِي سَأَلَنِي عَنْ الْعُمْرَةِ آنِفًا ) متفق عليه.

٦- وكان صلى الله عليه وسلم ينكس رأسه ، ويغطيه بثوب :
عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ : " كَانَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ الْوَحْىُ نَكَسَ رَأْسَهُ وَنَكَسَ أَصْحَابُهُ رُءُوسَهُمْ فَلَمَّا أُتْلِىَ عَنْهُ رَفَعَ رَأْسَهُ " رواه مسلم .
أُتلي: ارتفع عنه الوحي.

٧- كان صلى الله عليه وسلم يحرِّك لسانه بسرعة وشدة ليحفظ عن جبريل :
حتى نهاه الله عن ذلك وطمأنه أنه سيجمع القرآن له في صدره كما في قوله تعالى في سورة القيامة {لا تحرِّك به لسانك لتعجل به ...} الآيات .

٨- وكان يُسمع له غطيط كغطيط البَكر ،
-وهو الفتي من الإبل- :
قال عمر ليعلى بن أمية: أيسرك أن تنظر إلى النبى صلى الله عليه وسلم وقد أنزل الله عليه الوحي ؟ قال: نعم ، فرفع طرف الثوب ، قال : فنظرت إليه له غطيط ، وأحسبه قال : كغطيط البَكر" متفق عليه.


فاللهم صلِّ وسلِّم على نبينا محمد واجزه عنَّا خير ما جزيتَ نبيًا عن أمته،
وارزقنا اتباع سنته ،
و ورودَ حوضه ونيل شفاعتِه .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق