[ خمسون فائدة من محاضرة 'من معين أقوال السلف' ]
للشيخ صالح آلِ الشيخ .
- قال ابن رجب : كلام السلف قليل، كثير الفائدة، وكلام الخلف كثير، قليل الفائدة .أ.هـ فكلام السلف على قلته فهو محفوظ ، لأنه كلمات قليلة تُستوعَب وتتناقلها الأمَّة وينطلق منه طالب العلم ، لكن الكلام الكثير لا يُنقل عن صاحبه مع كثرة كلامه إلا الشيء النادر، ويبقى التأثير العام .
- هذه الأقوال التي سأوردها ليست من جمعي وإنما كانت مراسلات عبر الجوال بيني وبين بعض الإخوة الخاصين الذين لي بهم صلة دائمة ، وهذه من المهمات ؛ فإن هذه الوسائل الحديثة مثل الرسائل لا بد أن يُسْتَفاد منها في الدعوة إلى الله .
<<وجوب العمل بالنص الشرعي>>
قال ابن القيم : كم مِنْ حزازة في نفوس كثير مِن الناس مِنْ كثير مِن النصوص وبِوُدِّهم أن لو لم تَرِد تلك النصوص وكم مِنْ حرارة في أكبادهم منها وكم مِنْ شَجًى في حلوقهم منها.
<<في أدب المعاشرة>>
قال الإمام محمد بن علي بن الحسين: جميع التَّعايُش والتَّنَاصُف والتَّعَاشر في مكيال ، ثُلُثَاه فِطْنة وثُلُثُه تَغَافل .
- التغافل هو عدم إقصاء الأمور بحثًا وتنقيبًا ، ربما يقول لك شخص كلمة تعرف أنه غير صادق فيها ، ما تأتي تُلاحِيه حتى تثبت أنه غير صادق ، لا بد من الفطنة حتى تدرك الأمور في تعاشرك وتعاملك ، لا تُتقصى الأمور إلى نهايتها .
- قد تقال كلمة لا تعجبك ، فمن الحكمة أن تمررها ، لذلك قال بعض السلف : الكلمة التي تؤذيك طأطئ لها رأسك فإنها تتخطاك . إذا أتى كلام يؤذيك تقول : فلان يقصدني ، هذا يقصدني ، لا تعتبر أنه يقصدك ولا تكن أنت المراد بذلك ، إذا واجهت الكلام أصبح عليك أن تتخذ موقفا ، لذلك فإن كثيرا من الخلافات تزيد بالمواجهات.
<<في البدع والأهواء>>
مجاهد بن جَبْر التابعي، لما شاعت الأهواء في زمنه قال للناس : ما أدري أيّ النعمتين عليَّ أعظم؟ أن هداني الله للإسلام ، أو عافاني من هذه الأهواء . ا.هـ
- لأنه يرى أنه لم يصح إسلامه إلا بالسلامة من تلك الأهواء ، فهذه تُتَمِّم هذه ، بالإسلام الصحيح والفقه في دين الله والعلم النافع واتباع السبيل المتيَقَّن الذي لا اشتباه فيه سَلِم ووفَّقَه الله للسلامة من هذه الأهواء .
<<في حسن الخلق>>
وهذا الفضيل بن عياض – رحمه الله تعالى - من العلماء المعروفين والزهاد المشهورين رأى في العباد شيئًا فوجه لهم تلك الكلمة ، قال : إن الفاسق إذا كان حَسَن الخُلق عاش بعقله وخَفَّ على الناس ، وإن العابد إذا كان سيئ الخلق ثَقُل على الناس.
<<في الإخلاص وحسن الخاتمة>>
قال علي بن سهل بن الأزهر – رحمه الله تعالى – قال : مَن لم تَصِحَّ مَبَادئ إرادته لا يَسْلَمْ في مُنْتَهى عَواقِبِه .
- هذه الكلمة توقفت عندها لما جاءتني طويلًا ، متأملًا وحَرَّكَت فيَّ أشياء كثيرة جدًّا وهي تصلح أن تناقش في محاضرة مستقلة .
- أول ما يدخل في هذه الكلمة الإخلاص لله جل وعلا ، أول صحة مبادئ الإرادة الإخلاص لله تعالى .
- قال ابن عطاء الله السكندري في كلمة مشابهة : من كانت بداياته مُحْرِقَة كانت نهايته مُشْرِقة . ا.هـ
- بداياتك تكون محرقة قوية تشرق ، يعني لابد من قوة حتى تشرق عملًا صالحًا في الدنيا ، يريد أن يحفظ القرآن – مثلا – وليس عنده همة ، هذا غير ممكن .
<<حسن الكلام ومعناه>>
قال يحيى بن معاذ الرازي : الكلام الحسَن حسن ولكن أحسن منه معناه وأحسن من معناه استعماله . ا.هـ
- صار عندنا ثلاث طبقات :
أ. تسمع كلامًا حسنًا فيعجبك.
ب. لكن لا بد أن تغوص فيه ، تتدبره وتتأمله ، وأعظم الكلام حُسْنًا كلام الله استماعك وتلاوتك له عبادة ، لكن أفضل من ذلك أن تكون متدبرًا عالِمًا به .
جـ - وأحسن من معناه استعماله ، فإذا استعملت الكلام الحسن قرَّ أولًا ، ثم شعرت بِحُسْنِه وانشرح له صدرك ، ثم إذا استعملته رأيت أثره وانتفعت به .
<< في فضل السجود لله >>
- أبو مسلم الخولاني رأوه يكثر السجود ، يكثر الصلاة ويحب من الصلاة السجود ، فقالوا له : الآن تنقطع عن أشياء وتسجد ؟ فقال : أدَّخِرُ كثرة السجود ليوم القيامة .
- الهمم العالية لا يُقْنِعُها إلا المنازل العالية ، وهي تحتاج إلى إخبات في القلب وصدق . وأعظم ما يؤدي إلى ذلك الصلة الخاصة الصادقة بالله ، فأقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد .
- السجود فيه سر عظيم ، تشعر وأنت ساجد كأنك تَحُوم حول العرش في بعض الأحيان ، لا يُقال : الإنسان في صلاته يكون دائمًا على حال واحدة ، فهذا غير معقول ، تأتيك أحيانًا من النفحات ومن الصدق ومن كرم الله – جلا وعلا – وإكرامه لك ما يجعلك وأنت ساجد تبكي وتبكي وتبكي وأنت لا تدري ، حتى إذا انفتح عليك البكاء لم ينقطع ، تريد أن تكف نفسك لا تستطيع ، هذه منحة من الله لك فاستفد منها .
- إذ هَبَّتْ رِيَاحُك فَاغْتَنِمْها **
فَإنّ لكل عَاصِفَة سُكونا
إذا هبت الرياح رياح الخير رياح الإيمان لا تقل : أنا مشغول . هبت رياح فيها خير لك في طاعة في صدقة انفتح لك باب دعوة ، باب خير ، باب عمل صالح ، مما هو موافق للكتاب والسنة فلا تتأخر ، لأنها قد لا تأتي مرة ثانية . وكذلك شعورك في ليلة صليت ركعتين مثلًا ، ثم أوترت ، فشعرت تلك الليلة بانشراح الصدر ، لأنك خشعت ، فلا تنقطع لا تقل : أنا كعادتي أصلي ركعتين . بل صَلِّ صلاة الليل ، لأنها قد لا تأتيك مرة ثانية ، وقال ابن عمر : ليت لي ركعتين متقبلتين .
- (أدخر كثرة السجود ليوم القيامة)
هذه يجب أن ننتبه ونقف عندها ، تشعر وأنت تعمل العمل الصالح أنك تدخره ليوم القيامة . وهذا يعطيك ترسيخ الإيمان باليوم الآخر ، لذلك قيل للحسن البصري : لقد رأينا التابعين أكثر عبادة من الصحابة ، فَبِمَ سبقهم الصحابة ؟ فقال الحسن : هؤلاء يتعبدون والدنيا في قلوبهم والصحابة تعبدوا والآخرة في قلوبهم .
<< ستر المعصية والعصاة >>
- قال ابن رجب – رحمه الله تعالى – : قال بعض الوزراء الصالحين لبعض من يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر : اجتهد أن تستر العصاة فإن ظهور معاصيهم عيب في أهل الإسلام .
- هذه الكلمة فيها أبعاد كثيرة ، لكن الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر – قواهم الله – عندهم كل يوم حالات كثيرة ، ما سمعنا بالحالات ، واليوم هناك من لا يستر هذه الأشياء ويُشِيعُها وهي بعض الصحف ، يقول : رجل أتى ابنته ...، وهو عيب في أهل الإسلام وقدح في المروءة ، والأصل الستر .
- مثل هذه الأشياء يجب أن لا تتعدى ولاة الأمر والقضاة والشُّرَط والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، لا تتعدى الهيئات المعنية بذلك ، والمرء المسلم كذلك إذا سمع بشيء من ذلك لا يجوز له أن يذكر ذلك ، لأنه يجب على المؤمن أن يستر أخاه وقد قال – عليه الصلاة والسلام – : « مَن سَتَر مسلمًا سَتَرَه الله في الدنيا والآخرة » .
<< إغناء أهل الحديث >>
- قال سفيان الثوري : يعجبني أن يكون صاحب الحديث مكفيًّا ؛ لأن الآفات إليهم أسرع ، وألسنة الناس إليهم أشرع .
- (مكفي ): يعني : عنده مال يكفيه .
(لأن الآفات إليهم أسرع) : يُخشى عليه أن يكون محتاجا لما هو ضروري ، فيصرفه ذلك عن طلب الحديث .
(وألسنة الناس إليهم أشرع) : يعني يقولون : انظروا إلى هذا كيف يصنع وهو يدعي أنه على علم ، لو كان العلم نافعا له لكان الله يرزقه ، … إلى آخره .
- سفيان الثوري تأمل هذه الحالة فقال هاتين الكلمتين ، وقال أيضاً : كان المال فيما مضى يُكره . يعني التوسع في المال أو الرغبة فيه . أما اليوم فهو ترس المؤمن : يعني يتقي به آفات الدنيا . والناس في هذا مقامات .
- ليس صحيحا أن يُذَمَّ المال مُطلَقا ، وإنما يُذَمُّ إذا شَغَلَ عن العلم النافع ، عن الآخرة ، عن الصلاة ، عن نفع المسلمين ، أما إذا كان الإنسان يستخدمه فيما ينفع في الآخرة فهو محمود ، نعم حسابه في الآخرة أشد والفقير حسابه أقل ، ففي الحديث : (( يدخل الفقراء يوم القيامة الجنة قبل أغنياء هذه الأمة بخمسمائة سنة )) .
<< التسبيح والاستغفار >>
- سئل ابن تيمية : أيهما أنفع للعبد التسبيح أم الاستغفار ؟ فقال : إذا كان الثوب نَقِيًّا فالعطور والورد أنفع ، وإذا كان الثوب مُتَّسِخًا فالصابون والماء الحارُّ أنفع .
- العبد إذا كان يعاهد نفسه بنظافة ثوبه كُلَّما أذنب استغفر فنظف قلبه بعمل الصالحات ، بالذهاب للمسجد ، بعمرة مُكَفِّرة للذنوب ، بصدقة ، بحج فالتسبيح أنفع ، لأنه يرفع الدرجات ، أما إذا كان الثوب متسخا فالصابون والماء الحارُّ أنفع وهذا ما نحتاجه فعلا ، إذا كان يعلم أنه مذنب فلا بد أن ينتبه لنفسه ليكثر من الاستغفار ، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يُعَلِّم الأمة.
- << حفظ اللسان >>
قال الحسن : فتَّشت الوَرَع فلم أجده في شيء أقل منه في اللسان .
- الإنسان يستطيع أن يمنع نفسه عن أشياء كثيرة ، لكن أصعب شيء أن يمنعه هو اللسان ، لذلك قال عليه الصلاة والسلام فيما صح عنه : (( من ضَمِن لي ما بين لَحْيَيْه وفَخِذَيه ضمنت له الجنة )) .
فاللسان صغير الجِرْم لكنه عظيم الجُرْم .
- تجد بعض الناس يترك الخمر والسرقة والزنا ، لكنه لا يحفظ لسانه ولا يتقي الله فيما يقول ، مثل الذين يكتبون في الإنترنت : فلان عمل كذا وكذا وليس لكلامه أساس من الصحة وإنما سمع شيئا فظن ظنا وحَوَّلَه إلى قول ثم نشره ، فالأصل في المسلم أنه إذا رأى خيرا نشره وإذا رأى غير ذلك كَتَمه ، لأن ذلك أطيب وأحسن .
- ذكر المقدسي في كتابه منهاج القاصدين وهو كتاب جيد في السلوك ملخص من كتب قبله ، ذكر قصة رجل أراد أن يشتري عبدا رقيقًا فأعجبه ، فقال : ما مواصفاته ؟ قال : مواصفاته كذا وكذا ويكتب ويعرف الحساب ويعرف الآلة ويعرف للدواب ومدحه ولكن براءة للذمة قال : فيه عيب واحد . قال : ما هو هذا العيب ؟ قال : له يوم في السنة يكذب فيه . قال : لا يضرني ذلك اليوم . فأخذه ، ومضت الأيام وهو فَرِحٌ به جدًّا ، حتى جاء اليوم الذي يكذب فيه ، فقال للزوجة – زوجة سيده – : بلغني أن زوجك يريد أن يتزوج وأنه متعلق بامرأة والحل سهل جَرَّبْتُه قبل ذلك . قالت : ما هو ؟ قال : إذا نام في الليل تأتين بسكين أو مِقَصّ وتقصين شعرات لحيته المتدلية على حلقه . قالت : هذا فقط ؟ قال : هو ثقيل النوم أنا أعلم هذا . لما جاء الزوج قال له : يا سيدي أنا لك ناصح أمين ، زوجتك لها عشيق ، وبلغني أنها تريد أن تقتلك الليلة ، فلا تسلم لها فتناوم . فتغطى الرجل وجاءت المرأة بالسكين فأمسكها وقتل المرأة ، لما سمع العبد الصياح طار إلى أهل الزوجة وقال لهم : سيدي ذبح ابنتكم . فأتوا فذبحوه ، قال : يكذب مرة واحدة ما يضر لكن هذا كذب كذبة أفسد بها الدنيا ، ربما تكذب كذبة واحدة لا تلقي لها بالًا تُذْهِب عُمرك تهوي بك في النار سبعين خريفًا .
<< من الأسئلة >>
- يجب على المرء المسلم العادي أن يسأل من يثق في دينه وعلمه ، ثم يتبع فتواه ، أما إذا كان عنده علم ويستطيع أن يبحث ، فإنه يبحث ويجتهد فيما دل عليه الدليل ووافقته القواعد العامة . > هذا في المسائل الفقهية .
>> أما اختلاف أهل العلم في المسائل النازلة التي تهم الأمة ، هذه هي موطن الإشكال وهي التي يعاني الناس منها اليوم في كثير من المسائل ، المسائل المعاصرة المتعلقة بالأمة مثل الحروب ، مثل المواقف ، مثل الجماعات ، مثل الأمور التي تتعلق بالشأن العام ، كل هذه لها سلوك خاص للتعامل معها .
>> أولًا : لا تستمع لكل مَنْ يتحدث ، لأن كل من يتكلم في هذه الموضوعات سيُلقِي عندك أشياء من الخلط فيها ، بحيث قد تخرج بعد سماع الكثيرين بأنك لا تدري ما الصواب فيها .
>> ثانيا : أنها إذا كانت لا تعنيك لا اعتقادًا ولا علمًا ولا عملًا فإنك لست مطالبا شرعًا بأن تعتقد فيها شيئًا من المسائل ، بل عليك أن تقول : هذا أمر لا يعنيني .
- وأما الدخول في الموقف بتفاصيله فهذا شيء ينبغي أن تتركه لأهله .
- أسباب الاختلاف بين العلماء :
الذين يتكلمون في هذه المسائل يختلفون لأسباب :
السبب الأول : معرفة الحال على حقيقته ، فالحكم على الشيء فرع عن تَصَوُّرِه ، فمنهم من يحكم بناءً على ما يسمع في القنوات أو الأخبار أو الجرائد ، ومنهم من يحكم من خلال تقاريرَ تأتيه من مصادرَ موثوقةٍ ، لها علم وصناعة .
- هل كل ما يُقال في القنوات الفضائية صحيح ؟ الجواب : لا غير صحيح ، فالقنوات الفضائية كاميرا مثل هذه الكاميرا التي أمامنا مُركَّزة عليَّ أنا ، لكن المسجد طرَفاه طرَف هناك وطرف هناك ، كلما مر بهذه الكاميرا ظننت أن المسجد ممتلئ وفي الحقيقة المسجد آخره خالي من الناس .
- مصدر الأقوال يأتيك من عدة وسائل وأكبر شركة لإمداد جميع وسائل الإعلام في العالم بالأقوال والصور هي “رويترز” ، و”رويتر” هذا كان رجلا ألمانيا في القرن التاسع عشر ، كان مهتما بالإعلام وذهب إلى بريطانيا وأسس شركة مع مجموعة من اليهود شركة رويتر ومن ذلك الوقت حتى الآن وهي التي تمد المؤسسات بالصور ، فالصور أكثرها مأخوذ من هذه المؤسسة وبعض الأخبار كذلك ، حتى جاءت القنوات الحديثة وصار لهم مراسلون ، هؤلاء المراسلون قد ينقلون كل شيء وقد لا ينقلون . والأحكام على الأحداث تكون بناءً على هذه المصادر ولذلك يجب على من يتحدث في الأمور المعاصرة أن لا يستعجل ، خاصة العلماء وطلبة العلم الذين يقتدي الناس بهم .
- النظر الصحيح ينبني على ثلاث مراحل : التصور الصحيح ، والفهم ، ومعرفة المآلات ، ومن لا يدرك هذه الأشياء يقع في الخلل .
- المطلوب في مثل مسائل النوازل هو النظر في الأمور بعقل وحكمة ومعرفة للشرع وللمآلات فيه ، ثم مشورة أكبر وأكثر أهل العلم قدرا ، ولذلك قلت أنا في عدد من المناسبات : إن المسائل العظيمة لا يصلح أن يستقل بالكلام عليها شخص مهما كان علمه .
- قديما قال أحدهم : لو كانت نزلت على عمر لكان جمع لها أهل بدر . والآن هناك من المسائل العظيمة التي تأتي على الأمة وكل واحد يتكلم في الفضائية وفي الصحف وفي خطبة الجمعة وكل هذا لا يصح ، بل لا بد أن يجتمع أهل العلم ليبحثوا الأمر من كل جوانبه – ولو تأخر قليلًا – ثم بعد ذلك يُبينون للناس ما يجب عليهم .
للشيخ صالح آلِ الشيخ .
- قال ابن رجب : كلام السلف قليل، كثير الفائدة، وكلام الخلف كثير، قليل الفائدة .أ.هـ فكلام السلف على قلته فهو محفوظ ، لأنه كلمات قليلة تُستوعَب وتتناقلها الأمَّة وينطلق منه طالب العلم ، لكن الكلام الكثير لا يُنقل عن صاحبه مع كثرة كلامه إلا الشيء النادر، ويبقى التأثير العام .
- هذه الأقوال التي سأوردها ليست من جمعي وإنما كانت مراسلات عبر الجوال بيني وبين بعض الإخوة الخاصين الذين لي بهم صلة دائمة ، وهذه من المهمات ؛ فإن هذه الوسائل الحديثة مثل الرسائل لا بد أن يُسْتَفاد منها في الدعوة إلى الله .
<<وجوب العمل بالنص الشرعي>>
قال ابن القيم : كم مِنْ حزازة في نفوس كثير مِن الناس مِنْ كثير مِن النصوص وبِوُدِّهم أن لو لم تَرِد تلك النصوص وكم مِنْ حرارة في أكبادهم منها وكم مِنْ شَجًى في حلوقهم منها.
<<في أدب المعاشرة>>
قال الإمام محمد بن علي بن الحسين: جميع التَّعايُش والتَّنَاصُف والتَّعَاشر في مكيال ، ثُلُثَاه فِطْنة وثُلُثُه تَغَافل .
- التغافل هو عدم إقصاء الأمور بحثًا وتنقيبًا ، ربما يقول لك شخص كلمة تعرف أنه غير صادق فيها ، ما تأتي تُلاحِيه حتى تثبت أنه غير صادق ، لا بد من الفطنة حتى تدرك الأمور في تعاشرك وتعاملك ، لا تُتقصى الأمور إلى نهايتها .
- قد تقال كلمة لا تعجبك ، فمن الحكمة أن تمررها ، لذلك قال بعض السلف : الكلمة التي تؤذيك طأطئ لها رأسك فإنها تتخطاك . إذا أتى كلام يؤذيك تقول : فلان يقصدني ، هذا يقصدني ، لا تعتبر أنه يقصدك ولا تكن أنت المراد بذلك ، إذا واجهت الكلام أصبح عليك أن تتخذ موقفا ، لذلك فإن كثيرا من الخلافات تزيد بالمواجهات.
<<في البدع والأهواء>>
مجاهد بن جَبْر التابعي، لما شاعت الأهواء في زمنه قال للناس : ما أدري أيّ النعمتين عليَّ أعظم؟ أن هداني الله للإسلام ، أو عافاني من هذه الأهواء . ا.هـ
- لأنه يرى أنه لم يصح إسلامه إلا بالسلامة من تلك الأهواء ، فهذه تُتَمِّم هذه ، بالإسلام الصحيح والفقه في دين الله والعلم النافع واتباع السبيل المتيَقَّن الذي لا اشتباه فيه سَلِم ووفَّقَه الله للسلامة من هذه الأهواء .
<<في حسن الخلق>>
وهذا الفضيل بن عياض – رحمه الله تعالى - من العلماء المعروفين والزهاد المشهورين رأى في العباد شيئًا فوجه لهم تلك الكلمة ، قال : إن الفاسق إذا كان حَسَن الخُلق عاش بعقله وخَفَّ على الناس ، وإن العابد إذا كان سيئ الخلق ثَقُل على الناس.
<<في الإخلاص وحسن الخاتمة>>
قال علي بن سهل بن الأزهر – رحمه الله تعالى – قال : مَن لم تَصِحَّ مَبَادئ إرادته لا يَسْلَمْ في مُنْتَهى عَواقِبِه .
- هذه الكلمة توقفت عندها لما جاءتني طويلًا ، متأملًا وحَرَّكَت فيَّ أشياء كثيرة جدًّا وهي تصلح أن تناقش في محاضرة مستقلة .
- أول ما يدخل في هذه الكلمة الإخلاص لله جل وعلا ، أول صحة مبادئ الإرادة الإخلاص لله تعالى .
- قال ابن عطاء الله السكندري في كلمة مشابهة : من كانت بداياته مُحْرِقَة كانت نهايته مُشْرِقة . ا.هـ
- بداياتك تكون محرقة قوية تشرق ، يعني لابد من قوة حتى تشرق عملًا صالحًا في الدنيا ، يريد أن يحفظ القرآن – مثلا – وليس عنده همة ، هذا غير ممكن .
<<حسن الكلام ومعناه>>
قال يحيى بن معاذ الرازي : الكلام الحسَن حسن ولكن أحسن منه معناه وأحسن من معناه استعماله . ا.هـ
- صار عندنا ثلاث طبقات :
أ. تسمع كلامًا حسنًا فيعجبك.
ب. لكن لا بد أن تغوص فيه ، تتدبره وتتأمله ، وأعظم الكلام حُسْنًا كلام الله استماعك وتلاوتك له عبادة ، لكن أفضل من ذلك أن تكون متدبرًا عالِمًا به .
جـ - وأحسن من معناه استعماله ، فإذا استعملت الكلام الحسن قرَّ أولًا ، ثم شعرت بِحُسْنِه وانشرح له صدرك ، ثم إذا استعملته رأيت أثره وانتفعت به .
<< في فضل السجود لله >>
- أبو مسلم الخولاني رأوه يكثر السجود ، يكثر الصلاة ويحب من الصلاة السجود ، فقالوا له : الآن تنقطع عن أشياء وتسجد ؟ فقال : أدَّخِرُ كثرة السجود ليوم القيامة .
- الهمم العالية لا يُقْنِعُها إلا المنازل العالية ، وهي تحتاج إلى إخبات في القلب وصدق . وأعظم ما يؤدي إلى ذلك الصلة الخاصة الصادقة بالله ، فأقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد .
- السجود فيه سر عظيم ، تشعر وأنت ساجد كأنك تَحُوم حول العرش في بعض الأحيان ، لا يُقال : الإنسان في صلاته يكون دائمًا على حال واحدة ، فهذا غير معقول ، تأتيك أحيانًا من النفحات ومن الصدق ومن كرم الله – جلا وعلا – وإكرامه لك ما يجعلك وأنت ساجد تبكي وتبكي وتبكي وأنت لا تدري ، حتى إذا انفتح عليك البكاء لم ينقطع ، تريد أن تكف نفسك لا تستطيع ، هذه منحة من الله لك فاستفد منها .
- إذ هَبَّتْ رِيَاحُك فَاغْتَنِمْها **
فَإنّ لكل عَاصِفَة سُكونا
إذا هبت الرياح رياح الخير رياح الإيمان لا تقل : أنا مشغول . هبت رياح فيها خير لك في طاعة في صدقة انفتح لك باب دعوة ، باب خير ، باب عمل صالح ، مما هو موافق للكتاب والسنة فلا تتأخر ، لأنها قد لا تأتي مرة ثانية . وكذلك شعورك في ليلة صليت ركعتين مثلًا ، ثم أوترت ، فشعرت تلك الليلة بانشراح الصدر ، لأنك خشعت ، فلا تنقطع لا تقل : أنا كعادتي أصلي ركعتين . بل صَلِّ صلاة الليل ، لأنها قد لا تأتيك مرة ثانية ، وقال ابن عمر : ليت لي ركعتين متقبلتين .
- (أدخر كثرة السجود ليوم القيامة)
هذه يجب أن ننتبه ونقف عندها ، تشعر وأنت تعمل العمل الصالح أنك تدخره ليوم القيامة . وهذا يعطيك ترسيخ الإيمان باليوم الآخر ، لذلك قيل للحسن البصري : لقد رأينا التابعين أكثر عبادة من الصحابة ، فَبِمَ سبقهم الصحابة ؟ فقال الحسن : هؤلاء يتعبدون والدنيا في قلوبهم والصحابة تعبدوا والآخرة في قلوبهم .
<< ستر المعصية والعصاة >>
- قال ابن رجب – رحمه الله تعالى – : قال بعض الوزراء الصالحين لبعض من يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر : اجتهد أن تستر العصاة فإن ظهور معاصيهم عيب في أهل الإسلام .
- هذه الكلمة فيها أبعاد كثيرة ، لكن الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر – قواهم الله – عندهم كل يوم حالات كثيرة ، ما سمعنا بالحالات ، واليوم هناك من لا يستر هذه الأشياء ويُشِيعُها وهي بعض الصحف ، يقول : رجل أتى ابنته ...، وهو عيب في أهل الإسلام وقدح في المروءة ، والأصل الستر .
- مثل هذه الأشياء يجب أن لا تتعدى ولاة الأمر والقضاة والشُّرَط والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، لا تتعدى الهيئات المعنية بذلك ، والمرء المسلم كذلك إذا سمع بشيء من ذلك لا يجوز له أن يذكر ذلك ، لأنه يجب على المؤمن أن يستر أخاه وقد قال – عليه الصلاة والسلام – : « مَن سَتَر مسلمًا سَتَرَه الله في الدنيا والآخرة » .
<< إغناء أهل الحديث >>
- قال سفيان الثوري : يعجبني أن يكون صاحب الحديث مكفيًّا ؛ لأن الآفات إليهم أسرع ، وألسنة الناس إليهم أشرع .
- (مكفي ): يعني : عنده مال يكفيه .
(لأن الآفات إليهم أسرع) : يُخشى عليه أن يكون محتاجا لما هو ضروري ، فيصرفه ذلك عن طلب الحديث .
(وألسنة الناس إليهم أشرع) : يعني يقولون : انظروا إلى هذا كيف يصنع وهو يدعي أنه على علم ، لو كان العلم نافعا له لكان الله يرزقه ، … إلى آخره .
- سفيان الثوري تأمل هذه الحالة فقال هاتين الكلمتين ، وقال أيضاً : كان المال فيما مضى يُكره . يعني التوسع في المال أو الرغبة فيه . أما اليوم فهو ترس المؤمن : يعني يتقي به آفات الدنيا . والناس في هذا مقامات .
- ليس صحيحا أن يُذَمَّ المال مُطلَقا ، وإنما يُذَمُّ إذا شَغَلَ عن العلم النافع ، عن الآخرة ، عن الصلاة ، عن نفع المسلمين ، أما إذا كان الإنسان يستخدمه فيما ينفع في الآخرة فهو محمود ، نعم حسابه في الآخرة أشد والفقير حسابه أقل ، ففي الحديث : (( يدخل الفقراء يوم القيامة الجنة قبل أغنياء هذه الأمة بخمسمائة سنة )) .
<< التسبيح والاستغفار >>
- سئل ابن تيمية : أيهما أنفع للعبد التسبيح أم الاستغفار ؟ فقال : إذا كان الثوب نَقِيًّا فالعطور والورد أنفع ، وإذا كان الثوب مُتَّسِخًا فالصابون والماء الحارُّ أنفع .
- العبد إذا كان يعاهد نفسه بنظافة ثوبه كُلَّما أذنب استغفر فنظف قلبه بعمل الصالحات ، بالذهاب للمسجد ، بعمرة مُكَفِّرة للذنوب ، بصدقة ، بحج فالتسبيح أنفع ، لأنه يرفع الدرجات ، أما إذا كان الثوب متسخا فالصابون والماء الحارُّ أنفع وهذا ما نحتاجه فعلا ، إذا كان يعلم أنه مذنب فلا بد أن ينتبه لنفسه ليكثر من الاستغفار ، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يُعَلِّم الأمة.
- << حفظ اللسان >>
قال الحسن : فتَّشت الوَرَع فلم أجده في شيء أقل منه في اللسان .
- الإنسان يستطيع أن يمنع نفسه عن أشياء كثيرة ، لكن أصعب شيء أن يمنعه هو اللسان ، لذلك قال عليه الصلاة والسلام فيما صح عنه : (( من ضَمِن لي ما بين لَحْيَيْه وفَخِذَيه ضمنت له الجنة )) .
فاللسان صغير الجِرْم لكنه عظيم الجُرْم .
- تجد بعض الناس يترك الخمر والسرقة والزنا ، لكنه لا يحفظ لسانه ولا يتقي الله فيما يقول ، مثل الذين يكتبون في الإنترنت : فلان عمل كذا وكذا وليس لكلامه أساس من الصحة وإنما سمع شيئا فظن ظنا وحَوَّلَه إلى قول ثم نشره ، فالأصل في المسلم أنه إذا رأى خيرا نشره وإذا رأى غير ذلك كَتَمه ، لأن ذلك أطيب وأحسن .
- ذكر المقدسي في كتابه منهاج القاصدين وهو كتاب جيد في السلوك ملخص من كتب قبله ، ذكر قصة رجل أراد أن يشتري عبدا رقيقًا فأعجبه ، فقال : ما مواصفاته ؟ قال : مواصفاته كذا وكذا ويكتب ويعرف الحساب ويعرف الآلة ويعرف للدواب ومدحه ولكن براءة للذمة قال : فيه عيب واحد . قال : ما هو هذا العيب ؟ قال : له يوم في السنة يكذب فيه . قال : لا يضرني ذلك اليوم . فأخذه ، ومضت الأيام وهو فَرِحٌ به جدًّا ، حتى جاء اليوم الذي يكذب فيه ، فقال للزوجة – زوجة سيده – : بلغني أن زوجك يريد أن يتزوج وأنه متعلق بامرأة والحل سهل جَرَّبْتُه قبل ذلك . قالت : ما هو ؟ قال : إذا نام في الليل تأتين بسكين أو مِقَصّ وتقصين شعرات لحيته المتدلية على حلقه . قالت : هذا فقط ؟ قال : هو ثقيل النوم أنا أعلم هذا . لما جاء الزوج قال له : يا سيدي أنا لك ناصح أمين ، زوجتك لها عشيق ، وبلغني أنها تريد أن تقتلك الليلة ، فلا تسلم لها فتناوم . فتغطى الرجل وجاءت المرأة بالسكين فأمسكها وقتل المرأة ، لما سمع العبد الصياح طار إلى أهل الزوجة وقال لهم : سيدي ذبح ابنتكم . فأتوا فذبحوه ، قال : يكذب مرة واحدة ما يضر لكن هذا كذب كذبة أفسد بها الدنيا ، ربما تكذب كذبة واحدة لا تلقي لها بالًا تُذْهِب عُمرك تهوي بك في النار سبعين خريفًا .
<< من الأسئلة >>
- يجب على المرء المسلم العادي أن يسأل من يثق في دينه وعلمه ، ثم يتبع فتواه ، أما إذا كان عنده علم ويستطيع أن يبحث ، فإنه يبحث ويجتهد فيما دل عليه الدليل ووافقته القواعد العامة . > هذا في المسائل الفقهية .
>> أما اختلاف أهل العلم في المسائل النازلة التي تهم الأمة ، هذه هي موطن الإشكال وهي التي يعاني الناس منها اليوم في كثير من المسائل ، المسائل المعاصرة المتعلقة بالأمة مثل الحروب ، مثل المواقف ، مثل الجماعات ، مثل الأمور التي تتعلق بالشأن العام ، كل هذه لها سلوك خاص للتعامل معها .
>> أولًا : لا تستمع لكل مَنْ يتحدث ، لأن كل من يتكلم في هذه الموضوعات سيُلقِي عندك أشياء من الخلط فيها ، بحيث قد تخرج بعد سماع الكثيرين بأنك لا تدري ما الصواب فيها .
>> ثانيا : أنها إذا كانت لا تعنيك لا اعتقادًا ولا علمًا ولا عملًا فإنك لست مطالبا شرعًا بأن تعتقد فيها شيئًا من المسائل ، بل عليك أن تقول : هذا أمر لا يعنيني .
- وأما الدخول في الموقف بتفاصيله فهذا شيء ينبغي أن تتركه لأهله .
- أسباب الاختلاف بين العلماء :
الذين يتكلمون في هذه المسائل يختلفون لأسباب :
السبب الأول : معرفة الحال على حقيقته ، فالحكم على الشيء فرع عن تَصَوُّرِه ، فمنهم من يحكم بناءً على ما يسمع في القنوات أو الأخبار أو الجرائد ، ومنهم من يحكم من خلال تقاريرَ تأتيه من مصادرَ موثوقةٍ ، لها علم وصناعة .
- هل كل ما يُقال في القنوات الفضائية صحيح ؟ الجواب : لا غير صحيح ، فالقنوات الفضائية كاميرا مثل هذه الكاميرا التي أمامنا مُركَّزة عليَّ أنا ، لكن المسجد طرَفاه طرَف هناك وطرف هناك ، كلما مر بهذه الكاميرا ظننت أن المسجد ممتلئ وفي الحقيقة المسجد آخره خالي من الناس .
- مصدر الأقوال يأتيك من عدة وسائل وأكبر شركة لإمداد جميع وسائل الإعلام في العالم بالأقوال والصور هي “رويترز” ، و”رويتر” هذا كان رجلا ألمانيا في القرن التاسع عشر ، كان مهتما بالإعلام وذهب إلى بريطانيا وأسس شركة مع مجموعة من اليهود شركة رويتر ومن ذلك الوقت حتى الآن وهي التي تمد المؤسسات بالصور ، فالصور أكثرها مأخوذ من هذه المؤسسة وبعض الأخبار كذلك ، حتى جاءت القنوات الحديثة وصار لهم مراسلون ، هؤلاء المراسلون قد ينقلون كل شيء وقد لا ينقلون . والأحكام على الأحداث تكون بناءً على هذه المصادر ولذلك يجب على من يتحدث في الأمور المعاصرة أن لا يستعجل ، خاصة العلماء وطلبة العلم الذين يقتدي الناس بهم .
- النظر الصحيح ينبني على ثلاث مراحل : التصور الصحيح ، والفهم ، ومعرفة المآلات ، ومن لا يدرك هذه الأشياء يقع في الخلل .
- المطلوب في مثل مسائل النوازل هو النظر في الأمور بعقل وحكمة ومعرفة للشرع وللمآلات فيه ، ثم مشورة أكبر وأكثر أهل العلم قدرا ، ولذلك قلت أنا في عدد من المناسبات : إن المسائل العظيمة لا يصلح أن يستقل بالكلام عليها شخص مهما كان علمه .
- قديما قال أحدهم : لو كانت نزلت على عمر لكان جمع لها أهل بدر . والآن هناك من المسائل العظيمة التي تأتي على الأمة وكل واحد يتكلم في الفضائية وفي الصحف وفي خطبة الجمعة وكل هذا لا يصح ، بل لا بد أن يجتمع أهل العلم ليبحثوا الأمر من كل جوانبه – ولو تأخر قليلًا – ثم بعد ذلك يُبينون للناس ما يجب عليهم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق