| علاج الوسوسة في العقيدة |
أخبر نبينا صلى الله عليه وسلم أنّ الوساوس في ذات الله سبحانه ستعرض لكثير من الناس:
قال صلى الله عليه وسلم: " لا يزالون يسألونك يا أبا هريرة حتى يقولوا: هذا الله فمن خلق الله؟ قال: فبينما أنا في المسجد إذ جاءني ناس من الأعراب فقالوا: يا أبا هريرة هذا الله، فمن خلق الله؟ قال: فأخذ حصى بكفه فرماهم، ثم قال: قوموا قوموا، صدق خليلي" رواه مسلم
من طرق علاج الوسوسة في العقائد:
١- الانتهاء عنها والتوقف عن الاسترسال فيها والمجادلة، ويكتفي بقول ما دلت عليه السنة كما سيأتي .
٢- الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم.
ودليلهما قول النبي صلى الله عليه وسلم: " يأتي الشيطان أحدكم فيقول: من خلق كذا وكذا حتى يقول له: من خلق ربك؟ فإذا بلغ ذلك فليستعذ بالله ولينته" رواه مسلم .
٣- ألا يسأل أسئلة صريحة عن هذه الوساوس التي تدور بخاطره، ولا يصرح بشيء من ذلك، فإنه في عافية، ما دامت الوساوس محصورة في قلبه لم تنتقل بعد إلى لسانه:
قال صلى الله عليه وسلم: " إنّ الله تجاوز لأمتي عما وسوست ـ أو حدثت ـ به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم" رواه البخاري
وهذا ما كان يتأدب به الصحابة إذا وقع لهم شيء من ذلك :
جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني أحدث نفسي بالشيء، لأنْ أكون حُمَمَة أحب إليَّ من أن أتكلم به، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "الحمد لله الذي ردَّ كيده إلى الوسوسة" صححه الألباني.
٤- أن يقول إذا وجد الوسوسة : "آمنت بالله ورسله":
قال صلى الله عليه وسلم " لا يزال الناس يتساءلون حتى يقال: هذا خلق الله الخلق. فمن خلق الله؟ فمن وجد من ذلك شيئاً فليقل: آمنت بالله" رواه مسلم.
وقال صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ أَحَدَكُمْ يَأْتِيهِ الشَّيْطَانُ فَيَقُولُ مَنْ خَلَقَكَ فَيَقُولُ اللَّهُ فَيَقُولُ فَمَنْ خَلَقَ اللَّهَ فَإِذَا وَجَدَ ذَلِكَ أَحَدُكُمْ فَلْيَقْرَأْ آمَنْتُ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ فَإِنَّ ذَلِكَ يُذْهِبُ عَنْهُ" صححه الألباني.
٥- أن يقول ( الله أحد، الله الصمد ،لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد ) .
٦- أن يتفل عن يساره ثلاثا .
ودليلهما قوله صلى الله عليه وسلم: "يوشك الناس يتساءلون بينهم ، حتى يقول قائلهم: هذا الله خلق الخلق ، فمن خلق الله عز وجل ؟ فإذا قالوا ذلك ، فقولوا: [الله أحد ، الله الصمد ، لم يلد ولم يولد ، ولم يكن له كفوا أحد] ، ثم ليتفل أحدكم عن يساره ثلاثا ، وليستعذ من الشيطان). صححه الألباني.
٦- أن يقرأ " هو الأوَّلُ والآخرُ والظَّاهرُ والباطنُ وهو بكلِّ شيءٍ عليمٌ"
عن سماك بن الوليد قال : سألتُ ابنَ عبَّاسٍ فقلتُ : ما شيءٌ أجدُه في صدري ؟ قال : ما هو ؟ قلتُ : واللهِ لا أتكلَّمُ به ! قال : فقال لي : أشيءٌ من شكٍّ ؟ قال : وضحِك ، قال : ما نجا من ذلك أحدٌ ، حتَّى أنزل اللهُ عزَّ وجلَّ الآيةَ { فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرأون الكتاب من قبلك} ، قال : فقال لي : إذا وجدتَ في نفسِك شيئًا فقُلْ : هو الأوَّلُ والآخرُ والظَّاهرُ والباطنُ وهو بكلِّ شيءٍ عليمٌ . حسنه الألباني.
قال ابن القيم رحمه الله:
" فأرشدهم بهذه الآية إلى بطلان التسلسل الباطل ببديهة العقل، وأن سلسلة المخلوقات في ابتدائها تنتهي إلى أول ليس قبله شيء ،
كما تنتهي في آخرها إلى آخر ليس بعده شيء، كما أنّ ظهوره هو العلو الذي ليس فوقه شيء، وبطونه هو الإحاطة التي لا يكون دونه فيها شيء،
ولو كان قبله شيء يكون مؤثراً فيه، لكان ذلك هو الربَّ الخلاق،
ولا بدّ أن ينتهي الأمر إلى خالق غير مخلوق، وغني عن غيره، وكل شيء فقير إليه، قائم بنفسه، وكل شيء قائم به، موجود بذاته، وكل شيء موجود به " .
٧- الالتجاء إلى الله تعالى بالدعاء، وطلب تثبيت القلب على الإيمان. ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم كثيراً ما يدعو فيقول: ((يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك) وكان يقول أيضاً: ((إنّ الإيمان يبلى في جوف أحدكم كما يبلى الثوب فاسألوا الله أن يجدد إيمانكم))، ثم الابتهال بجدٍّ في العبادة والعمل امتثالاً لأمر الله، وابتغاء مرضاته، فمن فعل ذلك نجاه الله ووقاه من وساوس الشيطان.
٨. ذكر الله تعالى :
قال ابن عباس رضي الله عنهما : الشيطان جَاثِم على قَلب ابن آدم فإذا سَهَا وغَفَل وَسْوَس ، وإذا ذَكَر الله خَنَس .