[كيف يكونُ الأمرُ إذا توافرَ العلماءُ وكيف يكونُ إذا فُقِدوا؟]
يقولُ ابنُ ناصر الدّين الدِمَشقي بعد أن قرّرَ وجوبَ اتباعِ السُنَّةِ ومنهجَِ الصحابة:
«وقد كان النَّاسُ على ذلك زماناً، إذ كان فيهم العلماءُ وأهلُ المعرفةِ بالله من الفُهماء:
مَن أرادَ تغييرَ الحقِّ منَعوه
ومن ابتدعَ بدعةً زجرُوه
وإن زاغَ عن الواجبِ قوّموه
وبيّنوا له رُشدَه وفهّموه
فلمّا ذهبَ العلماءُ من الحُكماءِ:
رَكِبَ كلُّ أحدٍ هواه
فابتدَعَ ما أحبَّ وارتَضاه
وناظَرَ أهلَ الحقِّ عليه
ودعاهُم بجهلِهِ إليه
وزخرف لهم القولَ بالباطل فتَزَيَّنَ به،
وصارَ ذلك ديناً يُكَفَّرُ من خالفه،
ويُلعنُ من باينه،
وساعده على ذلك من لا علمَ له من العوام، ويوقعُ به الظنّة والاتهام،
ووجدَ على ذلك الجُهّالَ أعواناً،
ومن أعداءِ العلمِ أخداناً،
أتباعَ كلِّ ناعق،
ومجيبَ كلِّ زاعق،
لا يرجعون فيه إلى دين،
ولا يعتمدون على يقين،
قد تمكّنت لهم به الرئاسة،
فزادهم ذلك في الباطل نَفَاسة،
تزيَّنوا به للعامّة،
ونَسوا شدائد يومِ الطامّة!»
[«الردُّ الوافِر» ص٢٩-٣٠]
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق