💎 [ التعيير بالذنب ] 💎
🔹قَالَ صلى الله عليه وسلم :
«كُلُّ بَنِي آدَمَ خَطَّاءٌ وَخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ»
صححه الألباني.
🔸أمر الشرع بالنصح والستر والرحمة والشفقة؛ ونهى عن التعيير والتشفي والشماتة؛
فالمؤمنون نَصَحَة
والمنافقون غَشَشَة؛
و " المؤمن يستر وينصح، والفاجر يهتك ويُعيِّر"
(قاله الفُضيل رحمه الله)
🔺قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
" لَا تُؤْذُوا عِبَادَ اللَّهِ ، وَلَا تُعَيِّرُوهُمْ ، وَلَا تَطْلُبُوا عَوْرَاتِهِمْ ؛ فَإِنَّهُ مَنْ طَلَبَ عَوْرَةَ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ طَلَبَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ حَتَّى يَفْضَحَهُ فِي بَيْتِهِ ".
▪️وقال صلى الله عليه وسلم :
«مَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» متفق عليه.
💡"ﻣﻦ ﺩﻻﺋﻞ ﺭﻗﺔ ﻗﻠﺐ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﻭﺇﻧﺎﺑﺘﻪ : ﺃﻧﻪ ﻳﺘﻮﺟﻊ ﻟﻌﺜﺮﺓ ﺃﺧﻴﻪ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﺇﺫﺍ ﻋﺜﺮ ﻛﺄﻧﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﺜﺮ ﺑﻬﺎ ﻭﻻﻳﺸﻤﺖ ﺑﻪ" .
(ابن القيم)
🌱التعيير بالذنب إعانة للشيطان على الإنسان:
أُتِي النبي صلى الله عليه وسلم بِرَجُل قد شرب، قال: اضربوه،
قال أبو هريرة: فَمِنّا الضارب بيده، والضارب بِنَعله، والضارب بثوبه ، فلما انصرف قال بعض القوم: أخزاك الله !
قال: "لا تقولوا هكذا، لا تعينوا عليه الشيطان".
رواه البخاري.
🍃فالمُعَيِّرُ مُنَفِّرٌ لعباد الله، صادٌ عن صراط الله المستقيم، داعٍ لسبيل الشيطان من حيث لا يشعر.
🌾 ومن عقوبة المعيِّر :
قال صلى الله عليه وسلم :
"وَإِنْ امْرُؤٌ شَتَمَكَ وَعَيَّرَكَ بِمَا يَعْلَمُ فِيكَ فَلا تُعَيِّرْهُ بِمَا تَعْلَمُ فِيهِ، فَإِنَّمَا وَبَالُ ذَلِكَ عَلَيْهِ".
أخرجه أحمد وأبو داود وهو في الصحيحة للألباني .
💎 قال ابن القيم رحمه في المدارج
(١/ ١٩٤-١٩٦) وهو يشرح كلام الهروي :
🔹" وقوله: [وكل معصية عيرت بها أخاك فهي إليك].
يحتمل أن يريد به: أنها صائرة إليك ولا بد أن تعملها، وهذا مأخوذ من الحديث الذي رواه الترمذي في جامعه عن النبي صلى الله عليه وسلم «من عير أخاه بذنب لم يمت حتى يعمله» ... .
🔸وأيضا ففي التعيير ضرب خفي من الشماتة بالمعير، وفي الترمذي أيضا مرفوعا «لا تظهر الشماتة لأخيك، فيرحمه الله ويبتليك» .
🔹ويحتمل أن يريد: أن تعييرك لأخيك بذنبه أعظم إثما من ذنبه وأشد من معصيته، لما فيه من صولة الطاعة، وتزكية النفس، وشكرها، والمناداة عليها بالبراءة من الذنب، وأن أخاك باء به،
🌱ولعل كسرته بذنبه، وما أحدث له من الذلة والخضوع، والإزراء على نفسه، والتخلص من مرض الدعوى، والكبر والعجب، ووقوفه بين يدي الله ناكس الرأس، خاشع الطرف، منكسر القلب أنفع له، وخير من صولة طاعتك، وتكثرك بها والاعتداد بها، والمنة على الله وخلقه بها،
🔸فما أقرب هذا العاصي من رحمة الله! وما أقرب هذا المدل من مقت الله، فذنب تذل به لديه، أحب إليه من طاعة تدل بها عليه، وإنك أن تبيت نائما وتصبح نادما، خير من أن تبيت قائما وتصبح معجبا، فإن المعجب لا يصعد له عمل،
🔹وإنك إن تضحك وأنت معترف، خير من أن تبكي وأنت مدل، وأنين المذنبين أحب إلى الله من زجل المسبحين المدلين، ولعل الله أسقاه بهذا الذنب دواء استخرج به داء قاتلا هو فيك ولا تشعر.
🌱فلله في أهل طاعته ومعصيته أسرار لا يعلمها إلا هو، ولا يطالعها إلا أهل البصائر، فيعرفون منها بقدر ما تناله معارف البشر، ووراء ذلك ما لا يطلع عليه الكرام الكاتبون،
🍃وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم «إذا زنت أمة أحدكم، فليقم عليها الحد ولا يثرب» أي لا يعير، من قول يوسف عليه السلام لإخوته {لا تثريب عليكم اليوم}
🔸فإن الميزان بيد الله، والحكم لله، فالسوط الذي ضرب به هذا العاصي بيد مقلب القلوب، والقصد إقامة الحد لا التعيير والتثريب،
🌱ولا يأمن كرات القدر وسطوته إلا أهل الجهل بالله، وقد قال الله تعالى لأعلم الخلق به، وأقربهم إليه وسيلة {ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا} وقال يوسف الصديق {وإلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن وأكن من الجاهلين}
💡وكانت عامة يمين رسول الله صلى الله عليه وسلم «لا، ومقلب القلوب» وقال: «ما من قلب إلا وهو بين إصبعين من أصابع الرحمن عز وجل، إن شاء أن يقيمه أقامه، وإن شاء أن يزيغه أزاغه» ثم قال: «اللهم مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك، اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك»"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق