[ تفسير بديع لا يُمَلّ لأواخر سورة النحل ]
" {إن إبراهيم كان أمة}
لئلا يستوحش سالك الطريق من قلة السالكين،
{قانتًا لله} لا للملوك ولا للتجار المترَفين ،
{حنيفًا} لا يميل يمينًا ولا شمالا كفعل العلماء المفتونين ،
{ولم يكُ من المشركين} خلافًا لمن كثَّر سوادهم وزعم أنه من المسلمين ،
{شاكرًا لأنعمه} ليس كمن نسي النعم فنسبها إلى نفسه فصار من المتكبرين ،
{اجتباه} لنعلم أنه المتفرد بالفضل والتمكين ،
{وهداه إلى صراط مستقيم} لتَعْرف الاستقامة من الإعوجاج عن الحق المبين،
{وآتيناه في الدنيا حسنة} لنعلم أن الدنيا مع الآخرة في اتباع الدين ،
{وإنه في الآخرة لمن الصالحين } ترغيبًا في زمرة الصالحين ،
ثم ختم هذا الثناء العظيم بالأمر الكبير والعصمة والقاعدة الكلية فقال :
{ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفًا وما كان من المشركين}
تبيينًا للناجين من الهالكين ،
وفرقانًا بين المحقين والمبطلين ،
وبيانًا للموحدين من المشركين ".
[تفسير آيات من القرآن الكريم - للإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب -رحمه الله-
ص١٥٥ ، ١٥٦]
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق