الاثنين، 29 أبريل 2013

من صور الفوضوية عند بعض طلبة العلم

[ من صور الفوضوية عند بعض طلبة العلم ]
- أمثلةٌ للفوضوية عند بعض طلبة العلم ، وإنما أَخُص طلبة العلم لأنهم قُدْوَةُ الناس ، الفوضوية أنواع :

- [فوضويةٌ في أداء الفرائض] :
فمن الفوضوية إعتياد بعض الناس أن تفوته ركعةٌ أو ركعتان ، بل إن بعض الناس أصبح فوات فرض أو فرضين له عادةٌ مُسْتَدِيْمَة ، بل إن بعضهم لا يتوضأ إلا قُبَيْل الإقامة ، هذا من الجهل ، هذا لا يليق بآحاد الناس فضلاً عن صالحي الناس ، فضلاً عن طلبة العلم.


[فوضوية في النوم] :
من أعظم الأسباب في ضياع الأوقات هذا الأمر ، ضياعٌ للأوقات ، وتَراكمٌ في الأشغال ، وسَقَمٌ في الأبدان ، وتأخرٌ عن خيرٍ عظيم يفوته ، بعض طلبة العلم تارةً تراه نائمًا وقت الضحى ، وتارةً بعد الظهر ، وتارةً بعد العصر ، وتارةً بعد المغرب ، تتعجب تجد في كُلِ أرضٍ له نبتةٌ عفنة .
وأنا أنصح نفسي وإياكم : كُنْ في المُحافظة على وقتك أبخل من البخيل في إمساك ماله ، وكُنْ في تعليم العلم أكرم من الكريم في بذل ماله .


[فوضوية في قضاء الحوائج] :
قضاء الحوائج عند بعض الناس يجعله حجر عثرة ، ويجعله عقبةً كَؤود ، أيها الأكارم ، يا طلبة العلم ، فينا من هو أكثر أشغالاً من كثيرٍ منا ومع هذا يتوفر له أوقات أكثر من أقلنا أشغالاً ، إذاً المسألة ليست كثرة فحسب ، المسألة في الترتيب ، في إجتناب أمر الفوضوية .


[فوضوية في الزيارات] :
بعض الفُضلاء لا يترك أصحابًا له يراهم يوميًا ، بل والعجب أنه يراه في المَدْرَسَة ، أو في مكان عمله ، ويراه بعد العصر ، ويجتمعون في الليل ، بل أن بعضهم يقول : نجتمع في اليوم ثلاث مرات في الغالب . عجبًا ثلاث مرات في اليوم تجتمعون ! أنا أسألك : ماذا سيترتب على هذا الإجتماع ؟ لا أسألك عما سيكون فيه ، لكن أليس لهم بيوت ؟ إن كانوا متزوجين أليس لهم زوجات وأولاد ؟ إن كانوا غير متزوجين أليس لهم أُمهات وأباء ؟ أليس لهم إخوة وأخوات ؟ أين حُقوق البيت ؟ أين حُقوق الوالدين ؟ ثم يقول بعضهم : لم أُوَفَق في طلب العلم .


[فوضوية في الترويح عن النفوس] :
بعض طلبة العلم يجعل أصل وقته الترويح والعلم عَرَض ، وكان الأصل أن يعكس فيجعل أصل وقته الجد والطلب والترويح عَرَض ، ديننا فيه ترويح ، فيه فسحة لكن المُصيبة أن بعض الناس يجعل وقته في الأصل للترويح ، والعَرَض والقِلَة للجدية والإهتمام بالعلم ولا شك أن هذا من التناقض .

[فوضوية في طلب العلم] :
وأخرتها لأهميتها ، وأُمورها كثيرة ، وشُعَبُها كثيرة :

- الفوضوية في حضور الدروس : ولها صورٌ كثيرة من صورها أن بعض الناس إذا لم يفهم شيئًا في أول درسٍ يحضره أصابه إحباط ، وترك الدرس ولم يحضر .

- من الفوضوية أيضًا : كثرة التنقل من درسٍ إلى آخر بلا ظابطٍ مُعين بل بعشوائية وطمعًا في التحصيل والتعجل في التحصيل بدون ظوابط فيما يتطلبه الدرس من تحضيرٍ مُسبق ، ومن مُراجعةٍ مُلْحَقَة .

- أيضًا من الفوضوية : أن بعض طلبة العلم يُحاكي بعض أصحابه فإذا حضر صاحبه الدرس حضر معه ، وإن غاب صاحبه عن الدرس غاب معه .

- أيضًا من الفوضوية : يجعل بعضهم الدرس عَرَضًا والأشغال والترويح أصلاً فإذا قلت له : اليوم درس . قال : عندي رحلة ، عندي مُخَيَم ، عندي زيارة .


- أيضًا من الفوضوية : كثرة التغيب والتساهل في الحضور ، يحضر خمسة دروس ثم يتعامل بالربا في الغياب فيغيب عشرة ، ثم يحضر درسين فيغيب أربعة .

[ مهذب من محاضرة للشيخ د. عبدالعزيز السدحان ]

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق