الأحد، 7 أبريل 2013

من أحوال الصالحين بعرفة

[ من أحوال الصالحين بعرفة ]

-" الحجيج عشية عرفة ينزل على قلوبهم من الإيمان والرحمة والنور ما لايمكن التعبير به"
(ابن تيمية)

- منهم من كان يغلب عليه الخوف أو الحياء: وقف مطرف بن عبدالله وبكر المزني بعرفة:
فقال أحدهما: اللهم لا ترد أهل الموقف من أجلي.
- وقال الآخر: ما أشرفه من موقف وأرجاه لأهله لولا أني فيهم!

- ومنهم من كان يغلب عليه الرجاء:
قال عبدالله بن المبارك: جئت إلى سفيان الثوري عشية عرفة وهو جاثٍ على ركبتيه، وعيناه تذرفان فالتفت إلي،
فقلت له: من أسوأ هذا الجمع حالاً؟
قال: الذي يظن أن الله لا يغفر له.

- وروي عن الفضيل أنه نظر إلى تسبيح الناس وبكائهم عشية عرفة فقال : أرأيتم لو أن هؤلاء صاروا إلى رجل فسألوه دانقا ؛ يعني : سدس درهم، أكان يردهم ؟
قالوا : لا . قال : واللهِ لَلمغفرةُ عند الله أهون من إجابة رجل لهم بدانق .

- كان حكيم بن حزام رضي الله عنه يقف بعرفة ومعه مائة بدنة مقلدة ، ومائة رقبة فيعتق رقيقه فيضج الناس بالبكاء والدعاء ، يقولون : ربنا هذا عبدك قد أعتق عبيده ، ونحن عبيدك فأعتقنا .
وجرى للناس مرة مع الرشيد نحو هذا .

- وقف الفضيل بعرفة والناس يدعون ، وهو يبكي بكاء الثكلى المحترقة ، قد حال البكاء بينه وبين الدعاء ، فلما كادت الشمس أن تغرب رفع رأسه إلى السماء وقال :
واسوءتاه منك وإن عفوت !

- وقال الفضيل لشعيب بن حرب بالموسم :
إن كنت تظن أنه شهد الموقف أحد شر مني ومنك فبئس ما ظننت .

- "فهنيئا لمن رزقه الله الوقوف بعرفة بجوار قوم يجأرون إلى الله بقلوب محترقة،
ودموع مستبقة ،
فكم فيهم من خائف أزعجه الخوف وأقلقه ، ومحب ألهبه الشوق وأحرقه ،
وراجٍ أحسن الظن بوعد الله وصدَّقَه ،
وتائب نصح لله في التوبة وصدقه ،
وهارب لجأ إلى باب الله وطرقه ،
فكم هنالك من مستوجب للنار أنقذه الله وأعتقه ،
ومن أسير للأوزار فكه وأطلقه ،
وحينئذ يطلع عليهم أرحم الرحماء ويباهي بجمعهم أهل السماء ،
ويدنو ثم يقول : ما أراد هؤلاء ؟ ".

- وأما من تخلف عن الحج لعذر :
قال صلى الله عليه وسلم:
"إن بالمدينة لرجالا ما سرتم مسيرا ولا قطعتم واديا إلا كانوا معكم حبسهم المرض"
رواه مسلم ، وفي رواية له: "إلا شركوكم في الأجر" . وللبخاري: "حبسهم العذر" .

- قال ابن رجب في وفد الحجيج:
"لقد ساروا وقعدنا، وقربوا وبعدنا،
فإن كان لنا معهم نصيب سعدنا".

- وقد تكون الرحمة التي تنزل على الحجاج عشية عرفة تنتشر بركاتها إلى غيرهم من أهل الأعذار، فيكون لهم نصيب من إجابة الدعاء، وهذا موجود لمن يحبهم ويحب ما هم فيه من العبادة، فيحصل لقلبه تقرب إلى الله ، ويود لو كان معهم .
(ابن تيمية)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق