[ صلاة العصر ]
هي الصلاة الوسطى المخصوصة بالأمر بالمحافظة عليها :
قال تعالى : {حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين}
قال صلى الله عليه وسلم:
"شغلونا عن الصلاة الوسطى صلاة العصر"
رواه مسلم.
• معنى الوسطى: من الوسط، وهو الشرف والفضل، كقوله تعالى: وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا أي: خيارًا عدولا .
- يستحب التبكير بها:
"كان صلى الله عليه وسلم يصلي العصر والشمس مرتفعة حية ، فيذهب الذاهب إلى العوالي فيأتي العوالي والشمس مرتفعة" متفق عليه.
يستحب صلاة أربع ركعات قبلها:
قال صلى الله عليه وسلم "رحم امرءا صلى أربعا قبل العصر" صححه أحمد شاكر وحسنه الألباني.
من فضائل المحافظة عليها
١- من أسباب مغفرة الذنوب :
قال صلى تجتمِعُ ملائكةُ اللَّيلِ و ملائكةُ النَّهارِ ، في صلاةِ الفَجرِ ، و صلاةِ العَصرِ ، فيجتَمِعونَ في صَلاةِ الفجرِ ، فتصعَدُ ملائكةُ اللَّيلِ ، وتَثبتُ مَلائكةُ النَّهارِ ، ويجتمِعونَ في صلاةِ العَصرِ ، فتصعَدُ ملائكةُ النَّهارِ ، وتثبُتُ ملائكةُ اللَّيلِ ، فيَسألهُم ربُّهم : كيفَ تَركتُم عِبادِي ؟ فيقولونَ : أتَينَاهم وهُم يُصلُّونَ ، وتركنَاهُم وهم يُصلُّونَ ، فاغفِرْ لهم يومَ الدِّينِ
صححه الألباني .
٢- النجاة من النار
قالَ صلى الله عليه وسلم : " لَنْ يَلِجَ النَّارَ أَحَدٌ صَلَّى قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا " يَعْنِى الْفَجْرَ وَالْعَصْرَ " رواه مسلم .
٣- دخول الجنة
قال صلى الله عليه وسلم : " مَنْ صَلَّى الْبَرْدَيْنِ دَخَلَ الْجَنَّةَ " [ متفق عليه ] ، والبردان : هما الفجر والعصر .
٤- من أسباب النظر إلى وجه الرب -جل جلاله- ، وهو أعظم نعيم أهل الجنة :
عنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ :
كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَظَرَ إِلَى الْقَمَرِ لَيْلَةً يَعْنِي الْبَدْرَ فَقَالَ :
" إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كَمَا تَرَوْنَ هَذَا الْقَمَرَ لَا تُضَامُّونَ فِي رُؤْيَتِهِ فَإِنْ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ لَا تُغْلَبُوا عَلَى صَلَاةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا فَافْعَلُوا " متفق عليه .
"قال العلماء : ووجه مناسبة ذكر هاتين الصلاتين عند الرؤية ، أن الصلاة أفضل الطاعات ، وقد ثبت لهاتين الصلاتين من الفضل على غيرهما ما ذكر من اجتماع الملائكة فيهما ، ورفع الأعمال ، وغير ذلك ، فهما أفضل الصلوات ، فناسب أن يجازي المحافظ عليهما بأفضل العطايا ، وهو النظر إلى الله تعالى يوم القيامة" (ابن حجر)
- إثم من أخّرها إلى اصفرار الشمس :
قال صلى الله عليه وسلم:
"تلك صلاة المنافق، يجلس يرقب الشمس حتى إذا كانت بين قرني الشيطان قام فنقرها لايذكر الله إلا قليلا" رواه مسلم .
يُعرَف اصفرار الشمس بأن تُرى الشمس متغيرة، فتظهر الصفرة على الأرض والجدران، وهو حين تميل الشمس للغروب .
لصلاة العصر وقتان:
وقت اختياري ، ووقت ضروري ،
أما الاختياري : فيبدأ من أول وقت صلاة العصر وهو إذا صار ظل كل شيءٍ مثله سوى فيء الزوال إلى أن تصفر الشمس ؛ لحديث (وقت العصر ما لم تصفر الشمس) مسلم.
وأما الوقت الضَّروري : فيبدأ من حين اصفرار الشمس ويمتدُّ إلى غروبها ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من أدرك ركعة من العصر، قبل أن تغرب الشمس فقد أدرك العصر».
• تحديد انتهاء وقت صلاة العصر الاختياري بالساعة والدقيقة يختلف من فصل لآخر،
• والظاهر أنه يقدر في الصيف بنصف ساعة تقريبا قبيل أذان المغرب ،
وفي الشتاء ثلث ساعة تقريبا قبيل أذان المغرب .
(د. خالد المشيقح)
لا يجوز تعمد تأخير صلاة العصر إلى اصفرار الشمس بلا عذر وهي صلاة المنافقين ؛
لقوله صلى الله عليه وسلم: « تلك صلاة المنافق يرقب الشمس حتى إذا كانت بين قرني الشيطان قام فنقر أربعا لا يذكر الله فيها إلا قليلا » متفق عليه .
إثم من فاتته:
قال صلى الله عليه وسلم:
"الذي تفوته صلاة العصر كأنما وُتِر أهلُه ومالُه" متفق عليه.
• روي بنصب اللامين ورفعهما ، والنصب هو الصحيح المشهور الذي عليه الجمهور على أنه مفعول ثان ، ومن رفع فعلى ما لم يسم فاعله .
ومعناه : انتزع منه أهله وماله ، وهذا تفسير مالك بن أنس .
وأما على رواية النصب فقال الخطابي وغيره : معناه نقص هو أهله وماله وسلبه ، فبقي بلا أهل ولا مال ، فليحذر من تفويتها كحذره من ذهاب أهله وماله .
- " معناه أنه كالذي يصاب بأهله وماله إصابة يطلب بها وترا ، والوتر الجناية التي يطلب ثأرها فيجتمع عليه غمان : غم المصيبة وغم مقاساة طلب الثأر" . (ابن عبد البر)
- معناه يتوجه عليه من الاسترجاع ما يتوجه على من فقد أهله وماله ، فيتوجه عليه الندم والأسف لتفويته الصلاة . (الداودي المالكي)
- وقيل : معناه فاته من الثواب ما يلحقه من الأسف عليه كما يلحق من ذهب أهله وماله .
خصَّ صلاة العصر بالذكر " لأنها تأتي وقت تعب الناس من مقاساة أعمالهم وحرصهم على قضاء أشغالهم وتسويفهم بها إلى انقضاء وظائفهم".
(شرح النووي على مسلم)
- وقال صلى الله عليه وسلم:
"من ترك صلاة العصر فقد حبط عمله"
صحيح النسائي.
"حبوط العمل لا يتوعد به إلا على ما هو من أعظم الكبائر، وكذلك تفويت العصر أعظم من تفويت غيرها:
• …فإنها الصلاة الوسطى المخصوصة بالأمر بالمحافظة عليها.
• … وهى التي فرضت على من كان قبلنا فضيعوها، فمن حافظ عليها، فله الأجر مرتين.
• … وهى التي لما فاتت سليمان- رضي الله عنه - فعل بالخيل ما فعل ...".
(ابن تيمية)